القائمة الرئيسية

الصفحات

الأصول الثلاثة الجزء الثالث والعشرون

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

    إنِّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلِّي وأسلِّم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً.  

·      ما مررتِ على حجر، ولا شجر إلا وهو يستغفر لكِ، أسأل الله عزوجل أنْ يكتب لنا الأجور، وأنْ لا يحرمنا أنْ نتزاور فيه، ونتجالس فيه، وأنْ نخرج إليه لا نبتغي سمعةً، ولا رياءً، ولا غروراً.

·      افتحي صفحة (١٤) في المذكرة، عندما انتهينا في اللقاء السابق، أنْ قال: اعلمي رحمك الله أنه يجب على كل مسلم، ومسلمة تعلم هذه المسائل الثلاث، والعمل بها، بعد أنْ قال لكِ في بداية الملزمة، اعلمي رحمك الله أنه يجب عليكِ تعلم أربع مسائل:

وهي طلب العلم، والعمل به، والدعوة إليه، والصبر على مشاق الدعوة، بدأ في أصول ثلاثة التي هي:

اعلمي رحمك الله أنه يجب على كل مسلم، ومسلمة تعلم هذه المسائل الثلاثة والعمل بها: 

1.   المسألة الأولى: أنَّ الله خلقنا، ورزقنا، ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، وفصلنا في هذه المسألة، والدليل، الدليل على صحة ما قال الشيخ: قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا١٥ فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا١٦ [المزمل: 15-16].

2.  المسألة الثانية: أنَّ الله لا يرضى (صفحة ١٤في الأعلى)، لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحداً، لا ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً، والدليل: يعني ما الدليل على صحة كلامنا؟ ما الدليل من كلام الله على صحة هذا الكلام ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا١٨ [الجن: 18].

·      سنقرأ المتن مع بعض ثم ندخل للشرح بالتفصيل، وجه الدلالة على أن الله لا يرضى بالشرك كائناً ما كان أنَّ الله جل وعلا قال: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا١٨ ومن جهة أخرى تأكيد لهذه التوحيد ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا١٨﴾.

·      إذاً هو ماذا قال سبحانه وتعالى؟ ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِثم أكَّد ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا فإثبات المساجد وهي محال العبادة، (جمع محل) العبادة لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وتعقيب ذلك بالنهي عن دعاء غيره دليل على أنَّ الله سبحانه وتعالى لا يرضى أنْ يُشرك معه غيره، ويدل على ذلك أيضاً قوله: ﴿وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ ِ٧[الزمر: 7].

·      ودليل ذلك من السنة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ)) صحيح مسلم

·      خطير، حديث خطير وهذا دليل على أنَّه سبحانه وتعالى لا يرضى أن يشرك معه أحداً لا ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً، فضلاً أن يشرك معه الأشجار، والأحجار، والأصنام فإذا كان لا يرضى أنْ يُشرك معه ملكاً، وهو أشرف الخلق من الخلق الغيبي الذي نعلمه، ولا نبياً مرسلاً، وهو أشرف جنسنا من بني آدم، فكيف بإشراك غيره معه ممن هو دونه.

·      لا شك في أن الله سبحانه وتعالى لا يرضاه بل يبغضه، فقد قال الله جل وعلا في بيان عقوبة من وقع منه الشرك، ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ٧٢ [المائدة:72].

·      طبعاً أي مسلم سيسمع هذه الآية يقول أنا لا شأن لي، فهذا للمشركين، المسلمين لا يتخيلون أنهم يمكن أن يقعوا في الشرك، لأنَّهم يقعوا في الشرك بأنواعه وسنفصل، وهذا فيه التهديد البليغ البيِّن على هذا العمل، وفيه بيان عظم الشرك، وأنَّه أمر خطير.

·      انظري عندما يقول ربنا سبحانه وتعالى في كلامه يذكر دعاء سيدنا إبراهيم، وهو إمام الموحِّدين، وهو يدعو الله متضرعاً، ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ٣٥ [إبراهيم:35]، يعني الخوف على توحيده؛ لأن الشرك يضيع أي عمل نسأل الله العفو والعافية، وإلا عندما توعد بهذا الوعيد الشديد من تحريم الجنة، والإخبار بدخول النار، قال تعالى، أنتم مركزين معي في قراءة المتن؟ حسناً.

·      ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا١٨ ما المقصود بالمساجد في اللغة؟

المواضع التي بنيت للعبادة، وأعضاء السجود السبعة، أعضاء السجود التي تسجدي بها، أي قائمة لله، أي قائمة، أو مبنية على الإخلاص لله، والخضوع لعظمته، والاتكال لعزته، الدعاء: ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا١٨ الدعاء عبادة كالصلاة، والصيام، والذكر، يعني معنى الدعاء الذي هو العبادة، أو الدعاء.

·      بمعنى السؤال مسألة، سؤال الله أمراً ما، كدخول الجنة، فالدعاء ينقسم لقسمين:

1.  بلسان الحال الذي هو الصلاة، والصيام.

2.  وبلسان المقال أحداً: أحد أي أحد سواء كان ملكاً مقرباً، أو نبيّاً مرسلاً.

·      لماذا خصهما بالذكر الذين هما الملك المقرب، أو النبي المرسل؟ 

لأنه قد يتوهم أن المخلوق إذا بلغ الغاية العظيمة أنه يمكن أن يصل إلى الله باتخاذه واسطة، أو وسيلة لله، هذا الذي حصل مع مشركي قريش ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى٣ [الزمر:3].

·      أنتم يا من يذهب ليطلب من الأولياء، أنتم تعرفون أن الأولياء ليسوا آلهة، إذاً لماذا تذهبوا لتطلبوا منهم؟ لماذا تذهبوا تطوفوا بقبورهم؟ من سيقول لي أن هذه وسيلة أتقرب بها إلى الله، فربي ما شرع هذه الوسيلة ... والوسيلة، والعبادة توقيفية.

·      يعني لابد أن يكون هناك نص أنَّ هذا العمل يقربك إلى الله، فإن لم يكن هناك نص أنَّ هذا العمل يقربني إلى الله، وأنا أتقرب بهذا العمل، فأنا أحدث في الدين ما ليس منه، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ)) صحيح البخاري، مردود عليه، باطل.

·      فهنا قال لك: أنه قد يتوهم أن المخلوق إذا بلغ الغاية العظيمة أنه يمكن أن يصل إلى الله باتخاذه واسطة ووسيلة، وأعظم المخلوقات مقاماً عند الله، وأقربهم إلى الله هم الملائكة المقربون والأنبياء، والمرسلون.  

·      ندخل على الشرح انتبهي معي على الشريحة، ندخل على الشرائح أعظم الحقوق، أعظم الحقوق هو التوحيد، وهو حق الله عزوجل الذي خلقك فسواك فعدلك، أنْ تعبديه ولا تشركي معه شيئاً، فكان الشرك من أعظم المنهيات عنه.

·      ما هو الشرك؟ ما هو الشرك؟

قال: وهو دعوة غيره معه، هذا تعريف الشريك، وهو أن يجعل مع الله إلهاً آخراً ملكاً، أو رسولاً، أو ولياً، أو حجراً، أو بشراً يُعبد كما يعبد الله.

·      هل العبادة أنكِ تصلي له فقط؟ لا.

·      العبادة: هي أي عمل تتقربي به لهذا الصنم، أو الحجر، أو تطلبي منه شيئاً، أو تعتقدي به شيئاً لا يأتيك به إلا الله، ليس كما يفهم بعض المسلمين أن العبادة فقط أن أصلي له، فيقولوا نحن لا نصلي للأولياء، لكن عندما تطوف بقبره أليس الطواف عبادة وأنت صرفتها لقبر الولي؟ عندما تطلب منه، تطلب منه أن تنجب أو ترزق بوظيفة، أو يعمل لكِ كذا أليس هذا الأمر بيد الملك الواحد الأحد؟

·      إذاً أنتِ صرفتِ عبادة الطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، إذا أنت هكذا ماذا تفعل؟ 

·      فلننتبه البدع تأكل بلاد المسلمين أكلاً، وستجدي في بلادنا، وفي بلاد البلاد، أنَّ حتى أهلك يمكن أن يتعرضوا لهذا، فلو لم تعملي عند الله بكل قوة بنشر التوحيد أقول لكِ ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً[الأنفال:25].

·      يقول لكِ، هو الشريك هو أن يجعل مع الله إلهاً آخراً ملكاً، أو رسولاً، أو ولياً، أو حجراً، أو بشرا ًيُعبد كما يعبد الله، بِدْعَائه بالاستعانة به، بالاستعانة به، بالذبح له، هذا كثير عند القبور تجديه في بلاد المسلمين يذهب يذبح عند الحسين، يذهب يذبح عند الولي، بالذبح له، لأنَّ الذبح عبادة، أو بالنذر له، لأنَّ النذر عبادة.

·      المهم، بأن يلتفت القلب معظماً متعلقاً بغير الله، وسيأتينا تفصيل معنى الشرك إن شاء الله تجدي هؤلاء قلوبهم معلقة بالأولياء أكثر من تعلق قلوبهم بالواحد الأحد، والله عجباً، تدخلي البيت تجدي صور شيوخهم شيخ الطريقة، موضوع صورة شيخ الطريقة في البيت لماذا؟

·      ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم في التصاوير وتعليق التصاوير؟ ألم تسمعوا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ((لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولَا صُورَةٌ)) صحيح البخاري، ثم لماذا تعلقها؟ لماذا تعلقها؟ إلا إذا كنت معظماً لها، أو متعلقاً بها.

·      يعني هذه الصورة تأخذ من قلبك، ولفت قلبك أكثر مما يلتفت قلبك للواحد الأحد؟ من قال هذا؟ قال: والدليل: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا٣٦[النساء: 36]، الدليل من القرآن ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا٣٦هذه الآية جمعت بين الأمرين، الأمر بالعبادة، والنهي عن الشرك، ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ﴾.

·      تقول لكِ إنا نحن نعبد ربنا، يؤكده ولا تشركوا به شيئاً، ولا تشركوا به شيئاً، ودلالتها واضحة في أنَّ العبادة لا تتم إلا باجتناب الشرك قَلِيلِه، وكثيرِه، قلِيلِه وكثيره، لأن شيئاً ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا٣٦، انظري أي شيء، أي شيء؛ لأن شيئاً نكرة في سياق النهي، فتفيد العموم، أي لا شركاً أصغر، ولا أكبر لا شركاً أصغر، ولا أكبر، ولا ملكاً، ولا نبياً، ولا ولياً، ولا غيرهم من المخلوقين

·      ونحن صغار عندما كنَّا ندرس رسالة الأصول الثلاثة، يعني مثلاً منذ حوالي عشرة، اثني عشرة سنة لم نكن متخيلين أن هناك أناس ستناقش هذا الكلام، أو أنَّ الناس ممكن أن تقع في الشرك، ورأينا عجباً عندما بدأوا يحضروا الأحجار، ويقال لكِ تعطيني طاقة، وتعطيني قوة، لم نتخيل أنَّها ممكن تعتقد أن حجر لا يضر، ولا ينفع، سيعطيها طاقة، وقوة، وهو أبعد ما يكون عن العلم، وغير ثابت علمياً.

·      فعندما كنا نقرأ أن لا شركاً أصغر، ولا أكبر، ولا ملكاً، ولا نبياً، ولا ولياً، ولا غيرهم من المخلوقين، لم نكن متخيلين أن المسلمين ممكن أن يقعوا في مثل هذا، تقعد داخل المثلث، وتقول لكِ هذا يعطيني طاقة، وينعشني، هي القوة، من الذي يعطي القوة؟ ومن الذي يوفق في تيسير الأمور؟

·      يقولون لكِ عن الأحجار الآن يشترونها بمبالغ كبيرة، ويقول لكِ أنها تعطي طاقة للجسم، هؤلاء مدعين الطاقة.

·      نعم لم نكن متخيلين، سلسلة بأربعة آلاف جنيه، أي ألفين ونصف قطري، لم نكن متخيلين أنَّ ممكن المسلمين يقعوا في هذا، لأن المفروض أن هناك مسلمات نحن لا نناقشها كيف تعتقدي أنَّ حجر يعطيكِ قوة، والقوة لا حول، ولا قوة إلا بالله، وهذا غير ثابت علمياً أصلاً.

·      المهم قال لكِ: ولا ولياً، ولا غيرهم من المخلوقين لا صلاة، ولا توكل، ولا دعاء، ولا أي شئ من حقوق الله في العبادة تصرف لغيره.

·      وإن كان هناك فرق بين الشرك الأصغر، والأكبر لكن في النهاية منهي عن كل الشرك، منهي عن ماذا؟ عن كل الشرك.

·      إلى هنا كل هذه مقدمة يُبنى عليها معرفتك لله، ولنبيِّه، ولدينه 

·      هناك سؤال، لماذا الحنيفية تلاصق دائماً سيدنا إبراهيم؟ لماذا ربنا دائماً يضرب المثل بسيدنا إبراهيم مع أن كل الأنبياء مائلين عن الشرك؟

·      افتحي معي صفحة (17) فوق سنقرأ المربع، ثم نشرح، اعلمي أرشدك الله لطاعته أنَّ الحنيفية ملة إبراهيم، أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين، وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها، والدليل قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ٥٦[الذاريات:56] ومعنى يعبدون يوحِّدون، انتهى المتن، اتركي المتن، قلنا أن المتن للأخوات اللاتي لا يعرفن ما معنى متن؟؟

·      المتن المادة الذي أو التي بمعنى أصح جاء بها الشيخ، وتكلم بها ووضعها العلماء في مربع، المربع أمامك، المتن هو الذي يشرح فيه الشيخ ما يريد شرحه من مسائل التوحيد، ثم جاء بعد هذا الشيخ علماء شرحوا هذا الكلام بأدلته من قال الله قال رسول الله قال الصحابة أولو العرفان.  

·      إذاً المتن هو المادة العلمية التي نقرأها، ثم نشرحها، شَرح هذا الكتاب عدد كبير من العلماء، وهذا فيه دلالة على أهميته، وأقول لكم ونحن صغار لم نكن متخيلين أن ممكن مسلمين يقعوا في هذا، فعندما وجدنا أن التوحيد أصبح في خطر، ابتدأنا كطالبات علم نشرح مرة أخرى هذا التوحيد، وإلا كنَّا معتقدين أنَّه شيء مسَلّم به. 

·      لماذا دائماً الحنيفية تلاصق سيدنا إبراهيم مع أنَّ كل الأنبياء مائلين عن الشرك؟


تعليقات