القائمة الرئيسية

الصفحات

اسم الله الطبيب الشافي الجزء الثالث -1-

اسم الله الطبيب الشافي
الجزء الثالث

أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

   إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

·      أسال الله العظيم أن يجعل هذا اللقاء لقاءًا مباركًا مرحومًا، وأن يرزقنا بركته ونفعه، وأن يغير به قلوبنا، وأن يعلق قلوبنا به وحده لا شريك له.

·      التوحيد يجعلك تعيش الحياة سعيدة، التوحيد يجعلك تعيش الحياة سعيدة ﴿يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [هود: 3]

·      السعادة الحقيقية في: التوحيد. ماذا يحدث بالبعد عن التوحيد؟

·      تشقى! تتعلق بالناقص يعذبك الله بالناقصين، هذا ناقص يهملك، هذا ناقص يعذبك، أما الله فهو الذي له صفات الكمال.

·      وذكرنا في المرة السابقة أنَّ الله عز وجل أعطانا الأسباب اختبارًا وابتلاءً أعطانا الأسباب اختبارًا وابتلاءً

﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك: 2].

·      لماذا زُيِّنَت الدنيا؟ لماذا جعل ما على الأرض زينة؟ ليختبرك الله، هل يتعلق قلبك بالأسباب أم به. إذا تعلق قلبك بالأسباب؛ حُرِمْتَ نفعها -الله يبارك فيكم ركزوا في هذا الكلام لأنه في غاية الأهمية

·      أما إذا تعلقت بالأول الذي كل شيء آتي منه؛ بارك لك فيما رزقك من الأسباب.

·      ونحن أخذنا هو الأول والآخر: هو الذي يعطي السبب وهو الذي يرزقك الانتفاع بهذا السبب.

·      الله عز وجل يعطيني النعم سبحانه وتعالى فيرى هل سنتعلق بالنعم من دون المُنعِم أم ماذا سنفعل، كذلك يعطيك الخلق من حولك لابد أن تنظري للخلق من حولك نظرة واحدة من كلام الله ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا٢٠ [الفرقان: 20]

·      إذًا كل من حولك فتنة واختبار هل ستصبر أم لا.

·      فتنة: لو في حب بينك وبينهم هل ستتعلق بهم من دون الله أم لا! إذًا فتنة إذا كانوا هم مؤذون هل تتقي الله عز وجل في تصرفاتك معهم أم لا.

·      إذًا ما معنى أنَّ الله عز وجل يريد منك أن تعيشي مختلطة بالخلق لكن قلبك لا يكون معلق بهم؟ تعيش معهم تحسن إليهم تقربًا إلى الله لكن قلبك لا يكون متعلق بهم؛ لكن بمن أعطانا الأسباب اختبارًا وابتلاءً، ويسعى إليه.

·      فالحياة كما قلت وذكرت سابقًا أنَّ الحياة مثل الحج، أي شيء عبارة عن طواف وسعي، كذلك أنتِ كلما أعطاك الله هذا الطواف وهذا السعي ليكون نبراس لك، أن تعلمي أنَّ قلبك لابد أن يطوف حول رضا واحد هو الله وأن يسعى إلى رضا واحد هو الله. ﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٤ [الليل: 4]

·      انظري إلى الناس وهم يمشون في المسعى: واحد يتكلم في التليفون، واحد يصور في الكاميرا، واحد يتكلم مع من بجانبه، واحد يمسك القرآن ويقرأ، واحد يقول يا رب يا رب، واحد مشغول قلبه، واحد يسعى إلى ربه، كذلك صورة الناس في الحياة واحد مشغول لاهٍ قلبه وواحد يسعى إلى ربه هكذا...

﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى٤ [الليل: 4] والذي يسعى إلى شيء لابد أن يلقاه حسنًا.

إذًا ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا١٩ [الإسراء: 19]

·      ماذا يحدث لكثير من الناس أثناء سعيهم في الحياة؟ يفقدون قلوبهم! ما معنى يفقدون قلوبهم؟ يفقدون السعادة مع الله سبحانه وتعالى، ينسون في خضم الأحداث أنهم خلقوا لشيء واحد: لعبادة الله عن علم.

·      ونحن قلنا عندما أسألكِ لماذا خلقك الله لابد أن تعطيني آيتين ليس آية واحدة، كل الناس تقول ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ٥٦ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ٥٧ [الذاريات: 56-57] لابد أن تكون آية الطلاق مع آية الذاريات، انظري للجمال :﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا١٢ [الطلاق: 12]

·      حسنًا إذًا لابد أن تتعلمي عن الله، لابد وتكون عبادتك عن علم، ويكون التوكل على الله عز وجل، أن يمد لي أسباب الشفاء. نحن تكلمنا في خصوص اسم الله الشافي

·      أنا أعتمد عليك يا رب أن تهيئ لي أسباب تنفعني فيما أريد أيًا كان ما أريد، أعتمد على الله عز وجل أن يهيئ لي أسباب الشفاء، أول ما يأتيك المرض لا أقابله بالحزن، لا أقابلة بالجزع: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ٢١ إِلَّا الْمُصَلِّينَ٢٢ [المعارج: 19-22]

·      لماذا أتت هنا عبارة المصلين؟ لأنهم يقومون فيفزعوا إلى الله عز وجل، كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة إذًا هنا تفزع إلى الصلاة تلقي هذا الثقل على ربك ووكيلك؛ اعتمادًا عليه وثقة به أنه وحده يستطيع أن يحمل عنك ما أنت فيه، تفزعِ إليه أن يرزقك أسباب الشفاء، تفزع إليه أن يرزقك أسباب إزالة المرض، سؤاله سبحانه وتعالى إن قدر لك المرض أن يرزقك تحمل هذا المرض.

·      إذًا انتبهي جيدًا لكل لهذه المعاني، نحن قلنا سابقًا: أنَّ المرض نعمة؛ لأنه يرفع الدرجات في الجنة، لأنَّ الله قريب من العبد المريض إن لجأٍ إلى ربه. ((إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أعُودُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قالَ: يا رَبِّ وكيفَ أُطْعِمُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّه اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو أطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلكَ عِندِي، يا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أسْقِيكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: اسْتَسْقاكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أما إنَّكَ لو سَقَيْتَهُ وجَدْتَ ذلكَ عِندِي)). صحيح مسلم أو كما قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي. إذًا هذه نقطة انتهينا منها.

·      قلنا أيضا: أنَّ الأسباب الشرعية تفترق وتختلف عن الأسباب الكونية، في أي شيء؟ نحن قلنا جواز التداوي بالأسباب الكيميائية أو الأعشاب، حسنًا

·      وقلنا أنَّ الله عز وجل جعل في كل أرض أعشابًا تنفع أمراض، التداوي من أمراض هذه الأرض. سبحان الملك! يعني الأعشاب التي في الأرض هذه أتت لتداوي الأمراض التي تظهر في نفس الأرض، فالتداوي بها جائز؛ لكن قلنا أنَّ الأسباب الشرعية أكمل وأحسن بكثير من الأسباب الكيميائية لماذا؟ لأنَّ قراءة القرآن للاستشفاء أو الاستشفاء بالرقية الشرعية:

1)   سبب لزيادة الإيمان. كيف تكون سببًا لزيادة الإيمان؟ لأنه يسيطر على مشاعري، هذا ما نريد أن نعرفه لك ما معنى اليقين، أن تعيشي في الشيء، تكوني واثقة أنَّ كلام ربي عندما ينزل على البدن لابد وأن يشفيه شفاءً تامًا هذا رقم (١). إذًا يؤدي إلى زيادة الإيمان بوعود الله: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا٨٢ [الإسراء: 82]

·      تخيلي العجيب أنَّ عندما يُقرأ القرآن حتى على الكفرة في المستشفيات الأوربية، الكفرة الذي عندهم إحساس أنَّ القرآن شافي يشفيهم الله عز وجل به لماذا؟ لانَّ عندهم إيمان أنَّ هذا الكلام شافي فيشفيهم الله، على الرغم أنهم ليسوا مسلمين ولم يأتوا بأركان الاسلام لكن يؤمنون أنَّ هذا الكتاب به سر معجز حسنًا هذا رقم (١) في فصل السبب الشرعي (وهو الاستشفاء بالقرآن) عن الاستشفاء بالأدوية الكيميائية

2)   سبب لانشراح الصدر. حالة السعة والانبساط التي يُلقيها الله عز وجل ببركة كلامه في صدر المؤمن، هذه لا تحدث أبدًا بالأدوية الكيميائية بالعكس الأدوية الكيمائية تسبب حالات الاكتئاب، وأي علاج يقول لك له آثار جانبية منها أنه يؤثر على الجهاز العصبي.

·      لا أعرف يؤثر على العصب.. البستساوي.. لا أعرف يؤثر على الهرمونات ويعمل افرازات في الغدة الدرقية أشياء رهيبة فلا تعتقدي أي شيء من الأدوية الكيميائية تأخذيها وليس لها آثار جانبية، حتى الأدوية التي يقولون في ال سيف سايد أيضًا ليس لها آثار جانبية لا! لكن آثارها الجانبية قليلة. أي شيء يدخل الجسد حتى حبة (الأسبرين أو البانادول).

·      إذًا سبب لانشراح الصدر وهذا لا يحدث بالأدوية الكيميائية.

3)   الطمأنينة بكلام الله. الطمأنينة التي يضعها المؤمن وهو الله الذي يخلق السكينة والطمأنينة في قلوب عبادة الموحدين، كيف يكون هذا لأنك عندما تقرأي القرآن تمر بآيات تثبتك ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ٥١ [التوبة: 51]

·      تعلمي يقينًا أنَّ الله عز وجل كتب قدرِه وفق حكمته ووفق عدله ووفق منته ووفق فضله؛ فعندما تصابي تعلمي أنَّ إصابتك هذه لحكمة، تقرأي آيات الصبر وتعلمي أنك عندما تعاملي الله بالصبر يعاملك بالجبر.

·      ماذا يعني أن تعامليه بالصبر يعاملك بالجبر؟ مثلما قلنا في معاملة العبد يقابلها معاملة مَنْ؟ في معاملة العبد يقابلها معاملة من الرب، معاملة من العبد: صبر وحبس نفسه على طاعة الله، ورضي بقدر الله، وألزم قلبه أنَّ كل شيء يعمله معي ربي يعمله لحكمة، فلما صبر نفسه على ذلك وحبس نفسه على ذلك كيف عامله الله سبحانه وتعالى؟ بالجبر!

·      فأنتِ دائما يكون عندك يقين أنَّ عندما تعامل الله عز وجل بالصبر يعاملك بالجبر، ماذا يعني الجبر؟ يعني يعوض نقصك، يعوضك عما وجدتي من آلام، يعوضك عما ابتليت به من محن. ودائما كوني على يقين كوني على يقين أنَّ العطاء بعد الأزمات مدهش! العطاء _ يا رب تركزوا في هذا الكلام _ أنَّ العطاء بعد الأزمات مدهش ما معنى هذا الكلام، من أين أتيت به: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٥ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٦ [الشرح: 5-6]

·      يعني ربنا سبحانه وتعالى إذا أعطى أدهش. وانتِ تسيري في طريق القرآن والعلم عن الله، كوني على يقين أنَّ الله عز وجل إذا أعطاك أزمة؛ وعدك بأن يفرج عليك بيُسرين، هكذا تعامليه بالصبر فيعاملك بالجبر. كل من لها ابتلاء كل من لها أزمة: عاملي الله بالصبر عاملك بالجبر، وحبستي نفسك على الطاعة أخلفك الله عز وجل عطاءً يدهشك. إذًا هذا شفاء بالقرآن.

·      وقلنا كذلك ليس شرطًا أن تكون القراءة طويلة قلنا الفاتحة وحدها رقية. ورد أنَّ الفاتحة تقرأ سبع مرات من أول مرة تقرأ الفاتحة وتنفث على جسدك تشعري تحسن غريب.

