القائمة الرئيسية

الصفحات

الأصول الثلاثة الجزء الثاني والثلاثون والأخير

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

·      إذن نحن نستغيث بالله أن يُجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونحتاج لشدة رغبة في النجاة، بل نحتاج أن نصل إلى حال الاستغاثة، أن يُفرِّج علينا وعلى أوليائه جميعا آمين!

·      إذن الاستغاثة: هي طلب النجاة من الله، تستغيثين بالله أن ينجيك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ألا تغلبِك شهوتِك، فتقعي فيما يغضبه سبحانه وتعالى.

·      أنا أتمنى أن أفعل شيئا؛ لكن ربي يريد مني شيئا آخر؛ فأنا استغيث به، أقول له يا ربي أنا ضعيفة اللهم إني ضعيفة فقوني! اللهم إني عاجزة فاقدرني! أن أشعر أني سأضيع، إحساسي أني أغرق لولا نجاة الله، هنا يستجاب لك.

رسالة الشيخ:

·      عبادة الذبح، الذبح ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ١٦٢ [الأنعام: 162].  الدليل من السنة، قال r: ((لَعَنَ اللهُ مَن ذَبَحَ لغَيرِ الله)) صحيح مسلم هذان الدليلان يدلان على أن الذبح عبادة.

شرح المعلمة:

·      ((عبادة الذبح)) ماذا يا أخوات؟ عبادة، والعبادة تُصرف لمن؟ لله، أنا عندما أقول: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ، كلمة (لله) أي: خالصة لله أي جميع أنساكي لله.

·      الأنْساك تحتمل معنيين، صلوا على النبي عليه الصلاة والسلام، الأنساك تحتمل معنيين: تحتمل الذبح، وتحتمل جميع المناسك والعبادات.

رسالة الشيخ:

·      قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ [البقرة: 128] الظاهر أنّ المفسرين فسروا النُّسُك بمعنى الذبح أو العبادات قياسا على قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ٢ [الكوثر: 2] فقالوا: يقترن مع الصلاة الذبح، فيفسر النُسُك بالذبح؛ لأن أصلا الذبح من العبادات التي يُتقرب بها إلى الله عز وجل.

شرح المعلمة:

·      ما معنى لله؟ أي مختصة بالله، أنا الآن عندما أجد أناسا تذبح لغير الله! ما يكون هذا؟ صرفتِ عبادة هي خالصة، يجب منكِ أن تكون خالصة لله صرفتيها لغير الله، فيكون هذا نوعا من أنواع الشرك.

·      لماذا نوع من أنواع الشرك؟ لأنّ ربي أمرك أن تذبحي له وحده، أين الأمر؟ ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ١٦٢ [الأنعام: 162] إذن هنا لو أنتِ ذبحتِ للجن حتى لا يؤذونكِ مثلما يحدث عند كثير من فئات المسلمين.

·      أو ذبحتِ للولي تقربا للولي ظنا منكِ أنه سيعطيكِ، أو ذبحتِ لعليّ أو زهرة أو أحد الأئمة، فهذه العبادة أنتِ صرفتيها من كونها لله إلى كونها لغير الله، فصرف العبادة لغير الله هذا نوع من أنواع الشرك.

·      ﴿وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي بمعنى أنّ الله مالك لها محياي: حياتي، ومماتي.

·      ﴿لَا شَرِيكَ لَهُ [الأنعام: 163] ما معنى لا شريك له؟ لها معنيان، لا شريك له في ربوبيته، ما معنى ربوبيته؟  هل تتذكرون عندما قلنا توحيد الربوبية؟ الذي هو توحيد الله بأفعاله.

·      ما معنى توحيد الله بأفعاله؟ لأن الأخوات طلبوها كثيرا، يعني هناك أفعال أنتِ تقولين أنه لا يفعلها إلا الله، فلو ظننتِ أو شككتِ أو أنّ الشيطان سوّل لكِ أنّ هذه الأفعال يفعلها أحد مع الله فقد أشركتِ ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ٩٦ [الصافات: 96]

·      ترد المعلمة على إحدى الطالبات: قولي لها ربي سبحانه وتعالى خلقكِ وخلق لكِ العقل الذي جعلِك تستخدمين الأسباب، والذي أيضا مَنَّ عليكِ وجعلِك تعملين هذه الأشياء أو تصنعين هذه الأشياء فطريقة تفكيرِك وصناعتِك واختراعِك وإبداعِك أيضاً كلها من الله ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ٩٦ [الصافات: 96]

·      عندما أقول أفعال الربوبية، فالله عز وجل بيده الإحياء والإماتة، هل هناك أحد يحيي ويميت غير الله؟  الرزق، هناك من يرزق غير الله؟ الشفاء، هل أحد يشفي غير الله؟ ﴿وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ٨٠ [الشعراء: 80]

·      كذلك كثير من الناس لا تعلم أنّ الإسعاد والإشقاء بيد الله، تحسب أنّ السبب هو الذي يُسعدها؛ لكن الحقيقة أنّ الله عزوجل هو الذي يأتيكِ بالسبب الذي يُسعدك، لكن عملية إسعاد القلب هذه بيد واحد أحد هو الله.

