القائمة الرئيسية

الصفحات

جديد: اسم الله الغفور من كتاب أسماء الجمال الجزء الثاني -1-

 


اسم الله الغفور

من كتاب أسماء الجمال

شرح الأستاذة أمنية بنت محمد

الجزء الثاني

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا، اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما أنسينا وارزقنا تلاوته على الوجه الذي يرضيك عنا اللهم آمين.

توقفنا عند اسم الله الغفور سبحانه وتعالى وذكرنا أنه الستير لذنوب عباده جل جلاله والمثبل عليهم ثوب عطفه ورحمته ورأفته ومعنى الستر في هذا؛ أنه لا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره بالعقوبة التي تشهره في عيون الناس اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك واستر شباب المسلمين وشاباتهم وغير حالهم يا رب العالمين إلى أحسن حال ورد المسلمين إلى دينك ردا جميلا، اللهم جنب المسلمين الفتن؛ فتن الشذوذ فتن الخمور وفتن الربا وفتن المخدرات وفتن النساء وفتن الشبه والشهوات والإلحاد والكفر والمعاصي.

وذكرنا أنه أتى الكاتب بكلام الإمام الغزالي؛ أن أول ستر الله على عبده سبحانه وسبحانه أنه غطى وستر في بدنه الأماكن التي تستقبحها العين وستر جل جلاله خواطره المزمومة وإراداته القبيحة وستر قلبه؛ يعني ما في أحد أبدا كائنا من كان يعلم ما في قلب العبد إلا الله لأن الله وحده جل جلاله، {وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى} [طه: 7] وهو بهذا جل جلاله قد ستر خواطر العباد، لا يطلع أحد عليها وهذا من عظيم العطاء والستر فما يكشف للخلق العباد، لا يطلع أحد عليها وهذا من عظيم العطاء والستر فما يكشف للخلق وساوس تخطر بباله وما ينطوي عليه ضميره من الغش أو الخيانة أو الظن أو الخواطر الرديئة ولو كشف الله عز وجل يعني خواطر عبده لسعى الناس في إهلاكه فانظر كيف ستر ومن وكيف وعد أن يبدل السيئات حسنات عند توبة العبد، وفتح سبحانه أبواب التوبة لعباده مهما فعلوا {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: 116] انظري الروعة شيء عجيب، في الحلم الإلهي شيء عجيب، بعد كل المخالفات التي يخالفها العصاة الله عز وجل يقول لهم: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} ومشيئته وفق علمه علم وحكمته {إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا} [الأنفال: 70] الله عز وجل فتح باب المغفرة ولذلك هنبدأ الآن بهذه المبالغة بالمغفرة.

في الحديث ((إن ربك يعجب من عبده إذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري)) الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح أبي داوود. أنظري فهو تعجب استحسان مثلما أقول: ((إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة)) الراوي: عقبة بن عامر، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج المسند لشعيب.

هذا العجاب هذا عجب صفة العجب لله جل جلاله نجريها كما هي وهي ترد إلى معنى الاستحسان؛ يا عجب ((إن الله عجب من صهيعكما بضيفكما الأمس)) الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن حيان المصدر: صحيح ابن حيان. على أم سليم وسيدنا طلحة ثم أكرم الضيف، فهو تعجب استحسان لإيمانه وقصره للغفران على ربه واعترافه بذنبه، لا تعجب اندهاش كالذي ينشأ عند البشر، فعل الله ليس كمثله شيء، غير متوقع أو غير معلوم فالله تعالى يعلم ما كان وما يكون وهذا القول عمل يسير لكن الغفور يستحسن من العبد ويعجب به اليسير الله عز وجل يستحسنه من العبد.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يشرح معنى التعجب في حق الله يا رب اغفر لنا أجمعين رب اغفر لي ذنوبي اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، انتبهي ((من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)) الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الألباني، المصدر: ضعيف الجامع. يبقى ماذا هنا؟ ما معنى التعجب في حق الله؟ وأما قوله التعجب استعظام للمتعجب منه فيقال: نعمة وقد يكون مقرونا بجهل بسبب التعجب وقد يكون لما أخرجه عن نظائره والله تعالى بكل شيء عليم فلا يجوز عليه أن لا يعلم سبب ما تعجب منه بل يتعجب لخروج عن نظائري تعظي من له تعظي من له؛ يعني هذا من الاستحسان والله تعالى هذا الكلام من كتاب الرسالة الأكملية فيما يحب الله من صفات الكلمات والله تعالى يعظم ما هو عظيم إن لعظمت سببه أو لعظمته، فإنه وصف بعض الخير الخير بأنه عظيم ووصف بعض الشر بأنه عظيم أنظري يعني في شر نقول: شر عظيم مع أنه هذا ليس العظم الذي المقصود بها الجمال لا قال هذا عمل يسير من العبد لما يقول رب يغفر لي مرده الى علمه يعني علم العبد بأن الله يغفر الذنوب وهو علم بديهي ومع ذلك فالثواب رائع قال الله تعالى: ((من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بي شيئا)) الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع.

لنظري يعني كلام فيه غاية الرجاء والروعة جميل يعني فتح باب الرجاء أمام كل مذنب بصورة عجيبة، انظر للكلام والله أنا أريد ان انت لما يكون فيه مثل هذا الكلام أن انت تصوريه وتبعتيه لقلبك أولا، تبعتيه لقلبك أولا ثم ترسليه الى من أذنب تأمريه بالتوبة الى الله جل جلاله ((من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بي شيئا)) والحديث حسن رواه الطبراني والحاكم عن ابن عباس ((من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بي شيئا)) اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات اللهم آمين.

الفرق بين الاستغفار والتوبة؟

أنت الان في اول موضوع

تعليقات