القائمة الرئيسية

الصفحات

ماذا نريد من رمضان الجزء الأول -2-

 

ماذا نريد من رمضان
الجزء الأول -2-

ماذا نريد من رمضان

يقول الشيخ:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

فإن من رحمة الله وفضله علينا أن جعل لنا في هذه الحياة الدنيا محطات...

هيا، سنبدأ ندخل على محطات. هذه المحطات ستغسلين فيها من ذنوبك ويرتفع منسوب الإيمان عندك، لما تعظمي شعائر الله.

هذه المحطات التي سيتكلم عليها من شعائر الله ﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ٣٢﴾ [الحج:32]

نتزود فيها بالإيمان والتقوى، ونمحو ما علق بقلوبنا من أثار الذنوب والغفلات... نلتقط فيها أنفاسنا، ونعيد ترتيب أوراقنا، فنخرج منها بروح جديدة...

يا رب ولادة روح جديد، يا رب.

وهمة عالية وقوة نفسية تعيننا على مواجهة الحياة وما فيها من جواذب وصوارف..

هيا الحياة الدنيا فيها ماذا؟ جواذب تشدك تجذب قلبك، تشتته ولذلك الإمام ابن القيم يقول: في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، فتأتي هذه المواسم العظيمة يقال لك ((أن من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه)) أخرجه البخاري ومسلم.

 كل ما تقدم من ذنبه يا رسول الله؟ كل ما تقدم من ذنبه.

((من صام رمضان، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه)) أخرجه البخاري ومسلم.

اللهم اجعلنا منهم يا رب ففي هذه المواسم يقبل القلب على الله عز وجل. وتيسر لنا أداء المهمة التي من أجلها خلقنا الله عز وجل، فإذا ما بحث الواحد منا عن تلك المحطات... هي محطات التقنية.

فإذا ما بحث الواحد منا عن تلك المحطات وجدها كثيرة، فمنها اليومية كالصلوات الخمس، ومنها الأسبوعية كيوم الجمعة...

من منكن تكون سعيدة بيوم الجمعة؟

ولا يكون بالنسبة لها يوم الشجار الأسبوعي، لأنه هناك بيوت يوم الخميس الاشجار، الجمعة الخصام، اليوم الأحد المصالحة، فهناك تسلط من الشياطين في أوقات اجتماع المسلمين وفي أوقات اغتنام الأجور العالية، هناك حرص من الشياطين أن يفسد عليهم في هذه الأوقات، ولكن بفضل الله المردة منهم في رمضان مسلسلين لكن الصغار شغالين.

من عجيب ما سمعنا في الدورة التي أخذناها تقول الأخت، يقول قتادة: "في موسم الحج يأتي مع ملايين الحجاج ملايين الشياطين" كل واحد بشيطانه.

فلابد للعبد أن يقبل على الله عز وجل وهو مصمم وعازم وأن ينتبه على ألا تصرفه صوارف أو عوائق تصرفه عن هذه المحطات.

فمنها اليومية كالصلوات الخمس، ومنها الأسبوعية كيوم الجمعة، ومنها السنوية كشهر رمضان، ومنها ما قد يكون مرة واحدة في العمر كالحج والعمرة...

أسأل الله أن يتابع لنا بين الحج والعمرة وما يكون مرات قليلة يا رب.

والسعيد، هنا تعريف السعيد والسعيد من رتب أوراقه مهيأ نفسه للاستفادة من تلك الفرص قبل قدومها عليه، فلا يدعها تمر حتى يتزود منها بكل ما يحتاجه في رحلته إلى الله عز وجل، كما قال الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰۚ وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة:197]

ومن أهم المحطات التي تمر على المسلمين مرة واحدة كل عام: شهر رمضان، فها هي الأيام تمضي ويهل لاستباق الخيرات، علينا الشهر الكريم بخيره وبركته...

أسأل الله عز وجل أن يكون ذلك شهر مبارك وشهر فرج علينا جميعا، وعلى المسلمين المستضعفين المبتلين يا رب في كل مكان، ولقد جعله الله عز وجل موسما النافلة فيه كالفريضة.

هيا عودي نفسك، من ليست معتادة على كثرة النوافل تشد جدا في الهمة في شهر شعبان.

يعني لو لست معتادة على الصلاة الضحى، عودي نفسك ((قال الله تعالى: يا ابن آدم لا تعجز عن أربع ركعات في أول النهار، أكفك آخره))، اسمها ركعات الكفاية، اثنين واثنين، طبعا صلاة الضحى الى اثني عشر.

لكن لكي تحصل الكفاية الحديث حدد لنا اقلها تكون أربعة، ممكن واحدة تصلي اثنين لا مشكلة، لكن أنا أقصد الحديث عن ركعات الكفاية تكون اثنين واثنين، وعودي نفسك على قيام الليل ابدأي تدرجي إلى أن تصلي الى 

عودي نفسك أن تصومي لو ما في مشقة شديدة عليك من الصيام، عودي نفسك أن تبدأ في الصيام، وهكذا.

وتلاوة القرآن، السلف كانوا يعتبرون شهر شعبان شهر القراء، وكانوا يغلقون حوانيتهم كأن رمضان دخل، يعني كم التلاوة في شعبان كان يبقى كبير جدا بالنسبة للسلف بحيث أول ما يبدأ رمضان يكون شيء ثابت في قلبه ويجري على لسانه.

النافلة فيه كالفريضة والفريضة كسبعين فريضة في غيره... شعاره ياباغي الخير أقبل ... الشياطين فيه مصفدة، هيا انظري إلى فوائد وفضائل لشهر رمضان.

الشياطين فيه مصفدة، وأبواب النيران مغلقة، والأجواء مهيأة لنيل المغفرة والرحمة والعتق من النار.

تشعري أن الدنيا غير، حتى سبحان الله لما نقضي الأيام التي علينا أو نصوم نوافل في غير رمضان، كيف الحال؟ يعني فعلا شهر مختلف، فيه شيء اسمه فعلا بركة.

فالأجواء -جمع جو- مهيئة لنيل المغفرة والرحمة والعتق من النار، اسأل الله أن يعتقنا من النار يا رب.

تزينت فيه الجنة ونادت خطابها أن هلموا إلي وأسرعوا الخطى فالسوق مفتوح والبضاعة حاضرة، والمالك جواد كريم، فهيا بنا نحسن الاستعداد لاستقباله حتى لا نفاجأ بقدومه.

ومما يعيننا على ذلك معرفة ماذا نريد من هذا الضيف الكريم؟ وما الوسائل التي سنستخدمها؟ وهذه الصفخات التي بين أيدينا هي محاولة للإجابة عن هذا السؤال والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

الشيخ الأن سيبدأ يتكلم معك في ماذا نريد من رمضان؟ ما رجائنا؟

المغفرة في جميع الذنوب.

نعم يعني أتمنى أن أخرج من رمضان كيوم ولدتني أمي، إذن هناك ولادة جديدة، وماذا أيضا؟ العتق من النار. 

وماذا أيضا؟ تعويد النفس على الصبر.

وماذا أيضا؟ أهم شيء، أهم شيء، ما أريده من رمضان ما ذكره الله، فأنا يجب أن أريده.

 التقوى.


 

تعليقات