اسم الله الطبيب الشافيالجزء الثاني
· تقول: انظر كيف أسلوبه؟ انظر لطريقته، انظر لأدبه وأخلاقه؛ مع أنه ممكن نفس
هذا الشخص يصبح على زوجته بعلقة، ومن أسوأ ما يكون معها، وهو بالتأكيد طالما يكمل
واحدة غير زوجته، فهو غير جيد معها، أهذا صحيح، أم أني يهيأ لي؟ فانظري عندما
القلب يكون فارغ، ويتعرض لخواطر معينة، مع تسليط من الشيطان لمن حوله، يقع في
ماذا؟ لو استجاب لهذه الخواطر الرديئة يقع في الرذيلة. نسأل الله السلامة والعافية!
· فلتحذر! يحذر المسلم على قلبه! هل معنى هذا أن القلب لو ممتلئ بالعلم عن
الله، لا يعرض عليه الشيطان الخواطر؟ انظري للإمام ابن القيم، قال لكِ: كذلك القلب
إذا كان فيه مرض، آذاه أدنى شيء من الشبهة أو الشهوة، حيث لا يقوى على دفعهما إذا
ورد عليه. والقلب الصحيح القوي – ليتكم تكتبوها، اكتبوها – والقلب الصحيح القوي
يطرقه أضعاف ذلك، وهو يدفعه بقوته وصحته. الله أكبر! مرة أخرى. يقول الإمام ابن
القيم: والقلب الصحيح القوي يطرقه أضعاف ذلك، وهو يدفعه بقوته وصحته.
· لما سُئل عمر ابن الخطاب: تقريبا ((عن الفتن التي تعرض على قلب الإنسان: هل
لا تعرض على قلب العبد المؤمن؟ قال: بلى ... معنى كلامه... ولكنه يدفعها ثم قرأ
قوله تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ
اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى﴾
[الحجرات:3].))
· حقيقة الأمر أنه يتم صراع في القلب بين واعظ الرحمن .... الملك.... الذي
يذكرك بماذا؟ بالنصوص: قال الله، ربي رقيب، ربي شهيد، ربي عظيم، ربي أعلى، ربي
كبير في قلبي، أكبر ما يكون في قلبي هو الله، أكبر من ميولي، من شهواتي، من
نزواتي، من فراغي، من مرضي، من ضيقي. يأتيك من النصوص، الله الكبير، الله لا معبود
بحق إلا الله، لا يستحق أن يطاع ولا يصرف له الحب وخالص المودة إلا الله.
· كل العباد ناقصون بمن أحبهم وأهواهم، كلهم ناقصون، استري عليهم، لا تغتري
بهم؛ لأنكِ عندما تغترين بهم سيفضحون، لتعرفي أنهم ناقصون. لكن، لكن تأتي النصوص
تعلم العبد، تعلمه... حسنٌ يا حبيباتي؟
· فهنا واعظ الرحمن، ويوجد الهوى – التي هي وسوسة الشيطان – هذا الكلام طبعاً
أنا أنقله عن علماء أخذوه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((للقلب لمتان، لمة
من الملك، ولمة من الشيطان))
·
((إن للشَّيطانِ للمَّةً بابنِ آدمَ، ولِلمَلك لَمَّةٌ، فأمَّا
لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكْذيبٌ بالحقِّ، وأمَّا لمَّةُ الملَكِ
فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ. فمَن وجدَ ذلِكَ فليعلم أنَّهُ منَ اللَّهِ،
فليحمَدِ اللَّهَ، ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ منَ الشَّيطانِ. ثمَّ قرأَ: الشَّيْطَانُ
يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ
مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا الآيةَ)) أخرجه الترمذي (2988)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11051)،
وابن حبان (997) باختلاف يسير.
· ما الذي يحصل؟ هناك نوازع، شهوات، ميول، الشيطان يلقي، يلقي الخواطر
الرديئة في قلب المسلم، يلقي الشبهات، يلقي الشهوات؛ يأتي نص من النصوص يدفع هذا،
يدفع، يدفع، يدفع؛ لو العبد غلب كلام الله على كلام الشيطان وهواه ودنياه، فقد فاز، ينكت في قلبه
نكتة بيضاء، حقيقة لا خيالاً... ولو استجاب لهواه، ﴿أَلَا فِي ٱلۡفِتۡنَةِ سَقَطُواْ﴾ [التوبة:49] ينكت في قلبه نكتة
سوداء...لو استجاب لكلام الرحمن هنا
تحققت التقوى، يعني انتصر، انتصر واعظ الرحمن في قلبه وخوفه وخشيته واشفاقه ووجله
من الله على هواه، على شهوته، على خواطر الشيطان، على الوسواس الخناس... المعركة
شديدة!في كل شيء، في كل
الفتن، فتنة المال، فتنة المال، فتنة الشهوة، فتنة الجاه، فتنة الشبهات. ما الداعي
نجلس ونقرأ، ما الداعي أن نروح ونأتي؟ نحن ماذا سنستفيد؟ نحن نقول: بسم الله
الرحمن الرحيم ونقرأ السورة، ونقفل! هم لماذا يكبرون هذا الموضوع؟ ما طلب العلم،
طلب العلم، طلب العلم؟ قرفونا بطلب العلم! شبهات!
· عندما تسمعين لكلام الله تتحقق التقوى، ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ
اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ﴾ [الحجرات:3]، لما تسمعين للهوى
والدنيا والجنة والناس الجنة – الجنة يعني الجآن – الذين يغونك، تسقطين في الفتنة...
أفهم؟ إذاً كيف تتحقق التقوى؟ بالانتصار في الصراع القلب مثل الطاولة، طاولة
المفاوضات حقيقة... هناك صراع بين واعظ الرحمن، ووسوسة الشيطان.
· وسنأتي نقول: ((أن مرض
القلب يؤدي إلى آلام البدن، خاصة إذا كان نفسياً؛ لأن الوسواس يسبب آلام حسية
متفرقة في البدن)) - من درس دورة الوسواس – هناك وسواس حسي يسبب آلام متفرقة في
البدن، نعم طبعاً، طبعاً، هذا محور من محاور الدورة، ما السبب الرئيسي
للأمراض النفسية؟ البعد عن الله.
· حتى الأمراض البدنية تنقسم إلى قسمين: مرض بسبب النفس والقلب، ومرض ابتلاء
من عند رب العالمين. والاثنين يعالجون بالقرآن، الأصل في التداوي.
· تعالي نرى هذا الكلام يرد عليكِ الإمام ابن القيم فيه – لكني أحب أن أجيب
تساؤلاتكم أولاً بأول- ((مرض
القلب نوعان)) – هل أنتم معي حبيباتي في كلام الإمام؟ - ((نوع لا يتألم به صاحبه
في الحال، وهو النوع المتقدم، كمرض الجهل))
· واحد أصلاً في عمره كله لم يسمع أسماء وصفات، لماذا سيتضايق أنه ليس لديه
علم عن الله؟ لا توجد بالنسبة له مشكلة! أو واحد دائماً يقول: لماذا؟ أنا لم أستحق
كذا لا يعرف أن هذه شبهة، لا يعرف أنه عندما يقول: أن الله ما أعطاه، أن ربي ما
يعطيه ما يستحقه أنه بهذا لا ينزه الرب؛ لأن الرب سلام من أن يبخل على عبده بمصلحة
له فيها. إن كانت هذه مصلحة. فهو أصلاً لا يشعر أنه في خطر أبداُ؛ وكذلك نسأل الله
السلامة والعافية! مرض الشهوات، عندما تجدين الشباب والشابات يتزوجون عرفي في
الجامعة، هم لا يشعرون أنهم يزنون! لا توجد مشاكل بالنسبة لهم، لا يشعرون، لا
يفهمون! انظري لأي درجة الشيطان لبس عليهم وغير! لا يعرفون، عندهم جهل أنه لابد ...
في زواج البكر خاصة... شرط من شروط صحة العقد الولي والشهود، فهم لم يحضروا ولي،
ليست مشكلة عندهم أصلاً، لا مشكلة؛ وقعوا في الكبائر... هذا النوع هو أعظم النوعين ألماً، ولكن، ولكن...انظري التفصيل...لفساد قلبه
لا يشعر بالألم. لا يشعر بأي شيء، ليس متضايق أصلاً. هو كل يوم يسير مع واحدة،
ويمازح واحدة، ويضحك مع واحدة، وأخذته نشوة إبليس...نسأل الله السلامة والعافية!
· انظرِ الإمام ابن القيم ماذا قال لكِ؟ انظري لجمال التعبير! ولأن سكرة
الجهل، سكرة الجهل والهوى تحول بينه وبين إدراك الألم. انظري الجمال! ليعلمك مدخل
الشيطان. ما السكرة؟ ما معنى سكران؟ غياب العقل ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ
بِالْحَقِّ﴾ [ق:19]، العقل يغيب، ﴿ذَٰلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ
تَحِيدُ﴾ [ق:19]، سكرة الجهل تغيب
القلب والعقل؛ لأن العقل محله القلب، ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ
بِهَا﴾ [الأعراف:179]، ﴿وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ
بِهَا﴾ [الأعراف:179]، ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى
الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج:46]، هو لأنه عنده سكرة
الجهل -انظري- الجهل غيب عقله، والهوى نسأل الله السلامة والعافية! حديث النبي صلى
الله عليه وسلم: ((لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهو مُؤْمِنٌ)) التخريج:
من أفراد البخاري على مسلم... هو مغيب! مغيب! فقد إيمانه في هذه اللحظة، أسأل الله أن يتوب على كل
مسلم ومسلمة تائبين صادقين!
· يقول لكِ: ((سكرة الجهل
تحول بينه وبين إدراك الألم، وإلا فألمه حاضر فيه، حاصل له الألم موجود لكنه
متوارٍ عنه بانشغاله بضده هو من اللهو والهوى لا يشعر بالآلام التي هو فيها وهذا
أخطر المرضين وأصعبهما، وعلاجه إلى الرسل وأتباعهم)): يعني يرجع لكلام
الله، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، والوحي الذي جاء به من رب العالمين، فهم أطباء
هذا المرض؛ اعرفتي من هم أطباء هذا المرض؟ مرض الشبهات والشهوات؟ الرسل.
· والنوع الثاني من ماذا؟ من أمراض القلوب: مرض مؤلم له في الحال، كالهم
والغم والحزن والغيظ؛ أهذا موجود عند معظم الناس أم غير موجود؟ أصلاً أمراضهم
النفسية تأتي من الهم والغم والحزن والغيظ، وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية،
كإزالة أسبابه، أو بالمداواة بما يضاد تلك الأسباب، وما يدفع موجبها، مع قيامها.
وهذا كما أن القلب قد يتألم بما يتألم به البدن، ويشقى بما يشقى به البدن، فكذلك
البدن يألم كثيراً بما يتألم به القلب ويشقيه ما يشقيه؛ يعني هذه الأمراض، عندما
تجدين شخص مهموم، تجدين ما حال جسمه؟ متعب، ويريد أن ينام، لا يريد أن يقوم من
النوم... تجدين نساء تقول لكِ: أقوم من النوم، ماذا أفعل؟ دعيني مخمودة أحسن! نسأل
الله السلامة والعافية! ربي يشفي جميع مرضى المسلمين من الهم والغم! ما علاجه؟
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا
وغمومنا. انظري! يقول الإمام ابن القيم: يكمل كلامه... ((فأمراض القلب التي تزول بالأدوية الطبيعية من جنس أمراض
البدن وهذه قد توجب وحدها شقاؤه وعذابه بعد الموت وأما أمراضه)).
· انظرِ! أمراض البدن لن تؤدي أن الجسد سيعذب، أليس هذا صحيحاً؟ واحد مبتلى
بكسر، بسرطان، بمشكلة في الكبد، في الغدة، بكذا بكذا بكذا، البلاء يرفعه أصلاً لو
هو مؤمن وصابر ومحتسب، يبلغ بالبلاء ما لا يبلغ بالعمل؛ لكن لو هو مريض قلب، انظري الإمام ابن القيم ماذا يقول؟ ((وأما أمراضه التي لا تزول إلا بالأدوية الإيمانية)) انظري
للفظ الإمام ابن القيم ((لا تزول إلا بالأدوية الإيمانية، فهي التي توجب له الشقاء
والعناء الدائم، إن لم يتداركها بأدويتها المضادة لها)).
· سنظل مهمومين ومغمومين إن لم نلتزم بالنصوص التي أتت من كلام الله، وكلام
الرسول صلى الله عليه وسلم. أمس كنت أعطي اسم الله الطيب.. من التي حضرت اسم الله
الطيب؟ قلنا أن الله طيب لا يقبل إلا
طيباً. الطيب الذي اختاره الله لنفسه، لما أنت تعملين الطيب، ربي يطيب حياتك، يقبل
عملك، ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ
الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر:10] فتطمئن نفسك، وينشرح
صدرك مع قربك منه، مع قربك من كلامه، تأنسي به عندما تبعدين، وتبعدين، يحدث في
القلب شعث وغربة، في القلب شعث لا يلمه إلا الاقبال من الله... هذا أيضاً من كلام الإمام ابن القيم.
· فهنا يقول لكِ: ((أنه لا
تزول أمراض القلب إلا بالأدوية الإيمانية النبوية التي توجب له الشفاء، التي توجب
له الشفاء لو لم توجد الأدوية، إذاً هناك شقاء وعذا بإن لم يتداركها بأدويتها المضادة لها، فإذا
استعمل تلك الأدوية حصل له الشفاء، ولهذا يقال: شفي غيظه؛ فإذا استولى عليه عدوه آلمه ذلك)) من الذي استولى عليه؟
الشيطان وأوقعه، ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ
الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ
فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ
أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ
إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُ
الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ [الأعراف: 176:175]. استولى عليه عدوه،
فإذا انتصف منه، اشتفى قلبه: يعني لو انتصرتِ
ولزمتي ذكر الله، وتدبر كلام الله، والعمل لله، والعيش مع الله، والتوسل لله، ماذا
يحدث؟ اشتفى قلبه... ما معنى هذا؟ شفي قلبك من المرض، من الهم، من الغم. قال
تعالى: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ
اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ
قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ
مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة:14-15]، فأمر بقتال عدوهم،
وأعلمهم أن فيه ست فوائد .... هل أنتم مركزين يا حبيباتي؟ أول ما تتعبي قولي
مباشرة ((فأمرهم بست)) موجودة عندك، نحن سنأخذ أن القرآن كله
شفاء، يعني أنتِ كل آيات الله تستشفين بها، لكن هناك آيات للوسواس والحسد،
كالمعوذات: قل أعوذ برب الفلق، قل أعوذ برب الناس. هناك آيات للسحر: ﴿مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ ۖ
إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ﴾ [يونس:81] في قراءة السوسي.
وألقِ عصاك: ﴿وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَلَمَّا
رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا﴾ [القصص:31] وتكملي بقية الآيات، ﴿وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ
تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ﴾ [طه:69]، هذه كلها موجودة
على المجموعة، المسموع والمقروء، نعم، نعم واردة ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ﴾ [القلم:51]، أتعرفين عندما
تفهمين الآيات ستعرفين مناسبتها. ﴿وَاتَّبَعُوا
مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ﴾ [البقرة:102]... نتوقف للآذان.
· هنا يقول الإمام ابن القيم: ((أمر
بقتال عدوهم، وأعلمهم أن فيه ست فوائد، ست فوائد: فالغيظ يؤلم القلب، ودواؤه في
شفاء غيظه، فإن شفاه بحق اشتفى)): يعني أنت عندما يأتيك داء، يأتيك داء، وتشفيه بحق من الله، بكلام الله،
بتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ربي يشفي قلبك وإن شفاه بظلم وباطل زاد مرضاً من حيث ظن أنه يشفيه، وهو ... انظري ضرب
المثل للإمام ابن القيم، بأي مثل ضرب! ((وهو كمن شفى مرض العشق بالفجور بالمعشوق)) نسأل الله السلامة
والعافية! يعني واحد يحب الزنا فيزني لكي لا يكون دائماً شهوته هكذا يظل يشفي
شهوته بمزيد من الباطل.
· يقول الإمام ابن القيم: ((فإن
ذلك يزيد مرضه، ويوجب له أمراض أخر أصعب من مرض العشق)) كما سيأتي إن شاء الله ((وكذلك
الغم والهم والحزن أمراض للقلب، الهم والحزن أمراض للقلب، وشفاؤها بأضدادها من
الفرح والسرور. فإن كان ذلك بحق، كالذي يستشفي بفرح، بالفرح بكلام الله، ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ
وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس:58]، فإن كان)) يقول الإمام ابن القيم:((فإن
كان ذلك بحق استشفى القلب، وصح وبرئ من مرضه، وإن كان بباطل توارى ذلك واستتر)) يعني واحد متضايق ومتملل وكسلان، ليس لديه
أهداف، ولا يعرف كيف يسير، يذهب ويستشفي بعلوم باطلة، انظري للإمام ابن القيم
والكلام الذي سأقوله هذا صحيح أم غير صحيح ((وإن
كان بباطل توارى ذلك واستتر، وأعقب أمراضاً هي أصعب وأخطر))؛ كالمساكين الذين ليس لديهم هدف في الحياة،
ما عندها أني سألقى الله، وهذا الذي خلقت له، من أجل أن أعد لهذا اللقاء؟ لا! هو
دائماً متملل ومتضايق، وليس لديه إنتاج، ولا يعرف كيف يحرص على ما ينفعه، ولا يستعن
بالله! فيقع في العجز، يذهب ويأخذ دورة نفخ، أتعرفون دورات النفخ؟ ألم تأخذوها من
قبل؟ جيد، الحمد لله دورة نفخ، دورة طاقة، وأيقظ العملاق، وينتفخ وينتفخ هذا التعب
الذي عنده ما الذي يحصل؟ ما الذي يحصل؟ يتوارى ويستتر، بالرغم من أنه موجود ولم
يزل وأعقب أمراضاً هي أصعب وأخطر؛ كالذي يستيقظ مثلاُ
كل يوم صباحاً: أنا واثق في نفسي، أنا واثق في نفسي، أنا واثق في نفسي، أنا أستطيع
أن أفعل كذا، أنا أتسطيع، أنا أستطيع. يبدأ يشعر أنه ينتفخ، ويلبس عليه الشيطان.
حسنٌ؟ فترة ثم ما الذي يحصل؟ ما زال المرض، ما زال!
· واحد يشعر أنه من الداخل فارغ، فارغ، فارع، ماذا يقول لك؟ لا أعرف كيف
أتصرف مع الناس، لا أعرف كيف أتعامل معهم. واحدة لا تعرف كيف تجعل زوجها يسمع
كلامها، ماذا تعمل؟ تأخذ دورة في التخاطر، التخاطر، دورات تخاطر، ودورات تنويم
وإيحاء. تبدأ تشتغل على التخاطر: ارجع، ارجع، ارجع ...هو مسافر... ارجع، ارجع،
ارجع، فيرجع! فلماذا ستقول يا رب؟ فالذين تشتغل معهم وعليهم يرجعوه لها! حسنٌ.
· هناك من وصل في دورات التنويم المغناطيسي، ودورات التخاطر، ودورات الطاقة،
ودورات البرمجة اللغوية العصبية، أصبحوا يقطعون شهاداتهم بعد أن كانوا مدربات،
وصلت أن تكون مدربة وعالمة في الموضوع، أصبحت تقول: هذه علمتني الاستغناء عن الله،
لم أعد أقول يا رب. فهي واثقة في نفسها، لماذا يا حي يا قيم برحمتك استغيث؟ لماذا عبودية؟ لماذا انكسار؟ فالطريق الثاني أسهل، لا
يأخذ وقت، الطريق الذي مع الشيطان، يظل الشيطان يلبس، يلبس، يلبس، ويظل يقول: نعم،
نعم، نعم مثل: أنا سأجد موقفاً، أنا سأجد موقفاً، أنا سأجد موقفاً... قانون الجذب!
هيا لأعمل لك قانون الجذب لكي تنجذبي لي! وقانون التركيز، أي قانون أيضاً؟ نعم، قوانين، قوانين! بالإضافة للتمارين:
خذ نفساً عميقاً، أخرج زفير، اقرأ ألم نشرح لك صدرك، ستشعر بالراحة؛ هل الرسول كان
يفعل هذا؟ كانوا أطهر الناس، وأشفى الناس قلوبناً، وأكثرهم متعة وتمتعاً بالحياة،
أكانوا يفعلون ما تفعلوه هذا؟
· انظرِهنا إذا استشفى القلب بالباطل، توارى مرضه ولم يزول.. يا رب نفهم،
اللهم علمنا ما ينفعنا، ونفعنا بما علمتنا!
· يقول الإمام ابن القيم: ((وكذلك
الجهل مرض يؤلم القلب، فمن الناس من يداويه بعلوم لا تنفع، ويعتقد أنه قد صح من
مرضه بتلك العلوم، وهي في الحقيقة إنما تزيده مرضاً إلى مرضه، لكن اشتغل القلب بها
عن إدراك الألم الكامن فيه؛ بسبب جهله بالعلوم النافعة)).
· هو لو ذاق متعة كلام الله، لو جعل القرآن ربيع لقلبه، لما انشغل بتلك
العلوم الباطلة؛ فهنا يقول لكِ: ((بسبب جهله بالعلوم النافعة التي هي شرط في صحته
وبرئه)). قال النبي صلى الله عليه وسلم في الذين أفتوا بالجهل، فهلك المستفتي
بفتواهم، هلك المستفي بفتواهم: ((قتلوه، قتلهم الله))....
·
((خَرَجْنا في سَفَرٍ، فأصابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ فشَجَّه في
رَأْسِه، ثم احتَلَمَ، فسألَ أصحابَه، فقال: هل تَجِدونَ لي رُخصةً في
التَّيمُّمِ؟ فقالوا: ما نَجِدُ لكَ رُخصةً وأنتَ تَقدِرُ على الماءِ. فاغتَسَلَ،
فماتَ، فلَمَّا قَدِمْنا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُخبِرَ بذلك،
فقال: قَتَلوه قَتَلَهمُ اللهُ، ألَا سألوا إذْ لم يَعلَموا؛ فإنَّما شِفاءُ
العِيِّ السُّؤالُ، إنَّما كان يَكفيه أنْ يَتيَمَّمَ ويَعصِرَ أو يَعصِبَ –شَكَّ
موسى- على جُرحِه خِرقةً، ثم يَمسَحَ عليها ويَغسِلَ سائِرَ جَسَدِه.)) التخريج: أخرجه أبو داود (336) واللفظ له، والدارقطني
(1/189)، والبيهقي (1115).
· انظرِ! ((قتلوه قتلهم الله))، ألا سألوا إذ لم يعلموا؟ فإنما شفاء العي
السؤال" فجعل الجهل مرضاً، وشفاؤه سؤال أهل العلم.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا
أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق