أعوذ بالله
السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله
الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده, ونستعينه, ونستهديه,
ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل
له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم،
طبتم وطاب ممشاكم
وتبوأتم من الجنَّة منزلاً! أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرفعنا بهذه
الجلسة, وأن يجعلها نورًا لنا في قلوبنا، وفي دورنا، ومع أبنائنا, اللهم آمين! كما
أسأله I أن يستعملنا, وأن يجعل
كلامنا خالصًا لوجهه لا نبتغي به لا سمعةً, ولا رياءًا, ولا غرورًا. اللهم آمين!
·
قلنا أن رسالة الأصول الثلاثة للشيخ محمد عبدالوهاب تضع لكِ هدفكِ،
وأول ما تكلمنا، تكلمنا
عن، بدأنا بتفسير سورة العصر, وهي توجيه من الله U إلى أن كل الناس في خُسر
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر, واستخرجنا منها أن
جهاد
النفس على أربع، جهاد النفس على أربع: طلب العلم، والعمل به، والدعوة إليه، والصبر على مشاق الدعوة.
·
إذاً هذه ((اعلم رحِمك الله أنه يجب عليك تعلم أربع مسائل))، الأربعة مسائل هذه التي ربي I وضحَّهم لكِ في سورة العصر، هذه المفروض منهاج حياتكِ.
·
أصحو من النوم, المفروض أتعلم عن الله، أعمل بما تعملت، أدعو ربي، وأربي
نفسي، وأربي غيري، أصبر على ما سيأتيني؛ لأن أي أحد يدعو إلى الله، أي أحد يدعو إلى الله لابد وأن ماذا؟ وأن يُؤذى، لابد وأن يُؤذى؛ لأنكِ تصطدمين مع الطباع، وتحاولين تعديل المُعْوَج منها,
هل سيتركونكِ؟ لن يتركوكِ! فهذا شيء معروف، فلنصبر ونكرر الحق، ولا نملّ، ولا
نكلّ، ونستعين بالله U.
·
ثم تحدثنا عن ثلاثة أصول فيما بعد ذلك, الذي هو عندما الملائكة تأتي وتسألكِ
في القبر من
ربكِ؟
فقولي: ربي الله الذي رباني وربى جميع
العالمين بنعمته، وهو معبودي ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ٢﴾ [الفاتحة: 2] وكل ما سوى الله عالم, وأنا واحد من هذا العالم.
·
أول ما توضعين في قبركِ يأتيكِ ملكان أسودان أزرقان،
هذا في نص حديث النبي r، نحن لا نخوّف أحد، ولا نفتري على الله الكذب، هذا كلام النبي r، والرسول r لمَّا أخبركِ، أخبركِ لتُعدي نفسكِ لهذا السؤال، فماذا ستقولين؟
ربي الله الذي رباني، وربى جميع العالمين بنعمته,
مترتب على يقيني بأن الله U هو الذي ربَّاني أن كل اتجاه قلبي يكون لهذا الرب I.
·
الرب هو المعبود, والدليل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ٢١﴾ [البقرة: 21] انظري،
هناك أمر بالعبادة لمن؟
لله وحده، ليتكم تركزون؛ لأن هذه النقاط في غاية الأهمية, سننطلق منها.
·
عندما يستشري عند المسلمين من الأخطاء في العقيدة ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ٢١ الَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ٢٢﴾ [البقرة: 21-22].
·
من الذي خلق لكِ الأرض؟ الله, وسهًّلها لكِ؟ الله, وأعانكِ على المشي عليها؟ الله, من الذي خلق السماء؟ الله,
من الذي يمسك السماء أن
تقع على الأرض؟ الله, من الذي ألان لكِ الحديد لتركبيه؟ الله, حتى إذا استويتم عليه، لمَّا تستوي
على ظهره تقولين ماذا؟ إذا استويتم على ﴿لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ
رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ
لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ١٣ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا
لَمُنْقَلِبُونَ١٤﴾ [الزخرف: 13-14] كل الذي عمل وخلق وسخَّر، من هو؟ الله, ألا يستحق أن يكون هو وحده المعبود؟ نعم.
·
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: ((الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة)).
إذًا هناك توحيد الله بأفعاله، هو الذي يخلق، هو
الذي يرزق، هو الذي يدبِّر، هو الذي أمدكِ، انتبهي لكلمة أوجدكِ وأمدكِ، المدد من أين؟ من الله، وأعدكِ, إذًا توحيد الربوبية
يستلزم توحيد الألوهية.
·
ما معنى توحيد
الألوهية الذي شرحناه كثير
جدًا؟
أن قلبي يتجه بكليته إلى من؟ الله، لا أتعلق إلا بالله، لا أدعو إلا الله، لا أطلب إلا منه،
لا أرجو إلا منه, سنأتي لهذه النقطة، ونفصلها بالتفصيل؛ لأن كم هائل من الفِرق ضلَّت بسبب ضياع هذه النقطة.
·
إذاً الإمام ابن كثير قال لكِ: ((الخالق لهذه الأشياء هو وحده المستحق للعبادة، بما أن الخالق لهذه الأشياء
هو الرب I, إذاً هو وحده المستحق
للعبادة, إذاً هو وحده المعبود)), نحن حتى الآن هل هناك أي اختلاف؟
·
ما أنواع
العبادة؟ ما أنواع العبادة؟
كثير جدًا من المسلمين يتخيلون أن كل العبادة التي
هي أركان الإسلام! كثير جدًا من المسلمين يحسبون أن العبادة هي أركان الإسلام! التي هي: شهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إقام الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان،
حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.
·
هذا الرسول r قال: بني الإسلام على خمس، ما هذه؟ أركان البناء,
هذا نص كلام النبي r، هذه الأركان، إذًا أين بقية البناء؟ معنى هذا أن هناك بقيَّة،
هناك بقيَّة من كلام الله وكلام الرسول r.
·
فهنا الشيخ قال لكِ: ((أنواع العبادة: الإسلام, والإيمان, والإحسان، التي هي مراتب الدين،
ومنه الدعاء والخوف، والرجاء،
والتوكل، والرغبة، والرهبة، والخشية، والإنابة, والاستعانة، والاستعاذة،
والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادات التي أمر الله بها، كلها
لله)).
·
ما الدليل؟
﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ
لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا١٨﴾ [الجن: 18]، ها هي كلمة ﴿تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾.
·
يوجد جملة مهمة جداً،
قال لكِ ((كلها لله))، قال لكِ الدليل قوله تعالى ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ
اللَّهِ أَحَدًا١٨﴾ [الجن: 18].
·
ثم أتى بجملة أخرى: ((فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر)), ما الدليل؟
والدليل قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا
بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ١١٧﴾ [المؤمنون: 117]، سُموا كافرين، لماذا؟ لأنهم صرفوا الدعاء الذي هو من العبادة لمن؟ لغير
الله.
·
تأتي واحدة تقول لي
يعني أنا أصلي وأصوم وأحج، ولأني قلت يا بدوي،
أو يا علي، أو يا زهراء، أصبح مشركة؟!
أنا أقول لكِ: الآية واضحة وصريحة، الآية واضحة وصريحة، ﴿وَمَنْ يَدْعُ﴾ من الدعاء،
الدعاء هو الطلب، أنتِ عندما تقولين يا علي،
يا زهراء، يا عذراء، يا مريم، يا بدوي، يا حسين، هذا ما اسمه؟ أنتِ تصرفين الدعاء
الذي هو عبادة لا تُطلب إلا من الله لأحد غير الله! يعني اتجه قلبكِ الذي يجب أن
يكون لخالقكِ لأحد سوى الله ودَعوتِيه!
·
ما الدليل على أن
الدعاء عبادة؟
نحن اتفقنا أنه لا يجوز صرف العبادة لأحد سوى الله، إذًا هذه الأشياء التي
تحدثينني عنها، ما الدليل أنها عبادة؟ ما الدليل على أن الدعاء عبادة ؟
ü ﴿وَمَنْ
يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ
عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ
الْكَافِرُونَ١١٧﴾ [المؤمنون: 117], هل أنا التي
قلت؟ هل أنا التي قلت؟ أمنية هي التي قالت؟ أم ربي I؟ ﴿يَدْعُ﴾.
·
وهناك دليل أكثر ظهورًا، ما هو؟ ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ انظري ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60] عبَّر هنا عن الدعاء بأنه ماذا؟ ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾ لأنكِ عندما
تطلبين، وتتذللين وتلجئين، تزود قلبكِ من العبادة.
· الموضوع خطير يا قوم، الموضوع خطير, وأنا أعلم
أن هذا الكلام يسمعه العديد من فِرق المسلمين, أسأل الله أن يهديهم! والله ما نريد إلا الإصلاح ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ
عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ
مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا
بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ
وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ [هود: 88], أنا لا أريد المخالفة، ولا أريد السخرية، ولا أريد الاستهزاء أبدًا، معاذ
الله، لا أحد يضمن خاتمته، أسأل الله أن تكون قلوبنا تقية، نقية، صالحة، مباركة،
تريد الخير للجميع، اللهم آمين!
·
فهنا الآن عندما آتي أدعو، يعني أطلب, الدعاء ينقسم لدعاء طلب، ودعاء عبادة.
·
دعاء العبادة الذي هو الثناء على الله U بأسمائه، وصفاته
I، والمسألة،
المسألة، فعندما آتي أقول لكِ ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ
عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ٦٠﴾ [غافر: 60 ]، ثم أجد مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، يدعو ويصرف هذه
العبادة لأحد غير الله! بما وصفه الله U في سورة
المؤمنون ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا
بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ١١٧ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ
الرَّاحِمِينَ١١٨﴾ [المؤمنون: 117-118].
·
ماذا أيضًا الذي
دلني على أن الدعاء عبادة؟ ماذا أيضًا من
الأدلة؟ ماذا أيضًا؟
في الحديث ((الدعاء مُخ العبادة))
وهذا الحديث في السند، في سنده كلام، لكن الحديث الصحيح ((الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)) أخرجه أبو داود، والترمذي،
وابن ماجة, الدعاء هو ماذا؟ العبادة.
·
فلمَّا أنتِ تأتين تطلبين من الولي، أو من الرسول r
حتى، مدد يا رسول الله، تطلبين،
تطلبين, وتصرفين عبادة الدعاء وهي الطلب والتذلل
واللجئ لأحد سوى الله، فأنتِ تصرفين عبادة إلى أحد سوى الله, وهذا من الشرك.
·
إحدى الحاضرات
تسأل: لو واحد قال بحق جاه النبي هل هذا حرام؟
·
ترد المعلمة: نعم
طبعا، هذا لا يجوز، لا يجوز، غير واردة.
·
نأتي على –انتبهي!- نأتي على نقطة مهمة جدًا، نقطة مهمة جدًا: تعريف العبادة،
تعريف ماذا؟ العبادة، وكيف
لي أن أعرف أن هذه العبادات؟ كل، كل شيء أثنى الله I عليه،
انتبهي، كيف تعرفين
أنها عبادات حتى تؤديها لله كما أمرها، وله وحده لا شريك له.
·
قولي لي كيف أعرف أن هذا الأمر عبادة؟
كل فعل عظمه الله ورسوله, أو أمر به، أو مدحه، أو مدح فاعله لأجله, أو فرح I به، إثبات صفة الفرح لله,
أو أحبه، أو أحب فاعله, أو رضيَ به، أو رضيَ
عن فاعله, أو وصفه بالطيب، أو بالبركة، أو الحسن, أو نصّبه سببًا لمحبته، أو نصّبه سببًا لمحبته، أو لثواب عاجل، أو آجل, أو سبب لذكره لعبده، أو
لشكره له، أو لهدايته إياه، أو لإرضاء فاعله، أو وصف فاعله بأنه طيب، أو وصف الفعل
بأنه معروف, أو نفي الحزن والخوف عن فاعله, مثل ماذا؟ ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا
هُمْ يَحْزَنُونَ٦٢﴾ [يونس: 62] لماذا؟ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ٦٣ لَهُمُ
الْبُشْرَى﴾ [يونس: 63-64]، اللهم اجعلنا منهم
يا رب! اللهم اجعلنا ممن يُبشر بروح وريحان ورب راضٍ غير غضبان!
·
أو وعده بالأمن
﴿أُولَئِكَ
لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82], أو نصّبه سبب لولايته،
أو إخبار عن دعاء الرسل بحصوله, أو وصفه بكونه
قربه، يعني قريب منه, أو أقسم به، أو أقسم به أو بفاعله، كالقسم بخيل المجاهدين وإغارتهم, أو ضحك الرب جلّ وعلا من فاعله, أو عجبه ذلك، عندما يضحك ربنا لرجل قام من الليل يصلي فنام، هذا دليل أن هذه ماذا؟
عبادة، أنه غير قادر أن يفتح عينيه لكنه صمم أن يقوم يقابل الملك, أو ضَحِك الرب جلّ وعلا من فاعله, أو عجبه، فهو دليل على مشروعيته المشتركة
بين الوجوب والاستحباب، ولا يجوز أن يكون الشيئ واجبًا أو مستحباً إلا بدليل شرعي
يقتضي إيجابه، أو استحبابه.
·
والعبادات لا تكون إلا واجبة أو مستحبة, إذاً، العبادة إما تكون واجبة،
وإما تكون ماذا؟ مستحبة، ما ليس بواجب ولا مستحب فليس بعبادة, إذاً، أتيتم به من أين؟
أتيتم به من أين؟ يعني هناك تأليف، هناك اختراع.
· مطلوب منكِ أن تنظري في كل الأدلة، كل الأدلة التي سيسردها لكِ الشيخ؛ حتى تعرفي ما هي العبادة التي أمرنا
الله, ربي هو سبحانه وتعالى هو الذي خلقكِ، وهو الذي شرع لكِ بماذا تعبدينه، وكيف
تعبديه, يعني شرع لكِ العبادة، فأتى لكِ بكلام منه I وطريقة وصفها
لكِ حتى تكون عبادة.
· إذًا حتى أتأكد أن الذي أعمله عبادة لابد من ثلاث خانات،
هل أنتم مركزين معي؟
1. أول شيء العبادة، ما هي؟
2. ما الدليل أنها عبادة؟
أنا الآن قلت لكِ أن
الدعاء عبادة، تقولين لي الدعاء عبادة، إذًا عرفنا أن الدعاء عبادة, ما الدليل؟
فليس أي أحد يكلمكِ أي كلام تقولين هذا عبادة ما المشكلة؟ ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ
عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ٦٠﴾ [غافر: 60].
3. ما الطريقة؟ ما الطريقة؟
الرسول r كيف كان يدعو الله؟ هل كان يتذلل؟ هل كان r يرفع يده أثناء الدعاء؟ نعم ورد أنه r رفع يده حتى سقط رداءه، وبان بياض إبطيه, لكن هل ورد أن الرسول r كان يتمايل ويتراقص؟
إذاً التمايل والتراقص عبادة أم ليست عبادة؟ ليست عبادة؛ لأن الطريقة التي دعا بها
النبي r وصفها صحابته.
·
إذًا عندما تأتين لي بطريقة غير طريقة النبي r ليس من الإيمان أن أقبلها، عندما تأتين تقولين لي: هيا، هو, هو,
هو, هو, ونبدأ نهتز! هل هذا فعله الرسول r؟ هل هذا فعله أحب الخلق إلى الرسول r أبو بكر؟ هل أي
أحد من المسلمين يحب الرسول r مثل أبي بكر؟
·
تجيب الحاضرات: لا، ممكن أحد يقول لكِ:
نعم أنا أحب الرسول r أكثر من أبي بكر!
·
المعلمة: فهل النبي r أحب أحدًا من
الأمة مثل أبي بكر؟
·
تجيب الحاضرات: لا.
·
قال الرسول r ((لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا
خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي،
وَقَدِ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا)) صحيح مسلم, تعرفين خليل هذه، تعني أعلى درجات المودة، يعني فوق الحب، فوق الحب, هل أبو بكر تمايل واهتز وضرب الدف أثناء الذكر؟ لم يحدث، إذًا طالما
أنه لم يحدث لماذا أتعبد به؟
·
إذًا، هنا طريقة مُعرفة أنها عبادة، طريقة مدح فاعلها لأجله يكون هذا في كل
العبادات التي ذُكرت،
الذبح.
·
إحدى الحاضرات
تسأل: والثالثة؟ العبادة والطريقة, ما الثالثة؟
·
المعلمة ترد:
1. أول شيء العبادة، أنكِ تثبتين أن هذه عبادة.
2. الدليل، تأتين لي بالدليل على أن هذه عبادة.
3. الطريقة التي وردت بها العبادة، عرفتِ أنها
عبادة.
·
عبادة مثل عبادة
الذبح مثلًا، أو النذر، هذه اسمها عبادة، لماذا؟
ü لأن الله U في النذر قال: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ [الإنسان: 7].
ü وفي الذبح ماذا قال I؟ ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ١٦٢﴾ [الأنعام: 162].
إحدى الحاضرات تسأل: النُسُك هو
الذبح؟
المعلمة ترد: نعم، نعم ﴿وَبِذَلِكَ
أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 163].
·
هذا الدليل في
الذبح:
ü ﴿قُلْ إِنَّ
صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ١٦٢﴾ [الأنعام: 162]، هذا الدليل من كلام الله.
ü ومن السنة ((لَعَنَ اللَّهُ مَن ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ)) صحيح مسلم. ما معنى لعن الله؟ طُرد من رحمة الله.
·
أول شيء الذبح
عبادة أم غير عبادة؟
عبادة, صرف العبادة
لغير الله يساوي شرك،
صرف العبادة لغير الله يساوي شرك.
·
ما الدليل علي أن
الذبح عبادة؟ ما الدليل؟
ü
﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي﴾ [الأنعام: 162] النُسُك ﴿وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 162لَا
شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا
أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ١٦٣﴾ [الأنعام: 163].
ü ما السنة؟ الدليل من السنة على أن الذبح
عبادة؟ ((لَعَنَ اللَّهُ مَن ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ)) صحيح مسلم.
·
الآن واحدة تقول لكِ عندما تنتقلين للبيت الجديد اذبحي، ولابد أن يكون الدم
على العتبة، أنتم تذبحون لمن؟ صلوا على النبي، لماذا؟ لماذا الدم على باب العتبة؟
أنا الآن أقول لكِ
إذا كنتِ تذبحين لله تقربًا لله U فهذا لا بأس
به، دعِ الفقراء يأكلون، لا يوجد مشكلة, ما هي الطريقة التي أنتِ تفعلين بها؟
لماذا تسيحين الدم على باب البيت؟ هذا في الأصل ذبح للجن! انتبهي، لماذا؟ لأنهم يتقربون إلى الجن في هذا المكان حتى لا يؤذيهم! فصرفوا عبادة الذبح،
فبدلًا من أن يذبحوا لله، يذبحون للجن! وهذا من صرف العبادة لغير الله، انتبهي!
·
طبعاً أنا عندما أقول، هناك نقطة مهمة جدًا جدًا جدًا، لابد من فهمها، أنا عندما أجيء أقول أن هذا العمل شرك، أنا أصف وصف عام، تمام؟ لا تأتي أخت رأت أخت تذبح فتقول لها تعالي يا كافرة, يا مشركة,
لا.
·
هناك مسألة فقهية مهمة جداً جداً جداً, ما هي؟
تكفير المعين لا يجوز
إلا بعد مناقشته وتعليمه وإقامة الحجة عليه, إذاً من الذي يكفره أنا وأنت؟! لا، علماء ومحكمة، لكن نحن نربي أنفسنا وقلوبنا أننا نتعلق بماذا؟ بالواحد
الأحد.
·
فأنا الآن آتي لأرى هل العبادة هذه عبادة؟ نعم, تقولين لأحد الذبح لغير
الله شرك, يرد عليكِ ويقول لكِ يعني أنا أصلي، وأصوم، وأعبد, وعندما أذبح أصبح
مشركاً؟!
نقول له نعم، نحن اتفقنا أن صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله هذا شرك؛ لأن
العبادة لا تكون إلا لله وحده,
تتقربين بهذه العبادة لله وحده, فلما تذبحين لغير الله، فهذا نوع من أنواع صرف العبادة لغير الله.
·
كل ما أمر الله به عبادة، كل ما عظّمه عبادة، كل ما مدحه عبادة، كل ما رضي
عن فاعله عبادة.
·
مثلاً ﴿إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ٧﴾ [التوبة: 7], إذاً التقوى عبادة أم لا؟ عبادة, ما هي التقوى؟ فعل كل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله عنه.
·
الخوف من الله يشمل العبادات القلبية، والعبادات البدنية ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى
النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى٤٠﴾ [النازعات: 40] الذي يمسك نفسه دائمًا،
الذي يمسك نفسه، عندما أجيء أقول لكِ:
أَمسِكِ نفسكِ، اضبطي نفسكِ بميزان ربكِ، هذه
المسكة والنهي عن الهوى، هذه قمة العبادة ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى
النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى٤٠﴾ [النازعات: 40]
·
يعني الهوى يجيء أم لا يجيء؟ يجيء، يجيء ويهفهف،
يجيء ويهفهف, لكن أنا أعمل ماذا؟ أمسك، أمسك ﴿وَنَهَى
النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى﴾ [النازعات: 40], ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى
النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى٤٠﴾ [النازعات: 40] ما الجزاء؟
﴿فَإِنَّ
الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى٤١﴾ [النازعات: 41]، ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ﴾ [النازعات: 42].
·
عندما أقول ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ١٩٥﴾ [البقرة: 195] إحسانك للناس عبادة أم ليست عبادة؟ عبادة، تقولين لي معقول عندما أُطعم واحدة طبق كشري فهل هذه عبادة؟ نعم, لو كان
لكِ فيها نية.
·
لمَّا أمسك يتيم وأربيه،
لمَّا أعلم أولادي، وأُحسن إليهم بتربيتهم على
العقيدة، هذه فرض, لمَّا أُحسن إلى زوجي، لمَّا أُحسن إلى أهل زوجي، لمَّا أُحسن إلى
أبي، لمَّا أُحسن إلى أمي، لمَّا أُحسن إلى جيراني، هذه كلها عبادة أم لا؟ عبادة, إذًا محل لحب الله تكونين، إذًا هذه عبادة.
·
كذلك الأمور المستحبة عبادة، الأمور المستحبة عبادة، لأنكِ تتحببين بها إلى
الله، وتكونين بها محل لحب الله.
·
إحدى الحاضرات
تقول: نريد أن نعرف ماذا نعمل، لقينا هذه الجارة تذبح وتأخذ الدم وتلطخ به.
·
المعلمة ترد: قولي لها حبيبة
قلبي.
·
الأخت تقاطع: أقول لها حرام يا بنيتي, أقول لها يا أختي حرام.
·
المعلمة: لا أنتِ ستقولين لها كلام النبي r، انتبهوا! يعني كفى بالقرآن واعظًا، وكفى بكلام النبي r.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق