·
واحدة
يسيطر على فكرها خوف، واحدة يسيطر على فكرها الخوف من المرض، يسموه "الفوبيا"
فوبيا من المرض، خائفة لما أكبر تصيبني أمراض، حتى لو جاءك مرض، من الذي يشفي هذا؟
﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء:
80]
·
يأتي أن
أسعد الناس أهل البلاء، وأن أهل البلاء لما يغمسون في الجنة غمسة، يقول لهم الرب -
جلّ وعلا-: يا أهل الجنة هل رأيتم بؤسا قط؟ فيقولون: لا يا ربي ما رأينا بؤسا قط.
·
ما
المشكلة في المرض؟ ما المشكلة؟ لما يأتيكِ وسواس أن أنت ستمرضين، ستمرضين،
ستتنقلين للمستشفيات، ستتعبين، ومن أين لكِ بالمصاريف؟ قولي: ربي لطيف لما يشاء،
هذا اسمه وسواس ماذا؟ الأفكار، هل أنتم مركزين معي؟ هذه من ضمن الأسباب التي تؤدي
للمرض النفسي: يأتي لك الشيطان، ويسيطر عليك بماذا؟ بفكرة معينة، يأتيك العلم عن
الله، هو فقط، العلم بالله وبأسمائه وصفاته، ثم العلم بما قاله في كتابه، يدفع عنك
هذه الأفكار.
·
ممتاز،
لهذا السبب نحن عملنا هذه الدورة، التي سمعت دورة الوسوسة: كيف تناولناها؟ الوسوسة، تناولناها من منظور ماذا؟ ومنظور ماذا؟ نعم، من منظور شرعي، ومن كلام أهل الطب، الاثنين؛ حتى لا تأتي
واحدة عندها وسواس قهري تقول: إن أمنية قالت: لا تأخذوا علاج، لا، لكن أنا أفهمك ما هو السبب الرئيسي للأمراض، هذا أكيد.
·
نكمل
أنواع الوساوس ثم أقول لكِ هل هو بسبب البعد عن الله؟ أم ابتلاء؟ الوسواس: أفكار، أخذنا وسواس أفكار، وسواس في العقيدة في ذات
الله، ووسواس اجترار، هناك أيضا وسواس ماذا؟
نحن قلنا الأفكار، والاجترار، والعقيدة، وسواس في العقيدة.
·
هناك
وسواس أيضا في ماذا؟ "الطهارة"، وسواس في الطهارة، ماذا يعني؟ تقول لكِ:
هل أنا توضأت أم لا؟ وتعيد عشر مرات الوضوء،
الرسول ﷺ قال: ((ثلاث مرات فمن
زاد..)) انظري كلام النبي ﷺ ((..
فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم)). رواه أحمد والنسائي. تعدى، وأساء، وظلم.
·
يتسلط
الشيطان، يقول لكِ: لا أنتِ لم تطهري! تظل المرأة تنظف عورتها، تنظف عورتها، تنظف
عورتها، وتقول لكِ: أنا لا أعرف إذا كان أثر البول ذهب أم لا! إذا كان أثر البراز
ذهب أم لا! هذا من عمل الشيطان، لابد من قطع الاسترسال، خالفيه.
·
هذا من
ضمن الأمراض التي يسببها الشيطان: وسواس الطهارة، امرأة أخرى طوال اليوم تغتسل! هي
متخيلة أنها ليست طاهرة، فنفسيتها تكون متعبة جدا، وبيتها يحتاج ترتيب، وهي لا
تستطيع الخروج من الحمام! حبيبتي مسكينة؛ لأنها تزيد وتعيد في الوضوء، وتزيد وتعيد
في تنظيف العورة، يسيطر عليها فكرة ماذا؟ أنها غير طاهرة، فهذا علاجه قطع
الاسترسال، والفقه في الدين، معرفة النصوص.
·
لما يقال
لكِ أن الاستجمار: عندما تمسحين -أعزك الله- بفوطة، أو بمنديل ورقي، مرة،
والثانية، والثالثة، حتى لو لا يوجد ماء أنتِ طاهرة، لماذا جالسة في الحمام طول
الليل والنهار؟
·
عندما
يقترب الزوج من زوجته تقول له: لا ما تلمسني! أنا على وضوء، تصبح الحياة عبارة عن
جحيم، هذا من تسلط الشيطان على قلب العبد.
·
هذه من
ضمن الأمراض التي يسببها الشيطان. كل هذه الحالات النفسية، لن يعالجها إلا العلم
بالله أولا ً بأسمائه وصفاته. ثم معرفة النصوص؛ لأن كل شبهة ستردين عليها بماذا؟
بآية، متى؟ عندما تقرأين القرآن بتدبر، لذلك نحن طرحنا ماذا؟ الأسماء والصفات،
ومعها تدبر كلام الله؛ لأن بالتدبر يأتيكِ النص فتستدعينه، تردين على الشيطان.
·
عندي
مخاوف يا ربي مستقبلية يأتيك: ﴿إِنَّ رَبِّي
لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ﴾ [يوسف:
100]
·
عندي قلق
واضطراب في صدري: المؤمن، المؤمن، اسم الله المؤمن: الذي يخلق السكينة والطمأنينة
في قلوب عباده الموحدين I.
·
من الذي
لا يعاني من أذى الخلق؟ وليس مغتاظًا من الناس؟ ترفع يدها، هل هذه من ضمن الأمراض
النفسية أم ليست من ضمن الأمراض النفسية؟ حالة الغليان والاحتراق، أن هناك أحد
يظلمني، صحيح أم لا؟ يأتيكِ اسم الله الديان، الذي يعامل كل عبد بما قام في قلبه،
فيقال لكِ: لماذا؟ لماذا تحترقين؟ ربي يعامل كل عبد بما قام في قلبه.
·
أكثر شيء
يناله عدوك منكِ، أنه يشغلكِ عن الله، وسنرى كيف يُغَيّب الشيطان، الشيطان يفعل
نوعًا من أنواع التغييب في الإدراك، ويُغَيّب عليكِ الأمور، وحقائق الأمور، سبب
رئيسي للأمراض النفسية هي: الخواطر التي يلقيها الشيطان عليكِ ليل نهار، لا يكلّ
ولا يملّ، وهو ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ ٨٢ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ٨٣﴾ [ص:
82-83] انظري.
·
وتأتيه
الطبيعة النفسية: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ
خُلِقَ هَلُوعًا﴾ [المعارج: 19] لما كنا نتدارس اليوم سورة المعارج، أخرجنا أوصاف النفس من
السورة، أوصاف الإنسان، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ
خُلِقَ هَلُوعًا﴾ هذا رقم واحد.
· ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا
٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ٢١ إِلَّا الْمُصَلِّين ٢٢﴾ [المعارج:
20-22] انظري كيف الصلاة! كيف الصلاة تريح
النفس من الهلع، والجزع، والشح، أمراض، ولكن لمن يتدبر ويعرف الله جلّ وعلا.
·
إذًا تكون
هناك أمراض، أمراض عبارة عن شبهات، هذه علاجها: أن تردي على الوسواس بكل شبهة
يلقيها، بمعرفتك بالله عن طريق نص من كلام الله تدبرتيه، أو حديث من أحاديث النبي ﷺ، إن شاء
الله الأمر يكون هناك أمثلة كثيرة.
·
هناك أيضا
مرض من أمراض القلوب مثل الحسد، كيف تعالجينه؟ كيف تعالجي الحسد؟ بأي نص هنا في
أمراض القلوب؟ من الأمراض المؤلمة للقلب التي تسبب غليانه الحسد، الحسد: الذي هو
حالة الغليان التي تحدث عند رؤية نِعَم الغير، وتمني زوالها، هذا مرض من الأمراض.
·
هل يسبب سوء الحالة النفسية؟ أم لا يسبب
سوء الحالة النفسية؟ كيف تعالجين الحسد؟ بأي علم؟ الآن الحسود ينظر إلى قسمة غيره،
أي آية؟ ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ
لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا
يَجْمَعُونَ﴾ [الزخرف: 32]
·
يقال لكِ
إن كل شيء بقسمة، وقسمة الله، تقسيم الله، وفق عدله وحكمته، ما ترينه عند غيرك،
عندكِ ما ليس موجودًا عنده. العملية عملية تقسيم وفق حكمة الله - جلّ وعلا-. تأتيك
نصوص، تمنعك من البداية أن تنظري إلى ما يجلب لقلبك الحسد مثل ماذا؟ ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ
عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [طه: 131]
انظري الى العلاج الذي يليه، ﴿وَأْمُرْ
أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ
وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ [طه: 132].
·
يقال لكِ،
يقال لكِ لا تمدي عينك لدنيا غيرك؛ لأن هذه الدنيا مثل الزهرة، أنتِ على أي شيئ تنظرين
إليها؟ الذي عندها هذا سيزول، لابد وأن يزول، تحسدينها على شيء لن يبقى معها دائمًا؟!
هل تفهمونني حبيباتي؟ كيف أن الله U يشفيكِ ويشفي صدركِ بكلامه وكتابه.
·
الغلول
والأبدان:
·
يشفي الله
U يشفي الصدور من الشبه، والشكوك، ومن الحسد، والغلول.
·
والأبدان من الأمراض والآفات.
·
لا يقدر
على ذلك غير ولا يدعى بهذا الاسم سواه. قال تعالى في أثر القرآن في شفاء القلوب
وهدايتها.
·
انظري،
بالنسبة لما يعتلج في الصدر من أفكار، ووساوس، ستجدين في كلام الله ما يعالجها
بماذا؟ بالقول.
·
لما يكون
الألم بدني: مجرد قراءة القرآن ينزل على البدن، مثلما ينزل على الجبل فيتصدع.
·
يعني في
القرآن تأثير من نواحي عديدة:
·
أولا ً:
يخاطب نفسك وقلبك.
·
ثانيًا:
يخاطب البدن المريض.
·
ثالثًا:
يخاطب الجان المتسلط على بدنك وقلبك، الاثنين.
·
نحن نريد
شيئًا من التركيز، هناك مرض، هذا المرض مرض شبهة، مرض شبهة، لا يرد الشُبه إلا
العلم، ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا
وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ
زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا
الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي
الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾ [الرعد:
17]
·
أنتِ يقال
لك - كما قال الشيخ السعدي- العلم بالله ينزل على القلب، نور الوحي، كلام الله،
الذي فيه العلم عنه، والعلم بكلامه، ينزل على القلب بما فيه من شكوك، وشهوات، أو
شبه وشهوات، فيغسل القلب يخرج ما به من ماذا؟ من أمراض الشهوات والشبهات، هل
تركزون معي؟ مثلما ينزل الماء على الوادي فيغسله، يخرج ما به من أوساخ.
·
الشيخ
السعدي يقول لكِ: ((وادي كبير يحمل ماء كثير، كقلب كبير يحمل علم كثير، ووادي صغير
يحمل ماء قليل كقلب صغير يحمل علم قليل)) ،وعلى قدر قوة العلم، على قدر صحتك
النفسية؛ لِما يدفعه العلم بالله ونور الله في قلبك من هذه الشبهات والشهوات، حسنا؟
قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ
مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ [الإسراء:
82] وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا
النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ
وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس:
57]
·
نحن ضربنا
مثل على أمراض الشبهات.
·
حسنا، أعطيني
مثلًا على مرض الشهوات، هذا طبعًا من الفتن التي تتعرض لها المرأة، والشيطان يورد
عليها الموارد، الشهوات.
·
إحدى
الحاضرات تقول: الرياء.
·
المعلمة: الرياء هذا أمراض قلوب، لكن أنا أتكلم عن الشهوات، المعاصي
التي هي مثل ماذا؟ إن الله لا يستحي من الحق، يأتي الشيطان، يأتي الشيطان الوسواس
الخناس، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
·
قرة عين
اللعين إن لم يستطع أن يغلبك في شبهة فتَشُكِّي في ربك يتحول إلى ماذا؟ إلى
الشهوات، عندما يقول الرسول ﷺ أعظم
فتنة على الرجال فتنة النساء، النبي
ﷺ قال: ((ما
تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء)) رواه
البخاري ومسلم.
·
حسنًا،
أليس الأمر بالعكس أيضًا؟ صحيح أم غير صحيح؟ يأتي الشيطان للمرأة، ويعرض عليها
فتنة الرجل، حتى وإن كانت متزوجة!
·
يأتي في
مواطن الضعف وسواس خناس، يقول لها: أنتِ لا يوجد توافق بينك وبين زوجك، لا يوجد
كذا، لا يوجد كذا، هو لا يشعر بكِ، هو كذا، هو ما يناسبك، هو فظ، هو جاف، هو كذا،
ويجعلها تمد نظرها إلى من؟ إلى الرجال، إلّا يجلب على المرأة بخيله ورَجْلِه، حتى
يوقعها إما:
· في شبهة،
تقول: لماذا يا رب يحدث لي هذا؟ وتعترض على الله! وتقع في السخط على أقدار الله!
·
أو عندما
ترضى بقدر الله، يريد أن يوقعها في ماذا؟ شهوة
·
انْظُر
إلى فلان كيف هو رقيق! انظر إلى أسلوبه! انظُر إلى طريقته! وانظر أنا زوجي كيف
يتعامل! وانظر أسلوبه! وانظر طريقته!
·
ويتدرج مع
المرأة، يتدرج معها كما ترين في مواقع التواصل، البلاء الذي دخل في كل بيت!
دهيماء! دهيماء دخلت في كل بيت، تجدين النساء تتكلم مع الرجال، يتكلمون على "الفيسبوك"،
يتكلمون على "الواتساب"، يتكلمون على أي نوع من أنواع الكلام.
·
بعد أن تعتاد
الكلام مع هذا الرجل! بعدما تكلم هذا الرجل، وأي كلام بين الرجل والمرأة: ((لا يخلون رجل
بامرأة؛ فإن الشيطان ثالثهما)) أخرجه الإمام أحمد، أياً كانت الخلوة، لو خلوة في تليفون، أو خلوة في كتابة، أو
خلوة في (فيسبوك)، أو خلوة في أي شيء، يحدث الاختلاط، كما قال أحد الأئمة -لا
أتذكر مَن، تقريبا الإمام ابن تيمية- قال: ((اختلاط الرجل بالمرأة كاختلاط الخشب
بالنار)). كاختلاط الخشب بالنار.
·
يريد أن
يوقع المرأة، أن تعيش قصة حب، وتكون تريد تتزوج فلان، وتكون تريد أن تتكلم معه،
وزوجها عندها لا تطيقه! ما تطيق أن تراه، ما تطيق أن تتكلم معه، تعانده، رأسها
برأسه، ندية في التعامل، ثم تبدأ في إسقاطات عليه، حتى يبرر لها الشيطان ذلك.
·
من عجيب
ما يأتيني من كثير من الاستشارات، من أن الشيطان لا تجعليه ينتصر عليك بالوساوس
المتكررة ويغيبك عن تقوى الله- جلّ وعلا-،
لأن هذه من ضمن الأشياء التي يعرضها الشيطان على القلوب، حديث الرسول ﷺ: ((تعْرَضُ
الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها،
نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ
بَيْضاءُ، حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ، علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا
تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ، والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا
كالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلَّا ما
أُشْرِبَ مِن هَواهُ)) صحيح مسلم.
·
الشيطان يغرقك في بحر التمني والخيالات، هذه من الوساوس، من
الوساوس التي تدفعينها بلزوم العلم عن الله، بلزوم النصوص، بأن يكون الله U محبته في قلبك قاهرة لأي شيء، الخيالات، خيال
يُعَيِّش المرأة في خيال خصوصًا -نسأل الله السلامة والعافية- لما يكون هناك شيطان
مسلط على رحم المرأة، الذي هو المس، الذي هو المس، يمسها فيصرف زوجها عنها،
ويصرفها عن زوجها.
·
إذًا هناك معالجة للشيطان، بماذا؟ بماذا؟ بكلام الله I بلزوم العلم عن
الله، بلزوم تقوى الله.
·
في اسم الله الستير ليتنا كلنا نسمع اسم الله الستير، كيف أن
الشيطان يعرض على القلب الخواطر الرديئة، العبد ما ذمه؟ عندما يستقبل الوسوسة،
كلما تأتيكِ الخواطر الرديئة فتدفعينها لا تضرك، كلما تأتيكِ خواطر رديئة
فتمقتينها، تمقتينها وتمقتين مَنْ أتى بها، يعني تكرهينها، وتكرهي أن تقعي فيها لا
تضرك، وتتعبدين لله U كما نقول: اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي. ماذا يعني؟ يعني أي عورة الشيطان يريد أن يوقعني فيها، أنا
أسأل الله أن يسترني بستر التقوى: وهو الخوف من الله I.
·
دائمًا ضعي ربك أمامك في خيالك، حتى لما تقع بك فتنة، ضعي رأسك
في التراب بين يدي الله - جلّ وعلا- في الأرض، قولي: يا رب لا أعترض على قضائك، يا
رب اصرف عني الشبهات، والشهوات! اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن! اللهم
جنبني أن أشك في عدلك وحكمتك! اللهم لا توقعني في فتنة!
·
انظري سيدنا أبو هريرة وهو عنده سبعين عامًا يقول: "اللهم
إني أعوذ بك من الزنا"، أبو هريرة. الصحابة بجواره، قالوا: رحمك الله أبعد
هذا السن؟! قال: ومن يؤمنني من إبليس؟! فالشيطان يريد أن يوقع العبد في الفحشاء.
·
لابد أن تتيقظ المرأة، عندما تأتيها الخيالات برجل آخر، ألا
تنجرف وراء هواها، أو ميولها، وأن تستغيث بالله، وأن تدعو الله، وأن تشغل نفسها
بالحلال، إن لم تكن متزوجة تشغل نفسها بالصوم والصلاة، لزوم الصحبة الصالحة، حفظ
القرآن، العلم عن الله، زيارة المرضى، زيارة أصحاب البلاء.
·
وإن كانت متزوجة تتودد إلى زوجها، الرجل مهما كان عنيدًا، عندما
يجد ودًا، لابد أن يلين، أسألي الله أن يُلين قلبه، هل قلب الرجل أقسى؟ أم الحديد؟
أنا أسأل، لا تقولوا لي الرجل! العضلة التي تعمل عنده بداخله، أهي أصلب أم الحديد؟
انظري ربنا I ماذا يقول لما تكلم
عن عبده سليمان ﴿وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ﴾ [سبأ: 10].
·
اسألي الله
أن يلينه لك، توددي له، لا تعانديه، لا تنتقديه، حتى في دينه، بينه وبين الله،
دعوته من بعيد لبعيد (بشكل غير مباشر)؛ لأن خراب الحياة بين الزوجين يؤدي إلى وقوع
كليهما، كليهما - وأنا أعني ما أقول- كليهما في فتنة، أبسط شيء أن يمد عينه، وأن
تمد عينها، أبسط شيء هو هين في الكلام، لكنه عند الله عظيم، نسأل الله السلامة
والعافية!
·
إذًا الأمراض
تنقسم إلى: شبهات، وشهوات، الوسواس هو الذي يريد أن يوقع بكِ، ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ
لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ
أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر: 6].
·
يقول
الإمام الطبري - رحمه الله - عند آية الإسراء السابقة التي هي، ﴿وَنُنَزِّلُ
مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ
الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ [الإسراء:
82] ((أما عن شفاء الأبدان..)) هذا كلام
الطبري ((..أما عن شفاء الأبدان فقال سبحانه عن عسل النحل: ﴿ثُمَّ كُلِي
مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ
فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل:
69] يقول تعالى ذكره: وننزل عليك يا محمد
من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من..)) انتبهي لكلام الإمام الطبري
· ((.. يستشفى به من من الجهل، ومن الضلالة..))
هذا رقم واحد
· ((.. ويبصر به من العمى للمؤمنين)) من العمى.
·
الناس في
القرآن ينقسمون، الناس في القرآن ينقسمون إلى: أعمى وبصير، أعمى وبصير، البصير:
الذي يرى مآل ما يفعل، يرى ما تؤدي به خواطره، إلى أي شيء، هل لو استجبت للشيطان
ماذا أساوي عند الله؟ ما ميزانك عند الله؟
·
الناس في
القرآن ينقسمون لسعيد وشقي، أعمى وبصير، حسنا مؤمن وكافر، صادق وكاذب، مؤمن
ومنافق، أقسام الناس في القرآن تدبريها.
سبحانك اللهم
وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا انت، أستغفرك واتوب إليك.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق