أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه،
ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل
له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم.
طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة
منزلًا!
المعلمة
· حسنا
المشكلة أتت من أناس كثيرين لا يفرقون في الاستغاثة بالنبى بين حق الله وحق النبى r وحقوق الصالحين فيخلطون بينهم.
· والله
عندما نتكلم عن إخواننا من الصوفية أو الشيعة، وعن فساد عقيدتهم أنا لا أتكلم
للسخرية، هم إخواننا في الإنسانية، ولكني أريد أن أعلمهم، وهم تصل لهم هذه الدروس،
وأسأل الله أن يهديهم! اللهم اهدهم!
· لا
تخلطوا الأمور، أناس كثيرون يخلطون الأمور لا يعرفون ما هو حق الله على العباد،
وما هو الواجب بالنسبة للرسول r على المؤمنين، وما هو الواجب على المؤمنين نحو صالحي عباد الله.
· واجب
المؤمنين أن يحبوا الصالحين، حتى أن الإمام الشافعي والإمام أحمد يقولون في أشعارهم
"أحب الصالحين ولست منهم"، أنت واجبك أن تحبي الصالحين ولكن كيف
تحبينهم؟
· اليوم
دور طلبة العلم ومنهم أنتم ومن يسمعني التفريق بين الحقوق، هذه هي دعوتنا اليوم
غالبها دعوة تصحيح، تصحيح العقيدة، وتصحيح العبادة.
· ولو
مررت على الآية في سورة الإسراء التي ذكرها الشيخ في كتاب التوحيد، يقول الله -عز
وجل-: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ
مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا٥٦﴾ [الإسراء: 56] أي
إنهم لا يستطيعون فعل شيء.
· وأتت
الآية التي بعدها ﴿أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ
أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إن عَذَابَ رَبِّكَ كان
مَحْذُورًا﴾ [الإسراء:٥7] ،
أي أن من تدعونهم بأنفسهم أو الصالحين الذين تتبركون بهم يدعون الله، هم يدعون
الله يبتغون إليه الوسيلة، فهنا الكلام عن الصُّلّاح فمطلوب منك أن تنظري
للصُّلّاح نظرتين: انتبهوا لهذا الكلام مهم جدا.
1.
النظرة
الأولى: نظرة أنهم جميعًا متساوون في عدم
استحقاقهم للعبادة.
· أنا أذهب لأطلب البركة من الصالح، لماذا؟ من
الذي ينزل البركة؟ ﴿تَبَارَكَ
الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوعَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الملك:1] ،
هذه قيلت في حق من؟ الواحد الأحد.
· ويأتى
كلام النبي ﷺ
يقول: البركة من الله، إذن الذي ينزل البركة التي هي النفع والخير والتيسير، ونضع
بجانب البركة كل ما نريد، وهى تأتي من مَن؟ من الله سبحانه، إذن لا تطلبوها من
الولي.
· ننظر
للصالحين أنهم متساوون في عدم استحقاقهم للعبادة، لاحجر ولا شجر ولا نبي ولا ملك،
كلهم متساوون ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ
ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ﴾ كلهم
﴿فَلَا
يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا﴾ [الإسراء:٥7]
2.
النظرة
الثانية: أنهم مختلفون في تقربهم وفي توسلهم
إلى الله: ﴿أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ
أَقْرَبُ﴾ [الإسراء:57] فعلم من هذا أن كل أحد
دون الله متساوون في عدم استحقاقهم للعبادة ولكنهم مختلفون في درجة تقربهم إلى
الله.
· تجدين
أنه عندما يذهب المسلمون عند القبور، طبعا نحن لا نذهب ولكن نراها بالتلفاز أنه
يذهب المسلمون عند القبور ويطلبون من الحسين أن يعمل لهم شيئا ويطلبون من الولي
يعمل لهم شيئا، هذه عبادة. هذا الطلب عبادة؛ لأنه لا يفعل لك ما تريدين إلا الملك
وهو الله سبحانه وتعالى، فعندما تطلبين من أحد سوى الله فأنت تشركين بالله.
·
ومن
أشد ما آلمني أنه للأسف بعض الجهال من المسلمين يذهبون إلى الكنيسة حتى ينجبوا،
وتقول لك (العدرا) أعطتني فاطمة. الله أكبر، وأنت سميتها على اسم ابنة الرسولr. يا مسلمة، يا موحدة، كيف تعطيك العدرا فاطمة؟! إذن يذهبون
ويطلبون، يجب علينا نشر العلم؛ إذن يجب علينا كطلاب علم تبصير المسلمين ودعوتهم
يجب علينا. فنحن لا نستغرب من حالهم، ولكن نستغرب من حالنا وتقصيرنا نحن في نشر العلم.
· استشهد
بهذا الدليل والدليل قوله: ﴿وَأَنَّ
الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن:18]
وجه الشاهد ﴿أَحَدًا﴾ أيّ
أحد؛ لأن لفظ ﴿أَحَدًا﴾ نكرة واقعة في سياق النفي، أو في
سياق النهي. أي لا تدعوا مع الله أحدًا، والنكرة إذا وقعت في سياق النفي أو سياق
الاستفهام الإنكاري تفيد العموم. هذه جزئية لغوية في البلاغة، إذن المطلوب منك يا
مسلم يا من يكلمك الله، ألا تدعو مع الله أحدًا كائنًا من كان، لا تستغث بأحد
كائنا من كان، لا يفزع قلبك لأحد كائنا من كان، لا تلجأ في مصابك لأحد.
· أنت
لحظة فزعك الأولى انتبهي لنفسك وتوحيدك، بمجرد ما ابنك يصاب، ماذا يصير لك لحظة
فزعك الأولى؟ بسرعة على المستشفى، بسرعة على الدكتور، الله أكبر، الله أكبر، لحظة
الفزع الأولى تكشف عن كمال التوحيد. نعم ستذهب به للطبيب، لكن لحظة الفزع، يا رب
الطبيب هو الله، الشافي هو الله، المعافي
هو الله. الأصل الشفائي، الاستشفاء بكلام الله، يوجد فرع وأصل، ليس معنى كلامي أني
لا أذهب إلى الطبيب، أنتم تفهمون كلامي؟ يوجد أصل وفرع، لحظة فزع القلب من الداخل،
من يغيثني؟ طبيب؟ لحظة الفزع الأولى بسرعة على المستشفى!
· انتبهي
لحالك لحظة مصابك، لا تلجأ لأحد كائنا من كان غير الله. لا تدعهم، لا تستغث بهم،
لا تذبح لهم، لا تنذر لهم، لا يفزع قلبك لهم .لكنهم هؤلاء الصالحين يمكن أن يُحبوا
في الله، أنا أحب كل الصالحين أحب كل الأولياء، أسأل الله أن يحشرنا معهم!
· نحب
آل بيت النبى r: الحسن والحسين سبطي رسول r، نشهد الله عز وجل أننا نحب فاطمة وعلي والحسن والحسين وأبناء
النبي وأبناء أبنائهم وعائشة، نشهد الله أننا نحبهم ولكننا لا نستغيث بهم، ولا
نطلب منهم، لا تفزع قلوبنا إلا لمن خلقنا وخلقهم، اعلم أن الله هو الذي خلقنا 'هو
الذي خلقنا'.
· عندما
أكون في الروضة مكان توحيد مكان التوحيد في المسجد النبوى وأسمع أناس يقولون: يا
زهرا يا زهرا من تدعين؟ بمن تستغيثين؟ وقياسًا عليه من تدعو؟ من تنادي؟ يا حسين،
يا حسن، يا مرسي يا أبا العباس، يا بدوي. هذا ما يحضرني الآن، يوجد استغاثات كثيرة
من المسلمين، وغير المسلمين طبعًا يستغيثون بمن يعبدونهم.
· الصالحون
يمكن أن يُحبوا في الله عز وجل، الأنبياء والمرسلون والصالحون يجب علينا أن نحبهم
في الله؛ لأن محبتهم عمل صالح نتقرب به إلى الله، لكن لا بد أن تفهمي أن محبتهم
شيء، ودعوتهم والاستغاثة بهم والفزع إليهم أمر مغاير، حبهم في الله طاعة، وحبهم مع
الله شرك.
3.
الجملة
الثالثة: قال "من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله
ورسوله ولو كان أقرب قريب".
· هذه
المسألة طبعا من المسائل التابعة للمسألة الماضية وهي: إذا علمت أن الله الذي خلقك
ورزقك وأرسل إليك رسولاً، وجب عليك طاعة الرسول ﷺ،
واعلمى أنك لو أطعته دخلت الجنة ولو عصيته دخلت النار".
· أهم
شيء يقوله الرسول ﷺ: ألا تدعو غير الله، وهذا الرسول نفسه
سواء الرسول الملكي، أو الرسول البشري، لايحب الله عز وجل منك أن ترفعيه عن مكانه
بل المطلوب منك أن تعلمي أن الله عز وجل لا يرضى أن يُشرك معه أحد في عبادته أبدًا.
· فالمطلوب
أن تكون علاقتك مع الرسل والأنبياء والملائكة علاقة حب في الله وليست علاقة حب مع
الله، هل هذه النقطة مفهومة، إذا
كنت ممن أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز لك موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب
قريب.
· هذه
النقطة صراحة نقطة شائكة، كثير من المسلمين لا يعلمها وهي مبدأ الولاء والبراء،
والموالاة شرط من شروط (لا إله إلا الله( وتفهم
خطأ وعليه يكون السلوك خطأ، سلوك المسلمين خطأ.
· أصل
مهم جدا وهذا الأصل: عدم فهمه وتأسيسه والاعتدال فيه أدى إلى أن يأخذ المسلمين
تشريقًا وتغريبا، وخصوصًا منهم طلبة العلم منهم يشرقون ومنهم يغربون، منهم يتطرفون
ومنهم يفرطون، وخصوصا طلبة العلم.
· مطلوب
منك أن تحبي في الله وتبغضي في الله وأن تحبي لله، وأن تحبي من يحبه الله، وتحبي
ما يحبه الله. فإذا كنت موحدة ومطيعة للرسول، إن صحت منك هذه الدعوى، يعني إذا قلت
أنا أحب الرسول وأنت صادقة، لابد أن تحبي ما يحبه الله، ولابد أن تحبي من يحبه
الله، وأن تكرهي ما يكرهه الله، وأن تغضبي لما يغضب الله. وأن تكرهي من كان عدوا
لله ومن يشاق الله، ومن ينازع الله في ملكه، وفي استحقاقه للألوهية ومن يتعلق أو
يعظم غير الله ولو كان أقرب قريب.
· لكن
اصبري، كيف نكرهه؟ نسبّه أو نلعنه أم
نكفره؟ انتبهى؛ لأنه يوجد الآن صيحات للتكفير، الموضوع مهم جدًّا، هل أنتن منتبهات
معي؟ إذن لو كنت صادقة في دعوى الإيمان بالله ورسوله، ورأيت قريبًا محادًّا
أومشاقًّا لله ولرسوله، يجب عليك أن تتبرئي منه.
· أحد
ممن تعلمين يستغيث بالأولياء تقولين له أنا أتبرأ إلى الله مما تفعل. يجب عليك ولو
كان أباك أو أمك. ولكن كيف الطريقة؟ هل سوف تسبينهم أم تعلمينهم وتحاجينهم وأم
تشاركينهم فيما يقومون به؟
· ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ
يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [المجادلة:22] مودة
من حاد الله ورسوله دليل على نفي الإيمان.
· امرأة
تصاحب امرأة نصرانية تذهب معها للكنيسة، انتفى منها الإيمان، تذهب لتحتفل معها
بالكريسماس، وهو يؤكد عندهم أن الأب والابن والروح إله واحد، قال تعالى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ
مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ
عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون:91]
·
عندما
يكون هناك مشاركة لهم فيما يقومون به من الكفر، هذا دليل على انتفاء الإيمان من
قلب المسلم، لكن ننبه تنبيها هاما جدا الفرق بين الموالاة والمعاملة القلبية، الموالاة
ما هي الموالاة؟؟ هي المحبة القلبية، لا يجوز لك أن تحبي كافرا وتودّيه كائنا من
كان.
·
يعني
امرأة تقول أنا أحب صاحبتي النصرانية جدًّا، يعني أنت تحبين امرأة تقول: إن ربنا
له ولد، وتقول: إن ربنا له صاحبة، كيف له بالولد إذن؟ كَبُرَتْ كَلِمَةً، المترتب
على كلامهم أشياء تعالى الله عنها علوًا كبيرًا. عندما يقولون المسيح ابن الله إذن
ربي له صاحبة ﴿كَبُرَتْ
كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً﴾ [الكهف:5] كيف
تحبين من ادعى لله ولدًا؟
·
والله
عز وجل يقول في الحديث القدسي:
((يسبّنيُ ابنُ آدمَ، قالوا: كيف يسبك وأنت رب العالمين؟ قال: يقول أن لى ولد، وأنا الواحد الأحد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفوا أحد))
((يسبّنيُ ابنُ آدمَ، ويشتمني ابنُ آدم، وما ينبغي له ذلك، أمَّا سبُّه إياي فإنهُ يسبُّ الدهر، وأنا الدهرُ، أقلِّبُ الليلَ والنهارَ كيف أشاءُ، وأما شتمُه إياي، فيقولُ: إنّ لي صاحبةً وولدًا، وليسَ لي صاحبةٌ ولا ولدٌ)) أصل الحديث في البخاري.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق