القائمة الرئيسية

الصفحات

الأصول الثلاثة الجزء التاسع والعشرين

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

·      طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا اللهم آمين، أسأل الله عز وجل أن لا يحرمنا هذه الجلسات، وأن يزيل عنا العوائق.

·      وطبعاً وصيتي لكل أخت، بعدما مررنا طبعاً بفترة حوالي سبعة عشر يوماً مقيمة في المستشفى، رأيت حالات من الأمراض عجيبة، فوصيتي لكل أخت انتبهي تنكدي على نفسك لأي سبب من الأسباب.

·      فعلاً الصحة هي أكبر نعمة بعد الإسلام، هي نعمة الصحة انتبهي تغضبي من أي موقف حصل ولا كلمة قيلت، ولا ابن نقص درجة ولا زوج غضب، لسبب تافه ولا أي شيء.

·      عندما تجدي نفسك ملانة أصبت بالملل، أو أحد يفتعل المشاكل معكِ، وأنتِ تريدين أن تردي على مشاجرته، اذهبي فقط المستشفى اجلسي فقط ثلاث أو أربعة ساعات لن أقول لك مدة سبعة عشر يوما، أسأل الله أن يعافيكم!

·      من ضمن الحالات اللي أثرت في جداً، أم كانت تبيت في المصلى فقلت لها أنت لماذا تأتين هنا؟

·      لما يحضر لأخي زائر أنزل المصلى؛ لأن المكان محدود، قالت لي أنا ابنى عنده ستة عشر سنة، وأصيب بالتهاب في الرئة ولا نعرف السبب ولا المستشفى تعرف السبب.

·      وهو منذ واحد وعشرين يوماً تحت تأثير المخدر، خائفين كلما يأتون يفيقونه يجدون نهجان رهيب في قلب الولد، وخائفين أن يتوقف قلبه، هي كانت تقول لي الكلام هذا منذ أسبوع.

·      وواحدة أخرى تقول لي أن ابنتي عندها خمس سنين وعندها لوكيميا الذي هو سرطان الدم منذ ثلاث سنوات، نذهب ونأتي على المستشفيات، أسأل الله العظيم أن يشفي جميع مرضانا ومرضى المسلمين!

·      طبعاً ربنا سبحانه وتعالى رحمن رحيم، له حكمة في كل من يقع بهم البلاء، يعني هذه درجاتهم وهذه رفعتهم لكن أنا حديثي الآن للأخوات اللاتي بالخارج، ومتململين ومكتئبين ولا يحضرون دروس علم أو يتشاجروا مع أزواجهم ليل نهار أو منكدين على نفسهم.

·      احذري .. احذري أنت في نعماء، اشعري بالسعادة أن الله منّ عليكِ بأن تقفي على رجلك.

·      العبد يتغير في لحظة، أنا أحمد الله اللهم بارك شاب في منتهى الحيوية في أقل من ثواني الحادثة، يقول لي الحادثة استغرقت لحظة أقل من ثواني لا يستطيع أن يقيم نفسه، لا يستطيع أن يقيم نفسه.

·      فأسأل الله عز وجل الحي القيوم أن يقيمه! لكن نحن أصحاب العافية نخر سجداً لله عز وجل .. نخر، وانتبهي لأي شيء يزعجك أبداً.

·      نستكمل معاً متن الأصول الثلاثة، توقفنا عند عبادة التوكل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أتى ببعض العبادات القلبية حتى يعلمك أن هذه العبادة لا تكون إلا لله.

·      وتحدثنا في الحلقة السابقة أن الذبح لا يكون إلا لله؛ لأن الذبح عبادة فمن يذبح للولي قدم ما يجب تقديمه لله إلى غير الله وهذا من الشرك.

·      الطواف .. عملية الطواف هذه عبادة أم ليست عبادة؟ هذه عبادة، فعندما يذهبون يطوفون حول القبور ويصرفون هذه العبادة التي جعلها الله لنفسه، يصرفوها للولي أو لعلي أو للحسين أو لأي أحد من آل البيت رفعهم الله وألحقنا بهم في الصالحين، يكون هذا نوع من أنواع الشرك.

·      اليوم عبادة التوكل، دليل التوكل ما هو الدليل لابد لكِ تقولي أن هذا عبادة، لابد أن تأتي بدليل إما من كتاب الله أو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ٢٣ [المائدة: 23]

·      أول سؤال كيف تعرفي أنها عبادة الله عز وجل يقول ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ [المائدة: 23]، إذا هذه طريقة تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، بمعنى حصر التوكل على الله وحده.

·      ترتيب الكلام توكلوا على الله، لكن ليؤكد عليك أن اعتماد قلبك لا يكون إلا على الواحد الأحد قدم لك على الله، ترتيب الجملة توكلوا على الله، لما قدم ما حقه التأخير وهو الجار والمجرور، الذي هو على الله فتوكلوا، علم أن المقصود الحصر، يعني التوكل واعتماد القلب في جلب النعماء ودفع الضراء وقضاء الأمور لا يكون إلا على من؟ على الله .. فُهم!

·      طيب هذه الطريقة الأولى التي دلت على أن التوكل عبادة أيضاً ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ [ال عمران:175] حصر لا تخاف إلا من الله، إذاً الخوف من أي شيء، أن أحد يغير حياتك، أنك تخافين أن أحد يغير حياتك يتحكم في حياتك ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [ال عمران :175]؛ لأن هناك ناس تخاف من الأولياء، تخاف من الجن، فتقدم لها القرابين وتذبح لها، فربي نهى نهي صريح عن الخوف من أي أحد سواه ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ [ال عمران :175] فإذن يكون الخوف عبادة.

·      وعلى الله فتوكلوا، تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، فتوكلوا .. ما هذا؟ فعل أمر، إذاً دل على وجوب التوكل ، إذاً ما هو واجب فهو عبادة؟

·      الدليل الثالث على أن التوكل عبادة من نفس الآية الله، عز وجل كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله جعل التوكل عليه شرط في الإيمان، معنى هذا أن الذي لا يتوكل على الله ينتفى عنه الإيمان -ممتازة - ينتفي عنه الإيمان، فقال الإمام ابن القيم "من لا توكل له لا إيمان له"، لا إيمان له.

·      في الحقيقة أن الشيخ رحمه الله في كل موطن يذكر دليل واحد على كلامه إلا في التوكل؛ ربما لأهمية الموضوع ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ [الطلاق:3] ذكر الجزاء أيضاً على التوكل، أن من توكل على الله سيكون حسبه أي سيجازيه بما هو خير له سيكفيه سبحانه وتعالى بذاته، فهذا وعد من الله عز وجل للمتوكلين.

·      فما هو التوكل: صدق اعتماد القلب على الله في جلب النعماء ودفع الضراء وقضاء الأمور قضاء الحاجات.

·      ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ٢٣ فتكون عملية القلق وعدم اعتماد القلب على الله وترقب قضاء الأمور من غير الله، هذا ينافي التوكل أم لا ينافي التوكل؟ ينافي.

·      وستقولين لي طبعاً الأخذ بالأسباب، أقول لك خذي بالأسباب ببدنك، تتحركي بمجهودك، لكن القلب يكون ما حاله؟ موافق بأن هناك من يحمل عنه قادر يحمل عنه يتكفله.

·      فلا تدعي أن الأخذ بالأسباب أن تظلي قلقة، أن تأخذي بالأسباب حتى تعتمدي على الله بالأخذ  بالأسباب.

·      بمعنى كثير أسئلة تأتيني تقول أنا قلقة أنني لا أخذ بالأسباب، أقول لها حتى الأسباب اعتمدي على الله أن يأتيكِ بها؛ لأن الأسباب من الأول الذي كل شيء آت منه، قال الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف ﴿وَءَاتَيۡنَٰهُ مِن كُلِّ شَيۡءٖ سَبَبٗا٨٤ [الكهف:84 ]

·      لا تعتقدي أن الأسباب منكِ ولا من الواسطة ولا من ذكائك ومجهودك وشطارتك ولا من الجاه ولا من نسيب فلان ولا من المال، الأسباب والنفع بها مِن مَن؟ مِن الله.

·      إذاً التوكل على الله حتى في الأخذ بالأسباب، الاعتماد على الله في الانتفاع بالأسباب.

·      إذاً التوكل عبادة واجبة وهو صدق اعتماد القلب على الله في جلب النعماء ودفع الضراء وقضاء كل الأمور.

·      الرغبة، والرهبة، والخشوع؛ هي عبادات ذكرها الشيخ لماذا ذكر هذه العبادات؟ لأن الناس تشرك بالله فيها الرغبة، والرهبة، والخشوع، قال الله عز وجل الدليل ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ٩٠ [الأنبياء:90]

·      هذه ثلاثة أنواع من الأدلة تدل عليها آية واحدة من أنواع العبادات، ما الدلالة على أنها عبادة الرغبة والرهبة والخشوع؟

·      أن الله مدح وأثنى على الأنبياء لقيامهم بها، الله سبحانه وتعالى ذكر في سيدنا زكريا وأهل بيته ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ٩٠ [الانبياء:90].

