أعوذ
بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم
الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي
وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، طبتم وطاب
ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً!
·
لماذا
دائماً ربي يذكر سيدنا إبراهيم؟
·
أجابت
أخت: لأنه أبو الأنبياء، ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ
حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٢٠ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ
وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ١٢١ وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ١٢٢ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ١٢٣﴾ [النحل:120-123].
·
لماذا
بالذات الحوار على سيدنا إبراهيم؟
لأنه أبو الأنبياء، ومن نسله إسحاق، أبو يعقوب الذي
هو أبو اليهود الذي اسمه اسرائيل، نعم سيدنا يعقوب، وابن سيدنا إبراهيم هو سيدنا
إسماعيل الذي هو جد النبي الأكبر.
·
إذاً
كل البشر أصلهم من أين؟
اليهود، والنصارى، والمسلمين؟ من سيدنا إبراهيم،
وسيدنا إبراهيم كان يعبد من؟ إله واحد لم يقل أن ربنا له ابن، إذاً أنتم من أين
أحضرتم هذا الكلام؟
·
يعني
هم من أين جاؤوا بأن لربنا ولد؟ فإذا تكلمنا عن دين سيدنا إبراهيم، وهو الدين الذي
لا ينكره، لا ينكره أحد من اليهود، ولا النصارى، ولا المسلمين.
·
كلهم
يعلمون وجوده وصحة دينه، فإذا علمت أن ملة إبراهيم مما اتفق عليه يظهر لك أن ملة
النبي تابعة لملة إبراهيم، لا تخالفه وهي أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين،
وجميع الناس من آدم إلى قيام الساعة مأمورون بعبادة الله وحده لا شريك له ولهذا
خلق الله الخلق.
·
فالرسول
الذي أرسل إليك، الذي إذا أطعتيه دخلتِ الجنة، وإذا عصيتيه دخلتِ النار، أتاك بما
أتى به إبراهيم عليه السلام.
·
بدأ
الشيخ رحمه الله، (اعلم أرشدك الله) ..
إذاً أنتِ عندما تتكلمين مع أحد في الدين ستتكلمين
معه بنفس الأسلوب، وبنفس الطريقة فيه رحمة، رحمة (أرشدك الله)، هذا دعاء لطلاب
العلم فيه الرحمة، والشفقة بهم، وفيه الدعاء بأن يرشدك الله لطاعته، وأنت تدعو
الناس، بداخلك حب نعم حب.
·
تعرفون
الحب؟ (تعرفون الحب)، الحب الآن فعلاً والله، حقيقة هناك نقص شديد في ترمومتر الحب
عند الناس، مع أن أول كلمة في القرآن، بسم الله الرحمن الرحيم، الرحمة هذه لفظة
فيها كل معاني الحب، والود لدعوة المدعو.
·
من
أعظم المواهب أن تجدي في قلبك انشراح للطاعة، ومحبة لها، ولا يشرح قلبك للطاعة،
ولا يقويكِ لها إلا رب الأرباب، ومُجري السحاب، مُحرك القلوب، والأعضاء لطاعته، أسأل
الله عز وجل أن يرشدنا لطاعته، وأن يملأ قلوبنا محبة له ولعباده، محبة له ولعباده.
·
يعني
مهم جداً أن يكون هناك محبة بيننا كمسلمين، وأن نحتوي بعض، وأن نسأل عن بعض، وأن
نرحم بعض، الآن نسبة الأحقاد عالية جداً للأسف الشديد، أشعر أن هناك تراجع في
التزام الناس، وفي تدينها.
·
أرشدك،
معناها دلك، وهداك (اعلم أرشدك الله)، يعني أنتِ تدعي لمن تعلميهم، أن ربنا يرشدهم،
والرشد هو الاستقامة على طريق الحق، وهو ضد الغي.
· (أرشدك الله لطاعته)، يعني أرشدك أن تستقيمي
على أوامره ونواهيه، أن الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام، وهي أن تعبد الله وحده
لا شريك له، قلبك كله معلق بواحد، يسأل واحد، يرجو واحد، ترفعي يدك لواحد، وملة
إبراهيم أن تعبديه وحده مخلصاً له الدين.
·
ما
معنى الحنيفية؟ ما معنى حنيفًا؟ المقصود به المائل عن الشرك قاصداً للتوحيد.
·
يعني
أميل تماماً أن ألتفت بقلبي لأي شيء، وأي أحد سوى الله الواحد الأحد، هذه الحنيفية،
مائل عن الشرك قاصداً للتوحيد.
·
أيضاً
الحنيف المقبل على الله، انظري الجمال، المعرض عن كل ما سواه، كل ما سواه يعرض
عنه.
·
إذاً
القلب الموحد حتى تعرفوا ما معنى توحيد:
مقبل على الله وحده، مائل عن كل ما سواه، معرض عن كل
ما سواه، هذا معنى الحنيفية أن تكون عابداً مظهراً الذل، ويكون حال قلبك وقت
عبادتك لا يقصد به إلا رضا الله، والدار الآخرة، ولا تقصدي بعملك (الكلام هذا مهم
جداً) ولا تقصدي بعملك لا رئاسة، ولا جاه يعني مظاهر.
·
تعرفون
الجاه ما هو؟ أخت تعرف لي ما هو الجاه؟ يقول لكِ الجاه أحسن من المال ما هو الجاه؟
سأحزن منكم لأني قلتها لكم من قبل، ما هو الجاه؟ العلو هذه المكانة ثمرة للجاه، الجاه
الذي هو امتلاك القلوب، ولفت الأنظار.
·
يعني
واحد ممكن لا يكون راغب بالمال؛ لكن يريد كل من حوله يمتلك قلوبهم، ويرفعوه،
امتلاك القلوب الرغبة في امتلاك القلوب، وصرف الأنظار (أول مرة أقولها لكم)؟.
·
إرادة
العلو هذه ثمرة من رغبته في الجاه، أنت عندما تقولين أريد أن يكون عندي برستيج ما
معنى برستيج؟ المكانة هذه، الذي يريد أن يكون لديه مكانة عند الناس، يريد أن يمتلك
قلوب الناس، ويلفت نظرهم.
·
أنا
عندما أقول لكِ التوحيد، أن يكون حال قلبك وقت عبادتك لا يقصد إلا رضا الله،
والدار الآخرة، لا تقصدي بعملك لا رئاسة، ولا جاه، ولا أي شيء من حطام الدنيا،
فيكون كل تفكيري ما ميزاني عند الله، ارجعي لمحاضرة (ما ميزانك عند الله)؟
·
إنما
تريدين رضا الله، وتريدين الحصول على الثواب الذي رتبه الله لكِ، فالإخلاص الذي هو
العمل لله والكلام لله، وتقديم العبادة لله هذا حقيقة التوحيد، روح التوحيد.
·
قال
الشيخ: وبذلك أمر الله جميع الناس.
·
أنا
أريد منكم شيء، الذي يعمل لأجل الناس، ويقول لكِ كلام الناس، ومثل الناس، وحال
الناس، وحتى لا يقول الناس، وحتى لا يعيب الناس، هذا أين قلبه مع الله؟
·
عندما
يكون هناك رغبة عند مئات الآلاف من المسلمين للذهاب للولي، الذهاب للولي، والتبرك
بالولي، هذه العبادة أنتِ تقصدي بها رضا من؟
·
أجابت
الأخوات: الولي.
·
الأستاذة:
لو تقصدي بها رضا الله، ربي ما قال لكِ زوري الأولياء، ربي ما قال لكِ هذا، بل قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله بني إسرائيل اتخذوا قبور
أوليائهم مساجد)) صحيح البخاري ومسلم.
·
إذاً
العبادة، وإخلاص الدين أن تقصدي بعملك وجه واحد، ورضا واحد، وطلب البركة من واحد.
·
يعني
كثير من الصوفية يقول لكِ نحن نذهب عند الولي، لأن هذا رجل صالح أكيد فيه بركة،
البركة تنزل ممن؟ حديث النبي البركة من الله، يا ليت هذا الكلام يصل للصوفيات، يا
أخوات والقبيسيات، والنصارى، النساء طبعاً فقط.
·
أنتِ
الآن تقولين البركة، البركة من الله، هل ذكر الله عز وجل لكِ في آية من كتابه أن
مكان الميت حتى وإن كان صالحاً، أنت تأخذي منه بركة؟
لا، عندما يتحدث ربي، ويتحدث الرسول عن الإنسان
الصالح، فأثر صلاحه يمتد لسبعة دور في بعض الآثار، هل سبعة دور وهو ميت، أم هو
يؤثر على كل من حوله بصدقه، ودعوته، وسلوكه؟
·
فلابد
أنا عندما آخذ ديني، آخذه بالطريقة الصحيحة.
·
العبادة،
قال الشيخ: وبذلك أمر الله جميع الناس، يعني بالعبادة الخالصة، أمر جميع الناس،
وخلقهم لها، واستدل بقوله: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ٥٦﴾ [الذاريات: 56]، الآية
تدل على أن الله خلق الجن، والإنس جميعاً لعبادته، وإذا كان خلقهم لعبادته فمن
المؤكد أنه أمرهم بها.
·
ما
معنى ﴿لِيَعْبُدُونِ﴾؟
·
أجابت
أخت: ليوحدون، ويقولوا لا إله إلا الله.
·
نحن
أيضاً لم نكن نعرف أن كلمة ليعبدون، أي ليوحدون، هذا تفسير المفسرين، هذا تفسير
معنى الكلمة في الآية، وهذا التفسير للعبادة بالتوحيد يتبين جلياً في الباب الأول
من كتاب التوحيد.
·
يقول
الشيخ في قوله: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ٥٦﴾ [الذاريات: 56] فالعبادة
هي التوحيد، وأدلة ذلك متكاثرة في كتاب الله عز وجل، وفي سنة نبيه.
·
فإذا
رجعتِ لتعليق البخاري في صحيحه، أو ما نقله في كتاب التفسير على هذه الآية، لوجدتِ
السلف، السلف لأننا المفروض أن نفهم القرآن، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بفهم
من؟ بفهم من؟ بفهم الصحابة ومن تبعهم من السلف الذين ساروا على سيرهم.
·
أتعرفون
ما معنى سلف؟ ما معنى سلفي؟
·
قالت
أخت: الذين اتبعوا الرسول، السلف ليس حزب، هذا ليس حزب سياسي، أنا أتكلم عن
السلفية..
·
ما
معنى السلفية؟
الذين يتبعون طريقة النبي، ويسيرون عليها هذا معنى
السلف.
·
إذاً
هذا ليس حزب، ما طريقتهم؟ كيف فهموا القرآن؟ لا آتي أنا، وأدخن سيجارة، واضرب حجرين، وأفسر آية، لا ينفع
والله العظيم أبداً.
·
لا
آتي أنا أؤلف، وأبتدع في الدين، وأفسر آية، نحن نرى هم ماذا عملوا، ونعمل مثلهم،
لماذا لا نفكر؟
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لكِ: ((عليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ)) أخرجه أبو داود.
·
أيها
الناس، يا من يتكلم عن إعمال العقل، (العقل)، لو عقلك راشد، تعلم أن الذي خلقك
حكيم لن يتركك بلا منهج تسير عليه، ربي يريد لنا الراحة، والسعادة، أنتم لماذا
تشقوا على أنفسكم؟ لا أعلم، من أين هذا بالضبط؟ من الجلوس في المقاهي أم من ماذا؟
أنا لا أعلم.
·
إذا
السلف قالوا إلا ليوحدون تفسير ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُونِ٥٦﴾.
·
وفي
الحديث الذي أخرجه أحمد، والترمذي رحمهما الله، وصححه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله،
والألباني رحمه الله، يبين هذه الوظيفة التي أنيطت بها، أو أنيطت بهذا المكلف، عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، انظري الكلام الذي سيتكلمه معكِ الله عز
وجل ويأمرك به: ((قولُ اللَّهُ سبحانَه: يا ابنَ آدمَ، تفرَّغْ لعبادتي أملأْ صدرَك غِنًى،
وأسدَّ فقرَك وإن لَم تفعَلْ ملأتُ صدرَك شُغلًا ولم أسدَّ فَقرَكَ))، رواه
الألباني، وابن ماجه.
·
يعني
أنتِ عندما يكون صدرك تملئيه بالعلم عن الله عزوجل، ربي يشرح صدرك، ويسد فقرك،
ويملأ صدرك غنى.
·
تعرفي
ما معنى الانشراح ﴿أَفَمَنْ
شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ﴾ [الزمر: 22] يعني اتسع.
·
قالت
أخت: ملأه بالإيمان.
·
هذا
حديث قدسي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم: ((قولُ اللَّهُ سبحانَه يا ابنَ آدمَ
تفرَّغْ لعبادتي أملأْ صدرَك غِنًى، وأسدَّ فقرَك وإن لَم تفعَلْ ملأتُ صدرَك
شُغلًا ولم أسدَّ فَقرَكَ))، ما معنى هذا؟
·
هناك
تهديد، يعني إن لم تنتبهوا لأنفسكم، وتعبدتم لله عز وجل، وملأتم قلوبكم بالعلم،
والعمل له ما الذي سيحصل؟
ستخرجي من حفرة تقعي في أخرى، تخرجي من غم تدخلي غم،
تخرجي من مشكلة، وتقول لكِ أنا مخنوقة متمللة لا أطيق نفسي كل فتره في مشكلة، كل
لحظة في مشكلة أليس هذا الكلام الذي يقال؟
·
أنتِ
إملئي قلبك بالعلم عنه سبحانه وتعالى، وسترين الوعد الرب مؤمن يصدق عباده ما وعدهم،
الرب مؤمن، هناك كثير من العامة لا يعلمون ما معنى الرب مؤمن؟؟
·
يعني
يصدق عباده ما وعدهم، عندما تتفرغين، وتملأين قلبك بعبادته يسد فقرك، يسد فقرك.
·
فهذا
الحديث يدل على وظيفة العباد في عبادة الله، وهذا أيضاً، انتبهوا، لا يخالف السعي
في الحياة بل الحياة مدرسة كبيرة للتوحيد تتعلمي فيها التوحيد، وتُختبري فيها على
التوحيد، فكل ممارستكِ في الحياة، والحصول على الرزق تدور حول توحيد الله، ربي
يعلمكِ أنكِ عندما تلجأين إليه يتولاكِ، وعندما تتعلمين عنه طريقة تفكيرك ستتغير
تماماً، طريقة تفكيرك ستتغير تماماً.
·
يقول
الشيخ: وأعظم ما أمر الله به التوحيد، لهذا عندما أقول دراسة العقيدة، تقول
الأخوات لي العقيدة صعبة، أتضايق أتضايق؛ لأن العقيدة التي هي التوحيد، هي ما
يستقر في قلب المؤمن يوم لا ينفع مال، ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، القلب
السليم، ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ٨٩﴾ [الشعراء: 88-89].
·
لن
يأتي إلا بالتوحيد فأسمع أن مادة التوحيد هذه مادة صعبة، يا الله استعينوا بالله واصبروا.
·
إذاً
إفراد الله بالعبادة، وأعظم ما نهى عنه هو الشرك، وهو دعوة غيره معه.
·
يبين
الشيخ في هذا الموطن أهمية مسألة توحيد الألوهية، فإذا رجعنا إلى الجمل بعدما قرر
توحيد الربوبية الذي هو أن الله خلقنا، ربي هو الذي خلقك، إذاً لماذا تعبدي أحداً
سوا، هو الذي رزقك، إذاً لماذا تتعلقي، أو تنتظري من أحد أن يدبرك، دبريني انصحينى
يا أختى، دبريني الوظيفة، إذا فقدتها الوضع سيكون صعب وسينتهى، الوظيفة سبب من
الأسباب التي رزقك الله بها.
·
لم
يتركنا هملا، نقوم نضع قوانين وضعية، لماذا نضع قوانين وضعية، وهو وضع لنا قوانين
بعد أن قال لكِ هذا التقرير، قرر أنه لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته، لماذا
تتعلقي بأحد سوى الله؟
فتسأليه رزقاً، أو تسأليه جاهاً، أو تسأليه أي شيء،
لا تسألي غير الله أي شيء على المستوى العالي جداً في حياتنا كلنا، لا تسألي أي
أحد شيء.
·
اسألي
الذي يملك: لله ملك السماوات والأرض، يقول الله عز وجل في سورة الحجر التي تسمى
سورة النعم
﴿وَإِنْ
مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ
مَعْلُومٍ٢١﴾ [الحجر: 21].
·
فعندما
تكوني موحدة فعلًا قلبك لا يلتفت، فعملية الالتفات هذه لن يلتفت لغير الله حتى في
أدق الأمور، أدق الأمور عندما تتكلم إحداهن مع زوجها، أو أبناءها، تتكلم مع زوجها
أنت لماذا لا تحبني، أنت لماذا لا تحبني؟ هو يملك؟ هو يملك قلبه؟ أنا أسألكم سؤال،
أهو يملك قلبه؟ الذي يملك قلبه هو مالك الملك.
·
عندما
أقول ابني، ابني لا يطيقني من الذي يملك قلبه؟
من تمام التوحيد أن كل صغيرة، وكبيرة تسألي فيها الله
عزوجل، ثم قرر الجزيئة التي سنختم بها مهمة جداً.
·
الولاء
والبراء، المبني على الألوهية، وعلى الربوبية، أي المبني على توحيد الله، ثم أتى
يبين لكِ قيمة توحيد الألوهية قال: اعلم أرشدك الله لطاعته، أن الحنيفية ملة
إبراهيم، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين، ما مسألة الولاء والبراء؟ ما مسألة
الولاء والبراء ؟
·
إذا
علمتِ أن التوحيد هو ملة إبراهيم، وإذا علمتِ أن التوحيد هو الذي من أجله خلق الله
الخلق، وإذا علمتِ أن التوحيد هو أعظم الأوامر تبين لكِ قيمة التوحيد، فاجتهدي في
أن تبني معرفتك لربك، ولنبيك وللإسلام على هذا الذي علمتِ أهميته.
·
ضد
التوحيد الشرك، ضد التوحيد الشرك، فإن من أشرك مع الله ضيع أعظم الحقوق لله عزوجل،
وفي حديث ابن مسعود قال: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك)) صحيح البخارى.
·
فأعظم
ما نهى الله عنه أعظم الذنوب، أعظم الجرائم، أن تشرك مع الله أحد، أنتم تظنون أن
هذا الكلام عام أليس كذلك؟ تظنون أن هذا الكلام عام لا تتخيلون أن الشرك يقع من
مئات الآلاف من المسلمين.
·
عندما
تجدي إحداهن تذهب لتطلب من الولي، أن تحمل، وتنجب، أو إحداهن مسلمة تذهب للكنيسة
للكنيسة لتحمل، وتنجب، أو واحد مسلم يقول لا أعرف من أعطاني فاطمة، لا طبعاً
أتذهبى للكنيسة؟ الكنيسة التي يشرك فيها مع الله؟
·
انظري،
انظري أنتم متخيلين أن الكلام الذي نقوله عام، عام، تعرفون أن هذا الكلام قيم؟ أجابت
الأخوات: طبعاً.
·
نحن
لأول وهلة كنا نقول نحن نعرف هذا الكلام كله، فنرى حال المسلمين، عندما تأتي أنتِ
لأخت نصرانية تهنئيها برأس السنة، أنتِ تهنئيها باسم الآب، والابن، والروح القدس؟
لا يرضى الله، والله لا يرضى الله.
·
اسمعوني
يا جماعة عندما أجد شخص اسمه محمد، اسمه محمد على اسم الرسول، ويذهب في عيد
المسيح، المسيح الذي تبرأ من فعل النصارى، الذي تبرأ من فعل النصارى، يذهب محمد،
أو مجموعة من المسلمين ليسلموا على القسيس، ويقولوا هذه علاقات دبلوماسية!
·
إن
الله لا يرضى أن يشرك به، ولا يرضى لكِ يا موحدة، أن ترضي بالكفر، أن تجعل لله
نداً، وهو خلقك، عندما سئل في الحديث أتدري ما حق الله على العباد، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((يا مُعاذُ أتَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ
علَى العِبادِ؟، قالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أنْ يَعْبُدُوهُ ولا
يُشْرِكُوا به شيئًا، أتَدْرِي ما حَقُّهُمْ عليه؟ قالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ
أعْلَمُ، قالَ: أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ)) صحيح البخارى.
·
إذاً
أنتِ تهنئه بشركه؟ هناك فرق النقطة هذه مهمة جداً، بين أني أهنئه بشركه، وبين أن
أعرفه أن هذا شرك وأعامله معاملة طيبة، نحن نعامل النصارى معاملة طيبة: ﴿لَا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ
يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ٨﴾ [الممتحنة: 8].
·
المعاملة،
النقطة هذه ننتبه لها، المعاملة الطيبة؛ لأن الله عزوجل جميل يحب الجمال في كل شيء،
ومن أهم الأشياء التي يجب أن تكون جميلة هي الأخلاق؛ لكن من داخلي أكره الكفر، ولا
أهنئ بالكفر، لا ينفع يا مسلمة أن تذهبي للكنيسة يا حبيبتي التي يشرك فيها.
·
الله
ربي لا يرضى أن تقبلي بمكان يشرك به الله، من أعظم ما نُهِي عن تضييعه هو التوحيد،
وهو دعوة غيره معه، وهم يدعون مع الله غيره، وهم يدعون غير الله، عندما أجد مسلمين
مسلمين يذهبون لليهود ليحضروا معهم مدفن، من الذي مات لعنه الله شارون، شارون
وتذهب قبائل من العرب لتعزيتهم يعني ما هذا؟ ما هذا؟ ما هذا؟
·
التوحيد
التوحيد ألا ترضي، لا ترضي كما لا يرضى الله، أن يشرك معه غيره لا ترضي أن تطلبي
من الولي، ولا يطلب أحد من الولي، ولا تنتظري من الولي، ولا تنتظري من أقطاب الأرض
خصوصية، والقبيسيات يقلن لكِ الأرض التي فيها الأولياء عبارة عن أقطاب، ترين عجباً
في الكفر بالكلام، وأنكِ عندما تذهبي لزيارة الولي ستشعرين براحة، الإسعاد
والإشقاء بيد الله.
·
الإسعاد
والإشقاء، بيد الله فطبعاً أنتِ عندما هم يذهبوا يزوروا، ويدوروا على الأضرحة،
وتجدي الرجال مختلطين بالنساء شياطينهم توحي لهم أنهم مبسوطين، كالذين يعملوا
الزار.
·
اسمعي
الربط الذي أقوله لكِ،كالذين يعملون الزار، تجديها تعمل الزار تنضبط مدة سنة، وهذا
الظاهر هناك رقصة يرقصونها للجن كل وقت معين، فحتى يخرج الجن ترقص له.
·
يطابقه
الآن من عجيب الأمور بين الشباب السامري، ابحثوا أنتم ما السامري، ويطابقه من
الشرك جلسات الطاقة، الطاقة، الطاقة، الخاصة بالطاويين الذين جعلوا الكون كله وحدة
واحدة، وأنك تأخذي من طاقة الكون، نفس فكرة الفلسفة الصوفية الإلحادية، الاتحاد
والحلول، هذا كله موجود بين المسلمين انتبهوا يقول لكِ أخذ جلسة طاقة، وإنا لله
وإنا إليه راجعون، انتبهي لتوحيدك.
·
أول
سؤال عندما تضعي جنبك في الأرض، أسأل الله عزوجل أن يحسن ختامي، وختامكم أول ما
تسألي عنه عندما تضعي جانبك في التراب من ربك؟ لا تحسبي هذا السؤال سهل، فهذا
السؤال هو إجابة التوحيد الذي في قلبك، إجابة التوحيد الذي في قلبك.
سبحانك
اللهم، وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
·
تسأل
أخت عن الحديث وتكرره الأستاذة.
((قولُ اللَّهُ سبحانَه يا ابنَ آدمَ تفرَّغْ لعبادتي أملأْ
صدرَك غِنًى، وأسدَّ فقرَك وإن لَم تفعَلْ ملأتُ صدرَك شُغلًا ولم أسدَّ فَقرَكَ)).
·
تسأل
الأخت ما معنى هذا؟
إن لم تفعل، فهذا نوع من التهديد، يخرج من شغل لشغل،
تخرج من مصيبة تدخل الأخرى، تخرج من هم لآخر.
سبحانك
اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق