القائمة الرئيسية

الصفحات

شرح الأصول الثلاثة الجزء العشرين

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلًا! 

  ((قال اللهُ تعالى: شتَمَنِي ابنُ آدمَ؛ وما ينبغِي لَهُ أَنْ يشتُمَنِي، وكذَّبَني؛ وما ينبغِي له أن يُكَذِّبَني، أما شتْمُهُ إيَّايَ فقولُهُ: إِنَّ لِي ولدًا، وأنا اللهُ الأحدُ الصمدُ، لم ألِدُ ولَمْ أُولَدُ، ولَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أحَدٌ، وأمَّا تكذيبُهُ إيَّايَ، فقولُهُ: ليس يُعِيدُنِي كما بدَأَنِي، وليسَ أولُ الخلقِ بأهونَ علَيَّ مِنْ إعادَتِهِ)) صححه الألباني.

·      إذن يوجد فرق بين الموالاة وهي المحبة القلبية، وبين معاملتك له.

·      المعاملة: أنت تعاملينه بما يرضي الله لكن تكرهين منه الكفر، وتكرهين منه ما يغضب الله.

·      فلو قلنا أن هذا الكافر يقف بجانبك في الطريق وهو كبير السن أو مثلا امرأة نصرانية كبيرة في السن كافرة أو مجوسية أو يهودية وتريد أن تقطع الطريق والسيارات مسرعة، وأنت شابة صغيرة لو أخذت بيدها فقطعت بها الطريق وأحسنت إليها يحسن الله إليك.

·      إذن معاملتك لابد أن تكون طيبة جدًا وأخلاقك تكون في المعاملة جميلة جدًا، لا تسبي النصرانية ولا تشتميها ولكن بداخلك هي كافرة، تتخذ لله ولدًا، وأنا أوحد الله، ليس لله ولد، أكره كفرها أكرهه.

·      لا أشاركها أبدا في مناسبة أو في عيد، في ماذا تشاركينها؟ في الكفر؟ عندما تقولين للنصرانية (هابي كريسماس) (عيد ميلاد سعيد)، والمدارس الأجنبية الممتلئة بالمسلمين يعوّدونهم أنه يوجد كريسماس، حتى المدارس الأجنبية الإسلامية يكون في الكتب الثقافة ثقافة الكريسماس، ثقافة الكفر.

·      الشيء المهم جدًا أريد أن أوجه نظركم إليه أنه يوجد قيم دولية لليونسكو ثقافة تضعها في الكتب الأجنبية الخاصة بهم، مثلًا من ضمن القيم أن يعلموا الطفل أن يرسم نجمة داوود علامة للسلام، هل تتذكرون ونحن صغار كنا نرمز للسلام بالشجر والحمام، غيروا هذا الرمز فأصبح علامة السلام نجمة داوود، حتى يقول لنا نطبع معهم ونقبلهم، هم يذبحون فينا ونحن نقبلهم، أغدر خلق وأكثر شعب ذمه القرآن هم اليهود فكيف نؤمنهم والله خونهم؟! ربي خونهم ولعنهم.

·      إذن يوجد فرق بين الموالاة وهي المحبة القلبية وبين المعاملة الطيبة. المؤمن له أخلاق يعامل بها أهل الكتاب، قال تعالى: ﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ 8 إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ[الممتحنة:8-9].

·      إذن ليس شرطا في الإحسان المحبة، المحبة تولد الرضا عن الأعمال، وتولد الأنس، فكيف تأنس بمن يبغض الله أو يبغض أن يكون الدين كله لله؟! النصارى يبغضون التوحيد. هذه النقطة تحتاج إلى إفراط في النقاش، التي هي مسألة الولاء والبراء وتأسيسها والاعتقاد فيها والتوازن حتى إن هذه المسألة تؤثر كثيرًا على طلبة العلم، ويدخل فيها الهوى، وليس شرطًا موالاة ومعاداة الكفار، حتى المسلمين هناك إشكالات في مسألة موالاتهم ومعاداتهم.

·      المسلمة العاصية تفرق عن الكافرة في أن المسلمة أحبها؛ لأنها تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ولكنك تكرهين تبرجها، وتكرهين رقصها، وتكرهين تمثيلها وكذبها وغيبتها وتكرهين الغيرة منها وأكره الحسد منها، ولكن أكرهها كلها وأسيء لها في المعاملة؟ فهذا ليس من أخلاق الإسلام وليس من مبدأ الموالاة، أكره المعصية ولكن لا أحتقرها نفسها.

·      عندما أرى امرأة في الشارع أنظر لها وأقول حقيرة؟ لأن هذا للأسف يصدر من كثير من المسلمات: ما هذه الحقيرة التي تسير هكذا؟ هذا خطأ ولكن أقول أكره العري، أكره ما يغضب الله، ولكن أن تكرهي المسلمة كلها أو تسبيها أو تقولي لها يا مجرمة أوتسيئي لها أو تعامليها معاملة سيئة؟ ليس من الموالاة، هذا ليس منه، إذن أنا لا أحتقرها.

·      هل أنا كامرأة ملتزمة أمشي مع امرأة متكشفة ومتبرجة في الشارع؟ لا، لا يصح، أحبها نعم تقابلوا في البيت واجلسي نشرب شاي، لكن أمشي معك وأنت متكشفة لا، يوجد فرق فرق صحيح.

·      عندما أجد أمًّا ما شاء الله مرتدية ثيابا فضفاضة وغطاء وابنتها مرتدية (بادي وسكيني) ملابس غير مناسبة، لا يصح أبدًا.

·      إذن يوجد فرق بين أن أكرهها وأكره معصيتها أو أن أحتقرها كلها، إذن أكره الفعل الذي يغضب ربي فيها، وطبعا لا أكفرها أبدًا، واسمعى هذا الكلام جيدا، أبدا أبدا لا يجوز تكفير المعين حتى وإن قال كلامًا إلا بعد أن تناقشيه وتقيمي عليه الحجة وتفهميه، والذي يكفر هم العلماء، لأنه توجد صيحات  تكفير تظهر نتيجة لاستخدام العنف الشديد وسوء الخلق والإجرام مع المسلمين، في هذه الفترة بدأت جماعات من المسلمين من حنقها وحقدها تدخل في باب تكفير المسلمين الفساق.

·      هل تفهمون ما أقول؟ حسنا الآن أناس خارجون يعملون معاصي وهم من المسلمين وماتوا وهم عليها، هل يجوز لي أن أكفرهم؟ لكن لو صدر منهم أقوال وحاجهم العلماء وأثبتوا كفرهم هذا شيء آخر. لكن أنا أكفر شخص باسمه من المسلمين لمجرد أنه يظهر فسقا أو فجورا؟ هذا غير جائز. مسألة تكفير المعين لا تجوز.

·      الآن عندما أقول لك أن العلمانية كفر بواح ظاهر، إذن، ما هو حكم العلمانية؟ التي هي فصل الدين عن الحياة، التي هي عدم التحاكم لكتاب الله، الفكر نفسه الفكر العلماني في ذلك آية: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44]، ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ  [المائدة:45] ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]

·      تأتى امرأة قادمة من أي مكان خارج أو داخل وتقول لي يا أمنية أنا علمانية، أقول لها أنت كافرة؟ لا طبعا لا طبعا، أقول لها تعالي أنت تعملين هذا، أنت تقولين هذا، أناقشها في أصول الإيمان، كثير ممن يقولون نحن علمانيون يقولونها كلمة، وتكون مسلمة وتصلي وتحج، وتقول أنا نفسي أن أكون وفق مراد الله لكن أنا ليبرالية، تعالي يا أختى نجلس مع بعضنا البعض ونفهم ما هي الليبرالية؟ ونفهم ما هي العلمانية؟ لكن هي بمجرد أن تقول لي: أنا علمانية، أقول لها:كافرة، لا لا ينفع لا يصح.

·      المنافقون كانوا يعيشون مع الرسول r في المدينة، ولم يكفرهم الرسول r  تكفيرًا عينيًّا، لم يكفر شخصا باسمه، ولم يكفر فلانا باسمه لدرجة أن الرسول r عندما جاءه عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن سلول، لأن الابن اسمه عبد الله مؤمن وأبوه هو المنافق الكافر عبد الله بن أبي بن سلول، وطلب منه أن يصلي على أبيه فصلى عليه الرسول r إلى أن نزلت الآية ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ[التوبة:84] لكن هل نكفر تكفيرا عينيًّا؟ انتبهوا يا جماعة نحن داخلون على مرحلة فتن رهيبة من جميع الأطراف نسأل الله العفو والعافية!

·      يوجد مسلم فاسق أو قاتل هذه النقطة مهمة جدًّا هذه النقطة مهمة جدًّا، يارب المحاضرات تصل للمسلمين، مسلم قتل مسلمًا، كتاب الله ماذا؟ القصاص، القاتل هو الذي يقتل؟ هل يجوز أن آتي لأهله كلهم أذبحهم؟ هل يجوز؟ هل هذا يرضي الله؟ ﴿فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ[الإسراء:33]

·      الآن أنا امرأة صعيدية، عندنا في الصعيد يوجد الأخذ بالثأر، كان يوجد أناس يأخذون الثأر بأن القاتل يقتل، طبعًا هذا مفروض لولي الأمر، لا أبرر هذا للصعايدة، من يأخذ الثأر هو الحاكم، لأننا في دولة وكيان، الآن شخص قتل، هل يقتل القاتل أم كل أهله؟ القاتل. حسنا وعندما أقتل غير القاتل، فما هذا؟ ظلم وإسراف. عندما يأتى شخص في إحدى الجهات أحدهم أساء لطائفة من المسلمين، أقوم وأعتدي على هذه الجهات كلها أقتلها وأحرق له كل ممتلكاته، هل هذا يرضي الله؟ أبدًا أبدا فيه ظلم وفتن، فلنتق الله عز وجل.

·      هنا مسألة الموالاة والمعاداة لابد لهما من تفصيل، لأن المسلمين أنفسهم في مسألة موالاتهم ومعاداتهم عندهم إشكالات. عندما ترحمت على مسلم فاسق في وسط طائفة من المستقيمات، نظروا إلي شذرًا كادوا يقتلونني بأعينهم. افرضي مثلا أن امرأة كانت مسلمة فاسقة وماتت أفضت إلى ما قدمت، أقول ربنا يرحمها، هي مسلمة أصلاً فيوجد فرق بين أن أؤيدها وبين أن أكره معصيتها وأكره ما أبغضه الله فيها، لكن أتمنى وأرجو لها من الله المغفرة.

·      عقيدة أهل السنة والجماعة في من مات من المسلمين، وهو مصر على كبيرة من الكبائر، ومات موحدًا يشهد أن لا إله إلا الله وهو مصر على كبيرة من الكبائر أنه تحت المشيئة، ما معنى تحت المشيئة؟ يعني إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه.

·      حسنا قال المؤلف رحمه الله: اعلم -أرشدك الله لطاعته- أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصًا له الدين، وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم كما قال تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[الذاريات:56] ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ[النحل:123].

·      لماذا يأتي لنا ربي بذكر سيدنا إبراهيم لماذا؟ لأن النصاري واليهود وكل من يحتج يحتج بسيدنا إبراهيم ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل:123-125].

·      لماذا ربي دائمًا يضرب مثلا بسيدنا إبراهيم؟ لأن إبراهيم أبو الأنبياء. إبراهيم أبو إسحاق وأبو يعقوب، أصل اليهود وأصل النصارى، إلى أي شيء كان يدعو سيدنا إبراهيم؟ إلى التوحيد، عبادة الله وحده، فمن أين تأتون بأن عزيرا ابن الله والمسيح ابن الله؟

·      حسنا بعد ما ذكر الشيخ أنه يجب علينا معرفة أربعة أمور، يجب عليك أن تعرف أنه مطلوب منك العلم،  ليس بالمزاج، أنا متفرغة اليوم لأتعلم عقيدة؟ نعم. ليس لدى وقت لا بأس، مرهقة وأريد أن أنام، أريد أن أطبخ، اليوم لم أسمع عن الله ممكن بعد شهر وقتما سيكون لدي وقت سأسمع فيها، الأولاد أريد أن أدرس لهم كمبيوتر وإنجليزي وبعدها أنسى تدريسهم مادة الأصول الثلاثة، التي هي التوحيد.

·      الشيخ يعرفك أنه يجب عليك، وأتى لك بقوله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ 1 إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ2[العصر:1-2]. يجب عليك أن تعرف أن المطلوب منك العمل والدعوة. فعليك أن تعرفي أنه مطلوب منك الدعوة فلا تأتى امرأة تقول لي: أنا لا أستطيع أن أجلس مثلك. أنا لا يوجد علماء منذ عشرين أو ثلاثين سنة يدرسون لي، بأي طريقة أدعو إلى الله. هل يصعب عليك أن تمسكي هذه الورقات وتعلميها لأبنائك؟ أصل يا أمنية الرياضيات والعلوم باللغات والفرنسية، أصل في امتحانات.

·      الأم تعلم أنها مسئولة أمام الله عن تعليم التوحيد لأبنائها، التربية فريضة ﴿وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ [الصافات:24] كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وكلنا مبتلون وكلنا نجاهد، أنا حاولت أمس أن أدرس لابني محمد في صف أول؛ لأن المفروض هذه الأشياء أن يأخذوها مع الرضاعة.

·      من أين لك بهذا الكلام فنحن لدينا ثلاثون أو أربعون والبعض خمسون وما زلنا نبدأ، الرسول r بمجرد أن ينطق الطفل، صلى الله على محمد، يعلمه آية التوحيد من سورة الاسراء: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا [الإسراء:111].

·      الله أكبر، يكون مثل مريم ويبدأ بالنطق ونقول له ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ويكرر الطفل وراء الرسول، أين نحن؟ المهم أقول لمحمد: تعال يا محمد وانظر لابد من العلم لابد من العلم لابد من العلم وتعال لنقرأ، وهو  يتحرك، فقلت له تعال لأقول لك شيئا، أريدك أن تعمل غدا إعلانا في المدرسة، بدأ ينتبه، فجئت له من كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في المتن، والدليل على وجوب تقديم العلم عن العمل، هذه طبعًا تركتها ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ[محمد:19]

·      سئل سفيان بن عيينه عن فضل العلم فقال: ألم تر كيف بدأ الله بالعلم يقصد في قوله: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ[محمد:19] فيكفي في بيان العلم أن الله بدأ به قبل العمل، تركت هذه الفقرة وجدتها لن توصل إليه مرادي، وأتيت عند العبارة القادمة وكتبتها له في الورقة: "فالواجب علي المؤمن أن يحفل بالعلم، وأن يجتهد فيه، ويبذل فيه مهجته ووقته، وألا يبخل عليه بشيء؛ لأن العلم تزكو به الأخلاق، وتصلح به الأعمال".

·      انتبهي معي من الجملة التي نريد أن نجعلها قاعدة في نفوسنا ونفوس أبنائنا ونفوس الناس الذين يحبون المظاهر والشهادات ((ما هو الشيء الذي يرفع الله به ذكر العبد)) العلم بالله يرفع الله به ذكر العبد في الدنيا والآخرة  كما جاء في الحديث عن النبى : ((إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين)) صحيح مسلم.

·      والمراد أن الله يرفع به من أقبل عليه، أقبل على العلم بالله وكتابه والأخذ به حفظًا وعلمًا وتعلمًا وتدبرًا وغير ذلك مما يكون في كتاب الله عز وجل. إذن ربي يرفع بهذا الكتاب من يحفظه؟

·      ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـابَ اللهِ [فاطر:29] أتعرفين معنى يتلون؟ يتبعون. تلى يعني اتباع، الدليل ﴿والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها تبعها ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلَوةَ [فاطر:29] التلاوة تشمل التلاوة اللفظية والتلاوة الحكمية، إذن من يقبل على كتاب الله علمًا وحكمًا وحفظًا وتدبرًا وعملًا ودعوةً يشمله هذا القول، يرفعه الله عز وجل.

·      أنا جهزت لمحمد واجبا حتى يقول لأصحابه اليوم يوجد درس لطلب العلم في مسجد أسماء بنت أبي بكر من المغرب إلى العشاء بجوار مطعم شيزان، هو يريد أن يعمل إعلانا لأصحابه حتى يحضروا درس الشيخ، درس الشيخ لطلبة ابتدائي، الشيخ فتح الباب اللهم بارك يشرح لهم التوحيد وترى أطفالا صغارا يتحركون في سن ابتدائي كله اليوم للأولاد وإعدادي وثانوي يوم الثلاثاء والرجال بعد صلاة العشاء يوم الجمعة، ليس لديكم حجة يعني نقيم عليكم الحجة في دولة قطر، فهنا قلت له: فالواجب على المؤمن أن يحفل بالعلم وأن يجتهد فيه وأن يبذل فيه مهجته ووقته وعمره وألا يبخل عليه فتعالوا إخواني نسلك طريق دخول الجنة.

·      ثم نختم بهذه العبارة وهي: اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم تعلم هذه المسائل.  إذن أول شيء يجب عليك أن تعرفي أنه مطلوب منك أن تتعلمي عن الله تعالى أناس كثيرون لا يعلمون أنه مفروض عليهم أن يعلموا عن ربهم، لا يعرفون ماذا يعني: المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن. لا اعرفي.

·      إذن هذه أول مسألة: يجب أن تتعلمي عن الله، عن النبى r، وهذه المسائل التي تتعلمينها لما ذكرها الشيخ قال: إن من ورائها جنة أو نار، وطريق الوصول إلى الجنة هو النبي r، وإذا علمناك ما علمناك فلن يكون إلا متابعة لسنة النبي r.

·      أسال الله بمنه وكرمه أن يجعلنا ممن يتمسك بالسنة ويذب عنها، فيكون ممن يفوز بالشرب من حوض النبيr!

 سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

·      النساء طلب العلم عندها ليس بالجدية الكافية، وتحسب وتظن أن طلب العلم عندها هو أن تقرأ القرأن فقط دون أن تفهمه أو تتدبره، دون أن تعلم معنى التوحيد، فتجدين أن هناك من يحفظون القرآن كما قال النبي r في صفة الخوارج ((يحفظون القرأن لا يتجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)) صحيح على شرط مسلم، الكلام هذا عن الحفاظ، لا حول ولا قوة إلا بالله! هل هذا الكلام عن الحفاظ! حديث الرسول r ارجعي لمحاضرة تدبر.

·      مائة حديث تدلك على وجوب تدبر القرآن قبل حفظه، قال لك ((يمرقون من الدين)) لأنهم لم يفهموا القرآن ولم يتعلموه ولم يتدبروه فما وحدوا الله عز وجل.

·      ((يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)) يعني السهم عندما يكون قويًّا جدًّا جدًّا ويدخل في الأرنب يخرج من الناحية الثانية، تأتين لتمسكي الرمية لكى ترى السهم فلا تجديه، هذه سرعة دخولهم في الدين وخروجهم منه.

·      إخواتي الأمر خطير. أنا تأتيني بيانات من جميع بلاد المسلمين تدل على أن الأمة في خطر.

·      والله سنُسأل إن لم ننشر العلم عن الله عز وجل، انشري العلم عن الله، انشري التوحيد.

·      يوجد في الفترة الأخيرة ثلاثة مليون مسلم في حالة زعزعة، لا أريد أن أقول ارتدوا؛ لأن  كلمة ارتد قاسية على قلبي ولساني، يدخلون على أعداء الإسلام ويضللونهم بشبهات وهم ليس عندهم توحيد.

·      فنبني أنفسنا وأبناءنا ونتعاهد مع الله عز وجل على طلب العلم والدعوة إليه والصبر على مشاق الدعوة.

·      كما نتعاهد على الثلاث مسائل التي هي أن الله خلقنا ورزقنا، ولم يتركنا هملًا ولكن أرسل إلينا رسولا، فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.

·      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسأل الله أن يجعل هذه المحاضرة مباركة وأن يرفعها عنده في السماء!


تعليقات