أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
·
أنا عندما أجيء أقول لكِ،
أنا عندما أجيء قبل أن أقول لكِ حرام الذي
أنتِ تعلمينه، هذا شرك، الذي أنتِ تعملينه هذا, لهذا أقول لكم حفظ العلم،
أول شيء ستقولين لها قال رسول الله r.
·
انتبهي! نحن نريد أن نشتغل عند ربنا I فنلغي النفس،
فأنتِ عندما تجيئين،
أنا لماذا أقول لكِ احفظي هذه الأدلة؟ وإياكِ
أن تتخيلي، النقطة هذه مهمة جدًا،
أن هناك علم ستأخذينه، أو يصل لكِ، أنكِ لن
تحتاجيه.
·
يعني هناك كثير منّا بفضل الله U نشأ في أسرة
سلفية، ووفق عقيدة أهل السنة والجماعة، يعني الكلام هذا مُسلم، فتقولين أنا لست
بحاجة لسماع الكلام الذي تقولينه يا أمنية، أنا أعرف هذا الكلام الذي تقولينه، سأقول لكِ أنتِ ستحتاجيه يومًا في تعليم
أبنائكِ، وفي تعليم جيرانكِ، وفي تعليم المسلمين, إن كنتِ تشتغلين عند ربنا، فكفى
بكلام الله واعظًا وكفى بكلام النبي r.
·
قبل أن أجيء وأقول لها
ما هذا الذي تفعليه, أبتسم، قال الله،
قال رسول الله، قال الصحابة أولو العرفان. هنا، سيكون هناك بداية حلوة أننا نبتديء من كلام
الرجل الذي اتفقنا كلنا على حبه، وهو الرسول r، كلنا كمسلمين اتفقنا على حب الرسول r، وأننا نأخذ منه ما قاله، وأننا لا نتعبد لله U إلا بما
علَّمنا رسول الله r, فتأتين تقولين لها: ((لَعَنَ اللَّهُ مَن ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ)) صحيح مسلم, قول الرسول r.
·
فلمَّا تأتين تقولين لي اذبحي شيئًا بأربعة أرجل عندما أنتقل لبيت، أقول
لكِ الذبح هذا لمن؟ هكذا بهدوء الطريقة, أنت تتعبد لله بما يحب الله، فلا تجيء تعمل طريقة فيها شبهة استخدمها غيرك
لغير الله.
·
أنا الآن، أريد أن أذبح لله, لماذا أذهب عند قبر الولي وأذبح؟ لماذا أذهب
عند قبر الولي وأوزع الطعام بالذات؟ إذًا أنا أتعبد لله وأُقرِّب لله، الفقراء في كل مكان،
والذبح عادةً، ذبح الأضحية أو العقيقة هو الذي يكون في البيت، لكن أي أحد يذبح بعد ذلك
عادةً أين يذبح؟ في المذبح.
·
تعالي نرى عبادة أخرى.
·
إحدى الحاضرات: نريد أن نكمل يا حبيبتي.
·
المعلمة: تفضلي.
·
إحدى الحاضرات: قلت لها حرام تذبحي هكذا، قالت لي أنا لم أذبح أنا قلت بسم الله الرحمن
الرحيم، أريد أن أقول لها وأرد أن الطريقة التي ذبحتِ فيها لم يتعبد بها المسلمون،
الذي هو الدم الذي على الأرض، وهذا فهذا غلط الذي عملتيه.
·
المعلمة: هي تُريق الدم
على العتبة؟
·
إحدى الحاضرات: نعم, وتلطخ الدم على الجدار.
·
المعلمة: والتلطيخ بالدم طبعاً هذه أشياء ليست من السنة في أي شيء.
·
إحدى الحاضرات: أقول لها ليست من السنة في شيء؟
·
المعلمة: إذن
لماذا على العتبة؟ لماذا على باب البيت؟
·
إحدى الحاضرات: هذا معروف.
·
المعلمة: هذا معروف عند من يخافون،
ونحن سندخل على عبادة الخوف, انتبهي! عند من يخافون من الجن أن يؤذيهم؛ فيذبحون للجن، ركزوا معي ياحبيباتي، هناك صوت،
وهذا الصوت يخرج في التسجيل، أخواتكم في الله
يتأذون.
·
تعالي نرى دليل
الخوف, ما الدليل على أن
الخوف عبادة؟
﴿فَلَا
تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ١٧٥﴾ [آل عمران: 175] انتبهي معي،
انتبهي معي على هذا الدليل.
·
هناك نوعين من
الخوف:
1.
هناك خوف طبيعي.
2.
وهناك خوف شركي.
·
الخوف الطبيعي: عندما يخرج لكِ أسد ستخافين أم لن تخافي؟ نعم ستخافين، ورد الخوف الطبيعي
في قصة سيدنا موسى،
في قصة سيدنا موسى أكثر من مرة في سورة القصص
ü
﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾ [القصص: 18].
ü
﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾ [القصص: 21]
فالخوف الطبيعي، الخوف الطبيعي، هذا ليس فيه أي مشكلة.
·
لكن انتبهي الله يرضى عليكِ!
كون أنكِ تخافين من أحد خوف أنه له القدرة على
أنه يضركِ أو ينفعكِ، أو يرزقكِ أو يمنعكِ، أو يمشيكِ أو يُقعدك، أو يحول حياتكِ
من النعيم إلى الجحيم،
انتبهي! لأننا أحياناً نعطي العين درجة أنها
تقلب لي حياتي، انتبهي لأن الرسول r ماذا قال؟ ((الطِّيَرةُ شرْكٌ)) صحيح أبي داود.
·
إذًا هنا المقصود بالخوف الذي يكون شركي أن يخاف العبد, مُعظِّم, أن يصيبه بما
شاء وقتما شاء كيفما شاء،
ممكن تضرني في أي وقت، تؤذيني في أي وقت، وهو
يُعظِّمه، ليس فقط خائف منه،
عادي لا خوف فيه تعظيم!
·
هذا يقع،
هذا يقع من كثير من طوائف المسلمين, تقول لكِ أنا لو لم أنذر للوليّ سأتأذى، لو لم أعمل الزار، الزار، الزار شرك.
·
إحدى الحاضرات تسأل: ما هو الزار؟
·
المعلمة: سأقول لكِ، الآن،
لو لم تعمل الزار للجن، التي هي رقصة، وقرابين
معينة، يذبحون، اذبحي كذا، واذبحي كذا، واذبحي كذا في الوقت الفلاني، وتذهب بها
للكاهن! أي شيء بأربعة أرجل، تقول لكِ لو لم أفعل هكذا، جسمي لن يخلص من الأذى! فهي
صرفت -هذا كثير جدًا-
هي صرفت للجن قدرة أنه يضرها أو ينفعها، ولم
تعتمد على الله، ولم تلجأ إليه.
·
يعتقد في المعظَّم كمال القدرة، فيقع منه تمام الطاعة، حلال، حرام، يرضي ربنا، لا يرضي ربنا، يعمله, هذا خوف شركي، شرك أكبر،
يعتقد في المعظَّم كمال القدرة. فينتج من هذا الشخص كمال الطاعة.
·
الآن كثير جدًا جدًا من المسلمين يُلبِّس عليه الشيطان حتى يقع في الفتنة,
تقول لكِ إذا لم أذهب للولي كما أنا معتادة، وقدَّمت له النذر الذي كنت نذرته له,
سأتأذى! إذًا هي صرفت للميت سواء كان صالح أو غير صالح، أمره بين الله، هو نفسه لا
يملك لنفسه ضُرًا ولا نفعًا، ولا موتًا ولا حياةً، ولا نشورًا، هي تصرف له قدرة أنه
يؤذيها.
·
حتى دكاترة, وأساتذة في الجامعة، ومهندسين، يقولون لهم نحن نريد أن نعمل طريق،
يقول له أنه يوجد قبر وليّ في هذا الطريق, فيقال انقلوا الوليّ, فيقول يمكن أن
يتضايق! يأتي المهندس ينزل من السيارة، حتى الشيطان يوقعه.
·
انظري ربي I لمَّا أمر
إبليس أن يسجد فأبى، ما الذي حدث من إبليس؟ ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ
الْمُسْتَقِيمَ١٦﴾ [الأعراف:16] من التحدي ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ
خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ١٧﴾ [الأعراف: 17].
·
ما الذي حدث للمهندس؟ وقع وكسرت رجله! بسبب أنه أغضب الميت الذي أمره بين
يدي الملك! من قال هذا؟ كلام باطل، كلام باطل،
وربط هذا بهذا، فهم يخافون خوف، خوف شركي، أن أحد يستطيع أن يضرهم أو ينفعهم سوى الله U.
·
مثل، مثل أيضًا عندما يعتقد في الأولياء أنهم أقطاب الأرض! من عجيب ما سمعت،
يقولون لكِ إن الأولياء يتحكمون في أقطاب
الأرض!
من الملك الذي يملك الأرض ومن فيها؟ الله ﴿قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ٨٤﴾ [المؤمنون: 84], يعني لما ربنا I في سورة
المؤمنين يقول لكِ ﴿قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ٨٤﴾ [المؤمنون: 84] ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ﴾ [المؤمنون: 85] يعني، يعني أنا أتعجب
من طريقة تفكير المسلمين! كيف تفكرون بهذا التفكير؟!
·
فالخوف هذه عبادة, بدليل قوله I: ﴿فَلَا
تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ١٧٥﴾ [آل عمران:175]، ما وجه الدلالة: ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ١٧٥﴾
·
ماذا ستفعل شرط
صحة إيمانك؟
خوفك من الله، لا من غيره، فإذا صرفت الخوف
لأحد، لأحد غير الله تعتقد فيه أنه يضرك أو ينفعك, فإن هذا من صرف العبادة لغير
الله.
·
خوف المرؤوس من رئيسه, هذا ماذا تظنون؟
سُئلت اللجنة الدائمة، انظري الجمال! أحد المدرسين يسأل اللجنة الدائمة، هذا الكلام من حوالي 10-11 سنة لكن واضح
جدًا في ذهني؛ لأني تخيلت إجابة غير الإجابة، المدرس يقول للجنة إن الموجه عندما يأتي ضربات قلبي -معنى كلامه يعني- تكون سريعة جدًا, ووجهي يصبح أصفر، ويحصل معي شحوب، وأتعرق، وأرتبك ارتباكاً
شديدًا جدًا، وأتلجلج، فهل هذا الخوف خوف شركي؟
·
ترد الحاضرات: لا.
·
تقول المعلمة: أحسنتن، ليس خوفًا شركيًا،
ليس خوفًا شركيًا، هو مرتبك من وجود شخص، هناك
نفسيات هكذا، لكن هو لا يعظِّم –انتبهي!-
لا يعظَّم الموجِّه, ولا يصرف له أن بيده ضره
أو نفعه، ولا يصرف له أن لديه القدرة على تغيير مسار حياته، هو لا يعظِّمه، هو
يقلق من وجود عنصر على رأسه كما يقولون، لكن يحتاج طبعًا إلى مزيد من التوكل
والاعتماد على الله U، وأن لا يخشى في الله لومة لائم.
·
لمَّا أخاف من أسد،
لمَّا أخاف من عفريت، لا مشكلة، لكنني لا
أُعظِّم الجن، ولا أذبح لهم، ولا أرقص لهم، ولا أرقص لهم،
لا أعمل رقصة, فهناك ناس تعمل السامري، يعملون السامري, ويعملون الزار يرقصون للجن، الجن يريدهم أن يرقصوا فيطيعوا الجن في معصية الله U.
· تعالي على العبادة الأخرى, الرجاء:
الرجاء، الرجاء، أنتِ انتبهتِ أن كل العبادات التي ذكرها الشيخ عبادات قلبية؟ منتبهة أم
لستِ منتبهة؟
·
لماذا ذكر الشيخ
هذه العبادات رحمه الله؟
ü لأنه شاع بين المسلمين الشرك في هذه العبادات.
ü وليُعلم الجميع أن الإسلام والعبادات ليس فقط
عبادات بدنية، وإنما الإسلام قلبٌ وقالبٌ, فأحضر لكِ العبادات القلبية كلها؛ لأن
الشرك في العبادات القلبية سيؤدي إلى الشرك في العبادات البدنية.
· وسأقول لكِ الآن الرجاء دليله، ما الدليل على أن الرجاء عبادة؟
﴿فَمَنْ
كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110] ﴿وَلَا يُشْرِكْ﴾ انتبهي! ﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾.
·
ما الدليل على أن
الرجاء عبادة؟
إذا نظرتِ للدليل
وَجَدْتِهِ أنه من صفات أهل الإيمان، عبدٌ كان مؤمنًا راجيًا،
مؤمنًا سيكون وصفه أنه يرجو لقاء ربه, فمن كان
ينتظر.
·
قولوا لي ما هو
الرجاء أولًا؟ ما هو الرجاء؟
أحسنتِ، انتظار الخير
ممن يقدر على إعطاء الخير, انتبهي! انتظار الخير ممن يقدر على إعطاء الخير.
·
فمن كان ينتظر ويترقب لقاء الله، وهو لقاء الرضا، والنعيم فعليه أن يعمل صالحًا،
ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا.
·
إذا فهمتِ أنه لو وُصِف أحد أنه يرجو ربه، يعني هذا مؤمن أصلًا بلقاء من؟
الله، ومؤمن بالوقوف بين يدي الملك، ومؤمن بأنه ما من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس
بينه وبينه ترجمان, المؤمن يعاتبه ربه يقول: فعلت كذا, فيقول: نعم يا رب, فعلت
كذا، فيقول: إي يا رب، فيقول الله U سترتها عليك في
الدنيا، وأنا أسترها عليك اليوم, فينزل الستر على المؤمن، ومن الناس من يسقط لحم
وجوههم من عتاب الله U, نسأل اللهU أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه!
·
الحاضرات: آمين!
· هذا مؤمن بلقاء الله، مؤمن بالله ولقائه، إذا كنتِ راجية تنتظرين الخير، تكونين مؤمنة.
· انظري النبي r لما دخل على شاب،
عن أنس ((أنَّ النَّبيَّ r دخل على شابٍّ وهو في
الموتِ, فقال كيف تجدُك قال: أرجو اللهَ يا رسولَ اللهِ وإنِّي أخافُ ذنوبي)) العلل الكبير, انظري الجمال! بين الخوف والرجاء, هذا معنى الجمع بين الخوف والرجاء،
يكون رجائكِ بمن؟ بالله، وخوفكِ ممن؟ من ذنوبكِ، فالله لن يعاقبكِ افتراءًا، بل يعاقبكِ لمّا يعاملكِ بعدله.
· هل يقع من الناس رجاء غير الله؟ المنتظرة، المنتظرة أنها تحمل،
المنتظرة أنها تحمل عندما تذبح للجن! إذًا هي
ترجو من؟ الجن،
والتي تذهب للكنيسة حتى تحمل! تنتظر ممن؟ من
العذراء! أو من المسيح! أو من القسيس! نسأل الله العفو والعافية! نسأل الله العفو والعافية!
· إحدى الحاضرات تقول: لو نذرت أذبح
وأوزع مثلًا لو حصل شيء جيد.
· المعلمة: تذبحين لمن؟ لله، طالما أنتِ ذبحتِ لله، ورجوتِ من الله الأجر.
· هنا الرسول r يقول:
((داوُوا مَرْضاكم بالصَّدَقةِ)) النوافح العطرة, أنتِ تعملين
الصدقة هذه تقربًا لمن؟ لله،
ترجين من الله أن تكون شفاءًا لكِ من مرض، وأن
تكون سبب في حسن الخاتمة، وأن تكون سبب أن تكوني في ظلها؛ لأن المرء في ظل صدقته
يوم القيامة, هذا كله لمن؟ لله.
· لكن الذي يرجو رجاءًا من الولي, أو من القسيس,
أو من الأئمة! من
الأئمة! هناك ناس ترجو من
الأئمة! فصرفت عبادة الرجاء إلى غير الله!
· تعالي للتوكل، التوكل, نحن أولًا بالنسبة للرجاء، قبل ما أنهي في الرجاء، صرف الرجاء المتضمن للذل
والخضوع لغير الله، أو أن يرجو غير الله في حصول أمر لا يقدر عليه إلا الله، واحد
يرجو من واحد أنه يكون،
لن نقول سببًا لأن سببًا هذه ليس فيها مشكلة,
يصرف له أمر لا يقدر عليه إلا الله، هذا هو الذي سيرزقني، هذا هو الذي سيسعدني، هو الذي سيعزني، هو الذي سيشفي،
فلما تصرفين لهذا الشخص رجاءًا، متذللة، خاضعة، في أمر لا يقدر عليه إلا الله, هذا
صرف العبادة لغير الله.
· تعالي انظري لعقيدة بعض المسلمين في الطبيب, لو
ذهبت ولم تجد الطبيب الذي تريده، على النكد الذي تتنكده! لماذا؟ هل الطبيب هو الذي
سيشفيكِ؟ لا, لكن هو ممتاز،
نعم سبب، قولي أنه سبب، لكن القلب متعلق بمن؟
فلا بد أن يكون هناك صراحة، ما الذي يجعلكِ تتنكدين عندما تجدين طبيبًا غير الذي
كنت تريدينه؟ غير أن قلبكِ،
قلبكِ الآن معلق بمن في موضوع الشفاء؟ أنا
صليت استخارة، وذهبت وجدت طبيبًا غير الطبيب، يمكن هذا الطبيب الذي وجدته أفضل مائة مرة -وغير معروف- من الطبيب الثاني،
فلمَّا تأخذي بالأسباب يكون قلبكِ من الداخل لن يكون فيه نكد ولا تعلق.
· الرجاء طمع الإنسان في أمر قريب المنال، وقد
يكون بعيد المنال, تنزيلًا له على منزلتين:
1. رجاء محمود: وهو ما كان معه عمل.
2. ومذموم: وهو ما كان
بلا عمل.
·
النقطة هذه مهمة جدًا،
لذلك ربكِ I يقول: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ﴾ [الكهف: 110] لماذا؟
لأن ربي يعلم عن
عباده أن هناك ناس ستجيء، وتعمل ما تريده وتقول لكِ ربنا غفور رحيم!
نعم حبيبتي هذا صحيح، ربي غفور رحيم, لكن ربنا
هو الذي قال لكِ ﴿فَمَنْ
كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدً﴾ [الكهف: 110].
·
فلا أجيء أنا أرقص أمام الرجال، وهذا أمر نهاني الله وحرَّمه عليَّ، ثم
أقول لكِ ربنا غفور رحيم!
صحيح ربنا غفور رحيم، لكن شرط أن يغفر لكِ أن
تعملي عملًا صالحًا ولا تشركي به أحدًا, فلا آتي أنا الآن أشتغل ممثلة يُقَبّلني
الرجال! وأُقَبّل الرجال! وأنا منهية أصلًا عن النظر للرجال، ثم أتعلل بأن الله
غفور رحيم! صحيح ربي غفور رحيم، وربي شديد العقاب ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
٤٩ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ٥٠﴾ [الحجر: 49- 50]، وربي هو الذي اشترط ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ
عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا١١٠﴾ [الكهف: 110]، طبعاً كل من تاب يتوب الله عليه، ولو قلتِ أن الله لا يغفر للمذنب عطلتِ
اسم التوَّاب.
· إحدى الحاضرات تسأل: ألا يُعاقب على ما فعله من قبل؟
· المعلمة: التوبة تجُبُّ ما قبلها،
التوبة تجُبُّ ما قبلها، يعني الآن هل بعد
الكفر ذنب؟ الذي كان كافرًا من الصحابة وأسلم، أليس الإسلام جبَّ ما قبله؟ كذلك
التوبة تجُّبُّ ما قبلها. وكم،
كم من البشر كانوا فُسَّاقًا، فتاب الله عليهم،
وتابوا، فأصبحوا من الأئمة.
· تذكرون قصة عبد الله بن سلمة القعنبي؟ قصة عبد
الله بن سلمة القعنبي، الذي كان في العراق سكيرًا مخمورًا -قلت لكم عليها من قبل-
سكيرًا ومخمورًا، فأتى الإمام شعبة -وهو من
أعلام المحدثين عن النبيr- ذات
يوم من العراق -عبد الله بن سلمة القعنبي- فلمَّا رآه عبدالله- وكان مخمورًا مع أصحابه- قال: من هذا؟ لأنه وجد الإمام شعبة مجتمع عليه حشد كبير جدًا من الناس، فقال: من هذا؟ فقالوا:
شعبة, فقال لهم: ماذا يعمل؟ ماذا يبيع؟ مع أن شعبة كان علم لا يخفى على أحد, فقال: إنه محدث ينقل أحاديث النبي r, فذهب إليه، واخترق الصفوف، فوصل إلى الإمام شعبة وقال: حدثني.
· شخص سكران يقول لشخص من علماء الحديث قل لي
حديثًا, هل سيقول له؟ سكران، هو سكران، لا طبعًا، أنا واحدة آتية تستهزئ وتقول: ها، ماذا لديكِ اليوم؟ عمري ما سأقول لها.
· هو قال له: حدثني، قال له:
لن أحدثك، فرفع السكين، رفع السكين ووضعه في بطنه، وقال: حدثني وإلا قتلتك، فقال له الإمام شعبة: عن عن عن أبي مسعودٍ عقبة بن عمرٍو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال
رسول الله r ((إن مما أدرك الناس
من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت)) رواه البخاري, فوقع السكين من يد عبد الله بن سلمة القعنبي، ووقع الكلام في قلبه.
· ما معنى هذا؟
ü يعني أنت إن لم تكن تخجل ولا تستحي من الله -هذا معنى من معاني الحديث-
لو أنت لا تستحي من الله, ولا تعظِّمه, ولا
تعرف حقه ﴿وَمَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الأنعام: 91]، ما الذي تريده؟
ü يوجد معنى آخر للحديث أنه لو مباح وأنت لا
تخجل، اعمله، لو أمر مباح ولا تخجل منه اعمله.
·
لكن هو وقع الكلام في قلبه حياءًا من الله، فوقع السكين من يده, ووقع
الكلام في قلبه, ثم ذهب فاغتسل، وصلى وتاب، وأصبح من أعلم الناس بحديث رسول الله r؛
لأنه ترك صحبته،
الصحبة السوء.
·
انتبهوا يا أخوات! الصحبة التي تشدكِ للدنيا، أو تشدكِ للكيد، أو تشدكِ
للحسد، أو تشدكِ للغلّ، أو الحكايات، أو القيل والقال، أو للأسواق، أو السينمات, انتبهن!
·
فترك الصحبة وذهب إلى أين؟ عند الإمام مالك في المدينة، وأخذ من مالك
العلم، وعلا شأنه، حتى أن الإمام مالك إذا رآه داخل وهو بين أصحابه، يقول لهم قوموا
إلى أورع أهل الأرض!
قوموا إلى أحسن وأورع أهل الأرض! انظري، سبحان
الله!
·
نحن ماذا نقول لأن الذي يتوب, يتوب الله عليه, أسأل الله U أن يتوب على كل
الممثلات, والراقصات، اللهم آمين!
·
فلما أخذ العلم من مالك أراد أن يرجع إلى العراق فيأخذ الحديث مِنْ مَنْ؟
من شعبة! شعبة الذي رباه وكان سبب توبته، فوجد شعبة قد مات، فكل ميزان هذا الإمام
الذي هو عبد الله بن سلمة القعنبي في ميزان من؟ شعبة، بكلمة مِنْ مَنْ؟ من كلام النبي r،
هذا الإمام يُعَد من شيوخ بخاري ومسلم, القعنبي
من شيوخ بخاري ومسلم.
·
انظري إلى كيف يتوب اللهU عن عبد، ويبدل سيئاته حسنات! عبد الله بن سلمة القعنبي.
·
المرة القادمة،
المرة القادمة إن شاء الله سنأخذ عبادة التوكل،
كيف يكون الشرك في التوكل.
·
قولي لي أنتِ كيف
يكون الشرك في التوكل؟ ما هو توكل السر؟
أقول لكِ فقط نبذة, أن يعتمد على ميت في جلب منفعة، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر, الاعتماد على الميت، على الوليّ، على الإمام، على الحسين، على علي، على
زهراء، علي البدوي، على أي عبد, في جلب منفعة أو دفع مضرة لا يقدر عليها إلا الله
هذا اسمه ماذا؟ توكل السر.
·
علموا الناس التوحيد يا جماعة, علموهم التوحيد.
سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق