القائمة الرئيسية

الصفحات

الأصول الثلاثة الجزء الواحد والثلاثون

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا.

·      ما من امرأة خرجت تريد طلب العلم الشرعي الذي هو طلب الوصول إلى الله، إلا تناديها الملائكة أن طبتِ وطاب ممشاكِ وتبوأتِ من الجنة منزلا، وما تمرين على حجر ولا شجر إلا وهو يستغفر لك بحديث النبي r، فأسأل الله عز وجل ألا يحرمنا أن نجلس لنتعلم عنه سبحانه وتعالى.

·      نحن نستكمل معًا الحلقة الثالثة عشر من شرح رسالة الأصول الثلاثة، وأذكركم بشرح رسالة الأصول الثلاثة أنها تضع الهدف للمسلم، هدفك في الحياة، الهدف الذي نبهكِ الله عز وجل له في سورة العصر ماذا قال الله عز وجل؟ ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ٢ [العصر: 1-2]

·      إذن الآن هناك تأكيد أن كل إنسان في خُسر ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبْرِ [العصر: 3]

·      فعرفنا ماذا يريد الله عز وجل منا؛ أربعة أشياء حتى تنجي من الخسارة، أسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم من الفائزات!

·      ما معنى تنجين من الخسارة؟ ﴿وَٱلۡعَصۡر ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢إِلَّا ٱلَّذِينَ ، ما وصفهم؟ ﴿ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبْرِ، عرفنا من الذي ينجو؟ من يطلب العلم ويعمل به ويدعو إليه ويصبر على مشاق الدعوة.

·      إذن أنا كامرأة أفهم ماذا يريد منى الله عز وجل؟ زيادة الإيمان ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كيف يزيد الإيمان؟  بالعلم، بالعلم، الإيمان لا يزيد إلا بالعلم.

·      ولذلك جاء في أكثر من ثلاثين موضعا في القرآن ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ [محمد: 19]، ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ يَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنَهُنَّ لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا١٢ [الطلاق: 12]

·      بعد العلم ماذا؟ لكيلا يظن العبد أنه بمجرد علمه سيكون قد نال درجة الإيمان فقال: ((وعَمِلوا)) كل آية فيها ((آمنوا)) يأتي معها ((وعَمِلوا)).

·      ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ ، إذن أنا عندما أعلم شيئا لا أقول ليس لي دخل مع أحد.

·      فجاء لكِ ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ عندما تدعين إلى الله لابد وأنك ستتعبين، ما معنى تتعبين؟ يعنى لابد وأن ينالك شيء من الأذى.

·      بمعنى يستهزئون بك ويقولون لك أنتِ أصبحتِ شيخة! وما شأنِك أنتِ؟ انتبهي لنفسِك أنتِ، وهذه فقط الأشياء البسيطة، جميعهم يعادونكِ وتحسين بنفور منهم، هذه الأشياء تكون على مستوى العائلة.

·      على مستوى الدولة يكون هناك أشياء أخرى أكيد أنتم تعرفونها، فيوصيكم الله عز وجل بالصبر.

·      أخذنا في المرات السابقة عبادات قلبية وأخذنا التوكل، التوكل: وهو صدق اعتماد القلب على الله في ماذا؟ في جلب النعماء ودفع الضراء وقضاء الأمور.

·      ثم أخذنا عبادة الرغبة والرهبة والخشوع ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ٩٠ [الأنبياء: 90].

·      الإنابة، ما هي الإنابة؟ الرجوع إلى الله والإقبال على الله بالطاعات، وفرّقنا بين الإنابة والتوبة:

ü  التوبة: أنني عملت ذنب وندمت وأقلعت عنه، وبدأت أطلب من الله عز وجل أن يغفر لي.

ü  يختلف عن الإنابة: التي هي الإقبال على الله بالطاعات يعني هناك مزيد من الطاعة.

·      مثلا أنا لم أكن أتعلم أسماء الله الحسنى، أصبحت كل يوم أسمع شرحا من أسماء الله الحسنى حتى أُأصّل الإيمان في قلبي، لم أكن أعرف ما معنى عقيدة؟ فبدأت أتعلم ما معنى عقيدة، لم أكن أحفظ القرآن، أولم أكن أهتم أن يكون لي ورد يومي من كلام الله، فبدأت يكون لي ورد يومي أتحصن به من كلام الله سبحانه وتعالى، فهذه إنابة وهي الإقبال على الله بالطاعات ﴿فأولئك يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّ‍َٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ [الفرقان: 70].

·      وتكلمنا عن الاستعانة: وهي طلب العون والقوة من الله، وقلنا لا حول ولا قوة إلا بالله.

·      ثم تكلمنا عن الاستعاذة، وقلنا إننا في هذه الفترة في حاجة شديدة جدا للاستعاذة، وهي طلب العوذ والإجارة من الله عز وجل أن ربي يجيرك.

·      يوجد مستعاذ ومستعاذ منه ومستعاذ به، فالمستعاذ به: هو الله الذي يملك أن يحفظك ويجيرك من شر الشيطان، ومن شر نفسك، ومن شر الضيق الذي يقع في الصدر.

·      أحيانا تجدين واحدة تقول: أنا مخنوقة ولا أدري مم أنا مخنوقة؟ فالشيطان جاثم على صدر ابن آدم فإذا ذكر الله خنس، أحيانا الشيطان يضغط على الصدر فيشعر المسلم بالضيق، تكون واحدة مخنوقة ومتضجرة، فتلجأ إلى الله أنه يأخذها سبحانه وتعالى في جواره، وأن ينجيها مما تجد، وتعلم أنه ليس لها من دون الله كاشفة.

·      ما معنى ليس لها من دون الله كاشفة؟ يعنى لا أحد يستطيع أن يكشف ما أنا فيه إلا أنت يا رب، لا أحد يستطيع أن يكشف ما نحن فيه من أوضاع إلا الله. تحدثنا عنها بالتفصيل في الحلقة السابقة أنا أحببت فقط أن أراجع عليها.

·      ونحن اليوم في عبادة الاستغاثة، الاستغاثة: دليله، طبعا نحن قلنا: حتى نقول إن هذه عبادة لابد أن تكون مذكورة في كلام الله، أو في كلام الرسول r. ما الدليل على عبادة الاستغاثة؟ وما معنى عبادة الاستغاثة؟

·      رسالة الشيخ: دليله قوله تعالى: ﴿إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ [الأنفال: 9] هنا الدليل على أن الله رتّب على استغاثتهم الاستجابة، رتب على استغاثتهم الاستجابة.

·      شرح المعلمة: معلوم حديث هذه الآية نزلت أصلا في غزوة بدر، كان المشركين أكثر من المسلمين ثلاث مرات في غزوة بدر فوقع من المسلمين الاستغاثة.

·      ما معنى الاستغاثة يا أخوات؟ النجدة، النجاة، ﴿قُلۡ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ تَدۡعُونَهُۥ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةٗ لَّئِنۡ أَنجَىٰنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ٦٣ قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنۡهَا وَمِن كُلِّ كَرۡبٖ ثُمَّ أَنتُمۡ تُشۡرِكُونَ٦٤ [الأنعام: 63-64].

·      هناك طلب للنجاة، طلب للنجدة، القلب يعلم أنه لا يكشف ما به إلا الله فماذا يقع في القلب؟ "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا لأحد من خلقك" إذن هناك طلب ماذا؟ غوث، نجاة، نجدة من الله عز وجل.

·      الاستعاذة: هي طلب الجوار مما يخيفك، من شر يخيفك، والاستغاثة: طلب النجاة، طلب النجاة.

رسالة الشيخ:

·      في الحديث في غزوة بدر ((فاستقبَلَ نبيُّ اللهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ القبلةَ ثمَّ مدَّ يدَيهِ وجعلَ يَهتِفُ بربِّهِ اللَّهمَّ أنجِز لي ما وعدتَني، اللَّهمَّ إنَّكَ إن تُهلِك هذهِ العصابةَ مِن أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرضِ، فما زالَ يَهتِفُ بربِّهِ مادًّا يدَيهِ مُستقبِلَ القِبلةِ حتَّى سقطَ رداؤُهُ عن مَنكِبَيهِ، فأتاهُ أبو بكرٍ فأخذَ رداءَهُ فألقاهُ علَى مَنكبَيهِ ثمَّ التزمَهُ مِن ورائِهِ وقالَ: يا نبيَّ اللهِ كفاكَ مناشدتَكَ ربَّكَ، فإنَّهُ سَينجِزُ لَكَ ما وعدَكَ فأنزلَ اللَّهُ تبارَك وتعالى ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ٩ [الأنفال: 9] فأمدَّهُم اللَّهُ بالملائكةِ)) صحيح الترمذي  فأصبحت الاستغاثة عبادة؛ لأنه ترتب عليها عطاء من الله عز وجل.

شرح المعلمة:

·      ((حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبِيهِ)) ما معنى هذا؟ الرداء كان على كتف الرسول ، فالرسول يرفع يديه وطبعا نحن أخذنا منها رفع اليد في الدعاء.

·      ((فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فأخذ رداءه)) انظري للحنان، انظري الجمال انظري الخلة التي في الله عز وجل، لما سقط رداء النبي ((فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبِيهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ)) أي جاء من ورائه والتزمه.

·      ((يَا نَبِيَّ اللَّهِ كفاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ)) انظري اليقين، انظري اليقين الذي في قلب سيدنا أبو بكر.

·      ما معنى يقين؟ يعنى مُصدق أنّ الله عز وجل مجيب، مُسيطر على مشاعره أنّ الله عز وجل وعدنا بالنصر فهون عليك.

·      فالرسول مستمر بالدعاء ورافع يديه فوقع ردائه من على منكبيه، فسيدنا أبو بكر يقول له ماذا؟ اهدأ يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ٩ [الأنفال: 9] ((فأصبحت الاستغاثة عبادة لأنه ترتب عليها عطاء من الله عز وجل)) أسأل الله عز وجل أن يغيثنا جميعًا، اللهم أغثنا جميعًا، وأن يفرج عنّا كروبنا جميعًا، وأن يتولانا ويكشف ما بنا من ضُر اللهم آمين!

·      هنا نقطة مهمة جدا الرسول r؛ لأنه يرفع يده بالدعاء، وبدأ يدعو وانهمك في الدعاء؛ سقط ردائه، بعض الفرق التي ضلت تقول أنّ الرسول r كان يهتز، يهتز وهذا ليس صحيحًا.

·      بعض إخواننا من الصوفية يتخذ هذا، أي سقوط الرداء، فيظنوا أنهم من الممكن أن يتمايلوا في الدعاء وهذا لم يرد عن النبي ، ولم يرد عن صحابته.

·      عملية الرقص أثناء الذكر هي ليست واردة وهي ليست من الخضوع لله عز وجل ولا الانكسار.

·      فهذه الجزئية مهمة أحببت أن أُنَوِّه عليها؛ لأن هناك أناس عندما تأتي تذكر الله من هذه الفرق تستخدم الدف والهز، وهذا ليس واردًا عن النبي ، ولم يرد عن صحابته وإنما من شدة انفعال النبي سقط ردائه من على منكبيه.

·      إذن الاستغاثة، ما هي الاستغاثة؟ أن يطلب العبد من الله أن يزيل ما فيه من شدة، أي شدة .. مريض يعاني من الآلام، طبعا المريض سبحان الملك يعاني من الآلام ليل نهار، أسأل الله عز وجل أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين وأن يخفف ما بهم وأن يغيثنا فيهم آمين! يعاني من شدة.

·      هناك واحدة تعاني من شدّة نفسية، تعاني من ضيق في الرزق، من دَيْن، من عقوق أبناء، من تكالب الأعداء، من تسلط شيطان، من أي شيء تستغيثين بالله عز وجل فيه، فإنّ الله عز وجل ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ [الأنفال: 9] نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الأشياء التي تجعل دعائنا مُجابًا!

·      نحن نتوسل إلى الله عز وجل أن يُفرّج الكرب عن المؤمنين عامة، وعن أوليائه خاصة.

·      من الأشياء التي تستغيثين منها: الفتن، الفتن أنّ قلبك يقع في فتنة تضر بعلاقتِك مع الله عز وجل.

·      الفتنة التي هي ماذا؟ يتعرض القلب لشيء يبعده عن الله عز وجل سواء شهوة أو شبهة، فالرسول كان يتعوذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن صلى الله على محمد ، وكان يقول: ((إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ)) صحيح أبي داوود.

·      فالفتن تشمل: فتنة شهوة وفتنة شبهة، فتنة الشبهة: أنّ قلبك يَلُم به شكوك في الله نسأل الله العفو والعافية! مثل أن تجدي أحد يقول: لما يا رب فعلت فيّ هكذا؟ تشك في حكمة الله.

·      تعليق من إحدى الحاضرات:"﴿لَا يُسۡ‍َٔلُ عَمَّا يَفۡعَلُ وَهُمۡ يُسۡ‍َٔلُونَ٢٣ [الأنبياء: 23]، نعم تشك في حكمة الله، وأنّ الله عز وجل جعل لكل شيء حكمة.

·      فيأتي الشيطان يلعب على قلبها، ما ضرورة أن أطوف حول الكعبة سبع مرات؟ فهو يشككها في حكمة الله عز وجل.

·      ولو أنها من البداية عندها علم بالأسماء والصفات، وأنّ الله عز وجل حكيم لا يفعل شيئا ولا يُقدر شيئا إلا وله مصلحة، ويضع كل شيء في موضعه المناسب له سبحانه وتعالى لن تلُم هذه الشبهة بقلبها.

·      فهذه الشبهة تُعتبر فتنة، لو لم ترجع إلى الله بمعرفته بأسمائه وصفاته ماذا سيحدث؟ سيوقعها الشيطان في الاعتراض على أفعال الله، فاهمين يا أخوات؟

·      مهم جدا للأسف فتن، فتن واحدة مثلا الآن من الواقع، من الشبهة الفتنة التي هي كشبهة تقول: لماذا للذكر مثل حظ الأنثيين؟ هذا ظلم! طبعا هذه فتنة، أنها تتهم الذي خلقها فسواها فعدلها أنه ليس له حكمة!

·      أولا: هذا جهل، ليس للذكر مثل حظ الأنثيين في كل الحالات، هناك للذكر مثل حظ الأنثيين في حالات، وهناك الذكر يساوي المرأة لكل واحد منهم السدس في بعض الحالات، وهناك حالات ترث المرأة أكثر من الرجل (مثل الأم). إذن هي تأتي وتتهم الله، تتهم الله في عدله، هذه اسمها شبهة.

·      تأتي مثلا تقول ما ضرورة ما نضعه على رأسنا؟ ما ضرورة أننا نغطي أنفسنا؟ إحدى الحاضرات تعلق على هذه النقطة (هذا هراء) وترد المعلمة: لا، الشيطان يلُم بها، الشيطان يأتي فيشككها فيما فُرِضَ عليها فيُشعرها أنّ هذا ليس له مصلحة.

·      تأتي مثلا تقول لماذا الرجل له قوامة؟ لماذا يأمرني فأطيعه؟ مع أنني أحسن منه في التعليم وفكري أحسن منه بكثير وكذا، أقول لها يا سيدتي القوامة لهدف معين أعلى من هذا كله. أولا: هو لو أمرك بما يغضب الله أنتِ لا تطيعيه، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

·      أما لو في أمر دنيوي لماذا مطلوب منك أن تطيعي زوجك؟ لماذا؟ حتى لا يحصل شقاق ونفاق فالمحافظة على الوُد أكبر بكثير، وإصلاح ذات البين الذي بيننا أكبر بكثير من وجهات النظر المتعارضة ﴿وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ [الأنفال: 46].

·      لكن أن أكون ندا أمام من أمامي في كل شيء يأتي الشيطان يقول لك: لماذا الإسلام يميز الرجل؟ أقول لك الإسلام لا يميز الرجل على المرأة، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.

·      الرسول r قال: ((النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ)) صحيح أبي داود، وكم من امرأة أعظم من مائة رجل في الإسلام، وكم ضرب الله عز وجل للنساء أمثالا، فالشبهة أن يأتي لكِ الشيطان ويقول لكِ ما ضرورته؟

·      مثلما تقول العلمانيات لكِ ما ضرورة أنكِ تطوفين بالكعبة سبع مرات؟ هذا له قيمة لا تتخيليها علمية وإعجاز علمي غير عادي، وقبل أن تتضح لي الفائدة العلمية أنا أثق بربي أنّه حكيم، ما يُشرّع شيئا إلا وفيه مصلحة لي فأتقي الفتنة، أنجح!

·      الفتنة اختبار تُعرَض عليكِ معصية أو شبهة، ثم أنتِ من أجل أن تتقي الله وترتفعي عند الله، تعتلي هذه الفتنة ﴿ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمۡتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡ لِلتَّقۡوَىٰۚ [الحجرات: 3] ما معنى ذلك؟ هناك فتن معينة عُرضت على قلبي؛ لكن أنا حبي لله أعلى بكثير من هذه الفتنة فنجحت في الاختبار فيُنْكَت في القلب نُكتة بيضاء.

·      أتمنى أن تسمعوا اسم الله (الرقيب) شرحنا بالتفصيل كيف يُنكت في القلب نكتة بيضاء عندما تنتصرين على شيطانِك وعلى نفسك يُنكت في القلب نُكتة بيضاء حتى يصير أبيضا مثل الصفا لا تضره فتنة مادامت السماوات والأرض.

·      ويمكن الفتنة تكون شهوة، ما معنى شهوة؟ شيء أنا أحتاجه ولا أجده بالحلال مثلا.

·      مثل ماذا؟ سأعطيكم مثالا مشهورا: واحدة تتمنى أن تسمع كلاما حلوا، تتمنى أن تسمع بحبك كل ثمان ساعات، مع مواعيد المضاد الحيوي، فتجد زوجها جافا جدا، فقلبها الآن ماذا؟ أتمنى أحد يحبني وأحبه، تعلق المعلمة ضاحكة: انتظري يا أم عواد، رفقا بالقوارير.

·      من حقي أن، انظري النفس، هناك شيء في النفس، أجد أحدا يحبني وأحبه ويكون بيني وبينه مودة ورحمة، حتى لو أنا عادية، أو أنا لست جميلة؛ لكن أريد أحدا يقول لي أحبك وأنا أحبه و.. و ... فتُبْتلَى، صلوا على النبي، فتُبتلى المرأة بحرمانها من هذا.

·      ولو أنها علّقت قلبها بالواحد الأحد، وسألت الله كل ما تريده، إلا ربي، يعطيها أو يعوضها خيرا مما حرمها. عندما تعلم أنّ حرمانها هذا لحكمة ومصلحة أنّ قلبها لا يتعلق ولا يتفرغ إلا له سبحانه وتعالى تبدأ ترى الكرب من منظور آخر تماما.

·      لكن عندما تستجيب للفتنة ماذا سيحدث؟ تبدأ (شاتا) مع أحد، تتكلم مع أحد، تحب أحدا بما لا يُرضي الله، فتقع فيما يُغضب الله فتقع في الفاحشة وتضيع وتُضيّع نفسها نسأل الله عز وجل أن يسترنا وإياها!

·      فالقلب يتعرض لشهوة معينة فإذا كان حبها لله عز وجل أعلى من هذه الفتن تجتازها، والا ربي سبحانه وتعالى يعوضها.

تعليقات