رحلة بعد الغروب الحلقة الثامنة -1-

 

اسم الله الغفور

من كتاب أسماء الجمال

الجزء الثاني

الفرق بين الاستغفار والتوبة؟

كلام بديع ونحن يعني الحمد لله الحمد لله الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، أننا ندرس هذا الكلام قبل الموسم الجميل يا رب ارزقنا أجمعين، الأيام الفضيلة ويفتح لنا فيها فتحاً مبيناً ويهدينا فيها ربنا صراطا مستقيماً اللهم اعنا فيها على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك؛ يعني انظر لما نحن نتكلم في كتاب الزهد على العبادات العجيبة والجميلة التي في كتاب الزهد ثم نرجع للأسماء والصفات فندرس الاستغفار والتوبة؛ فيجمع لنا ربنا في فقه العبادات ما نسير به إليه، في ناس مختارة تقول لك: يعني حامل في العشر لا يعملون حاجة غيرنا هم مثلا يصوموا وأين القيام وأين حفظ القرآن؟ وأين فهم القرآن؟ وأين فهم أسماء الله وصفاته؟ وأين الاحسان؟ وأين النفقات؟ وأين الأضحية؟ وأعظم من ذلك كله في هذه الأيام المباركة الحج نسأل الله أن يفتح لنا فتحا مبينا.

قال الفرق بين الاستغفار والتوبة:

الاستغفار نوعان:

مفرد ومقرون بالتوبة.

فالمفرد: كقول نوح عليه الصلاة والسلام لقومه ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ١٠ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ١١ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ١٢﴾ [نوح:10-12]

 قال: والاستغفار المفرد مثل التوبة يبقى أنا ماذا عندي؟ الاستغفار مفرد ومقرون بماذا؟ بالتوبة، فالمفرد كقول نوح عليه الصلاة والسلام ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ بل هو التوبة، فيقول لك: الاستغفار المفرد مثل التوبة بل هو التوبة بعينها مع تضمنه من طلب المغفرة من الله من طلب المغفرة من الله.

والاستغفار يشمل أمرين:

الستر فلا يفضحك الستر؛ يعني لما الانسان يتوب بصدق هذه التوبة تكون نصوح صادقة فإن الله جل جلاله يغفر له، فلا يفضحك الغفور بالذنوب مهما كان قدرها وتكرارها لا في الدنيا ولا في الآخرة.

طيب انظري الأول في الاستغفار فلا يفضحك الغفور بالذنوب مهما كان قدرها وتكرارها لا في الدنيا ولا في الآخرة.

والثاني إزالة أثر الذنب ووقاية شر في الدنيا والآخرة.

يبقى أنا الان ربي سبحانه وتعالى مع المذنب إذا صدق في توبتي ما يهتك ستر جل جلاله.

والثاني: إزالة أثر الذنب ووقاية شره في الدنيا والآخرة ولذاك نحن لما نقول: اللهم اغفر لشباب المسلمين؛ من أجل ان لا يصدهم شؤم المعاصي ويبدل الله جل جلاله حالهم الى أحسن حال، فهنا فيه يكون أثر للذنب في الرزق، ويكون ظلمة في القلب، أشياء كثيرة فيقول لك: هنا ما هو أثر ذلك؟ ما هو أثر ذلك الذنب؟ الله عز وجل يقيه أثر الذنوب إذا غفر له يبقى هنا الاستغفار ان انت تطلبي من ربنا المغفرة، يعني انظري هذا يكون في قلبك وانت تستغفري يكون في قلبك، اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك.

طيب استرنا بحيث لا يعاقب على الذنب فمن غفر ذنبه لا يعاقب عليه وأما مجرد ستره فقد يعاقب عليه في الباطن ومن عوقب على الذنب باطناً أو ظاهراً فلم يغفر له، هذا من كتاب مجموع الفتاوى للإمام ابن تيمية، يبقى أنا عندي أن المغفرة معناها: وقاية شر الذنب ولذلك أنت تقولي في دعاء القنوت كلام بديع؛ اللهم اهدنا في من هديت وعافنا في من عافيت وتولنا في من توليت وبارك لنا فيما أعطيت، وبعدها تقولي واغفر لنا وقنا شر ما قضيت انك سبحانك تقضي بالحق ولا يقضى عليك انه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت.

فهنا انت ماذا الذي يحصل ما الذي يحصل؟ تطلبي ان ربنا يقيكِ شر اي ذنب لأن لو عوقبتِ يبقى هكذا لم يقيك من شر الذنب نسأل الله العافية.

سيبدأ يقول لك كلام بديع تشعرين به عند قولك: أستغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه.

وانظري ما الكلام الذي سيقوله لك عبارة عن ماذا؟ الاستغفار عبارة عن ماذا؟ يا رب ارزقنا وانت خير الرازقين الاستغفار هو طلب المغفرة وهذا رقم واحد -ضعي لي دائرة- وهي الترياق الذي يعالج به العبد سموم الذنوب وتربو على المئة الذين درسوا معي كتاب الداء والدواء أنا أريد أن كتاب الداء والدواء تبعث لكل شاب انظري لو الشاب صغير لا بأس ابعثوه للشباب للشباب (كتاب الداء والدواء) شرح كتاب الداء والدواء الذنوب تربوعلى المئة أحصاها ابن القيم في كتابه الداء والدواء لكن الاستغفار تشمل الوقاية من شر الدم فمن هنا جاء الاسم الغفور وهو ما يضعه المقاتل على رأسه ليتقي به ضربات السيوف والرماح في القتال.

الاستغفار الوقاية من شر الذنب والستر من الذنب وعدم فضح العبد بهذا الذنب وازالة اثر الذنب حال قلب المستغفر في ذلك كله والمستغفر او الاستغفار جاءت من اسم المغفر وهو ما يضعه المقاتل على رأسه ليتقي به ضربات السيوف قال والمغفرة أغنى امنها عند عالي الهمة، اللهم اغفر لنا اللهم اغفر لنا اللهم اغفر لنا المغفرة، هي أغلى امنية عند عالي الهمة قال عبد الله بن عمر: اجتمع في الحجر انظري الصحابة وجمال الصحابة، اللهم أعلم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم يا رب واجمعنا بهم في جنات النعيم، بين الذين اجتمعوا من الاكابر من المجتمع ومن الاكابر مصعب بن الزبير وعروة بن الزبير وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر فقالوا تمنوا يعني تمنوا في الحجر حجر الكعبة فقالوا: تمنوا يعني كل واحد يسأل لله شيئا، فقال عبد الله بن الزبير: أما انا فأتمنى الخلافة انه هو يمسك خلافة المسلمين سبحان الله وأعطاه الله سؤاله وقال عروة: اما انا فأتمنى ان يؤخذ عني العلم وقال مصعب: اما انا مصعب بن الزبير، فأتمنى امرأة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين وقال عبد الله بن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة قال فقال فنالوا كلهم ما تمنوا سبحان الله المجيب القريب السميع العليم ولعل ابن عمر قد غفرنا ولعل ابن عمر قد غفر له كل انسان يرجوا من الله شيئا فإن الله جل جلاله يعطيه سؤله فأبشروا وأملوا كما قال صلى الله عليه وسلم: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بَعَثَ أبَا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ إلى البَحْرَيْنِ يَأْتي بجِزْيَتِهَا، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو صَالَحَ أهْلَ البَحْرَيْنِ وأَمَّرَ عليهمُ العَلَاءَ بنَ الحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أبو عُبَيْدَةَ بمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأنْصَارُ بقُدُومِ أبِي عُبَيْدَةَ، فَوَافَوْا صَلَاةَ الفَجْرِ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا له، فَتَبَسَّمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ رَآهُمْ، ثُمَّ قَالَ: أظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أنَّ أبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بشيءٍ قالوا: أجَلْ يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: فأبْشِرُوا وأَمِّلُوا ما يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ ما الفَقْرَ أخْشَى علَيْكُم، ولَكِنِّي أخْشَى أنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كما بُسِطَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا، وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ))