القائمة الرئيسية

الصفحات

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

   أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

·      نستكمل حبيباتي فنحن هنا نتحدث عن الموت بالشكل الذي يجعلك تستعدين للقاء الله عز وجل، وليس الموت الذي يدخلك في حالة من الاكتئاب، لأن حقيقة هذه فتنة يعرضها الشيطان على كل القلوب -اليأس من رحمة الله- فأنت لابد لك في بداية الشعور بالاكتئاب الزمي الاستعاذة وهي صدق اللجىء للدخول في جوار الملك سبحانه وتعالى، وتسأليه أن يدفع عنك شر الشيطان ولعلكم تستمعن إلى تفسير سورة الفلق أو دورة المعوذات، فالشيطان يأتي دائماً ليحيد بي عن طريق الايمان، وأنا أجاهده دائماً بالعمل بمنتهى النشاط لآخرتي وأجمّل قبري وأجمّل مكاني عن طريق العمل لله ليل نهار.

·      وفي صورة أخرى "يأتيها في صورة اكتئاب ويبقى الواحدة جسمها ثقيل وضربات قلبها سريعة ومصابة بحالة من الضجر والملل الذي لا نهاية له وتتحول لحالة من الهلع، وهذه الحالة تصيب الكثيرات وهي فتنة يعرضها الشيطان؛ ولابد فأول ما تتذكرين الموت أن تتذكري أوسع باب تدخلي به على الله عز وجل وهو باب الاستغفار والتوبة، صادقة من قلبك، واجعل ايمانك هو الذي يذكرك بالموت وليس الشيطان لأن الشيطان يجعلك تستوحشين من الموت وتكرهينه، ولذلك عن أمّنا عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انتبهن! كلنا نخاف من الموت صحيح هذا أم خطأ؟ فقال لها: ((لَيْسَ كَذَلِكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ، أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ..)) يعني عند الاحتضار تأتيه الملائكة تبشره فيحب لقاء الله وأحب الله لقائه يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأمنا ((لَيْسَ كَذَلِكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ، أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ))

·      وصف النبي صلى الله عليه وسلم لحبيبته أمّنا عائشة وأمّنا عائشة من أحب الخلق للنبي صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه رُزق حبها ولما سأله أحد الصحابة من أحب الناس إليك يا رسول الله قال: ((عائشة)) قال: أقصد من الرجال قال: ((أبوها)).

·      أمّنا عائشة التي الشيعة ليل نهار يسبوها ويتهموها بالفاحشة والله برأها من فوق سبع سماوات الشيعة رؤساء الشيعة يعملون ليل نهار لتشويه فكر المسلمين انتبهن! عوام الشيعة في كثير منهم على جهل أسأل الله ان يهديهم لكن رؤساء الشيعة يضللوا الناس ضلالة عجيبة ومنهم الشخص هذا الذي يسب أمّنا ويتهمها بالزنا ويقول اقتلوا أبو بكر وعمر وعثمان اقتلوهم هذا الشيعي يقول على أبو بكر الذين قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنهما ((أنهما أحب الخلق إليه)) يقول اقتلوا فكر ابو بكر وعمر وعثمان ويتهم أمّنا عائشة أنها زانية والله برأها، فالذي يتهم أمّنا عائشة هو ينقض كلام الله وهو كافر بالإجماع لا خلاف في هذا.

·      الذي يلعن الصحابة على المنابر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كافر بلا نقاش، فدائماً ذكروا أولادكم بأمّنا عائشة وكيف كانت طاهرة عفيفة تذكر الأحاديث الكبيرة والكثيرة جداً عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويتحدث معها الرسول ويكلمها ويحبها، وصف لها صلى الله عليه وسلم ما هو الحدث وقت قبض الروح تبشره الملائكة العبد اذا كان تقيا تبشره الملائكة إذا كان من أولياء الله الصالحين فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون ولذلك عند الاحتضار أسال الله عز وجل أنه يسهل علينا جميعا يا رب، ﴿يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا مَا سَعَىٰ ٣٥ [الـنازعات:35] يعني هذه الجلسة ستتذكرينها عند الاحتضار، عندما يتذكر أعماله الصالحة قبل حتى أن تأتيه الملائكة وعندما يتذكر اعماله الصالحة يزداد رجاءه في الله لأن الرب مؤمن يصدق عباده ما وعدهم وربي سبحانه وتعالى وعدنا: ((مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)) وفي حديث آخر: ((قُوموا مَغفورًا لكم))

·      فنحن ننتظر ونرجو منه المغفرة كل هذا يمر عند الاحتضار فإذا تذكر حسناته وتكون في صالحات بمن الله وفضله كثيرة، فيرجو العبد ويحب لقاء الله عز وجل ثم تأتيه البشرى من الملائكة، فلذلك لا تهربي ابدا من ذكر الموت ليس الحل الهروب وإنما هذه حقيقة واستعملي هذه الحقيقة بطريقة تصلح حياتك، فذكر الموت يصلح الحياة، متى؟ إذا استعنتِ بالله وطلبتِ منه القوة على العمل من أجله، لابد أن تعرف أنه بدون ذكر الموت ستفسد الحياة لماذا؟ لأنهم يعملون على أساس أنهم لن يموتوا، هم يتناسون أنهم ميتين ويضللوا المسلمين وتضلهم الشهرة وتغرينهم مكانتهم تحت الأضواء ويقولوا كلام يدعو للفجور وللفسق، هؤلاء يسيطر على مشاعرهم أنهم سوف يموتون؟! أبداً.

·      لما واحد يدعو للمثلية كما ذكرت لكم من قبل المثلية اللواط، السُّحاق، -نسأل الله العفو والعافية- في القنوات الفضائية هؤلاء يسيطر على مشاعرهم أنهم سيموتون وسيوضعون في قبور وتغلق عليهم وليس لهم إلا ما قالوه وما عملوه؟ فعندما غابت الحقيقة الناس فجرت، تمرغوا في الفجور والفسق.

·      فجرت بمعنى ماذا؟ عندما تجدين ناس أو مجتمع تنتشر فيه المثلية أو تنتشر فيه ظاهرة مثل ظاهرة الزنا -والعياذ بالله- وهذه بسبب عدم شعور القلب بأنه سيموت والعبد سيحاسب لذلك مهم جدا جدا في وقت الفتن أنك تنشر العلم بكل ما أوتيت من قوة وهذه من وصايا علماءنا أنك تكون مهمومة بالأمة، عارفة معنى "مهمومة"؟

·      ليس بإصلاح نفسك فقط ولا بإصلاح ولدك فقط وانما بإصلاح نفسك وولدك والناس المسلمين وغير المسلمين ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةًۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ٢٥ [الأنفال:25]

·      الرسول صلى الله عليه وسلم عندما دخل على أمنا وفي شرح الحديث استيقظ يعني كان نائم واستيقظ رأى رؤية وقال: ((فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا)) غاضب محمر وجهه صلى الله عليه وسلم ورؤيا الأنبياء حق فقالت: يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم، إذا كثر الخبث)).

·      فمتى يعم هلاك كامل؟ إذا سكت الصالحين -وأسأل الله عز وجل أن يجعلكم من الصالحات- لما الصالحات يسكتن وما ينهون عن المنكر ولا يتكلمن فيه ولا ينشروا علما ولا معروفا، ولا يأمروا بالمعروف ولا ينهون عن المنكر يعم الهلاك عامة.

·      لذلك من محاسن الفكر والشعور ان يكون هم الأمة همك وإذا اشتكى عضو من جسد الأمة تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، لم يخلقك الله أنانية، لا يهمها إلا نفسها بل أعطاك ورزقك علما هو نجاة لك ولغيرك، رزقك منه فضل ومنة أن تصلحين الامة، ويكون هم المسلمين همك، هذا شيء مهم جدا جدا في ركائز الاصلاح.. الاهتمام.. العناية.. ثم الاستعانة بالله عز وجل.. ومن قبلها النية الصادقة في تغيير من حولي..

·      ما أقول هؤلاء يفعلون كذا وكذا وأترفع عليهم وأنتقد فعلهم، اتركن الانتقاد وأبدئن في وضع خطة عاجلة للإصلاح، نحن مشكلتنا أين تكمن؟ الانتقاد بلا عمل، لا، اعملن وانشرن العلم وقولي هذا حلال وهذا حرام.

·      من صفات اليهود ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٧٩ [المائدة:79]، ونهانا الحبيب أن نسير على نهجهم فقد تجدن واحد صالح في نفسه يصلي ويصوم، لكن يرى من يفعل الحرام ولا ينهر فاعله ويتعامل معهم عادي ويأكل معهم عادي ويشرب معهم عادي ويخرج معهم عادي ويقول نحن أصدقاء، واين إصلاحك لهم؟ أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه فريضة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل حسب استطاعته والحمد لله ادوات التواصل الاَن أصبح بمقدور كل امرأة أن تدعو إلى الله بمقدار كل امرأة أن تدعو إلى الله.

·      ظاهرة كما قلت لكم مثل ظاهرة المثلية وفي ناس تدعوا إليها كذلك ظاهرة مثل ظاهرة الزنا وهذه من أين تأتي؟

·      من عدم الوعي وعدم انتشار قواعد العفة من غض البصر وعدم الاختلاط بالرجال، تبقى كل واحدة خائفة تقول لصديقتها أو زميلتها ما تختلطي بالرجال ولا تخضعي بالقول ما تضحكي معه ما تمزحي معه.

·      الأم تستحي من أن تتكلم مع ابنتها في الأمور التربية الجنسية وهذا من اهم الامور ومن وصايا علمائنا أن ننبه الناس لقواعد العفة وكيف أن لابد وأن تدرس للبنت والمتزوجة، أنتن تفهمن وتعين قولي؟ فاهمين يا جماعة ما ألفت أنظاركن إليه؟ تأتينا حالات لا أملك أمامها سوى الدعاء يا رب.

·      فماذا يحدث؟

·      هي ما عندها قواعد العفة، فمن الجائز أن تتواصل إلكترونيا "شات" مع رجل وممكن تتكلم معه، تأتي فترة للبنت او للمرأة قريبا من الدورة الشهرية او بعدها تشعر فيها برغبة هي لا تدري سببها ولا تعرف كيفية التصرف حيالها، المفروض الأم تفهم ابنتها لو تعرضت للرغبة الجنسية بمعنى ان انت حبيت انه احد يكلمك او يحتضنك او أي شيء على طول فرغي هذه الطاقة في تلاوة القرآن وفي الاجتماع بالصالحات، أذهب لتنظيف البيت أو تكلمي معي لكن ابدا ما تلجئي للحرام، لا تبدئي ان انت تتكلمين مع رجل لابد من تعلم قواعد العفة والالتزام بها، لابد أن تنتشر إذا وجدت إحداهن تتمايل وهي تسير وبتلفت النظر لابد من نصحها وأن  تفهميها انها تلفت النظر، لماذا تتصرفين هكذا؟ هل تريدين استمالة قلب رجل؟

·      هل تريدين من الرجل أن يحبك أي نوع من الحب؟ تريدي حب الله الخالق او حب المخلوق! خلقت عفيفة ودرة فكونيها!

·      اسألي الله وربي مجيب ان يمن عليك بزوج صالح يحبك وتحبيه لكن أبدا ما تلجئي لما لا يرضي الله عنه، ان تتكلمين مع أحد من غير محارمك، او تصاحبين أحد وتأكدي أنك انت عندما تتزوجين وانت عفيفة انه ربنا سيمتعك. وهذا والله حق ان العفيفة التي تستطيع أن تتحكم في رغبتها وتفرغ كل طاقتها في القرآن وفي تعلم العلم الشرعي في اللقاء بالصالحين ما تترك نفسها أبدا للشيطان يسترسل في الخواطر الجنسية الرديئة، ربي يرزقها العفة والطمأنينة وانشراح الصدر ثم تتزوج من يشبع كل رغباتها وبفضل الله هذا واضح ومجرب.

·      كنا أبدا لا نتكلم مع أحد لا في الجامعة ولا في العمل ولم نمر أبدا على مثل هذا، ان انا نفسي أحد يقول لي بحبك، وهذا فضل من الله ومنة، وعندما حفظنا أنفسنا قر الله أعيننا وعشنا أحلى قصة حب بعد الزواج بفضل الله عز وجل لم نحرم من شيء، والله هذا حق.

·      كذلك أي بنت عفيفة تحفظ نفسها لله وتسأل الله عز وجل الصدق انه يرزقها بالذي يحبها ويكرمها، ربي سيكرمها حتى لو ابتليت فترة إلا يعوضها، برجل يحبها ويعفها او يعوضها بحب الاخوات لها في الله يعوضها بعمل صالح يفتحه لها المهم انه في معية الله يكون العوض.

·      فهذه الفتن لابد أننا نحسن التصدي لها والتعامل معها وما ندفن رأسنا في الطين لا، لابد ان نصلحها ونكون مهمومين ونذكر الناس دائماً أن فترتك في الحياة فترة اختبار، أحيي الحياة على الصورة التي تريدينها فقط كوني على يقين أنك ستموتين وستجدي ربك وأنك محاسبة على كل عملك؛ من عجيب ما سمعت من علماءنا أن الاسترسال في الخواطر الرديئة يظهر عند الاحتضار.

·      ولذلك في كثير من النساء يغيب عنهن فهم ذلك: ﴿وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ[البقرة:284] تقول لي أمنية الآية نُسخت ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] أقول لها نعم الخواطر التي تأتي لك وتكون رديئة وتدفعينها غير محاسبة أنت عليها لكن عندما تسترسلين معها وتتمكن من قلبك وتصبح إرادة، بمعنى انه الان واحدة ابتليت بحب واحد طول ما هي تدفع تدفع ولا تراسله ولا تكلمه ولا أي شيء هذه تأخذ اجر المجاهدة، لكن بمجرد انها تبدأ تدردش معه أو تتكلم معه أو تلفت نظره أو تضحك معه خلاص ﴿أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا [التوبة:49].

·      وكثير من اللائي ينكرن هذا الكلام ويقول أنتن تعسرن الدين وهو يسر " أنتن معقدات" وعندما نأتي نقول ((الحمو الموت)) نعم تفكيرك كله سيء، لماذا؟ هذا مثل اخي تُبتلى وتحبه وتطلق من زوجها من أجل أنها تحب أخوه أو تبقى متزوجة وتختلط برجال فتحب رجل غير زوجها، فلماذا تفتحين على نفسك هذا الباب؟ وكان إغلاقه أحرى! وأنت ستعيش حياة انت محاسبة عليها وستموت وسترزق كلما تمنته نفسك وأكثر.

·      في واحدة تقول لي لكن هو الراجل في الآخرة سيكون هو نفسه الزوج؟

·      أقول لك فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لا تبتأسي! لن يكون مثيل لمن هو يعيش معك الآن سيغيره الله لطباع أخرى تليق بالجنة ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ٤٧ [الحجر:47]. المهم ان توقني أن ذكر الموت يصلح الحياة إذا استعنت بالله، والذي ما يذكر الموت تتمكن منه الفتن فتفسد الحياة وتبتدئي الظواهر التي ذكرتها لكم تظهر عليه، لأنهم لا يخشون الموت ولا الحساب وكأنهم في أمان منه، لا يصبهم خوف ولا فزع وأصابهم غرور أنفسهم بجنون العظمة والكبر وأرداهم الله في بؤسهم فالموت والحساب بعيدا عن عقولهم الشريدة الضائعة وليس على بالهم أصلاً.

·      لكن طول ما أنت تذكرين الموت ستنصلح الحياة، متى يكون ذكر الموت نافعاً؟

·      إذا ردك عن مظلمة الخلق، إذا جعلك تطرقي الباب الواسع الذي تدخلي به على الله، فالموت المفترض أن يذكرك بالاستغفار وبالتوبة لأن هذا أوسع باب تدخلين به على الله فلو تذكرت الموت الآن ولا تستطيعين أن تتحركي من مكانك لأي سبب فالذي ينفعك في هذه اللحظة أن تستغفرين وتتوبي فيمحو الله عز وجل كل ذنوبك، النقطة الثانية:

·      أن تعلّمي ما سنلقاه بعد الموت من أجل أن تستعدي له وتخططين من الأفعال التي يجب أن تفعليها ما يرفع درجتك وييسر حسابك ويشفع لك، فتستزيدين منه ما استطعت عارفين التخطيط، الناس التي تدرس هذه الدورات، هل منكن من التحقت بمثلها؟ دورات في التخطيط، لا يوجد! أحد أخذ دورات في التخطيط خالص ولا الأهداف ولا صياغة الأهداف؟ الحمد لله برافو عليك استمررن في العلوم الشرعية.

·      التخطيط هو وضع هدف، ثم ماذا؟ أرسم الطريق الذي يؤدي بي لتحقيق الهدف، تعلّمي عن ما ستلقينه بعد الموت وخططي للوصول لأعلى درجات الجنان، اختاري روضتك الآن، ما المطلوب مني لأنال صحيفتي بيميني؟ كيف أجعل كفني من حنوط الجنة؟ انا مفروض ماذا أعمل؟ فلو سألتك صفي لي القبر؟ لا تقولين لي أنه ضيق وانه تراب وانه سأبقى نائمة على جنبي، طيب.. فالقبر له مساران:

·      أحدهما أنه يصبح واسعاً مثل سعة الأفق، والآخر تتكسر الضلوع من ضمته، فأي طريق تخططين له؟

·      أتعرفين لما شيء مترامية الأطراف أمامك "كبحر لا شاطئ له أو سماء وأنت تركبين طائرة، هل ترين أحد للأفق من حولك؟ تصبح ما لها نهاية وأنت ماشية في الصحراء هل تدركين عند أي حد تنتهي؟ أين نهاية الطريق؟

·       كذلك القبر العبد التقي النقي يوسع له مد بصره، تحتاجي أن يكون عندك معلومات التي تعرفي فيها كيف يكون واسعاً لأي أحد؟ تأتي بالأعمال وتخططي لها وكيف سيعاملك الله عندما تأتين في هذه اللحظة وكيف ستعاملك الملائكة؟ لابد أن تفهمين ذلك جيداً وليس مجرد معلومات تقرئيها وانت خائفة او معلومات تتعاملي معها ليس على درجة من اليقين الذي يسيطر على مشاعري فالموت يُصلح الحياة ابدئي في تخطيط الهدف ولا تتركيه أبداً، حقيقة مجهولة انما تحتاجين ان تعرفي هذا كله من أصول الإيمان الستة التي هو الإيمان باليوم الآخر، تحتاجي أن تعرفي أن الملائكة تتنزل فتبشر هذا الرجل وهذه المرأة أو التي تعمل الصالحات وتطمئنها وتطمئنها على ذريتها وتفعل له كذلك وليس مجرد خيالات "ها انا أخطط، القصة أن الملائكة يعاملون أولياء الله الصالحين بهذه الطريقة وأولياء الله يعملون الأعمال التي يحبها الله، فهدفي هنا كيف انا أكون من أولياء الله الصالحين؟ الذين ربي يبشرهم؟ طلب العلم، والعمل به، والدعوة إليه، والصبر على مشاق الدعوة، هؤلاء ذكروا في سورة العصر: ﴿وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣ [الـعصر:1-3]

·      -اللهم اجعلنا منهم- إذا أنت ستخططين لأعمال تجعل قبرك سعته كسعة الأفق ستخططين لأعمال تجعل ملائكة الرحمة هي التي تعاملك، وستخططين لأعمال تجعلك في ظل صدقتك لما تقترب الشمس من الخلق يوم القيامة.

·      هناك من تحدثني: ستبقى الشمس قريبة منا، كيف؟ وسنبقى غرقي في عرقنا، كيف؟ ورائحتنا سيئة ورائحة العرق الكريهة تلك تضايق النساء جداً أقول لها: نعم إلا سبعة أنواع يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

·      يا بخت الشباب الذين نشأوا في عبادة الله يا بخت من يتصدق.. قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)) متفقٌ عَلَيْهِ.

·      إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله، نعم شاب وشابة طبعا ورجل قلبه معلق بالمساجد مثلكم تمام، فهذه هي حلق الذكر التي قلوبنا معلقة بها، رجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه -اللهم اجعلنا منهم نأتي زمرا يا رب- ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني اخاف الله، عنده الرغبة الجنسية وعنده واحدة قمر أمامه ووهبت نفسها إليه، لكن حبه لله وخوفه من الله عز وجل عفه، منعه على أن يزني بها، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه.

·      هذا هو التخطيط، ما هي الاعمال التي ستجعلني في ظل صدقتي؟ وما هي الاعمال التي تجعلني أرِد على حوض النبي صلى الله عليه وسلم؟ المتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم، من يستمعون القول فيتبعون أحسنه ومن أحسن من كلام الحبيب الهادي صلوا ربي وسلامه عليه، نحن الآن ماذا نفعل؟

·      نقتسم ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، نحفظ كلام النبي صلى الله عليه وسلم، نتعلم كيف وصف صلى الله عليه وسلم الحياة، تري قوما يُردّون على الحوض يُردّون؟ كيف ولماذا؟ ومن هم؟ هم الذين ابتدعوا فأضلوا وضلوا، من يألفون "الطرق المختلفة" الطريقة الأحمدية، الطريقة الشاذلية، الطريقة الأشعرية، الطريقة التيجانية، الطريقة الشيعية، طرق مبتدعة ضالة مضلة ومضللة، طبعا كل واحد بإمام وخميني، فلماذا أتبعهم وعندي درر أحاديث النبي، لماذا لا تأخذوا من فمه صلى الله عليه وسلم، هل هناك نص في سنة النبي صلى الله عليه وسلم بوضع الصور على الحائط مثلما يفعل اصحاب الطرق؟

·      في أي طريقة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الله الله الله الله الله، التي يرددونها، وهل ذكر عنه "الدف" في طريقة ذكر النبي؟ أين الخلواتية في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم؟ وأين اللف على القبور؟ أين في طريقة النبي صلى الله عليه وسلم الاحتفال بالموالد والحضرات؟ أين ومن أين أتوا بهذا؟ يبقى في تخطيط انه انا أكون وفق الهدي وأننا ما نتأول ونؤول أعناق النصوص، هناك بعض الصوفية تجي تقول لي لهم ما ورد أن الرسول قال الله الله الله بل كان يدعو ويتوسل لله عز وجل بأدعية ذكرت في أحاديثه لنا كلها وثابتة في صحيح البخاري ومسلم قال: ((يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)) ((اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم))

·      يعني الأم التي تأتي ببناتها لحلقات العلم هذه هي أم تستحق الشكر حقيقة، التي تجلس تعلّم العلم الشرعي ما فتأ أن أدعو لوالدي "رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" وعلم انني قيمة مثل قيمة حب العلم الشرعي، كان دائماً يتردد في أذني كلام أجمل حاجة في الدنيا يا أمنية العلم، أمي رحمها الله تعالى "في غدوها ورواحها" تقول لي: أجمل شيء يا أمنية في الدنيا العلم وتكتب لي في مقالات وتطلع لي في ادعية، فانظرن مدى أهمية الأمر هذا، كذلك المبتدعين الذين يلوون عنق النصوص، فلو أنت لست على دراية بنصوص دينك الشرعية، لاستمالت نفسك إليهم ونقول لهم: من أين جئتم بصيغة الذكر هذه (الله الله الله) قالوا لك في سورة الأنعام هناك آية تقول لك ﴿قُلِ اللَّهُۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام:91]


تعليقات