القائمة الرئيسية

الصفحات

المؤمن كخامة الزرع الجزء الثاني والأخير

 

  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان

الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

   إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

·      خرَّج ايضاً الإمام أحمد والنسائي والترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي قال: ((لا تزال البلايا بالعبد حتى تتركه يمشي على الأرض ما به خطيئة)).

·      انتبهي انت كيف تتعاملي مع البلاء على أنه هذا البلاء سبب للاحتساب ما معنى الاحتساب؟

·      يعني انتظار الأجر من الله يعني الصبر من أجل ان يرضى الله هذا الاحتساب لوحده نور في المعاملة مع البلاء انني أكظم غيظي وأتصبر لله كما قال الشافعي وأصل الصبر الحزم وثمرته الظَفر

·      والظفر يعني الفوز والنصرة فهذا البلاء في الجسد والمال والولد يجعل المسلم يلقى الله وما عليه خطيئة انا أريد ان اقرأ عليك النصوص يعني وانت عليك ان تغرسِيها غرس في قلبك وفي صحيح ابن حبان عن أبي هريرة عن النبي قال: ((إن الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها)).

·      يعني ربنا سبحانه وتعالى يضع العبد منزلة كبيرة جداً جداً يريد أن يرفعه رفعة عالية جداً من حب الله ود الله لهذا العبد يقول لك أن رجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها وسبحان الله العظيم ممكن يعطيك المنزلة من غير ابتلاء لكنه حكيم لا يسأل عما يفعل وهم يسألون يعلم وقادر أنه هو يرفعك من غير بلاء يعني انا اقصد التي هي البلايا التي تؤلم العبد في نفسه وولده وماله.

·      وفي المسند عن جابر عن النبي ﷺ: ((لا يمرض مُؤْمِن وَلَا مُؤْمِنَة ولا مسلم ولا مسلمة مَرَضًا إِلَّا حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ خَطَايَاهُ)) وخرجه ابن حبان وزاد.

·      كما يُحط الورق عن الشجرة، انتبهي هذه كلها ذنوب تقع أي غم أي نوع من أنواع الغم مع الصبر والاحتساب وصدق اللجوء الى الله.

·      هذا كله غسل لك غسل من الذنوب، وهذا فيه حط لذنوبك، أي أحد يضايقك يثيرك، فاصبري واحتسبي وتُحسنِي ليبلوكم أيكم أحسن عملا. عن أبي الدرداء عن النبي : ((ما يزال الصُّداعَ والمَليلةَ بالمؤمنِ، وإنْ ذنبُه مثلُ أحدٍ فما يدعُه وعليه من ذلك مِثقالُ حبَّةٍ من خرْدَلٍ)) وفي رواية: ((ما يزالُ المرءُ المسلمُ به المَليلةُ والصُّداعُ، وإنْ عليه من الخطايا لَأعظمُ من أُحُدٍ حتَّى تترُكَه ما عليه من الخطايا مِثقالَ حبَّةٍ من خرْدَل)).

·      تخيلي وإن ذنبه مثل أحد فما تدعه وعليه من ذلك مثقال حبةٍ من خردل. معنى المليلة؟ حرارة الحمى وتوهجها وقيل هي الحمى التي تكون في العظام، انت لما تأتي لكِ تقولي عظمي نار نار ولا تعرفي تتقلبي ولا تقومي من شدة آلام العظام وتكون رقبتك وكتفك ومن تحت ركبك واكتافك يُؤلمُك.

·      قال المليلة: حرارة الحمى وتوهجها. وقيل هي الحمى التي تكون في العظام.

·      الحديث الأول في مسند الإمام أحمد وما أدراكم ما الإمام أحمد انتبهي يقول لك فما تدعه وعليه من ذلك مثقال حبةٍ من خردل وإنما يُعرف قدر بلاء يعني كيف هو عظيم وله فضل عظيم. وإنما يعرف قدر البلاء إذا كشف الغطاء يوم القيامة كما في الترمذي عن جابر عن النبي بأبي هو وأمي : قال ﷺ: ((يودُّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قُرضت بالمقاريض في الدنيا)).

·      من المنزلة العجيبة العالية لأهل البلاء أهل العافية يقولون يا ليتنا ابتلينا وأن تقرض بالمقاريض جلودنا، لكن نحن ونحن في الدنيا نسأل الله السلامة والعافية في الآخرة درجة أعلى وهذه من الحقائق حتى ان الحقائق في موضوع الفقر إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام ونسأل الله الغنى ونسأل الله العافية لان الله أعلم نحن ما هي درجة إيمانا لأن الإنسان لا يتمنى البلاء لأنه لا يعرف درجة صبره وقادر العظيم المنان الرؤوف أن يعطينا الدرجات من غير بلاء والتي يأتي لها بلاء وليس لديها صبر يعني غير مؤمن بربنا يعني انه لما يأتي له بلاء يبقى مهموم ولا يلجأ لربنا، غيري طبعك وغيري نفسك هذه الجلسات من أجل ماذا؟ ملاحظة النفس، يعني انا من أول اللقاءات إلى آخرها أقول حتى عندما أتكلم على الطباع وعلاجها في السنة وفي آيات الله عز وجل.

·      ماذا أقول؟ أقول هل تفكري في فلانة الغضوبة والانفعالية وأنها شخصية هستيرية؟ أم تفكري في فلانة التي ليس عندها صبر والتي تعاملت مع البلاء بشكل خطأ أم نفكر في أنفسنا؟ يجب ان تكون أعيُننا على أنفسنا؟ هنا عينك على نفسك لماذا؟

·      لابد حتى في تربية الأولاد عندما أتكلم مع أولادي أقول لهم انتبهي لطبعك وغيِريه لابد لأن الطبع من البداية لو لم يتم تعدلِيه يتحول لاضطراب....

·      كما قلت في بداية المحاضرة والاضطراب يتطور تطورات رهيبة ويصير مرض الشخصية الانفعالية الغضوبة كانت في البداية مجرد طبع لم يُعدل الاضطراب دائما كل ما أحد يُثيره يتعصب حتى وصل للجنون وصار مريض يكسر أي شيء ويقلبه وممكن أنه يقتل نفسه وإن كان مسلماً يعني نحن ونحن ندرس هذه الدراسات في الاضطرابات النفسية كيف أن لها صلة رهيبة بالتربية هذه تربية أن أربي نفسي وأربي أولادي بقال الله قال رسول الله لأن القِيم التي في كلام الله وكلام الرسول هي التي تجعلني أصبر وأن أعلو عند الله لو لا يوجد معرفة لله أنتم تعرفون حالات الانتحار؟ ونحن ندرس مع الأساتذة حالات الانتحار في كل أقل من دقيقة توجد حالة انتحار عالميا، أقل نسب هي هائلة.

·      المؤمن عندما يكون في كرب يضع جبهته في الأرض ويقول يا رب يقُم من صلاته وكأن جبل انزاح لكن اسألي الملحد عند البلاء لمن تشتكي؟ انتحار بلا تفكير يوجد مائتين وخمسين ألف شاب في امريكا مائتين وخمسين ألف يعني ربع مليون سنوياً حالة انتحار في أمريكا هذا غير السويد غير كذا غير كذا. انتبهي ...انتبهي يعني هذه النصوص في غاية الاهمية

·      أنك تضعي نفسك تحت الملاحظة انا لن اغضب وأن أول ما يأتيني الغضب اقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأنني سوف أحسن الظن بالله سأذهب للصلاة حتى لو انا غير مركزة سوف أصلي حتى لو انا غير قادرة على الوقوف سوف أصلي انتبهي كان من أسباب الصحة النفسية كثرة العبادات. ﴿۞إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ٢١ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ٢٢[الـمعارج:19-22]

·      ﴿فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ[ق:40]. ما معنى فسبحه؟ نحن كنا نفهم أن التسبيح هي فصلي له لكن يأتي التسبيح بمعاني أولها وأساسها تعظيم الله وتنزيهه فسبحه يعني صلي له وسبحه التي هي التسبيحات التي تكون في ليلك ونهارك لكن الأصل في كل شيء الصلاة كما قال عز وجل: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ٩٧ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ٩٨[الحجر:97-98]

·      ضائق صدرك من البلاء صلي ضائق صدرك من الناس صلي اي شيء انت ضايق منه صلي. لكن الشيطان يقعد لك ويوسوس أنك لا تصلي هو هذا الذي نحن كنا ندرسه في سورة قاف اليوم كيف ان المعنى الاول للتسبيح هو التعظيم وإبعاد كل خاطرة سوء عن الله وحسن الظن بالله وانتظار الفرج من الله وكيف أنه في هذه الآيات بمعنى الصلاة.

·      أسأل الله أن يفتح لنا باب الصلاة. يا رب انا كنت أتكلم عن أن العبد لو لم يحسن طبعه ويغير طبعه كيف تتحول الى اضطراب وهذا الاضطراب يتحول الى مرض وذكرت لهم في لقاء الصباح ان من القصص مشهورة جداً مثال...

·      ان واحدة كانت متزوجة هي وزوجها ظلوا سنين وهي تتعالج لكي تنجب وبعد سنين وبعد علاجات قوية جداً انجبت توأم فالمهم انجبت توأم بعد سنين وبسبب انفعالاتها الدائمة طلقها زوجها الرجل ما استطاع لأنها دائما في حالة انفعال هو لم يتحمل ما في أحد يتحمل شخص أربعة وعشرين ساعة اي شيء يستثره يتعصب هذا اضطراب. ماذا حدث عندما طلقها؟ انتبهي كيف يتحول الاضطراب لو انت لم تلاحظي نفسك تصبحي مريضة؟

·      هذا المرض يعني يظل يتفاقم إلى أن يظهر في الكبر أخذت الطفلتين الذين هم التوأم الذين يعتبروا حياتها كلها قتلتهم وبعد أن قتلتهم قادت سيارتها بأقصى سرعة وصدمت نفسها في شاحنة كبيرة فماتت فوراً كل هذا لأن زوجها طلقها، نقطة افرضي كل الذين معكي يعملوا لك اضطراب انت لا تضطربي هذه ما كانت مسلمة لكن على الوجه الآخر يوجد مسلمات حالات كثيرة ذكرتها الاستاذات ونحن ندرس نجد أنه توجد حالات كثيرة جداً زوجها يتزوج عليها تقطع يدها بالمشرط تريد قتل نفسها حالات انتحار نسأل الله السلامة والعافية ربنا يغفر لها ولنا يا رب يعني أريد ان انت تعرفي خطورة الانفعالات لكي لا تنفعلي ابداً ولا تغضبي ودائما قولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وفورا قومي صلي وتعرفي ان البلاء هذا رفعة لك عند الله انتبهي خطورة الاستجابة للانفعالات مسلمة قتلت بناتها بسبب تعدد الزوجات زوجها عدد عليها قتلت بناتها.

·      شيء عجيب نسأل الله ان يغفر لنا ولهم يصلُون لمرحلة مرضية انا لا أستطيع ان احكم عليها هي ربنا يغفر لها ويرحمها هي كان يوجد اضطراب معين وهذا الاضطراب لم تقوم بمعالجته لذا قول يا رب اجعلنا امهات صالحات يا رب واجعلنا امهات صالحات واعنا على أداء الامانة.

·      مسألة الملاحظة ملاحظة العبد لنفسه ان الاحظ نفسي وكذلك ان الاحظ ابنائي الاحظ وأعدل لكن الدنيا تكون هكذا والام تهد عيالها وتذهب في اي مكان ولا يوجد علم ولا قرآن ولا ذكر يعني الشياطين يكون له تسلط عجيب وأنتم ترون الكون من حولكم والخلافات والبيوت وما فيها لابد من معرفة العدو لابد من معرفة العدو والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم حالات الانتحار هذه ما كان معها الا قرينه ومن يعاونه من الشيطان فعمل لها عملية تشويش مفترض الواحد دائما يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يخرج نفسه مع الصحبة الصالحة يعمل رياضة يزور المرضى يلتقي بالسعداء واظل اكرر واكرر واكرر لا تعرضي نفسك لاحتكاكات تمرضك.

·      إذا أعرف ان الذي أمامي يغضبني اسحب نفسي وابعد عنه يعني انا اُحسن أرى إذا وجدت نفسي انني نفسياً أبتدئ أمرض اسحب نفسي قطع التعلُقات بالبشر هذه من الأمور غاية في الاهمية واكيد أنتم تعلمون نعم نسأل الله الثبات نسأل الله الثبات.

·      في سنن أبي داود عن عامر الرّامِ قال: ((عَن عَامِرٍ الرَّامِ أَخِي الْخَضِرِ، قَالَ أَبُو دَاوُد ، قَالَ النُّفَيْلِيُّ : هُوَ الْخَضِرُ ، وَلَكِنْ كَذَا قَالَ ، قَالَ : جَلَسْتُ إِلَيْ الرسول ، فَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ الْأَسْقَامَ ، فَقَالَ : " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَصَابَهُ السَّقَمُ ، ثُمَّ أَعْفَاهُ اللَّهُ مِنْهُ ، كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ ، وَمَوْعِظَةً لَهُ فِيمَا يَسْتَقْبِل وَإِنَّ الْمُنَافِقَ إِذَا مَرِضَ ثُمَّ أُعْفِيَ كَانَ كَالْبَعِيرِ ، عَقَلَهُ أَهْلُهُ ، ثُمَّ أَرْسَلُوهُ فَلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوهُ ، وَلَمْ يَدْرِ لِمَ أَرْسَلُوهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ حَوْلَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الْأَسْقَامُ ؟ وَاللَّهِ مَا مَرِضْتُ قَطُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : قُمْ عَنَّا، فَلَسْتَ مِنَّا)) الرامي: نسبة إلى صنعة الرمي

·      بالقوس، الرامي عمار الرّام الرّامِ جلست الى النبي في الاصل اسمه الرمي بالقوس والنشاب يقول جلست الى النبي فذكر الأسقام يعني الامراض فقال ان المؤمن إذا أصابه السقم ثم أعفاه الله منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه انتبهي كيفية التعامل مع البلاء كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل.

·      يعني مثلاً لما انت أذنك تؤلمك انتبهي الأذن عندما تولم وآلامها كيف يكون شديد أو اتاك لك مثلاً أي ألم آلام مبرحة ويعافيك الله المفترض تتعاملي بالفرح والشكر انا عمري ما أزعل نفسي على شيء ليس هناك   أجمل من ان اكون معافاة وامشي على رجلي ولا يوجد شيء يؤلمني صحيح أم غير صحيح؟ ليس كأن شيئاً لم يكن وابدأ ابحث على الشيء الذي يضايقني وانكد على نفسي. وكل وقت قليل أحزن نفسي لا بل أحس بالنعمة وأشكر الله جل جلاله عليها فيقول لك كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل

·      ((وَإِنَّ الْمُنَافِقَ إِذَا مَرِضَ ثُمَّ أُعْفِيَ كَانَ كَالْبَعِيرِ، عَقَلَهُ أَهْلُهُ، ثُمَّ أَرْسَلُوهُ فَلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوهُ، وَلَمْ يَدْرِ لِمَ أَرْسَلُوهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ حَوْلَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْأَسْقَامُ؟ وَاللَّهِ مَا مَرِضْتُ قَطُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : قُمْ عَنَّا، فَلَسْتَ مِنَّا)).

·      وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير. كالبعير كالبهائم اعزكم الله كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لما عقلوه؟ ولما ارسلوه؟ يعني مثل البهيمة عندما يمسكها أحد ويربطها في الشجرة من هو الذي ربطها رجع فأطلقها. هل يفهم لماذا هم عقلوه؟ وبعدها لماذا أطلقوه؟ لكن انت عندما البلاء يعصرك تقولي الحمد لله على نعمة العافية.

·      الحمد لله على نعمة العافية وتظلي تستغفري وتتقربِ إلى الله لان ما وقع بلاء إلا بذنب واغفر لي يا رب وتب علي يا رب. وبعدها عندما يعافيك الله ويأتي اي أحد يستفزك تقولي ولا اي شيء صحتي بالدنيا كان الكبار في عائلتنا عندما يجدونا متضايقين تقول لي ماذا؟ حركة رجلك أو قدرتك على المشي على الأرض بالدنيا وما فيها. لماذا انت تعملي هكذا وتغضبي؟ صدقوا صدقوا هم الخبرة علمتهم نحن يفترض ان الايمانيات هي التي تعلمنا. فيقول لك وإن المنافق انظري الرسول ماذا سماه؟ المنافق

·      الذي لا يحس بنعم ربنا ولا يحس بقيمة الصحة والعافية ويضايق نفسه على أي شيء. يقول لك إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لما عقلوه؟ ولما ارسلوه؟ فقال رجل ممن حوله يا رسول الله؟ وما الأسقام؟ ماهي الأسقام؟ والله ما مرضت قط قال قم عنا فلست منا.

·      يعني الذي لا يمرض نهائي ولا يعرف المرض هذا مشكلة أي مؤمن واي مسلم لابد يصيبه بعض البلايا وإن كانت خفيفة ليتعلم ما هو البلاء وما هي العافية قال: ((قم عنا فلست منا وهذا كما قال للذي سأله عن الحمى فلم يعرفها من سره أن ينظر الى رجل من أهل النار فلينظر الى هذا)).

·      نرى تخريج الحديث أخرجه أحمد في المسند والبخاري في الأدب المفرد والنسائي في الكبرى فجعل الفرق بين اهل الجنة واهل النار اصابة البلاء والمصائب... نحن نحسب أن هذا الذي لا يبتلى يعني نحن أنظري لأهل الكفر لا يمرضون ومستمتعين بالجنس ومستمتعين بالمال ومتمتعين بالجمال هم لو تمتعوا ما كان يكون فيهم كل دقيقة حالة انتحار يعني بالإحصائيات يقول لك في اقل من الدقيقة يوجد حالة انتحار واكثرهم او يكاد يكون كلهم ملحدين نادر من المسلمين الذين ينتحرون إلا الذي وصل لدرجة أعلى من الاضطراب وهي أن يصل إلى درجة المرض والله أعلم.

·      يعني هؤلاء يعني في كتب اسمها أحكام للمرضى النفسيين يوجد أحكام المريض النفسي ولا نحكم على أحد لان لا يعلم الا الله جل جلاله يعني هو ماذا كان حالته قبل هذا؟ حالته قبل هذا كيف كانت؟ وبعدها المسلم إذا انتحر يقول لك جزاؤه نار جهنم خالداً فيها ليس الخلود الأبدي لا طول المكث هذا لو هو كان عاقل ما كان يفعل فلا يعلم آلا الله جل جلاله ماذا كانت حالته المهم ان نحن نسأل الله العافية لنا وذرارينا هو وحده الذي يحفظنا بحفظه يحفظنا من هذا البلاء.

·      قال لك جعل الفرق بين أهل الجنة وأهل النار أصابه البلاء والمصائب كما جعل ذلك فرقاً بين المؤمنين والمنافقين والفجار في هذه الأحاديث المذكورة ها هنا 

·      وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي أنه ذكر أهل النار فقال: ((كُلُّ شَدِيدٍ جَعْظَرِيٍّ، هُمُ الَّذِينَ لَا يَأْلَمُونَ رُءُوسَهُمْ)).

·      ما معنى جعظري؟ الفظ الغليظ المتكبر لسانه سليط متكبر ومتعجرف.

·      وفي المسند عن أنس أن امرأة أتت النبي فقالت: ((يا رسول الله إن لي ابنة كذا وكذا -ذكرت حسنها وجمالها- آثرتك بها قال قبلتها فلم تزل تمدحها حتى ذكرت انها لم تصدع ولم تشتكِ شيئاً قط حتى قال لا حاجة لي في ابنتك))، هنا هي ماذا؟ ليس مؤمنة لان المؤمن لابد أن يبتلى.

·      ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ١٥٥[البقرة:155] المؤمن مبتلى إذا لم تكون هناك بلايا يبقى أشُك في نفسي وأستغفر واتوب الى الله وأكثر من الصلوات

·      وخرجه ابن أبي الدنيا من وجه آخر مرسلاً. مرسلاً يعني هو درجة من درجات الضعيف وفيه قال النبي ﷺ: ((لا حاجة لنا في ابنتك تجيئنا تحمل خطاياها لا خير في مالٍ لا يرزأ منه وجسد لا ينال منه)).

·      يرزأ رزأه ماله أصاب من ماله شيئاً. يعني يكنزه لا خير في مالٍ لا يرزأ منه شيئاً أي لا يستفيد منه نهائيا. وجسد لا ينال منه يعني انت لما تقعي ويحصل لك اي شيء يوجعك وتقولي الحمد لله يا رب انتظر الأجر منك تحط ذنوبك وخطاياك ويكون جسدك أفضل من الجسد الذي لا يبتلى بكثير جداً.

·      وروى بإسناده عن قيس عن أبي حازم قال طلق خالد ابن الوليد امرأته ثم أحسن عليها الثناء فقيل له يا أبا سلمان يا أبا سلمان لأي شيء طلقتها؟ قال ما طلقتها لأمر رابني منها ولكن لم يصبها عندي بلاء. هي لم تعمل شيء لكن لم يحصل لها أي بلاء.

·      ألا يكون في شيء يحدث للمؤمن يعني انت تحصل لك الالم عند الدورة الشهرية يحصل لك آلام في المعدة ويحصل لك آلام في العظام يحدث لك تعب يحدث لك وصب في شيء يحدث للمسلم بلايا تحدث له هذا.

·      أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات يجوز الطلاق جائز شرعاً وهو أثنى عليها وأعطاها حقوقها لا بأس ابداً للطلاق كما أن للمرأة أن تطلب الطلاق عند حدوث أي نوع من أنواع الضرر وإن كان ضرر نفسي لعدم التوافق الكلي.

·      لا يوجد ضرر أو بلايا هذا كناية عن ضعف الإيمان هو يريد مؤمنة فهو يعبر عن ذلك بضعف الإيمان. أنتم ارجعوا لصحة هذا الكلام عن خالد ابن الوليد رضي الله عنه، هذا كتاب لابن رجب بإسناده الإمام أحمد في المسند. عن أحمد بإسناده عن عمار بن ياسر أنه ذكر الاوجاع فقال أعرابي عنده ما اشتكيت قط فقال عمار ما أنت منا أن المسلم يبتلى ببلاء تحط عنه ذنوبه.

·      انتبهي فهمهم لكلام النبي ﷺ: ((إن المسلم يبتلى ببلاء تحط عنه ذنوبه كما تحط الشجرة اليابسة ورقها وان الكافر والفاجر يبتلى ببلاء فمثله مثل البعير أطلق فلم يدري لما أطلق وعقل فلم يدري لما عقل))..

·      يعني حتى لو اصابه اي شيء هو لا يحس انه يصيبه شيء لا عرف هو ابتلى لماذا؟ لو عرف لماذا حل عنه البلاء؟ كالبهيمة لا يفهم لما يبتلى لكن عندما يبتلى العبد يبتلي من أجل ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا[هود:7] بلفظ فبشر، ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ١٥٥ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦[البقرة:155-156] ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ٢[العنكبوت:2] ﴿فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[العنكبوت:3]

·      هذه الآية تبين لك أن البلاء لتمحيص الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق. لكن انا اريد آية تدلك على أن أساس البلاء وبابك الى الله الانكسار بين يديه وصدقك في اللجوء إليه.

·      ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ[الأنعام:43] انتبهي ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا. يبقى هنا ماذا يريد الله؟ التضرع ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْالله يريد منا التضرع.

·      ما هو التضرع؟ الذل والانكسار وصدق اللجوء إلى الله في كشف البلاء نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الصدق.

·      وبإسناده عن كعب قال: ((أجد في التوراة لولا أن يحزن عبدي المؤمن لعصبت الكافر بعصابة من حديد لا يصدع ابدا)).

·      التي تقول لي آية تعطي هذا المعنى تكون ممتازة اللاتي يحضرن ويسمعن تفسير ابن كثير هنا عن كعب قال أجد في التوراة طبعاً هذا في المسند ((أجد في التوراة لولا أن يحزن عبدي المؤمن لعصبت الكافر بعصابة من حديد لا يصدع ابدا)).

·      يعني يحفظه حفظ لا يصيبه اي شيء ابداً ويبقى دائما منعم.

·      ﴿وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ٣٣ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ٣٤ وَزُخْرُفًاۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَاۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ٣٥[الزخرف:33-35] ما هو معنى الآية؟

·      لولا خوفي وخوف الله جل جلاله الذي هو الخوف الذي يليق بكمال الله لا يخاف لكن رحمته بعبده المؤمن أن يفتتن ويحزن لولا رحمة الله على عبده المؤمن أن يفتتن لجعل للكفار بيوت من ذهب وفضة وسلالم عالية وقصور وزخرف لهوان الدنيا عند الله وأنها لا تساوي عنده شيء وهذا لا يساوي عنده شيء انتبهي يقول لك انظري الكفار ما يحدث لهم شيء الناس الآن مفتونين وليس هنالك زخرفة لهذه الدرجة التي في الآية وهذا سبحان الله حدث مع قارون وقالت المجموعة التي أُعجبت به يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون إنه لذو حظٍ عظيم هم وقعوا في فتنة إرادة السوء لذا عندما ربنا نجاهم قالوا ﴿لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا[القصص:82] لانهم يعرفون ان إرادتهم إرادة سوء.

·      وعن الحسن قال كان الرجل منهم او من المسلمين إذا مر به عام لم يصب في نفسه ولا في ماله قال ما لنا أيودع الله عنا؟ ما معنى أيودع الله عنا؟ يعني الكلام أيودع عنا يعني تركنا الله لأنفسنا مثل قوله تعالى: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ٣[الضـحى:3].

·      ما ودعك أي ودع الله عنا؟ ما تركك ربك لكن من الخذلان ان يكلك لنفسك هي هذه يعني هم يقولون ما لنا أي ودع الله عنا يعني يكلنا لأنفسنا؟ نحن لا نبتلى ابدا؟ أين تكفير الذنوب؟ لو مر عام فقط عام فالحمد لله العالمين الحمد لله اللهم لك الحمد نعم كله وراء بعضه الحمد لله

·      كان الحسن يقول: إنما أنتم بمنزلة الغرض يُرمى كل يوم، ليس من مرضه إلا قد أصابتكم منه رمية، عقل من عقل وجهل من جهل، حتى تجيء الرمية التي لا تخطئ (المرض والكفارات ص142)

·      ليس من مرضى الّا قد أصابتكم منه رمية عقل من عقل وجهل من جهل حتّى تجئ الرمية التي لا تخطئ ما هي الرمية التي لا تخطئ؟ هي الموت. يكون هنا المؤمن تأتيه رميات ورميات لكن الفاجر والمنافق والكافر هي ضربة واحدة تقصمه أصل منها على النار نعوذ بالله من هذا الحال.

·      فانتبهي كيف أن البلايا لها عظيم فضل على المسلم.

·      وعن صالح بن مسمار دخل على مريض يعوده فقال له إن ربك قد عاتبك فعاتبه يعني نحن نقول يوجد ذنب وانت اعتذر عن هذا الذنب.

·      انتبهي: مثل دعاء النبي لك العتب حتى ترضي وقول النبي ﷺ: ((ان لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا ابالي غير ان عافيتك اوسع لي)) يا رب العافية اوسع اللهم عافنا

·      عن ابنِ عبَّاسٍ أنَّهُ كان إذا رأى النَاقِه قال له: فِبما وعدتَ لربِّكَ.

·      وعن ابن عباس أنه كان إذا رأى الناقه الذي هو في فترة النقاهة يعني الذي شفي من مرض قال له فِي يعني أوفي بما وعدت لربك بما وعدت لربك.

·      يعني يقول لو أنني شُفِيت سوف أعمل كذا وكذا وكذا. وسوف أُصلي ولو انا معي مال سوف أتصدق ﴿۞وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ٧٥ فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ٧٦ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ٧٧[التوبة:75-77]

·      روي مرفوعاً من حديث خوات بن جبير وإسناده ضعيف. طبعاً الأحاديث الضعيفة التي هي لها معنى صحيح وأتت بها أحاديث ضعيفة يؤخذ بها في فضائل الأعمال.

·      وقال الحسن في أيام الوجع، ((أما والله ما هي بشرِّ أيام المسلم، أيام قُورب له فيها أجله، وذكر فيها بشيء من معاده، وكفر بها من خطاياه)).

·      انتبهي الأيام التي فيها تتعرضي لأوجاع رهيبة هذه ليس شر ايام المسلم ان والله ما هي ايام المسلم قُورب له فيها أجله يعني قرب أجله وذكر فيها ما نسي من معاده وكفر بها من خطاياه وكان إذا دخل على مريض قد عوفي قال له يا هذا إن الله قد ذكرك فاذكره وأقالك فاشكره فهذه الأسقام والبلايا والأوجاع كلها كفارات للذنوب الماضية ومواعظ للمؤمنين حتى يتعظوا بها ويرجعوا بها في المستقبل عن سيء ما كانوا عليه.

·      ربنا ذكرك باقتراب الأجل بالبلاء

·      انتبهي يقول لك المعاني التي فاتت هذه كلها. وكيف ان عندما يمر عام لا يوجد فيه بلاء من اين اتى ابن رجب بهذا الكلام؟ من السلف.

·      قال: الفضيل إنما جعلت العلل ليؤدب بها العباد ليس كل من مرض مات.

·      هذا تأديب والى هذا المعنى الاشارة بقوله عز وجل: أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون

·      لا زالت بقية الرسالة من أروع ما يكون اسأل الله ان تكون حازت اعجابكم ونزلت على موضع الداء فشفته بإذن الله.

·      سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. جزاكم الله خيرا.


تعليقات