القائمة الرئيسية

الصفحات

اسم الله الجبار الجزء الثامن والأخير

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان

الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

   إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

·      نستكمل اسم الله الجبار..

·      تسأل سائله: هل لا أطلب من أحد العون؟ ولكن يوجد حديث يقول: ((كان الله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه)) صحيح ابن حبان.

·      تقول الأستاذة: رائع، اطلبي وكل قلبك معلق بالله، من الذي سيقضي لي حاجتي؟ كون أنا محتاجة، ربنا سبحانه وتعالى جعل العباد أسباب لبعض يقضون لبعض وفيه ترغيب، مثلا: زوجي اليوم بارك الله فيه كان مريض ولا يستطيع الصلاة في المسجد فقال نصلي جماعة في المنزل، فقال ابني عمر أنا سأصلي بمفردي، حتى يصلي بسرعة أسأل الله أن يهديه، فقلت له يا عمر لماذا كلما يحدثك الشيطان بشيء تسمع لكلامه؟ هذه 27 درجة، بعدما انتهينا من الصلاة جاء وسلم على أبيه، فقال له: يا عمر يوجد عبادات أمرنا الله فيها بالجماعة، أن يكون المسلمين مع بعض، أمرك بالصلاة في جماعة، والحج في جماعة، والأعياد صلاة العيد في جماعة، والصلوات الخمس أمرنا الله أن نكون في جماعة، والأمر بأن نكون في جماعة الصالحين ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ[الكهف:28].

·      فأنت تسأليني سؤال تقولي وعندما أحتاج من أحد شيء أقول لك ممتاز.

·      ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) وأقول دائماً يا جماعة ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد)).

·      ربِّ يعبر عن علاقة المؤمنين بعضهم ببعض بأنهم ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ[المائدة:54] من شدة العاطفة كأنك تتذللي لمن أمامك، كل هذا فطري بأنني أحب أن يخدمني من أمامي وأحب أن أخدمه، لكن أنا أقول لك أنك من داخلك أن يكون عندك عقيدة أن الذي يجبر نقصي هو الله سبحانه، فيجبر نقصي بهذا العبد، فأنا أدخل على زوج أو علاقة لا أتوقع توقعات شديدة وأقول أنا انصدمت، لماذا؟ كنت متوقع منك شيء وظهر منك شيء آخر تماماً.

·      كل العباد ناقصون، فقراء إلى الله، من تصدمي فيها ناقصة وأنتِ نفسك ناقصة، فلا تجعلي الشيطان يعيشك في دوامة من الحزن والكآبة، كل هذا من وصف الشيطان.

·      نعود للعبارة التي كنا بها وكانوا سطرين (أنه سبحانه وتعالى الجبار في أخص معانيها أنه يجبر جبراً خاصاً قلوب الخاضعين لعظمته، وقلوب المحبين له، الخاضعين لكماله، الراجين لفضله ونواله) لا تتصوري أن تنتظري من ربك خيرا ولا يأتيك خيرا، أبدا، هذا معنى اسم الجبار.

·      لا زال معنا بمعنى اللطف والرحمة، لكن هذا نوع خاص في معنى اسم الله الجبار خاص بمن؟ خاص بالخاضعين لعظمته وقلوب المحبين له سبحانه وتعالى، قلوب الراجين له أن يجبر قلوبهم، يجبر قلوبهم من ماذا؟ يجبر قلوبهم عن التعلق بما ينقصهم لأن أكيد كل شيء ينقصه شيء كل عبد عنده نواقص معينه.

·      هل يوجد في حياتك نواقص أم لا؟ نعم يوجد. نحن في الدنيا دار البلاء. لكن عندما يجبر الله عز وجل قلبك، هل تشعري بما ينقصك؟ لا. ولذلك عنوان المحاضرة: يا رب اجبر قلبي.

·      يعني لا أشعر بالنواقص ولذلك انظري لهؤلاء المصابين عندما تقع عليهم المصائب وعندما يقع عليهم نقص في أموالهم وأولادهم وثمراتهم، انظري لهؤلاء كيف تكون قلوبهم مجبورة، ما معنى مجبورة؟ يعني الآلام التي فيها خفيفة. لذلك المثل المصري (وقوع البلاء ولا انتظاره) طبعا المثل صحيح، ليس صحيح البخاري او مسلم.

·      ما معنى وقوع البلاء ولا انتظاره؟ يعني وقوعه أخف من الانتظار، لأنه عندما يقع ينزل معه اللطف الذي هو نوع من أنواع الجبر من الجبار، فلا تعيشي نفسك في مخاوف مستقبلية، خائفة يحصل كذا.. خائفة لا أستطيع تجهيز الأبناء مع أنهم ما زالوا صغار لم يبلغوا الحلم، خائفة عندما يكبرون يتركوني بمفردي وكل واحد ينشغل بأسرته، خائفة عندما أكبر أصاب بمرض مثل مرض أمي أو خالي أو أحد في العائلة.. خائفة كلها وساوس من الشيطان، لذلك لا يفوت أي إنسانة متدبرة أن كل ما أمرك الله عز وجل أن تكرريه نحن في أشد الحاجة إليه، أنت في أشد الحاجة لتكرار ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ[الـناس:1] فأنت تكرريها ثلاث مرات مع سورة الفلق والإخلاص، في أذكار الصباح والمساء وتكرريها مرة دبر كل صلاة وممكن تصلي بها أيضاً. وأول ما تأتي وساوس لازم نذكرها حتى أدفع الوسواس، أيضا الذي يدفع الوسواس علمك بالله أنه هو الجبار. نقول في المصائب أن هذه المصائب تذهب بذكر الله.

·      من المصابين ممكن تدخلي على واحدة توفي زوجها وهي ثابتة جداً تقولي أكيد لا تحبه، وهي تكون تحبه حب غير عادي، نسأل الله العفو والعافية، واحدة فقدت ابنها وأنت لا تعرفي إذا ذهبتِ إليها، ما الكلمات التي تعزيها بها ولا كيف تتكلمي معها؟ تجديها هي من تتكلم، ليس لأنهم لا يوجد لديهم احساس وليس لأن أبنائهم لا قيمة لهم، لا، ولكن لأن الله تعالى عندما أخذ منهم هذه الأمور المحبوبة أنزل مع الأخذ الجبر، جبر قلوبهم: يعني خفف احساسهم بالمصيبة وهذا اسمه الجبر واسمه اللطف واسمه الرحمة، هذا فعل من الله. هذا الفعل سبقه من العبد ماذا حتى يجبره الله ويسكن آلامه، حدث من العبد التصبر على المصيبة، يعني لو بدأت بالصبر على المصيبة يقابلها من الله العطاء أن يجبر قلبك على ما أصابك ولكن إذا بقيت تشعري بالنقص فستشعلي في قلبك نار النقص.

·      مثلا عندك نقص أن زوجك لا يحبك أو ابنك الذي ربيتيه، هل تستمري في الندب؟ ابتليتِ في أشخاص فتتكلمي في هذا البلاء باستمرار، لا تتكلمي في هذا البلاء، اسألي الله أن يجبرك الجبار، هذا الجبر لا يأتيك إلا عندما تتصبري وتلجئي إلى الله عز وجل عندما تشعري دائماً بالنقص يشتعل نار النقص في قلبك ولذلك نرى الفوارق بين الناس، ناس أول نزول المصيبة يلجؤون إلى الجبار فيجبر قلوبهم، وناس ساعات وساعات مع مرور الأيام كأن يحصل لهم نوع من الجبر، والقسم الثالث تجديهم بعد سنين ولازالت آلامهم كما هي، تقول لك نار في قلبي كأنه ميت بالأمس.

·      واحدة مثلا طلقت من ثلاث أو أربع سنوات الى الآن حزينة على طلاقها. وواحدة ما شاء الله عاشت وتصرفت وانشغلت بالله وانشغلت بأمور دينها وحياتها ومقبلة على الله. أقول لو نظرنا لكلام الله عز وجل عن الطلاق في سورة النساء ﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ [النساء:130] يعني الطلاق سبب للسعه عندما يتم وفق تقوى وتلتجئ القلوب إلى خالقها وجبارها وهو الله.

·      في واحدة تقول لك أن زوجها تزوج عليها من خمس أو ست سنوات وكأنه تزوج بالأمس، لماذا؟ لأنها ما أخرجت نفسها، هؤلاء ماذا فعلوا في أنفسهم؟ ما رضوا عن أفعال الله، فما أرضاهم الله عنه، ويبقى الألم من الأول كالآخر. لو رضّيتي نفسك وعلمتِ أن الله تعالى هو الجبار، هو الذي يجبرني وأنا أنتظر منه الجبر سواء في موت زوج أو زواجه أو في طلاقي منه أو موت ابن أو عقوق ابن أو عقوق أي أحد أو فقد وظيفة أو فقد مال أو أي شيء من أشياء الدنيا، طول ما أنتِ تنتظري من الله الجبار أن يكمل هذا النقص، والله لا بد أن يجبرك، لكن أحيانا يأتي الشيطان ويحضر لك كل صورة مضت وتجدي نفسك في حالة بكاء نقول تصبرك هنا نوع من أنواع العبادة، من ضمن الأشياء التي درستها في الوسواس في شرح دورة المعوذات، أنه يوجد نوع من الوسواس اسمه وسواس الصور ووسواس الاجترار، ما الذي يحدث؟ يأتي لك بكل الصور المؤلمة وباستمرار لأن الشيطان من مقاصده ﴿لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا[الـمجادلـة:10].

·      يوجد فرق بين أنك تضعي نفسك في حالة من الآلام وفرق أن يأتي الشيطان بهذا الفكر لكِ فيكون ردك الصبر يعني تدفعي عنك هذا بأن الله سيجبرني، بأني حتى إذا ابتليت أنتظر من الله العوض، والله سيعوضني الله، وتقوليها بقوة لأنك تعلمي أن من أفعال الله الجبر، أولم تصدقي أن الله جبار؟!

·      أنا أريد منك شيء حتى تشعري بمستوى الإيمان، هل أنت متأكدة أن ربنا موجود؟ طبعا، موجود، طبعا، ما هي درجة تأكدك؟ أعلى ما يكون ممتاز، عندما تصابي بفقد، هل أنت متأكدة أن بعد الفقد يوجد جبر وعوض من الله؟ لا، عجباً.. أن تفصلي بين الرب وأفعاله، أن تفصلي بين الرب وصفاته وأفعاله، إيمانك بوجوده يستلزم إيمانك بأفعاله وصفاته وأسماءه، هل تفهمون الموضوع؟ يعني أقول لك هل أنت متأكدة أن ربنا موجود؟ تقولي نعم أنا متأكدة تمام التأكد، أقول لك أنت في مصابك متأكدة أن ربِّ سيجبرك ويعطيكِ الخير تقولي لست متأكدة، ليس دائماً يأتيني هذا الإحساس، إذاً كيف تفصلي بين الرب وأفعاله؟! أنت تعلمي أن الرب موجود، هذا الرب الموجود الذي تؤمني بوجوده؛ أفعاله يقينية مثل وجوده، هل تفهمون؟ انظروا سيطرة المشاعر بأفعال الرب، واحدة حزينة جداً أن أحد ظلمها، لماذا أنت حزينة؟ لأني لم أرى عقوبته، قالت متحدثة: أخشى أن تكون عقوبته لي وليس فقدان الثقة في الله.

·      فقالت الأستاذة: حتى لو عقوبة مع صدق اللجئ تكون العقوبة إما رفع درجات أو تطهير من الذنوب، فتقبليها بصدر رحب، قالت متحدثة: مثل رد أم سلمة بعد وفاة أبو سلمة اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خير منها.

·      قالت الأستاذة: نعم، هي قالت ما كنت أظن أني سيخلفني الله مثله، لكن أطاعت ورضيت بكلام ربها وقبلته فأخلفها الله خير البشر، لأنها رضّت نفسها اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خير منها طلبت الجبر من الله فجبرها الله برسول الله ﷺ.

·      قالت المتحدثة: لازم الرد لحظة المصيبة؟ فردت الأستاذة: نعم في لحظة المصيبة، أي مصيبة اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خير منها.

·      في واحدة تقول بمنتهى اليقين أنا منتظرة الخلف والتي تكون مضطرة وتقول الدعاء، هذا على حسب قوة الإيمان.

·      في فرق بين العلم والايمان، ما هو الفرق بين العلم والايمان؟ العلم في الرأس والإيمان يقين في القلب، من الذي وجهتنا له الاستاذة الله يبارك فيها.

·      الإيمان عبارة عن مشاعر تسيطر مثل الخوف مشاعر، الحب مشاعر، الرغبة مشاعر، الخشية مشاعر، كذلك المشاعر هذه إذا كانت يقين يسيطر على قلبك بأوسع ما يكون. أنت الآن مسيطر على قلبك بأوسع ما يكون أن الرب موجود، تمام، اجعلي صفاته وأفعاله مسيطرة على قلبك وعلى مشاعرك، لا تأخذي المعلومة من هنا وتخرجيها من هنا، لا ينفع، أنا أقول لكِ، اسم الله الجبار الذي يجبر نقصك، ثم تذهبي تتشاجري مع زوجك وتقولي له ماذا تعمل لي؟ أنا مثل ما أنا بالعكس انا كنت في بيت أهلي أحسن، من الذي سيجبرك؟ من الذي يكمل نقصك؟ لا تقولي من يوم زواجي منك وأنا أقل، من الذي سيجبر نقصك؟ هل فهمت الفرق بين العلم والإيمان، العقيدة لا بد أن تكون مشاعر مسيطرة يحيا بها القلب مع الله، هذه المشاعر تتحول إلى فكر، الفكر سيترجم على هيئة سلوك، ولذلك الأخلاق تعد المرتبة الثانية من مراتب الدين.

·      الآن عرفتِ الفرق بين العلم والإيمان وعرفتِ أن إيماني بوجود الله لا بد أن يساويه بالضبط إيماني بأسمائه وصفاته وأفعاله.

·      المهم في فرق بين أن يأتي الشيطان بهذا الفكر وأنتِ تردّيه بعلمك عن الله واستعاذتك بالله من هذا الشيطان وفرق أن تعيّشي نفسك في دائرة الوساوس، وصلوا هذا الكلام للأخوات الذين يعانون من الوساوس يا أخوات. هي دائماً متضايقة يأتيها صور أمامها، ما يضايقها دائماً تتذكره، وأيضا الاجترار، النساء أكثر الناس معرضين لهذه الحالة، حالة استجرار الآلام، تعرفون كيف يفعل الجمل في أكله؟ يستجر مما يخزنه ويأتي به مرة أخرى. كثير من النساء يعيشون بهذه الطريقة، هي عاشت آلام ثم تسلط عليها الشيطان، ماذا يفعل بها الشيطان؟ يجعلها تعيش دائما تحت ظل نقائصها وآلامها، مع أن الله عز وجل الجبار يفتح لها بهذه الآلام أبواباً من الأجور، ويفتح لها أيضاً باب الجبر لقلبها إذا طلبت من الله الجبار أن يجبرها، لأن هناك ميل في النفوس للشعور بالظلم، النفس تميل أن تشعر بأن أي أحد ظلمني، تقول كأن نار وقادت فيكي، ما هذا؟ إذا ما هي جهنم؟ يوجد ميل في النفوس للشعور بالظلم، نسأل الله أن يعافينا الله جميعاً من هذه الأمراض، أسأله لنا جميعاً أن يجبر قلوبنا، اللهم اجبر قلوبنا، يوجد ميل في النفوس يشعر أن هذه الأقدار التي وقعت لها فيها نوع من الظلم، تعالى الله، نحن لا نقول هذا الكلام بلسان مقالنا لكن بلسان حالنا، كأننا ندعي على الله تعالى العدل بأنه ظلمنا ببقاء الأحزان متصلة، وأنتم تعلمون (وهذه النقطة مهمة جدا) أن الله تعالى ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا[البقرة:286] فاعلم أن ما أصابك في وسعك احتماله، هذه قاعدة، لا تقولي ماذا سأفعل لو حدث كذا؟ ستتحمليه، لو حدث ستتحمليه.

·      واحدة تشتكي أن زوجها يريد الزواج قلت لها اتركيه يتزوج، قالت لي يا أمنيه لا أتحمل، قلت لها وأنت ساجدة بينك وبين ربنا قولي يا رب لا تحملني ما لا أطيق، وكوني على يقين بأنك إذا لم تطيقي الأمر لا يبتليكي الله، لكن لو تطيقيه سيختبرك الله به، افهموا أفعال الرب، فيه حاجة اسمها قراءة أفعال الرب، لا تقولي أنا لا أتحمل كذا إذا أصبت به أقول لك ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا، فاعلمي أن ما أصابك في وسعك احتماله. إذا لا تأتي مضطربة وتقولي سيتزوج علي، اتركيه يتزوج حتى تعرفي تذاكري، حتى تتفرغي لربك، والله الذي لا إله إلا هو أن الأخوات -اللهم بارك- الذين أكرمهم الله بالتعدد، تقول لي: يا أمنيه -فضل من الله عز وجل- لو أنا مش زوجة ومعي أخوات، مش عارفه كنت كيف سأعيش؟

·      من فضل الله عز وجل عندي وقت أذاكر.. عندي وقت أصل الأرحام.. عندي وقت أحفظ القرآن.. عندي وقت أعمل كل شيء.

·      يا سلام لما تجرب تكون واحدة فقط، نجدها ما تطيق، تقول لي: ربِّ كريم وربي يعطي كل أحد ما يناسبه هو حكيم. فالعارفات بالله ترى نعمة التعدد، وأنا أسمع عن كثير من العالمات أنها هي من تزوج زوجها وتصمم على ذلك، لا بد أن نقبل شرع الله، هذا الفرق بين المؤمنة وغيرها، أنها لا تجد حرج في الشرع.

·      واحدة تتحايل على زوجها أن يتزوج وهو غير راض، ماذا تفعل؟ هذا جبر القلوب، يكون بماذا، كيف يكون جبر القلوب؟ أسال الله أن يرزقنا.

·      إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها، نقول يجبرها الله سبحانه وتعالى بما يهبه على قلوبهم من المحبة وأنواع المعارف والتوفيق الالهي، والهداية والرشاد.

·      هي مشغولة بحب ربها مقبلة عليه تأنس به وحده، تستلذ بذكره سبحانه وتعالى.

·      ولذلك الامام ابن القيم يقول: "إن في الدنيا لجنه من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة، وهي معرفة الله والأنس به والشوق إليه وحبه".

·      فهذا نوع من أنواع الجبر، يجبر قلوبهم بالانشغال عن النقائص بالانصراف عنها، ما يشعروا بأنه يوجد شيء ينقصهم.

·      الآن يجبروا بماذا؟ هم الآن يجبروا وانتبهي من حروف الجر، يجبروا عن التعلق بالنقائص، هي لا تشعر أن الشيء الذي ينقصها شيء أساسي، تنصرف قلوبهم، يعني تنجبر نقطة النقائص عندهم، وتنجبر بماذا؟ بما يفيضه سبحانه وتعالى الجبار على قلوبهم من المحبة لله، فتجد قلوبهم مجبورة عن الدنيا بمحبة الله والتعلق به ورؤية أن رضاه من أجله تُباع الدنيا.

·      يعني الذي يحب الله عز وجل يبيع الدنيا من أجل ماذا؟ من أجل حب الله.

·      مثل التي تقبل على العلم بجدية، نقول لها متى آخر مرة ذهبت للسوق؟ تقول لك السنة الماضية، هي تبيع أي شيء من أجل هذا العلم. كذلك ﴿۞إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ[التوبة:111] هذا القلب يرى أن من أجل رضا الله تُباع الدنيا لا بأس. أيضاً يجبر قلوبهم بأنواع المعارف وهذا الأمر يذوقه طلبة العلم، مثلكم، فيجدون لذائذ في الطلب تبرد قلوبهم وتشرح صدورهم، تشعروا بهذا الأمر أم لا؟

·      أنا قدمت هكذا ولكن الله شكور تبرد قلوبهم وتشرح صدورهم عما ينقصهم في الدنيا، يعني كثير من الأحيان تجدي أن الحياة الخاصة لطلبة العلم ليست مستقرة تماماً، ممكن يكون عندهم عدم استقرار مادي ويعانوا كثيراً من ضيق في الرزق، ممكن تجدي عالم علامة كل يوم يسلم على يده آلاف ولا يوجد معه نقود، هل يشعر بهذا أم يعيش لذة من يسلم على يديه وأن هداية شخص خير من الدنيا وما فيها، نعم من جبر الله تعالى لهم أن الله تعالى الجبار علمهم عنه وفهمهم عنه وحبب إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم.

·      حبب إليهم العلم فيجدون فيه من اللذائذ ما تغنيهم عن نقصهم من أنواع الاستقرار أيضا الدعوة إلى الله.

·      أسأل الله عز وجل أن يجعلكم جميعاً من الداعيات..

·      ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ[فصّلت:33]. أعلى الخلق عند الله من يشتغلوا عنده، الذين يرضوا الله عن ربهم وخالقهم.

·      اجعليها نية لك أن ترضي الناس عن ربهم وخالقهم، أنك تصلحي أمراض قلوبهم، أن تصلحي كسر قلوبهم بالله.

·      أيضاً الدعوة إلى الله هذه من أنواع المعارف التي تعرف فيكون منك دعوة إلى الله، الدعوة إلى الله نوع من أنواع الجبر، اسمعي العبارات القادمة، جميلة جدا، وتعجبني ومست شيء في صدري: عندما تدعي إلى الله تجدي قوم يشتكوا لك نفس حالك فتجدي نفسك تكلميهم وتصبريهم فكأن تصبيرك لهم تصبيرك لنفسك، وهذا نوع من أنواع الجبر، لأن أقرب أذن سامعة للمتكلم أذنه. جميلة جدا، يعني عندما تربي أحد تجدي الكلام يربيكِ.

·      سأخبركم لماذا أعجبتني هذه الدراسة جدا؟ لأن أنا أحيانا كثيرة أحدث نفسي بأن أترك الدعوة بعض الشيء وأتفرغ للعلم ثم أرجع وأتركها وأتفرغ للبحث. هذا الكلام أثلج الله عز وجل به صدري بأن أجاهد وأستمر بالإثنين معا، لأنك عندما تنوي نفع غيرك ينفعك الله لأن أقرب أذن سامعة للمتكلم هي أذنه.

·      هذا أيضا نوع من أنواع الجبر بهذا العلم؛ أن الله تعالى عندما يفتح لكِ باب للعلم وأنواع من المعارف تستحقري الناقص، مثل ماذا؟ مثل فستان أو حقيبة أو الكلام القليل الحلو، ربنا سيسمعني في الجنة كل ما أريده، طبعاً تعلمون أن من ضمن النعيم في الجنة تمتع الزوجة بزوجها وتمتع الزوج بزوجته، هل تعرفون؟

·      اعملوا عملية بحث ستجدي أن من نعيم الجنة ﴿حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ[الـرحـمـن:72] وأن المرأة الصالحة إذا دخلت الجنة كانت أجمل من الحور العين وأن زوجها كلما جامعها وجدها بكرا وهذا أعلى مراتب التمتع الجنسي، هذا نوع من أنواع النعيم في الجنة ولكن هذا أتى لمن؟ للمرأة العفيفة التي تقصر وتغض الطرف وتعف نفسها عن أي شيء سوى زوجها، عندما كنا نتكلم عن عبادة غض البصر وكيف أن المرأة مأمورة بها مثل الرجل، ونقول يا جماعه ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ[النّور:31] هذا أمر لا ينفع أن تنظري لوجه الشيخ أو وجه العالم أو وجه الاستاذ أو وجه الجار أو وجه أخو الزوج أو وجه الزميل، لا بد من غض البصر، قالوا لك أن هذه العبادة هي التي تظل قائمة في الجنة، من جميل ما سمعت في غض الطرف ﴿حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ، ما معنى مقصورة: يعني طرفها مقصور على زوجها، لا تنظر حتى في الجنة للآخرين، من مواصفاتها أن طرفها مغضوض.

·      أوصي نفسي وإياكم بغض البصر لأن له حلاوة في القلب عجيبة. إذاً المعارف التي يفتحها الله عز وجل لك مع الأيام من العلم والدعوة ترى أن الشيء الذي كان ينقصك أصبحت تحتقريه. يعني عندما كنت أعمل مشكلة على خروجه أو مشكلة على هدية أو مشكلة على زيارة، سوف تحتقري هذه الأشياء التي كنت تعديها ناقصة في حياتك.

·      كذلك من أنواع الجبر الرفعة عنده سبحانه وتعالى يعني سيجبرك بما علمك وترتفعي عنده بهذا العلم ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[الـمجادلـة:11] نحن ذكرنا أن أي شيء في الدنيا يرتفع لا بد أن يبدأ في الانخفاض، إلا ماذا؟ إلا العلم الذي لوجه الله عز وجل وهذه قاعدة، أيضاً يجبر الله عز وجل القلوب بما يفيضه من التوفيق الالهي والهداية، يجبرك بأن يدلك على الصواب، كلما رضيتِ عن الله وتقربت إليه وأقبلتِ عليه كلما كان سمعك الذي تسمعي به وبصرك الذي تبصري به ويدك التي تبطشي بها، فهذا كله نوع من أنواع التوفيق الإلهي الذي نرجوه.

·      فتخيلي كلما زدت تعلقاً بالله وكلما نقصت عليكِ الدنيا كان نقص الدنيا عطاء منه سبحانه وتعالى لأنه سيجبر نقص الدنيا لك بتوفيقه، يعني سيجبر نقص الدنيا بأن يوقع في قلبك حبه سبحانه وتعالى، من أجل ذلك لو تبينت لك الحقيقة ستأتي اللحظة التي تتمني فيها أن تُنقص الدنيا لكي تجبري هذا الجبر.

·      آخر سؤال: هل كل جبر يكون من نفس نوع المفقود؟ لا، لا تشترطِ على ربك جبر معين، اسأليه كل ما تريدي ولكن لا تجعلي رضاك عنه أن يعوضك بنفس نوع الجبر.

·      الختام: اتفقنا أن الله تعالى هو الذي يجبر الكثير ويغني الفقير وييسر العسير سبحانه، هذا من نفس النوع.

·      يأتي هنا الجبر الخاص، والجبر الخاص منه ما يكون من نفس النوع ومنه ما يكون غير ذلك، يجبر للخاضعين المؤمنين لعظمته، يجبر لهم نقائص الدنيا بأن يعطيهم محبته ويعطيهم أنواع المعارف والتوفيق والهداية والرشاد.

·      يعني كلما نقص لك من الدنيا جبر لك نقيصة الدنيا بالقرب منه سبحانه وتعالى.

·      أترضون بهذا الجبر؟ يا جبار يا رب.

·      اللهم قربنا إليك يا قريب، وأجب دعائنا يا مجيب وجبر قلوبنا يا جبار.

·      إذاً كلما زدت إيماناً كلما جبر الله تعالى لك نقائص الدنيا بالقرب منه.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.


تعليقات