·      وضع يدك على صدرك تشفي بها الضيق الذي في صدرك، أيًا كان سبب الضيق: عصيبة أو أزمة نفسية، شك، ريبة، غيرة أي شيء في صدرك استشفي بالفاتحة والله تجدِ تأثيرًا عجيبًا.

·      بماذا سميت الفاتحة؟ سميت بالشافية والواقية والكافية والسبع المثاني وأم الكتاب.

·      والمرة السابقة قارنَّا بين أمرين: النفاثات في العقد والتي تنفث بالقرآن، تأتي بفضل الفاتحة حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((بينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم عنده جبريلُ إذ سمِع نَقيضًا من فوقهِ، فرفعَ جبريلُ بصرَه إلى السماءِ فقال: هذا بابٌ فُتِح من السماءِ ما فُتِح قطُّ قال: فنزل منه ملَكٌ فأتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقال: أبشِرْ بنورَينِ أوتيتُهما لم يؤتَهُما نبيٌّ قبلكَ فاتحةِ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ لن تَقرأَ حرفًا منهما إلَّا أُعطيتَهُ)) الراوي: عبدالله بن عباس | المحدث: البغوي | المصدر: تفسير البغوي

·      عندما ننظر إلى كلام الإمام ابن القيم في الاستشفاء (الفاتحة)، قال لكِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ لماذا تحمديه؟ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ٢ [الفاتحة: 2] لأنه كامل الصفات، فيها توجيه أنك تتعلق بكامل الصفات ولا تتعلق بمن ناقص الصفات. انتبهوا!

·      أنتِ الآن تحمدي الله على أي شيء. لأنك تستحق يا ربنا أن تُحمد، لأنك وحدك كامل الصفات وأنا لاعتقادي أنك كامل الصفات أثني عليك وأحمدك، ليس لي محبوب إلا إياك، أنا يا رب بين يدك، أنا أَمَةٌ لك.

·      وعرفنا من قبل أنَّ اسم الله الودود: أنَّ الله عز وجل ركز في قلوبنا حب الكمال وأخبرنا عن صفاته وأنه كامل وأوقع في قلوبنا حبنا للكمال، فالحمد كله لله.

·      ماذا تقول وماذا يقول قلبك؟ الحمد لله لماذا؟ لأنني لم أجد من هو كامل إلا الله! فلن أتعبد لأحد إلا الله، وأنا على يقين أنه وحده الكامل والعباد كلهم ماذا؟ ناقصون. إذًا اعتقد أنك كامل الصفات ولهذا وحدك تستحق أن أتوجه إليك بالعبودية: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ٥ [الفاتحة: 5]

·      ما معنى إياك نعبد؟ يعني بك وحدك أتعلق وأنت في الفريضة أو إذا كان في ضيق أو في سراء أو ضراء وتقول وتكرر في الفرض كم مرة؟ 17 مرة، غير النوافل والقيام و....و....

·      بالإضافة عندما تستيقظ في الصباح تقرأ على صدرك وماذا تقول: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ٥ [الفاتحة: 5]

·      بك وحدك أتعلق وأُعَظِم. إياك نعبد ما معنى العبادة؟ هي كمال الذل لله مع كمال الانكسار، والحب والتعظيم إذًا لها شقان كمال الحب والتعظيم لله وهذه تأتي بمعرفة الله بأسمائه وصفاته، وكمال الذل والانكسار وهذه تأتي النفس الناقصة، كلنا ناقصون العباد كلهم ناقصون.

·      ما معنى العبادة؟ ذل لله عز وجل، طريق تَعَبَّد يعني طريق تذلل فركبتا العبادة في أمرين: محبة مع العظيم وذل وانكسار لله.

·      فحالك عندما تقول إياك نعبد: أعبدك ولا أعبد غيرك، أحبك وأعظمك غاية التعظيم، ليس في قلبي يا رب أحد محبوب مثلك، ليس في قلبي مُعَظَّم سواك، لا يدفع عني إلا أنت، لا يملي قلبي إلا أنت، ولا يتولاني إلا أنت ولا يكشف عني إلا أنت، ليس إليَّ محبوب إلا أنت، فأنا بين يديك، أنا أمة بين يديك فارفع عني ما أنا فيه. ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ٥ [الفاتحة: 5]

·      لماذا نستعين؟ نستعين لأننا لا نستطيع أن نعبدك إلا إذا أعنتني بفضلك ومنتك، انظري وافهمي هذا الكلام جيدًا لكيلا يغتر أحد بنفسه ويقول أنا أعمل، عندما يقول أحد: أنا أعمل ووووو... اعلمي أنه لم يصل بعد! لن تستطيع أن تفعل شيء إلا باستعانتك بماذا؟ بالله عز وجل! فحال قلبي يقول يا رب أنا استعين بك وأطلب منك العون لأكون حقًا عبدًا لك. ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦ [الفاتحة: 5-6]

·      تطلب منه الهداية، والهداية تنقسم إلى قسمين: هداية دلالة، التي هي العلم والمعرفة وهداية التوفيق.

·      إذًا وأنت عندما تقول اهدنا لماذا تطلب الإثنين؟ لأنَّ يمكن أن يرزق واحد العلم وليس في عمل ولا في توفيق! لم ينفع مثل الأرض تمسك ماء وتصبح كلأ، الأرض لا تصبح خصبة، أخذ العلم -الذي هو الماء مثلما ورد في الحديث -تأخذ العلم تنبت الكلأ والخير الكثير.

·      إذًا هنا اهدنا: علمني وانفعني بما علمتني. ولذلك نحن اتفقنا كلنا في المجموعة عندما نستيقظ من النوم نقول: اللهم إني أسألك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا صالحًا متقبلًا، اللهم اهدني وسددني وهذا الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي: اللهم اهدني وسددني.

·      واذكر في الهداية هداية الطريق، وذكر في السداد سداد الرمية. اسأل الله عز وجل أن يرمي لنا وينشر دعوتنا يا سيدي ويا صمدي ويا مولاي.

·      ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ٧ [الفاتحة: 6-7] صراط الذين أنعمت عليهم يعني المجموعة التي أنعمت عليها غير المغضوب عليهم، مَنْ هم المغضوب عليهم؟ اليهود لماذا؟ لأنهم علموا ولم يعملوا.

·      هذه لابد أقف معكم بجزئية هامة جدًا، هؤلاء المغضوب لأنهم علموا ولم يعملوا وربنا سبحانه وتعالى ضرب مثل: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ٥ [الجمعة: 5]

·      انتبهي جيدًا أن تتعلمي ثم لا تعملي، وانظري إلى هذا الكلام الرائع من كتاب بدائع الفوائد للإمام ابن القيم ماذا يقول لك: حذاري حذاري من أمرين لهم عواقب سوء، ما هما الأمرين الذين لهم عواقب سوء؟ أحدهما رد الحق لمخالفته هواه، الله أكبر!

·      أن تقول أنا لست مقتنع أو لي رأي آخر لمجرد أنَّ هذا الحق يخالف هواك. والناس العاديين والمبتدعين وكلهم يقولوا لكِ: أنا لست مقتنع، نقول لهم: هذا ربنا الذي قال والرسول قال؟ يقولوا: لا! هناك من يقول.

·      لا! انتبهي جيدًا إذا أتاكِ علم هل ستكونين مثل المغضوب عليهم الذين أتاهم العلم فلم ينتفعوا به وردوه؟ إذًا أحدهما رد الحق لمخالفته لهواك فإنك تعاقب بماذا تعاقب؟ بتقليب القلب! -نسأل الله العفو والعافية اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

·      فإنك تعاقب بتقليب القلب ورد ما يرد عليك من الحق رأسًا ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك، قال تعالى:﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ١١٠ [الأنعام: 110]

·      رديت الحق وقلت لا أنا لا أريد أن أعمل هذا أو أنا غير مقتنعة؟ كيف هذا وربنا يقولك. مثل واحدة تقول: أنا لست مقتنعة بالحجاب ومن هو الذي قال لك تحجبي؟ ﴿الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ٧ [الانفطار: 7]


تعليقات