القائمة الرئيسية

الصفحات

اسم الله الطبيب الشافي الجزء الرابع -1-

 

اسم الله الطبيب الشافي
الجزء الرابع

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.   

·      فهناك أشياء، هناك أمراض تأتي بسبب ضعف الإيمان، يعني -نسأل الله السلامة والعافية- وسوسة لشبهة، أو وسوسة لشهوة، مثلاً امرأة تحب رجلاً لا يحل لها، هذه فكرة يوردها الشيطان.

·      فتنة يوردها الشيطان، ويظل ماذا؟ يزينها، يزينها، يزينها، ويوهنها، ويلبسها -الذي هو العشق- فتجدين أن امرأة لما تتعرض لهذه الفتنة تدفعها بكل ما تملك من قوة؛ لأن معها برهان من الله، علم! علم من الله، تقوى من الله، كما في قصة يوسف: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ[يوسف:24]، الشيخ السعدي قال لكِ: ﴿لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ، البرهان ما معه من العلم، والتقوى من الله، لولا أنه معه علم بالله وبكلامه، لسقط في هذه الفتنة، حسنٌ؟

·      فهناك أمراض يدفعها العبد ببرهان من الله، تقوى من الله. مثل الوسوسة من الشيطان، يلقيها الشيطان، فإما يدفعها المؤمن بما عنده من علم عن الله، الملك المقيد له -الذي هو قرينه من الملائكة، واعظ الرحمن في قلب المؤمن- يقول له: احذر! إياك أن تقترب، غض البصر، لا تتكلم، لا تقترب. كما قال الإمام ابن تيمية: اختلاط الرجال بالنساء، كاختلاط النار بالحطب، ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ [النّور:30]، ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ[النّور:31]، فتوجد فتن يلقيها الشيطان كخواطر، التقي النقي الذي تقهر محبة الله في قلبه كل محبة، يدفع هذه الوساوس، ويأخذ أجر الجهاد والتقوى، جهاد النفس، ويجعله الله في معيته، ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ٦٩[العنكبوت:69]، ويوجد عبد الذي سيكون ماذا؟ مذموم، الموسوس المذموم، الذي ماذا؟ يستقبل الفكرة الوسواسية ويسير معها، وتصبح معه إرادة وعزيمة، سواء من ناحية الشبهات أو الشهوات. فمن ناحية الشبهات: ممكن يقع في السخط على أقدار الله، ولماذا أنا ذنبي كذا؟ ولماذا أن يحدث لي هذا؟ أنا لا أستحق! وتنسى أن الله جل وعلا سلام أن يظلم الناس شيئاً، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، حكيم لا يضعها إلا في الموضع الذي يصلح معها قلبها ونفسها. حسنٌ؟

·      إذاً هناك عبد يستقبل الفكرة الوسواسية، وهناك عبد لا يستقبلها. توجد واحدة تستقبل سوء الظن في وسواس العلاقات، سوء الظن! وتوجد واحدة تقول: لا، لا، ﴿إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ[الحُـجُـرات:12]، استغفر الله، استغفر الله.

·      هناك واحدة تستجيب للحسد، تقول: حظوظ، ناس عندها وليس عندي، أعطى الحلق نقط، الزمن نقط، الحظ النقط، انظر للذي أنا متزوجة منه، والذي هي متزوجة منه ماذا! انظر أنا أصلاً ماذا، وهي ماذا، وأنا معي ماذا؟ وهي معها ماذا؟ ناس لا تستحق ومعها، وناس تستحق وليس معها! هذا من سوء الظن بالله ظن الجاهلية، سوء الظن بالله يعالجه اسم الله القدوس، أن أي شيء تستحقيه ربي يعطيه لكِ، وأن المنع أو الحرمان هو الذي يصلح به قلبك ونفسك، فابعدي عن خاطرك أي فكرة سوء ظن عن الله جل وعلا، ﴿مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ [النساء:147]، ما يحتاج الله أن يفعل إن شكرتم وآمنتم. حسنٌ.

·      إذاً هذه أمراض ناشئة من الشيطان، علاجها، علاجها الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، طلب العلم عن الله ليل نهار، لزوم الصحبة الصالحة، لو الإنسانة العادية تشغل نفسها بالطاعات قيراط، الموسوسة تشغل نفسها ستة عشر، وسبعة عشر ساعة في اليوم، هذا العلاج! زيارة الأخوات في الله الصالحات، ولزوم الصحبة الصالحة؛ لأن فتية الكهف لما أراد الله أن ينجيهم من فتنة الدين، والضغوط التي كانت عليهم، جعل لهم ماذا؟ صحبة ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَاۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ٢٨ [الكهف:28]، الرقية الشرعية: والرقية هذه إن شاء الله نأخذها في الحلقة القادمة، لكننا نكمل.

·      متى يكون المرض سبباً للنجاة، وسبباً لغفران الذنوب؟ لما تقبلي بأمر الله جل وعلا، وتستغفري من أي ذنب أذنبتيه، وتتوبي إلى الله جل وعلا، وترضي بما قسم الله جل وعلا لكِ.

·      ((دَخَلْتُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهو يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ بيَدِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَجَلْ إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنكُم قالَ: فَقُلتُ: ذلكَ أنَّ لكَ أَجْرَيْنِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَجَلْ، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِن مَرَضٍ، فَما سِوَاهُ إلَّا حَطَّ اللَّهُ به سَيِّئَاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا. وَليسَ في حَديثِ زُهَيْرٍ: فَمَسِسْتُهُ بيَدِي. وَزَادَ في حَديثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، قالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ ما علَى الأرْضِ مُسْلِمٌ)). صحيح مسلم.

·      تخيلي أن المرض يزال بالعبد حتى يمشي على الأرض وما به خطيئة، متى؟ لما يلجئه المرض إلى التضرع إلى الله، قال تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ[الأنعام:43]، يعني الذي يأتيه المرض يتضرع، ربي يجعله له ماذا؟ طُهرة، ومنها يأتي الدعاء (لا بأس، طهور إن شاء الله).

·      كذلك المرض سبب من أسباب النجاة من النار، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عاد مريضاً ومعه أبو هريرة من وعكٍ كان به. ذهبوا ماذا؟ أنظري الرسول صلى الله عليه وسلم مع انشغاله، مع انشغاله -حبيبي صلى الله عليه وسلم- كان يزور المرضى، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويعين على نوائب الدهر. انظروا نحن فقط لأننا مشغولين ببيوتنا فقط لا غير، نادراً ما نزور المرضى، نادراً ما نزور بعض، مع أن هذه من الأشياء التي من السنة بين المؤمنين، سبب في زيادة الإيمان: ((مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى)). أخرجه البخاري ومسلم.

·      انظري نحن وصل بنا الحال، أنك ممكن جارك الذي أمامك ممكن بالشهور لا ترينه! مع أن "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره"، حسنٌ؟ "ومن كان يؤمن الله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"، " ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت" يعني هذه أسباب لزيادة منسوب الإيمان حقيقةً.

·      فهنا أبو هريرة والرسول زاروا أحد، ((عَنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّهُ عادَ مَرِيضًا ومَعَهُ أبو هريرةَ من وعْكٍ كان بهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أَبْشِرْ فإنَّ اللهَ يقولُ هيَ نارِي، أُسَلِّطُها على عَبدي المُؤْمِنِ في الدُّنْيا، لتكونَ حَظَّهُ مِنَ النارِ في الآخرةِ)). إسناده لا يصح، هذا صحيح لغيره، أخرجه أحمد والترمذي. يعني إذا طُهِّر بالمصائب في الدنيا، عوفي من التطهير بالنار في الآخرة، المريض يظفر بمعية الله جل وعلا.

·      ((إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أعُودُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قالَ: يا رَبِّ وكيفَ أُطْعِمُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّه اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو أطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلكَ عِندِي، يا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أسْقِيكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: اسْتَسْقاكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أما إنَّكَ لو سَقَيْتَهُ وجَدْتَ ذلكَ عِندِي)). صحيح أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة، والبخاري في الأدب المفرد.

·      دخول الجنة: المرض سبب من أسباب دخول الجنة: ((عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: إذا ابتليتُه بحبيبَتِيه يريد عينَيه ثم صبَر، عوَّضتُه الجنَّةَ)). صحيح.

·      اسأل الله عز وجل أن يعوض كل من فقدت بصرها بنور البصيرة يا رب، ويؤنسهم ويغنيهم من فضله، اللهم آمين- يوجد فريق من الكفيفات، طالبات من الكفيفات في مجموعة نور العلم عن الله من أنشط ما يكون في طلب العلم، وهن كفيفات، يعني فيهم من الخير ما لا يعلمه إلا الله، اسأل الله عز وجل أن يعوضهم الجنة-

·      ((قالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى، قالَ: هذِه المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ وإنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قالَ: إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ قالَتْ: أَصْبِرُ، قالَتْ: فإنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا)). صحيح.

·      انظري هذه سلوى وبشرى لكل من تعاني من الصرع، سواء صرع نتيجة مرض عضوي -الذي هو زيادة في كهرباء المخ- أو صرع نتيجة ماذا؟ مس أو سحر، نقول لها: لما تصبري وتحتسبي، وتحاربي الشيطان، أعلى أنواع الجهاد: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، قبل أن نجاهد اليهود والشيعة، قبل أن نجاهد من؟ اليهود والشيعة. فأنتِ لكِ في هؤلاء أسوة حسنة، لكِ في الرسول صلى الله عليه وسلم.

·      عندما نأتي إن شاء الله ندرس دورة المعوذتين، أن الرسول صلى الله عليه وسلم سُحر، واشتد ألم النبي صلى الله عليه وسلم، ((أنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فَقالَ: نَعَمْ قالَ: باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ)). صحيح مسلم

·      كلما تأتي ترقي نفسك من الألم، هناك ناس تحتاج الرقية يومياً يا أم عيسى! لكن أنا أقصد على التي هي متألمة فتكرر الرقية.

·      أيضاً في زيارة المرضى، في عيادة المريض، الجنة في عيادة المريض: ((ما مِن مُسلِمٍ يعودُ مُسلِمًا غدوةً؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُمْسِيَ، وإن عاد عَشيَّةً؛ إلَّا صلَّى عليهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ حتَّى يُصْبِحَ، وكان لهُ خَريفٌ في الجنَّةِ. أخرجه الترمذي، غدوة: ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس، العشية: آخر النهار، الخريف: الذي هو الثمر. يعني يقول لكِ: الذي يعود مريض ويتفقده ويسليه ويؤنسه، كأنه يمشي في خرافة الجنة، يعني يمشي ويتناول من ثمر الجنة.

·      حسنٌ، من المرضى من لهم أجر الشهداء: ((الطَّاعُونُ شَهادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِم)). أخرجه البخاري. ((بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له، فَغَفَرَ له. وَقالَ: الشُّهَداءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والْمَبْطُونُ، والْغَرِقُ، وصاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ)). صحيح مسلم

·      انظري بالنسبة لهذا الحديث رواه مالك، والبخاري، ومسلم، والترمذي. المبطون: الذي يموت بداء البطن، بداء البطن، لذلك هناك كثير من العلماء عد السرطان، الذي يموت بالسرطان شهيد؛ لأنه يمسك الجسد من أوله حتى يصل للبطن -هذا ما رأيناه في المرضى، يقول لكِ: بطني، بطني -ممكن أي واحد يموت بداء في البطن، بداء في البطن -كما ورد في الحديث- شهيد، رواه مالك، والبخاري، ومسلم، والترمذي.

·      ((أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ جاءَ يعودُ عبدَ اللَّهِ بنَ ثابتٍ فوجدهُ قد غُلِبَ فصاحَ بهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فلم يُجِبهُ فاسترجعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وقالَ غُلِبنا عليكَ يا أبا الرَّبيع فصاحَ النِّسوةُ وبكينَ فجعلَ ابنُ عتيكٍ يسكِّتُهُنَّ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ دعْهنَّ فإذا وجبَ فلا تبكيَنَّ باكيةٌ قالوا وما الوجوبُ يا رسولَ اللَّهِ قالَ الموتُ قالتِ ابنتُهُ واللَّهِ إن كنتُ لأرجو أن تكونَ شهيدًا فإنَّكَ كنتَ قد قضيتَ جِهازَكَ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد أوقعَ أجرَهُ على قدرِ نيَّتِهِ وما تعدُّونَ الشَّهادةَ قالوا القتلُ في سبيلِ اللَّه تعالى قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الشَّهادةُ سبعٌ سوى القتلِ في سبيلِ اللَّهِ المطعونُ شهيدٌ والغرِقُ شهيدٌ وصاحبُ ذاتِ الجنبِ شهيدٌ والمبطونُ شهيدٌ وصاحبُ الحريقِ شهيدٌ والَّذي يموتُ تحتَ الهدمِ شهيدٌ والمرأةُ تموتُ بِجُمعٍ شهيدةٌ)) صحيح أبي داود.

·      يعني خلاف طبعاً معروف أن من قاتل في سبيل الله لإعلاء لا إله إلا الله هذا أعلى أنواع الشهادة. توجد شهادة أخرى؟ قال لكِ: "المبطون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد -الذي يخرج له دمل في جانبه، داء، نسأل الله السلامة والعافية، فيميته أو يقتله، وقريبة جداً والله أعلم من الكبد، والله اعلم- والمبطون شهيد، أقصد المطعون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجُمع شهيد -حامل، تموت وهي حامل-

·      المرض عذاب لمن عصى الله ورسوله، فإن الله يعاقب من عصاه، ومن هذه العقوبات الأمراض: قال تعالى: ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ١٢٣[النساء:123]، عن أبي بكر أنه قال: يا رسول الله كيف الفلاح بعد هذه الآية؟ يعني كيف بعد ما ﴿يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا؟ فكل سوء عملناه جزينا به؟ يعني كل شيء سنحاسب عليها؟ خاف! خاف! فقال النبي صلى الله عليه وسلم- انظري للجمال بين الاثنين المتحابين، انظري أبو بكر الصديق أحب الخلق إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ((إنه ليس من الناسِ أحدٌ، أمَنَّ عليَّ في نفسِه ومالِه من أبي بكرِ ابنِ أبي قحافةَ، ولو كنتُ مُتخذًا من الناسِ خليلًا، لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلًا، ولكن خُلَّةُ الإسلامِ أفضلُ، سُدُّوا عني كلَّ خَوخَةٍ، في هذا المسجدِ، غيرَ خَوخَةِ أبي بكرٍ)) صحيح الجامع.

·      انظري هذا الذي الشيعة يلعنوه! هذا الذي الشيعة يلعنوه! ثم الناس تسأل: هل هؤلاء الشيعة مسلمين؟ حسنٌ.

·      ((قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال أبو بَكْرٍ: يا رسولَ اللهِ، كيف الصَّلاحُ بعدَ هذه الآيةِ: ﴿يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ [النساء: 123]؟! فذكَرَ الحديثَ [أيْ حديثَ: فكلُّ سُوءٍ عَمِلْنا جُزِينا به؟! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: غفَرَ اللهُ لك يا أبا بَكْرٍ، ألستَ تَمرَضُ؟ ألستَ تَنصَبُ؟ ألستَ تَحزَنُ؟ ألستَ تُصيبُك اللَّأْواءُ؟، قال: بلى. قال: فهو ما تُجزَوْنَ به)) صحيح. ألست تمرض – المفروض أن تكون هناك همزة- ألست تمرض، ألست تنصب، ألست تحزن، ألست تصيبك الألواء؟ قال: بلى، قال: فهو ما تجزون به"

·      وقد ذكر في بعض الأدلة من شرع الله تعالى عدة أسباب العقوبة بالأمراض منها:

·      انظري لماذا؟ لماذا تفشت الأمراض؟ خاصة الهم والحزن، والأمراض النفسية، ليتكم يا حبيباتي تسمعن مدارسة سورة السجدة. سورة السجدة من السور التي عني بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكل شيء كرره النبي صلى الله عليه وسلم لابد أن يستوقفك، وجدنا معاني عظيمة جداً جداً عندما كنت وأخواتنا في الكويت نتدارس سورة السجدة، النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بها الركعة الأولى في صلاة الفجر في كل يوم جمعة، وفي الركعة الثانية سورة الإنسان. من ضمن الآيات العجيبة: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٢١ [السجدة:21]، قال ابن عباس، قال ابن عباس: ما يصاب به من الأسقام والهموم والغموم في الدنيا، لكي يتوبوا إلى الله. يعني هذه الأمراض النفسية، والوساوس، وسوء الحالة النفسية، والتعب، وتعب البدن، يأتي ليظل عندك التنبه إلى التوبة والاستغفار، والإقبال على كلام الله تدبراً، وعلماً، وعملاً، وتعليماً.


تعليقات