القائمة الرئيسية

الصفحات

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

   أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

·      طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا، أسأل الله عز وجل أن يجعلنا ((ممن سلك طريقاً يلتمس به علماً فسهل الله له به طريقاً إلى الجنة))، اللهم آمين.

·      درس اليوم كلمات تصف الحياة وهي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم سنتطرق لمناقشة حديث من أروع الأحاديث وكل كلام النبي صلى الله عليه وسلم نافع.

·      عناصر الدرس:

·      أولا: أن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم تامٌ في النفع لمن كان صادقاً، وما معنى لمن كان صادقاً؟

·      هو كإمرء يريد من داخله وبكامل عقله وقلبه أن يرضي ربه الصدق "ما هو الصدق"؟

·      إرادة داخلية، نية، ترجي بها أنك تكوني قريبة من الله الذي خلقك فسواك فعدلك، ويكون جل هدفك إن أكون وفق رضاك أنت يا رب، يكون أعظم وأكبر من في حياتك هو الله، هذا معنى صادق، عندما أقول لكن لا تتصورن أن تكونن صادقات ويخذلكن الله، لأن هناك من هي بعيدة عن الله ولا تعمل وفق مراده، ولا تتحرى أن تكون صادقة يعني من داخلها إرادة إن هي تكون وفق مراد الله عز وجل كما يحب الله ويرضى، تكون ودودة لله حبيبة لله سبحانه وتعالى فكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم تامٌ في النفع لمن كان صادقاً وهذا معنى البركة، هي "النفع، الخير، النماء" فلابد من التمتع بكلام الله عز وجل.

·      ثانيا: إن الله عز وجل هو الذي يمن على عباده بالعلم ولا فضل لأحد من الخلق على أحد إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى ولذلك أكثر شيء ربي سبحانه وتعالى أمرنا بطلبه والاستزادة منه هو ماذا؟ العلم ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طه:114]

·      ثالثا: سيكون مجال حديثنا شرح لكلمات تصف الحياة من حديث ((عش ما شئت فإنك ميت)).

·      نأخذ منها مجموعة من العناصر، أنا أسرد لك العناصر أولا ثم نبدأ في الشرح من أجل أن تكوني في كامل تركيزك.

·      إن الله هو واهب الحياة وإن الله عز وجل هو الذي يصف لنا الحياة بكلامه وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم أن الموت مخلوق كما أن الحياة مخلوقة والدليل: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ٢ [الـملك:2]

·      من عناصر الدرس:

·      -1بقاء ذكر الموت يصلح الحياة لو استعنا بالله طلبنا العون من الله، هناك من ينفر من ذكر الموت، فما أن نبدأ بذكره حتى تقول لك: يا الله أليس هناك شيء آخر نتحدث فيه؟

·      وبعضهم الخوف من الموت أصبح بالنسبة لهم وسواس قهري، المفترض أن ذكر الموت في الإسلام يطيب الحياة، لماذا يطيب الحياة؟ هذا الذي سنشرحه بالتفصيل من خلال الحديث، فليس المراد هنا أن تصبن بالوساوس لكنها "عظة"، ذكر الموت الغرض منه "الاستعداد للقاء الله عز وجل للعمل" لكي لا تغتمي بأي شيء يحدث في الدنيا وتعلمين أن هذه الدنيا فانية.

·      خمس نقاط تجعل ذكر الموت يصلح الحياة سنناقشها في الدرس:

·      أولا: ((أحبب من شئت فإنك مفارقه)): وأدلة تؤيده لا تجعل قلبك أو لا تجعلِ قلبك مشغول بالمحبوبات وإنما تناوليها بالقدر الذي يكفيك ولا تجعليها مدار الحياة ومحورها، في ناس لها محاور في حياتها محور حياتها أن ترتدي أفخر الثياب وأحسنها! هذه واحدة وأخرى محور حياتها أن تطبخ من الطعام أشهاه واطعمه وتؤثث بيتها بأثات فخمة، وأخرى محور حياتها وكل تفكيرها كيف تعمل كثيرا لتجني مالا وفيرا، وغيرها محور حياتها أن تتحصل على شهادات عالية من أجل المكانة العلمية والشهرة وواحدة ثالثة محور حياتها ولا عشرة محور حياتها أن ماذا؟ كل تفكيرها وانصبابها على الزوج ومراقبة الزوج، ماذا يفعل؟ وإلى من يتحدث؟

·      كل هؤلاء جعلوا من غير الله محور لحياتهم ودنياهم مقدمة ومرجوة عن آخرتهم!!، فهؤلاء يدمرن أنفسهن نفسياً وعقائدياً ودينياً، فهذا الحديث يبين لك كيفية التعامل مع الخلائق، سنفهم من الحديث بالتفصيل "إنك مهما تحبين أي أحد أو أي شيء لابد وإن ماذا؟ تفارقيه، يبقى لا تجعليها مدار الحياة ومحورها، وصفة عملية من أجل ألا أتعلق بشيء.

·      ثانيا: ((اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به)): و "مجزيٌ به" تشمل ماذا؟ الدنيا والآخرة وسنتطرق لأمثلة من الواقع كلمات تصف الحياة.

·      ثالثا: ((واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل)): لماذا قيام الليل؟ إن شاء الله سنذكر الأسباب، سوف نذكر أربع أمور تعين على المداومة على قيام الليل.

·      النقطة الأخيرة ((عز المؤمن استغناؤه عن الخلق)): تستغني عن الخلق بثلاثة أمور لا تمد بصرك، لا تشغل قلبك بهم، لا تطلق لسانك فيهم.

·      بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم الحمد لله الذي بفضله ينتفع العباد بكلامه فهو سبحانه وتعالى الذي حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وهو سبحانه وتعالى الذي يبغض إلينا الكفر والفسوق والعصيان فالفضل أولاً وأخراً له سبحانه وتعالى، ليس للعباد على العباد فضل بل الفضل كله لله سبحانه وتعالى فهو الذي أنزل كتابه وأرسل رسوله وجعل كلمات نبيه ﷺ منيرات في القلوب" هذه قاعدة إن كلام ربك وكلام رسولك صلى الله عليه وسلم نور في القلوب بل جعل هذا القرآن العظيم نفع للخلق كلهم ألم تسمع إلى الجن يقولون: ﴿فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ٢ [الجن:1-2]

·      فها هو القرآن يقع في قلوب الصادقين حتى من الجن، وهذا يعني الصادقين من الجن لأن منهم العلماء ومنهم الربانيين لابد لك من معرفة أن "مثلما منا "مؤمن وكافر "منهم أيضا مؤمن وكافر، مثلما نحن منا "طالب وعالم من الجن أيضا طالب وعالم، الثقلين والرسالة كما أرسلت إلينا أرسلت إليهم وأن مؤمنهم مؤمن وكافرهم شيطان.

·      فالقرآن ينفع قلوب الصادقين فينتفعون به، ولا ينفع في الحقيقة إلا كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم فإذا أتى القرآن لقلوب صادقة وهذا شرط مهم جداً نفع الله عز وجل بهذا الكلام، لو وجد قلب صادق فسيكون "أرض خصبة" تثمر خيرا، تأخذ هذا الكلام وتنتفع به، وإذا أتى لقلوب ليست بصادقة حجز الله عز وجل الفهم. عن كل ماذا؟ كاذب.

·      فواحد أصلاً كل تفكيره أن يعيش الحياة سواء العيشة هذه يرضى عنها ربنا أو لا!! هذا الشخص كيف سينتفع بكلام الله؟ هو أوجد بينه وبين كلام الله عز وجل حاجز يقول لا أريد.

·       ولذلك أنتن لو تذكرتن "أخر درس في اسم الله مالك الملك" قلنا أن هناك هداية اختيارية وهداية جزائية وضلالة اختيارية وضلالة جزائية، وما معنى هذا الكلام؟ ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧ [محمّـد:17]

·      في صدق في الرغبة في الهداية من الله عز وجل فربنا سبحانه وتعالى كيف جزاهم زادهم هدى، ﴿فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف:29] ﴿مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُۚ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١٨٦ [الأعراف:186]

·      ولهذا هناك من اختار الضلالة وصمم عليها فكان جزاؤه أن الله عز وجل ختم على قلبه فأضله فالله يهدي من يشاء بفضله ورحمته ويضل من يشاء بعدله، لأن جزائهم بعدله، لأن هم من أصروا على ماذا؟ على الضلالة وهذه نقطة مهمة جداً "يجب على الناس أن تفهمها، لأن منهم من يجادل في كبر وجهل" تقول لك لو ربي يريد أنه يهديني لكان هداني، ولماذا نحاسب إذا مادام الأمر كذلك! وأين إرادتك التي أعطاها لكِ؟ أعطاكِ إرادة وأعطاكِ مشيئة ولكنها تحت إرادته وتحت مشيئته، ولهذا الشخص الكاذب الذي لا يريد الطريق أو المستكبر أو مستحب الحياة الدنيا على الآخرة جعل الله بينه وبين الهدى حاجزاً كذلك في سورة البقرة:

·      ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة:2] في سورة القصص قال الله عز وجل ﴿نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ [القصص:3] لمن؟ لمن الانتفاع؟ ﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [القصص:3] إذاً شرط الانتفاع بكل هذه الأخبار التي في القرآن والتي جرت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم لكي تنتفعين بها لابد أن تكوني صادقة ولذلك أنتم لو تلاحظن "أنني كل مرة أدعو" يا رب المتكلم والمستمع يكون صادق لماذا؟ حتى يحدث الانتفاع بهذا الكلام.

·      وما جزاء الصادق؟

·      جزاء الصدق "أن يشرح الله عز وجل الصدر لفهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ويظل على ذلك حتى الممات، لابد أن نتفق أن ليس للخلق فضل على أي أحد إنما الفضل كله لله فلما نأتي لاسم عظيم من أسمائه سبحانه وتعالى وهو المنان الذي يمن على خلقه بأن يشرح صدورهم للعلم وهو الذي يمن على خلقه بأن يجمع قلوبهم للانتفاع من الذي يحركنا؟ من الذي يأتي بنا؟

·      المنة لله سبحانه وتعالى، فيمكن أن تكون الأخت في مكان موجودة بالبدن لكن القلب من داخله أين وما هي حالته؟ ليس صادقاً فما تنتفع والصادقة تنتفع ولو بينك وبينها ألاف الأميال فنسأل الله عز وجل أن يرزقنا الصدق وهذه قاعدة في غاية الأهمية أن الصادق هو الذي ينتفع بكلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، فنحن خرجنا من كل هذه المقدمة بنتيجتين:

·      أولا: أن كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم تامٌ في النفع وهذا معنى ماذا؟ البركة؟ فيه نفع، فيه نماء، فيه ثمرة، في نتيجة حلوة من جلسة على ذكر الله عز وجل.

·      ثانيا: أن هذا القرآن ﴿يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9] ولكن من الذي يهديه الله عز وجل؟ للتي هي أقوم من كان صادقاً ما معنى من كان صادقاً؟ ما معنى الصدق؟ حتى لا تأتيني من تسأل، عن معنى صادقات؟

·      يعني كل هدفي ووجداني، وأعمق أعماق فكري وقلبي أكون وفق رضاك يا رب، لا يشغلني سوى أن أرضيك أنت يا رب، ثم يرزق الله عز وجل "الصادقين" المنة والفضل منه أن يشرح صدورهم لأنهم اتبعوا الهدي واستجابوا له فأنت في ذهابك وإيابك قولي: يا رب لك الحمد ولك المنة.

·      نحن بفضل الله ومنته اللهم بارك نجلس في أرقى الأماكن قاعات مكيفة وجميلة ونذكر الله عز وجل ونحن في حبور ويسر وسرور وغيرنا كثيرات لا تستطع أن تجتمع في البيوت وتعمل حلقات للعلم، إحدى الأخوات في دولة من الدول الإسلامية تقول لي لو اكتشفوا أي تجمع للتعليم يكون مآلهم الى السجن، ولله الأمر من قبل ومن بعد!، حتى لو اجتمعن لتعلم تلاوة القرآن نضع واحدة منا تظل تراقب الطريق لنا من على أول الشارع حتى لو جاءت عربة شرطة تتصل بنا وكلنا نتفرق، إما نفعل هكذا أو يكون مصيرنا السجن، فمنة من الله عز وجل فدائماً كوني صادقة لان هناك منن من الرب يمن علينا بها، وقد لا تستوقفك لأنها ملك يديك بالفعل، عندك المكان الذي تتعلمين فيه، جهاز الموبايل بين يديكِ يعني يوصل لك أجمل كلام لأجمل علماء وأعلى علماء فالمطلوب منك ان أنتِ تكون بمنتهى الصدق في الطلب من الله سبحانه وتعالى، لأن الإنسان الصادق يشرح الله عز وجل صدره ويرزقه القدرة على الفهم والانتفاع.

·      أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بهذه الكلمات التي هي درر وهي تصف الحياة من كلام خير من وجد على الأرض وهو النبي صلى الله عليه سلم وعلينا أن نتفق أن هذه الحياة منة من الله سبحانه وتعالى، فالله هو واهب الحياة وهو الذي يصف لنا الحياة بكلامه أو بكلام نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا هو العلم، ما هو العلم؟، قال الله من أجل أن تفهمين أولادك، معنى العلم؟

·      هو الحق الذي خلقه لك وأوجده لك الخالق الذي خلقك فسواك فعدلك على هذا، وهناك علم باطل وهناك علم حق وأحق الحق في العلم هو قول الله في محكم آياته وأحاديث رسول الله وأقوال الصحابة أولوا العرفان، على هذا سيكون كلامنا في وصف الحياة ولكن من كلام النبي صلى الله عليه وسلم سنقف أمام الحديث.

·      أولا ثم نعلق عليه بحيث يتبين لنا أين وصف الحياة مستعدات للرحلة، أربطن الأحزمة وأخلصن النوايا وهيا لننطلق مع الرسول صلى الله عليه وسلم، اللهم اجمعنا به يا رب اللهم آمين.

·      عن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا محمد عش ما شئت)) انتبهن! كل مرة سيدنا جبريل يقول للرسول صلى الله عليه وسلم يا أيها النبي المرة هذه ماذا يقول له؟

·      يا محمد، هذه لهدف، سنذكره، قال: ((يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من أحببت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به)) هذا خطاب من جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا شيءٌ من الوحي ثلاث جمل هي ملخص للحياة، كم ستعشن؟

·      ماذا بعد العيش وإن طال؟ عشنا سنوات وسنوات، ثم ماذا بعد؟ ستموتين ففي النهاية أنك ماذا؟ ميتة

·      وأحبب من شئت وفي النهاية لابد من ماذا؟ ثم اعملي ما شئتِ ولابد وانت تعمل كل عمل تعرفين انك ماذا؟ محاسبة عليه ومجزية؛ ضع هذه الكلمات بين عينيك (الكلمة التي سأنطقها مجزية بها، التصرف، العصبية النرفزة، السخط، معاملة الخلق بطريقة غير لائقة، الغيبة، النميمة، تضييع الأوقات، تضييع الفكر كله مجزيٌ فيه، هناك قواعد لابد من وضعها بين أعيننا، قواعد يحددها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم.

·      ثم يقول سيدنا جبريل ((واعلم أن شرف المؤمن قيام ليل وعزه استغناؤه عن الناس)).

·      الثلاثة الأولى وقف مجمل للحياة ثم الجملتان الأخيرتان من الحديث طريق للشرف والعز كيف أكون عزيزة؟

·      وهذا العز الذي يأتي من الله، لا يأتي بالرسم ولا التمثيل ولا المكانة العالية والشهرة، سيكون هناك فرق شاسع من الضروري أن تكون هذه الجمل الخمس موجودة في عقولنا قبل أن نبدأ في شرحها على أساس أنها ماذا؟ قواعد نبوية، هذه الحقائق التي ذكرت في الحديث ليست جديدة فكل الناس يعلمون بدون أي حاجز في الفهم أنهم سيعيشون وسيموتون لكن أنظري للجمل فكل جملة تكون التي بعدها في قلب معظم الناس أقل يقيناً منها، كلنا على يقين تام أننا مهما عشنا سنموت فهل نعمل للموت؟

·      يعني ليل نهار أضع هذا اليقين قبل كل أعمالي! هل أضع الموت أمامي؟ وهذا هو الفرق بين العلم واليقين، هل تتذكرن "تفسير هذا! الفرق بين العلم واليقين؟

·      اليقين هو العلم الذي باشر القلب، وما معنى باشر؟ كلام الشيخ السعدي ولم نكن نفهم معنى اليقين؟ غير لما فهمنا الكلام منه وأسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة ويجمعنا بهم في عليين بعد النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أمين.

·      باشر ماذا نعني بها؟ يعني مشاعر مسيطرة على القلب، فلما يبقى في مشاعر مسيطرة يبقى في عمل، بما تعلمت، ولا أنسى كل ما يقال وما يباشر قلبي! لكن عندما أرزق الإدمان على العلم عن الله يبقى على طول عندي مشاعر تسيطر على من؟ على القلب، فهنا أحبب من شئت فإنك مفارقه عش ما شئت فإنك ميت يبقى يسيطر على مشاعري أن أنا لابد من أنني يوما ما سأموت، فلماذا أغضب وأحزن على الدنيا وما فيها؟ لماذا التكالب على شيء في الدنيا؟ مهما يأتيني من ابتلاءات العملية، لا أتوقف وما أصاب بالأزمات النفسية والصدمات القلبية، أحبب من شئت فإنك مفارقه هذا الأمر أقل من جهة اليقين بمعنى أن هناك من تحسب أن هي لما تحب حد ويرتبط بها وترتبط به جداً استحالة حاجة تفرق بينهم! هذا حال البعض، كلما كان الإنسان قليل التجربة ظن أن محبوباته باقية لا يفارقها صحيح أو خطأ كلامي هذا؟ لا يتعلم غير متى؟ عند الصدمة، وهذه تربية، الأمر الذي بعده، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به، كلما كان الإنسان أقل تجربة أيضاً ظن أن أعماله التي يعملها ستذهب ولن يجازى عليها في الدنيا ولا في الآخرة، تجدين البنت تتعامل مع أمها بطريقة معينة وهي لا تتخيل في يوم من الأيام ان هي سترد لها كأسوأ ما يكون، ستتزوج وتنجب ابنة تكلمها بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب نسخة عملها تجازى به، واحدة وفيه ناس تبقى سبحان الله بارة جداً بأبويها ومع ذلك يجيء لها ماذا؟ ابن عاق! وهذا اختبار وابتلاء ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا كيف ستتصرفين؟

·      مع الاختبار والابتلاء ولذلك في كثير من الاباء والأمهات يقولوا لأولادهم العاقين نحن غير متضررين! لماذا؟ لأنه جزاء عملهم مع والديهم من قبل، وآخرين علموا أنه ابتلاء فصبروا واطمئنوا، فيختلف الناس بين معاقب ومبتلى، قيسي عليها لما واحدة تعامل أم زوجها معاملة سيئة، ستأتي امرأة ابنها تعاملها بنفس الطريقة، وممكن واحدة تكون بارة جدا بحماتها وامرأة ابنها تأتي وتعذبها، فهناك دائما شواذ للقاعدة، تقول الحمد لله أنا لم أكون أعمل هكذا، فهذا مزيد من الدرجات المهم أن الابتلاء أو ما تلاقيه بناء على عملك لو أنت صبرتي ورجعتي إلى الله في كل الأحوال أنت ماذا؟ مجزات بحسن صنيعك ويرفعك درجات عند الله سبحانه وتعالى.

·      ننظر للثلاثة نصوص بنظرة أخرى نحن غالبا نهرب من هذه الأمور الثلاثة التي هي ماذا؟

·      نهرب من ذكر الموت ومن تصور الفراق ومن تصور الجزاء وكثيراً ما تشعرين أنك لو أحببت أحد فلن أذكره بالموت وأصيبه بالكدر، لماذا؟

·      وهذه ليست خدمة بل هو غرور، خاصة لو كان الإنسان في حال من اللهو أو من البعد أو من المرض نحن لا نقول له إنه سيموت فهو يعلم ذلك لكن نتكلم عن الموت ذكر الموت يصلح الحياة وهذه من القواعد.

·      الجملة الأولى ((عش ما شئت فإنك ميت)) وكيف يكون ذكر الموت مصلح للحياة؟

·      لو استعنا بالله نحن غالبا نتخيل أن الموت جاء من العدم؟ بينما الحقيقة أن الموت مخلوق كما أن الحياة مخلوقة والدليل كلنا نحفظه ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الـملك:2]

·      يقول لنا علمائنا إن ذكر الموت هذه الحقيقة من الأسباب المعينة والمهيئة لصلاح الدنيا ولا تتعاملين معه بصورة أنه وسواس يخيفك فيعيقك عن العمل، فغالب ما يتحول الموت نتيجة هذه المشاعر إلى خوف قاطع عن العمل.

·      في ناس تشعر غالبا أنها ستموت، يتسلط عليها وسواس لا ينتهي وتصبح عندها حالة هلع وخوف واضطراب وارتفاع في الضغط أو انخفاض شديد فيه وتعرق، وهذا معناه أننا دخلنا في حالة ماذا؟ مرضية، وهذا لا يصح! فيجب أن يكون ذكر الموت يدفعني للعمل، والاستزادة من الحسنات، يعني لو أنا أنام 6 ساعات في اليوم أنام 4 ساعات، لو أنا لا أسمع وأفهم كل يوم عن الله أسمع كل يوم وأفهم عن الله، لو أنا ما أحفظ قرآن أبادر وأحفظ قرآن، لو أنا لا أبر والداي حتى لو أموات أسارع ببرهما والدعاء لهما، لو أنا ما أنفع المسلمين، أسارع في مد يد العون، لماذا؟ لأنني على يقين أني ميت، جاءت ساعة النهاية ولو رأيتها بعيدة، قربت أوضع في القبر وهذا القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفار النار.

·      ولهذا لابد وأن ذكر الموت يصلح الحياة وذلك بأن تعلمين أن الموت مخلوق سيمر عليك كما أن الحياة مخلوقة مرت عليك، كنت لا شيء ثم أصبحت في بطن أمك شيء، وهذا شيء خلق الله عز وجل فيه الحياة ثم تأتي اللحظة التي يخلق الله فيها الموت فتنتقل من مكان إلى مكان أخر، فنحن الان كلنا في مكان ويقينا سننتقل لمكان أخر.

·      وبمعنى آخر: أنك في حياتك في الدنيا تعيشين ببدنك وروحك في مكان واحد تختلطين بالخلق هذه هي الحياة اختلاط بالخلق في الحياة الدنيا، لكن في الموت روحك هي التي تعيش وتذهب وتعود، أما بدنك فهو يوضع في التراب يقل ويتآكل إلى أن يصبح غير موجود يأكله الدود إلا أولياء الله الصالحين وطبعا الأنبياء والشهداء، يبلى جسد كل واحدة فينا وما يبقى منه إلا عجب الذنب، الذي عند البعث ينزل مطر من السماء كأنه الطل وتنبت من عجب الذنب الأجساد وتخرج لملاقاة الله عز وجل أرواح أهل الإيمان في متعة -نسأل الله أن يجعلنا منهم- حيث أنها بين أن تكون في حواصل طير في الجنة، أرواح الشهداء كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حواصل طير خضر تسبح في الجنة أينما شاءت ثم تأوي فتبات في قناديل معلقة بعرش الرحمن -اللهم اجعلنا منهم- فأرواح المؤمنين إما أن تكون في حواصل طير في الجنة أو مترددة بين الجنة والجسد، فهناك نوع من أنواع التعلق بين الجسد المدفون في التراب أو في القبر وبين من؟ الروح التي هي ماذا تفعل بعد الموت؟ وأين مستقرها؟ تسبح في الجنة، فلابد وان يسيطر على مشاعرك أنك ستدخلِ إلى نوع حياة أخرى الحياة التي أنت فيها الان، هذه الحياة هي دار استعداد لما هو آت، أستعد منها لنوع حياة أخرى -أحسن الله مقامكم- فماذا أنت فاعلة؟ وكيف ستكون درجة استعدادك؟

·      افعلي ما يجعل القادم أحسن من الماضي، إنما هي الحياة الدنيا وللآخرة خير وآبقي، فأنت في هذه الحياة الان فكري في الحياة الآخرة على أي هيئة تريدينها؟ أن تكون روضة من رياض الجنة؟ فما الأشياء التي ستنفعني في قبري؟ وأنا في القبر هكذا وراقدة؟ أكون أنظر لمقعدي من الجنة -اللهم ارزقنيها واياكم- وكثير قلت لكم وأنا أرتب في البيت وأجمل وأؤثث بأفخر ما أحب وأنتقي هذا وذاك وتشتغلين باستمرار في بيتك تذكري مآبك ومرجعك وكيف أؤثث وأجمل القبر؟

·      هذه هي ذكرى الدار، عندما جاء ربي سبحانه وتعالى وأثنى في سورة ص على الأنبياء والمرسلين ماذا قال: ﴿إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ٤٦[ص:46]

·      وما معنى ذكرى الدار؟ وأي دار هذه؟

·      الدار الحقيقية التي لابد لنا من الاهتمام بتأثيثها والتفكير في جمالها وكيف لنا أن نفكر ان أرواحنا تبقى في حواصل طير خضر، أصب جل تفكيري وعملي للموت وهذا ليس له علاقة بصحيح ولا مريض ولا صغير ولا كبير ولا غني ولا فقر، فالموت يأتي فجأة ولأن هذه قاعدة من النبي صلى الله عليه وسلم لكل بشر ((يا محمد عش ما شئت فإنك ميت)) هذا يعني أنك ميت في الوقت الذي قضى لك أن تموت فيه بصرف النظر أنت بكامل صحتك أو مريض جداً أو فقير أو غني جدا أو ذاهب وقادم أو مقعد في السرير أو كبير أو صغير يبقى الكل يعمل، الكل يعمل لأي شيء؟ للدار الحقيقية، فمهما يمر عليك من الابتلاءات ولو سيطرت على مشاعرك ذكرى الدار الآخرة، فما الذي يحدث؟ يغلب على شعورك أنها ستمر وما هو إلا ابتلاء، وإن شاء الله سوف أنجح فيه كما أعانني الله ونجحت في غيره بفضل منه ومنة أنظرن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا ليت يا أخوات تستمعن لسلسلة الرقاق هي عجيبة فعلاً، غيرت حياتنا، هو شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري هذا أنزلناه تقريباً في تسع حلقات اطلبوه من "ميساء رحمها الله"

·      الرسول صلى الله عليه وسلم يمر على الصحابة وهم يصلحوا مكان غرفة "يصلحوا السقف" فيقول لهم ماذا تفعلون؟ الأمر أسرع من ذلك، يعني أنتم تتعبون أنفسكم وتشيدون وتبنون وقد يأتي الموت بغتة، عش للخوف من الموت والعمل لحياتك الآخرة، فلا يغرنك طول عيش أو هناؤه!

·      فهناك من الناس من يصيبها الكدر والحزن لأنها ما عرفت تعمل الفيلا أو ما عرفت تبني لكل ولد من أولادها شقة أو هذا وذاك، كل هذا لا غبار عليه، لكن ماذا بعد؟ هذا كله حلو وجميل، لكن أين وفين؟ هل تأملت مع بناء الجوارح وزرعت في قلب كل منهم الآخرة وعلمت كلا منهم كيفية تشييدها وتأسيسها؟ هل اشتغلت على الجوارح وليس شغل فقط لحياة منتهية؟ إلى أي شيء يتجه هم القلب ومراده؟

·      لنعد خمسة نقاط تجعل ذكر الموت يصلح الحياة:

·      النقطة الأولى: اجعل ِذكر الموت من الإيمان وليس من الشيطان سلسلة الوسوسة، هل استمعتن إليها؟

·      مهمة جداً للنساء لأن النساء معظم النساء يمررن بحالات الوسواس القهري، معظم النساء في فترة كبيرة جداً من حياتهن يمتلكن أوقات فراغ ضائعة، يصيبها وسواس من ذكر الموت ومن واعظ الرحمن، الذي هو موجود في قلب المؤمن، النقطة التي نحن نتكلم فيها اجعلي ذكر الموت من الإيمان وليس من الشيطان لان الشيطان يذكرك الموت بصورة مخيفة والحقيقة أن هذا الموت ليس مخيفا إلا على من استقبلتهم ملائكة العذاب لكن الذين استقبلتهم ملائكة الرحمة ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢ [يونس:62] اللهم اجعلنا منهم، سلسلة الرقاق من كتاب البخاري نعم هذه نزلت في تسع حلقات والله أعلم.

·      أما ملائكة الرحمة في لحظة القبض تقول لك لا تخف تطمئن "عباد الرحمن من حسن سعيهم في الدنيا"، الملائكة نفسها تخيلي لما الملائكة تطمئنك وتبشرك بروح أبشر بالذي يسرك أبشر بروح وريحان ورب راضٍ غير غضبان، فماذا بعد؟ هي بشرى للمؤمنين، وطبعا في ناس ستتساءل؟ هو ملاك الموت واحد أو ملائكة؟ ما هو رأيك؟ صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم

·      من الذي ينزع الروح؟ في ملاك هو مختص بنزع الروح، ويأتي مع هذا الملاك مجموعة من الملائكة لا تدع الروح في يده طرفة عين حتى تأخذه فالذي يقوم بهذا النزع هو نفسه ملك الموت وليس له أي اسم مثلما يطلق عليه الناس وتسميه عزرائيل هذه إسرائيليات هو ملك الموت ويحضر مع ملك الموت ملائكة تأتي العبد إن كان مؤمن بكفن من الجنة وحنوط من الجنة وإن كان فاسق -نسأل الله العفو والعافية- أو كافر أو منافق تأتي مع الملك ملائكة اسمها ملائكة العذاب بكفن من النار وحنوط من النار، فنحن نغسل الجسد ونكفن في الأرض وهم ماذا يفعلون؟ مثل فعلنا نحن أهل الدنيا في الجسد لكن في الروح يغسلوها ويكفنوها، الملائكة للمؤمنين تقول لهم لا تحزنوا فالذين تركتهم سيكون الله وليهم لا تحمل همهم، تطمئن العبد المؤمن وهذا تثبيت، حتى لا يصبح مدخل للشيطان ليرديه فكلا منا وهي تموت تفكر في من؟ أولادها، سبحان الله فتثبتها الملائكة، كيف تميزين بين ذكر الموت وهل هو من الإيمان أو من الشيطان؟

·      الشيطان يجعل ذكر الموت وسواس يرهبك يخيفك ويمنع حركتك وتكون هناك حالة من الهلع، لا تمتلك القدرة على الحركة ولا العمل، مرعوبة، لا تستطيع القيام بأعباء بيتها ولا أولادها ولا تؤدي حقهم ولا حق زوجها، جاء لها الشيطان بصورة ماذا؟ مس، بتعبيرنا يدخلك في اكتئاب الشيطان هو عبارة عن ماذا؟ الشيطان جاثم على صدر ابن آدم فإذا ذكر الله خنس، لو تمكنت الوسوسة منك فما سيكون حالها؟ كل واحد منا لها قرين يوسوس لها وإذا تمكن منك "سيصيبك بوسواس دائم مستمر، شيء لا يفارقك أبدا، يصيبك بالحزن والغم والعصبية والاكتئاب، هذا ماذا نسميه؟ المس، مس الصدر حتى وإن لم يدخل، لكن يكون هناك جثوم من الشيطان والمفترض أن ذكر الموت لا يدخلك في اكتئاب إنما يجعلك تستعدين وتكوني دائما أبدا على "أهبة الاستعداد" ولهذا انتبهن!

·      نكمل لاحقا إن شاء الله.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك ونتوب إليك.


تعليقات