·      فمن الممكن أنّ واحدة تكون جميلة جدا، غنية جدا، وزوجها رومانسي جدا يقول لها بحبك كل ثمان ساعات ومع ذلك، مع مواعيد المضاد الحيوي، معظم النساء أذن، معظم النساء إلا من رحم الله تريد هذا الموضوع، وهناك نساء تنام وهي تكلمك لأنها مشغولة.

·      أنا أقصد أنّ من الممكن أن واحدة تنسب السعادة لشيء مع أنّ الإسعاد هذا بيد الله، فأنتِ يمكن أن تختصري على نفسِك بدل أن تقولي أنا أريد كذا حتى أكون سعيدة، إذا كان ابني مُريح كنتُ سأكون سعيدة، إذا زوجي مُريح كنتُ سأكون سعيدة، إذا سيارتي مُريحة كنتُ سأكون سعيدة، إذا من معي من الناس مريحين وليسوا متستفزين كنت سأكون سعيدة.

·      بدلا من ذلك قولي: اللهم أسعد قلبي فإنه بيدك وحدك لا شريك لك، فهنا الإسعاد، الإشقاء، الإحياء، الإماتة، الإعزاز، يُعزك.

·      من الذي يُعز ويذل؟ الله، فهذه أفعال لا أحد يفعلها إلا الله، اللهم أسعد قلوبنا آمين! اللهم أضحكنا ﴿وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ ٤٣ وَأَنَّهُۥ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا [النجم: 43-44] إذن كل هذه أفعال ربوبية.

·      ما معنى توحيد الله بأفعاله؟ يعنى أنّ لا أحد يملك هذا أو يفعل هذا غير واحد، فقلبي يتجه للواحد بالعبادات، يقصد من؟ واحد بهذه العبادات، يوجّه العبادات لواحد، قصد القلب بالعبادة لواحد هذا اسمه (توحيد ألوهية).

·      عندما أعترف له سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وأقول: يا رزاق ارزقني، يا فتاح افتح لي أبواب رحمتك، الفتاح: الذي يزيل كل مُشكل ومُنغلق، الذي يملك مغاليق القلوب ويفتحها سبحانه وتعالى، الذي يحكم بين عباده.

·      عندما تتوسلين بالأسماء والصفات هذا اسمه (توحيد أسماء وصفات). تثبتين لله سبحانه وتعالى ما أثبته ثم تسألينه سبحانه وتعالى بها وتثنين عليه بها، يا هادي اهدني يا رب، أعلم أنّ هداية قلبي ليست مني وأنني ضعيفة وأنني أتعرض لفتن كثيرة، ولن ينجيني مما أنا فيه إلا أنت فنجني يا رب، فهذه استغاثة بالله بناءً على علم بأسمائه وصفاته وأفعاله.

·      ﴿لَا شَرِيكَ لَهُ [الأنعام: 163] في ألوهيته، هذا على الصلاة والنُسُك ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ١٦٢ [الأنعام: 162] إذن هذا على النُسُك.

·      ثم تأتي ﴿وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ [الأنعام: 163] انتبهي للآية، يعني الصلاة والنُسُك من الأوامر.

·      (سؤال من إحدى الحاضرات: ما هو النسك؟) النسك: هو عبادة الذبح، فأنتِ حين تذبحين الأضحية تذبحينها لمن؟ لله، تتقربين بها لمن؟ لله، تريدين أن تُطعمي الفقراء تقربا إلى الله، كل شعرة من الأضحية لكِ بها حسنة وتكفر عنكِ سيئة.

·      مناسك الحج، من ضمن المناسك أنّكِ تُقرّبين الهَدْي الذي هو الذبح، فهذا الذبح أصبح في ديننا عبادة، في ديننا عبادة أتقرب بها إلى الله، فلو صرفتها، يقول لك: ﴿لَا شَرِيكَ لَهُ [الأنعام: 163] لا تصرفي هذه العبادة من الذبح والصلاة لأحد سوى الله يقول: ﴿لَا شَرِيكَ لَهُ وهذه دلالة.

·      ﴿وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ [الأنعام: 163]، وهي أمر بألا تصرفي عبادة الذبح إلا لله ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ١٦٣ [الأنعام: 163]، هذا دليل على أنّ هذا الذبح من أفعال الإسلام.

رسالة الشيخ:

·      ثم نأتي للحديث من السُنّة الذي يُبين بوضوح ((لَعَنَ اللهُ مَن ذَبَحَ لغَيرِ الله)) صحيح مسلم، فهذا السياق يمكن أن يكون اللعن بمعنى الطرد من رحمة الله والإبعاد، ويمكن أن يكون اللعن بمعنى الخبر أو الإنشاء يعنى يُعلمك أن من يذبح لغير الله ملعون.

·      ثم يخبر النبي r أنّ الله لعن من ذبح لغير الله، فيدل على أن الذبح لغير الله أكبر من الكبائر وهو الشرك، أنتم معي أم لا؟، وأكبر ما يقع فيه ابن آدم أن يتخذ مع الله ندًا يصرف له عبادة هي من حق الواحد الأحد، وهو الله.

شرح المعلمة:

·      إذن أنا عندما أجد مسلمين ﴿لَا شَرِيكَ لَهُ  وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ١٦٣ [الأنعام: 163]، أجد مسلمين يذبحون للولي، لابد من تعليم هؤلاء أنّ الذبح لا يكون إلا لمن؟ للواحد، تريدين أن تطعمي الفقراء؛ لكن ذبحك يكون لله.

·      هناك بعض الناس يقولون أذبح هناك ولكن لله، تذهب تذبح عند الولي، أخت تقول: نبعد عن الشبهة فترد المعلمة: نعم.

·      وتذبح عند الحسين أو عند عبد القادر أو عند البدوي، تقول لك: أنا أذبح كي أطعم الفقراء الموجودين هناك!! ألا يوجد فقراء غير هناك؟ هذا سؤال؟ هناك يوجد فقراء كثيرون؛ لكن يظن أي أحد أنكِ تذبحين لمن؟ للولي.

·      هل الذبح عند قبور الأولياء هل فعله النبي r؟ هل فعله الصحابة؟ هل فعله سيدنا علي؟ لم يفعله لا علي ولا الزهرة ولا الصحابة ولا أي أحد. لم يذهبوا عند القبور ويذبحوا أو ينذروا، فلماذا تفعلون ذلك؟ هل أنتم على ملة أفضل من ملة النبي r؟ أم مفتتحو باب ضلالة؟! مفتتحو باب ضلالة!!

·      نأتي للنذر، انتبهوا لأنّ هناك مسلمين كثيرين جدا يقعون في هذا الأمر، تقول: إذا ربنا شفى ابني سأفعل كذا، هذا مكروه جدا، سنرى، أنا لم أقل حراما.

·      تعالوا من البداية لأننا اتفقنا أنّ كل كلمة نقولها لابد أن يكون لها دليل قال الله، قال رسول الله، قال الصحابة أولو العرفان.

رسالة الشيخ:  

·      ما وجه كون النذر عبادة؟ قوله سبحانه وتعالى: ﴿يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا ٧ وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ٨ إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا٩ [الإنسان: 7-9] كان الوفاء بالنذر أول وصف للأبرار، إذن كل أمر مدحه الشارع، أو أثنى على من قام به دلّ على كونه عبادة.

شرح المعلمة:

·      يأتي هنا النقاش هل النذر أمر محبوب أم غير محبوب؟ الحضور: (غير محبوب) المعلمة: سنرى، صبرا، صبرا آل ياسر، صبرا آل مجاهد فإن موعدكم الجنة آمين! نحسن الظن به سبحانه وتعالى، ونسأله أن يجمعنا زمرا وألا يحرمنا وأن يبارك هذا البيت ومن فيه ومن يأتي إليه وأن يجعله معهدا ومنبرا!

·      هنا النذر أصلا أن يلزم الإنسان نفسه شيئا غير لازم بأصل شرعي، وينقسم إلى قسمين: لأنّ النساء يجيبون بسرعة، النذر؟ تقولين لي: مكروه، أقول لك: انتظري ثانية واحدة، فالنذر هنا ينقسم إلى نوعين: مقيد ومطلق أو معلق ومطلق.

·      فالذي يُظهر نذرا مقيدا لفعل كذا يعني لو أعطاني الله كذا صمت له، أو لو شفى الله مريضي تصدقت، أو لو تزوجت فلانا سأعمل إطعاما، وليمة كبيرة جدا لأن فلانا هذا رائع، والله أعلم ما هو عليه، فأقول: لو حصل لي كذا سأفعل كذا، لو خسيت سأحج، لو خسيت سأُخرج ألف ريال لله، فتقيدين وتُعلقين، هذا النوع الذي وصفه النبي r أنه لا يأتي بخير وإنما يُستخرج به من البخيل، إذن ما هو حكمه؟ مكروه، لا يأتي بخير وإنما يُستخرج به من البخيل.

·      أما المطلق: يعني أن يُلزم الإنسان نفسه باب الطاعات، ألزمنا أنفسنا مثلا: أننا كل يوم اثنين نجلس نتعلم عن الله أو كل يوم نسمع شرح اسم من أسماء الله، حتى ندمن العلم عن الله عز وجل وتصير قلوبنا حية، تقية، نقية خُلقت لمن؟ خلقها الله عز وجل له.

·      إذن أُلزم نفسي أن أتعلم عن الله، لأنّ كل إنسان في خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ٣ [العصر: 2-3]، سأُلزم نفسي أنني أكون على المنهج، مثلا صدقة بدون أي تعليق، تحفيز النفس أقول مثلا أنا سأصوم ثلاثة أيام من كل شهر، سأختم كتاب الله، سأتدبر كتاب الله، سأطلب العلم الشرعي، انتهى ألزمت نفسي يا رب.

·      مثل أمنا أم مريم: ﴿رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا فَتَقَبَّلۡ مِنِّيٓۖ [آل عمران: 35] هل هي علقت شيئا بشيء؟ لا، هي تريد أنّ كل حياتها وكل ما تنجبه من أولاد لله عز وجل، هذا كله يعتبر نذر مطلق وليس المقيد بفعل الله يحتاج إلى مزيد بحث، هل هذا يدخل فيه أو لا يدخل فيه على المطلق والمقيد؟ سنبحث عنها.

·      المهم أنه مجرد أن يدخل الإنسان في النذر يجب الوفاء به، يجب الوفاء.

·      مثل واحد من ضمن القصص المشهورة قال لو عمِلتُ في مستشفى حمد ربع الراتب سيكون لله، إذن أوفي به؛ لكن لو عمِل هناك ستجدين النفس بعد ذلك بها ثقل، يعني أنتِ لو راتبك ستة عشر ألفا ستُخرجين كل شهر أربعة آلاف يثقل عليكِ في شهور كثيرة؛ لكن يجب عليكِ الوفاء بهذا النذر، فانتبهي لذلك.

·      طبعا يمكن أن يُسأل العلماء في فقه الأمر بالضبط؛ لكن ما نقوله إنه بمجرد أن يدخل الإنسان في النذر يجب الوفاء به.

·      بفضل الله عز وجل انتهى الكلام عن الأصل الأول في شرح كتاب الأصول الثلاثة، وتبين لنا أنّ الرب هو المعبود وأنه هو الخالق لهذه الأشياء كلها التي نحتاج إليها، وأنه سبحانه وتعالى وحده المستحق للعبادة.

·      ولابد وأن يسيطر على مشاعرك أنه لا أحد يستحق أبدًا أن تصرفين له طاقتك إلا الله، أنتِ مستمرة بالتفكير في كيف تُرضين فلانا وفلانة، وكيف تُرضين أولادك، وكيف تُرضين جارتك، وكيف تُرضين مديرك، وكيف تُرضين زوجك، وكيف تُرضين فلانا.

·      المستحق لصرف هذه الطاقات كلها هو الله، وأن العبادة كما ذكرنا من أول الرسالة الخالق لكل شيء هو الله، المستحق للعبادة هو الله، وأنّ العبادة لا تكون عبادة إلا بالتوحيد.

·      ما معنى التوحيد؟ يعني ضد الشرك، يعني حصر العبادة لواحد هو الله وعدم إشراك أي أحد معه سبحانه وتعالى.

·      كما أنّ الصلاة لا تكون صلاة إلا بالوضوء، كذلك العبادة لا تكون عبادة إلا بالتوحيد، وإذا علمتِ هذا وجب عليك أن تلاحظي أكثر وأكثر، وتتبيني ما هي العبادات وابحثي أكثر في العبادات التي يقع فيها القوم، ويصرفوها لله وغير الله عز وجل حتى لا تكونين من هؤلاء.

·      النذر المحرم: نقطة جميلة، أن أنذر شيئا حرّمه الله، يعنى لو نذرت شيئا حرمه الله لا أوفي به. يعني أنا نذرت مثلا نذرت شيئا محرما يُغضب الله لا أوفي بهذا النذر، لو نذرت نذر طاعة أوفي به.

·      مثلا: إذا نجح ابني سأرقص في الشارع، إذا حدث كذا سأكشف شعري وأرقص في الشارع وأعمل ليلة كبيرة، هناك أناس تفعل هذا، لو ربنا شفى فلانا، يا فلان إذا قمت لي بالسلامة سأعمل لك زار، الزار هناك ناس تنذر زارا، وطبعا هذا تقرب للجن وهو من الشرك.

·      الذي ينذر شيئا يُغضب الله عز وجل لا يفي بهذا النذر، بل يستغفر ويتوب ويُكفّر كفارة قسم وهي بالترتيب: الأول إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.

·      إن شاء الله المرة القادمة نبدأ في الكلام عن الأصل الثاني وما هو الإسلام؟ وما معنى الإسلام والاستسلام لله؟

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك


تعليقات