·      سريعاً ما معنى الرهبة؟ بمعنى الخوف المثمر للهرب من المُخوف؛ فهو خوف، وزيادة الزيادة؟ أين؟ الزيادة ناتجة عن العمل .. تنتج عمل، في رهبة يكون العمل من أجل دفع ما يخاف.

·      يخاف من الله، ويخاف من النار، ويخاف من غضب الله عز وجل، فيعمل العمل الصالح لا يُغضب الله لا يظلم، لا تسيء في زيها، لا تسيء لزوجها، لا تسيء في معاملة الخلق؛ خوفاً من الله.

·      فهذا الخوف ماذا أثمر؟ عمل، هناك ناس تخاف ولا تعمل؟ لأ، الرهبة عبادة قلبية التي هي عبادة الخوف، أن تخافي خوفاً يثمر عملاً يبعدك عن المخوف، نريد أن نبعد أنفسنا عن غضب الله، إذاً ننفذ كل أوامره ونجتنب كل نواهيه.

·      والرغبة عبادة قلبية، عبادة الرغبة، كل العبادات القلبية نقوم بها بقلوبنا أول ما تتعلمي نقوم بها في قلوبنا؛ حتى يرفعنا الله بها في عليين، اللهم ارفعنا جميعاً في عليين ولا تحرمنا هذه الجلسات أبداً يا رب!

·      الرغبة: معناها السؤال والتضرع والابتهال مع محبة الوصول إلى الشيء المحبوب، إذاً استغيث بالله، أدعوه، أتضرع له أنه يوصلني إلى ظل عرشه، مشتاقة لظل العرش، فما الذي يكون في قلبي دائما؟ سؤال، تضرع، ابتهال.

·      إذاً عندما تدعين ويكون في قلبك شدة الشوق إلى لقاء الله، شدة الشوق هذه اسمها رغبة، شدة الشوق مع الدعاء والابتهال والتضرع لله في جنات النعيم في لقاءه سبحانه وتعالى.

·      والنظر إلى وجهه سبحانه وتعالى، وإلى الفوز بالجنة والنجاة من النار، شدة ما في قلبك من شوق إلى هذه الأمور، هذا الشوق اسمه عبادة، الرغبة الشوق إلى الوصول إلى الله ورضاه ومجاورة عرشه ونيله .. وهذا هو الاشتياق.

·      الاشتياق الذي في القلب اسمه عبادة الرغبة، كلما تشتاقين إليه مما عند الله عز وجل يسمى عبادة الرغبة.

·      من أجل ذلك انظري إلى عظيم نعمة الله في تكدير صفو الحياة، تقولين لي معقولة! هل تكدير صفو الحياة يعني الغم الذي يحدث هذا نعمة؟ نعم، نعمة هو الابتلاء والضيق وما يتعرض له العبد من ابتلاءات وتنغيص في الحياة هذا نعمة من الله؟.

·      نعم، نعمة ليعبد الله بعبادة الرغبة فيما عنده، وهو الفرج منه سبحانه وتعالى والراحة في جنات النعيم.

·      إذاً القضية ليست فقط الدنيا، يمر على العبد لحظات يرى أن باطن الأرض خير من ظاهرها، يمر على العبد لحظات يرى أن باطن الأرض خير من ظاهرها فيشتاق إلى جنات النعيم .. يشتاق.

·      لكن إذا أنت دائماً في نعماء ستقولين أنا مبسوطة في الدنيا، لن تأتي الجنة على بالك ولن تشتاقي إليها، لو أنت دائما في سعادة، قلبك سيغفل في الدنيا وما فيها، كيف سيستخرج الله عز وجل من قلبك عبادة الشوق إلى الجنة؟ هذه المشاعر العجيبة مع كونها برد وسلام على القلب فهي في نفسها عبادة.

·      ومن علامات يوم القيامة أن يمر الرجل على قبر الرجل فيقول ليتني كنت مكانه، نعم من شدة الفتن التي تحيط بالعباد أمله أن يفر إلى الله، الرغبة هذه والشوق عبادة الرغبة، هناك اشتياق للنجاة الاشتياق هذا اسمه عبادة الرغبة، فهمت الرغبة؟

·      ننظر إلى عبادة الخشوع، الخشوع وهو الخضوع والتذلل الخاشع مع التعظيم، فالتذلل سيأتي من تعظيم الله نتيجة معرفة الله بأسمائه وصفاته، لذلك دائماً نقول إن قلباً لن يتعلم عن الله بأسمائه وصفاته قلب لم يحيا بعد .. لم يذق الحياة.

·      محاضرات شرح أسمائه الله الحسنى يا أخوات مهمة جدا؛ لأنها الأصل الأول من أصول الايمان.


تعليقات