أعوذ
بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي
وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عن عمران بن حصين- طبعاً هذه الأحاديث في صحيح بخاري -عن عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: ((اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء)) تابعه أيوب وعوف وقال صخر وحماد بن
ناجيح عن أبي رجاءٍ عن ابن عباس أما من جهة الفقراء طبعا الذين هم في الجنة ليس أي فقراء عقد الإمام ابن القيم كتاب رائع اسمه
(عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين)
كان يفاضل بين الفقير الصابر والغني الشاكر أيهما أفضل؟ طبعاً بما اعتمل في قلب هذا وهذا لا يعلم ما في
القلوب إلا الله من الممكن أن يكون الغني أفضل بكثير من غيره فقط لأنه يتعرض لفتن المال ليل نهار ويحبس نفسه وهي في يده، وتأتي له سهلة، لكن من ليس لديه المال لا يتعرض للفتن من الأساس، فلا يعلم
ما في القلوب إلا الله؛ المهم إذا أكرمك الله بالفقر فاصبر وأرضى وإذا ابتلاك بالغنى خاف من الفتن وفر منها، فالأجور لا يعلمها إلا الله.
هنا يقول الشراح في الحديث "أن الفقراء هنا يقصد بهم
الراضيين بما قسم الله لهم، المتمتعين بنعمة الله فيما أعطاهم الله، وليس الطامعين
فيما عند الناس، الطامع فيما عند الناس ليس هناك فائدة من بقائه فقيراً، مثله مثل طامع من الأغنياء، فالمقصود في الحديث عندما يكون فقير راضٍ عن الله قابلٍ بما عند الله لا يتطلع فيما عند الناس ينتظر أجره من عند الله أن يكون من أهل الجنة ومن الأسبقين إلى الجنة، فهنا هل الأجر على الفقر في حد ذاته؟ أم على الرضا بما قسمه الله لك؟
والرضا سبب رئيسي من أسباب ممانعة الأحزان، فكن راض من الداخل غنيا كنت أو فقيرا، الرضا بالزوج والولد والمرض والسكن....
إلخ،
فالرضا أن تتمتع بما ابتلاك به الله ووضعك فيه، وكل فترة زمنية ولها عبادات، أي أنك في فترة زمنية تبتلى بالفقر فكيف حال قلبك؟
وفترة زمنية تبتلى فيها بالغنى فتأتي لك الأموال فجأة، فاعلم أنك في اختبار ما الذي ستفعله بها؟ هل ستخاف عليها وتكنزها؟ أم ستعتبرها منة من الله؟ أم ستتكبر على من كنت مثلهم ﴿أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا﴾ [التوبة:49]، إذا أتت عليك فترة مرض - المرض ضيف الله- ما الذي ستفعله في فترة المرض؟
فكل فترة
زمنية لها عبودية،
في فترة الغنى
عبودية الشكر، وفي
فترة الفقر عبودية
الصبر، أما في
فترة المرض فعبودية
الصبر والاستغاثة بالله في كل الأحوال الحمد لله، ففي كل فترة نمر بها في حياتنا فنحن في ابتلاء بشيء ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ
أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الـملك:2] فالحياة كلها اختبارات، فالزواج وعدم الزواج والشباب والكبر كل هذا بلاء، فعندما نصل لسن الأربعين بداية النهاية هذا السن
الشريف طبعاً انا اتكلم من منظور شرعي لا أتحدث عن كلام
الغرب أنه سن اليأس هذا أجمل سن، السن الشريف الذي يرى العبد فيه منة الله، ويرى أهمية الدار الآخرة وحقارة دار الدنيا ﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ
أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ
نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ
صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ
وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأحقاف:15] في سن الأربعين يبدأ العبد يكون غريب كما قال النبي ﷺ" كن في الدنيا كأنك غريب "غريب عن هذه الديار فيدع اهتمامه بالبهرجه وعلاقته بالناس لا يكون فيها
تعلقات فهو يشعر أنه سيرحل، فلا أقوم بعمل علاقات وطيدة وأتعلق وأتملق وأتزلق، الحب في الله طبعاً شيء مختلف تماماً فأنا أحب في الله لأن هذا الحب هو أوثق عرى الإيمان، وعبادة وحب التقاء بالصالحين والبقاء معهم لأنهم هم القوم لا يشقى جليسهم، لكن التعلقات الشخصية والرجاءات الشخصية، وانتظار الأمور الدنيوية من البشر والعشم، والكلام الكثير الذي فيه تعلقات؛ فالغريب ليس هكذا، قال ﷺ: وصية النبي" كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "ليس هكذا، والذي يبحث في كلام العلماء في غريب سيجد وصف عجيب وواسع جداً" كن في الدنيا كأنك غريب "ما هي الغربة؟ ولد الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء، من هم الغرباء؟ قد شرحناها في رسالة ابن رجب على قدر إقبالك على الله تعطى من الحكمة
﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة:269] اللهم ارزقنا من فضلك، ليس معنى هذا الكلام ألا نهتم بالرزق الحلال ولكن نجتهد ونطلب المال ونسعى لكن يكون في أيدينا وليس في قلوبنا، ما علامة أن يكون المال في يدك وليس في قلبك؟
عندما يكون لديك مال تفرح بنعمة الله، لكن لا تنفقها في حرام، وعند قلة المال أو بلاء بالفقر لا يكون هناك حزن في القلب، لأن أهم شيء في القلب الرضا بقسمة الله لأنه حكيم، إذا هل نعمل ونجتهد لنصبح أغنياء ونتعفف أم لا؟ طبعاً لابد من العمل، فهناك أمر بطلب الرزق، بل أمر على الوجوب لأنه سبيل العفة الشاهد أن الرسول ﷺ قال:
((اطلعت فوجدت اكثر أهل الجنة من الفقراء)) السبب في ذلك أن قلة المال وعدم التعلق به
يجعل القلب يرجو الآخرة، وينتظرها ويصبح هناك فراغ في شغل الإنسان فيتقرب من الله، لكن من كثر ماله، وكثرت عنايته بهذا المال قل عنايته بالآخرة وانشغل عنها، هذا مشهور ويحدث كثيرا، هناك أغنياء لكن الله عز وجل وصفهم في سورة النور ﴿رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ
وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ
فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾
[النّور:37]، فهم لهم تجارة ومعنى لهم تجارة يعني لديهم المال، سيدنا أبو بكر الصديق كيف كان وضعه؟ وكيف أصبح وضعه من نفقته على الإسلام؟، سيدنا
عثمان، هارون الرشيد الذي كان
يغزو عام ويحج عام، وكان يختم القرآن
بالرغم من هذه
الأموال كلها التي
في يديه كل
ثلاث أيام، عبد الملك
بن مروان كان يختم في
ثلاثة أيام أولئك الذين شوههم التاريخ.
الفقر ليس وصمة فما يشعر أحد بالنقص أبداً لأنه فقير، ولا أحد يتكبر على أحد لأنه أغنى منه في المال أو في الجاه أو في الشهادة، هذا ليس معيار فالموازين عند الله مختلفة تماماً. قول النبي ﷺ)) : واطلعت في النار ...(( وردت أسباب دخول الكثير من النساء النار في أحاديث أخرى ((يكثرن اللعن، ويكفرن العشير)) طبعاً هذه انفعالات واضطرابات نفسية نتيجة لعدم استواء العقيدة سرعة الغضب يتميز بها النساء إلا من رحم الله ، فهناك نساء شديدة الهدوء، فسرعة الغضب،
قلة
الرضا
سبب
رئيسي
من
أسباب
الكآبة
والحزن
عدم
الرضا،
فنجد
أشياء
كثيرة
في
القلب
تدل
على
عدم
الرضا
وهذا
سبب رئيسي من أسباب الذنوب وقلة الأجور، كل هذا كي تعرف أن كل شيء لحكمة، سرعة الغضب وقلة الرضا كلها من الأسباب التي تجعل النساء والعياذ بالله من أهل النار، المقصود أن النساء وما ابتلوا به من طباع يجب بذل الجهد في مجاهدة طباعهم ومعرفة أين نقاط
الضعف؟ وكيف نعالج نقاط الضعف؟ وقد تحدثنا سابقا أن أشياء في النفس يخبرك الله عز وجل من خلالها أنك مبتلاة مثل قوله تعالى: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الـحـشـر:9] أي أن النفس فيها شح، إذا كيف سنعالجها؟ بالنفقة، وإذا كانت طبيعتك أنك سريعة الغضب، عالجي هذا بالانسحاب وعدم الاحتكاك، غيري مجلسك، انسحبي عندما تجدي نفسك ثائرة لا تتكلمي ولكن اعطي نفسك فرصة كما قلت سابقا، قبل أن تنفعلي صلي ركعتين استخارة، فالرسول ﷺ يقول: ((إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من دون الفريضة)(، فعند التشاجر هل ستتشاجر لله أم لنفسك؟ إذا سمعت كلام يستفزك فإذا كنت بطبيعتك تستطيع الرد عليه بهدوء فخيرا وإن لم تستطع فصلي استخارة، وفي كثير من الأوقات ستختار عدم الرد بعد الاستخارة، وأوقات أخرى سترد بحزم وشدة ولكن بهدوء للبعد عن الخطأ، فانظروا
كيف نحن بحاجة للتحكم بالانفعالات اسأل الله عز وجل إن الدورات التي سنطرحها لمعالجة الانفعالات تشفي صدور قومٍ مؤمنين فإذا كنت مبتلاة بطبع فأنت تحتاجين لمعرفة طبعك أولا ثم تعالجيه، انظروا لكلام النبي ﷺ ((أحبب حبيبك هوناً ما)) انظروالجمال كلام النبي ﷺ، انظروا الشفاء الذي في كلام النبي ﷺ ومن قبله كلام الله جل وعلا، "أحْبِبْ حّبيبكّ هوْناًّ ما، عّسى أّنْ يّكو ن بّغيضك يّومًا مّا، وأّبْغِضْ بّغيضكّ هوْناًّ ما، عّسى أّنْ يّكون حّبيبك يّومًا هماّ"
إذا كانت لديك عقائد ستكون الانفعالات انفعالات سوية،نحن لا ننكر أبداً أن هناك تغيرات، فنتيجة عدم وجود اعتقادات يحدث انفعالات، بسبب الانفعالات يحدث تغيرات كيميائية في الجسم وزيادة في الهرمونات أو نقص في الهرمونات، بصرف النظر عن فترة الدورة الشهرية
فالرسول ﷺ كان يتعامل مع نسائه بطريقة خاصة جداً في هذه الفترة لأن هناك تغيرات داخلية، لكن والله والتي تستشفي بالقرآن تعرف هذا الكلام أنه حتى في فترة الدورة الشهرية عندما تركزي على وردك في القرآن وتكثري من ذكر الله تجدي الدورة جاءت ومرت بسلام لأن ذكر الله، والقرآن شفاء، كثيرا جداً ونحن ندرس دورة الفرح في القرآن قلنا أن كلمة شفاء معظم المسلمات تحسب أن القرآن شفاء من الأمراض الروحية فقط، لكنه شفاء من الأمراض الروحية، وشفاء من الأمراض البدنية، وشفاء من الاضطرابات النفسية،
لأنه سيأتيك مخوف نتيجة عدم معرفة اسم الله الحافظ الحفيظ، فكل شيء مكتوب، وإذا ابتلاك الله سيلطف بك أو سيجعل لك مخرج أوسيبدلك خيراً، فبعض العقائد غير موجودة، وعدم وجود العقيدة سيؤدي إلى انفعالات رهيبة، هذه الانفعالات ستقوم بعمل تغيرات في كيمياء الجسم، وفي زيادة أو نقصان الهرمونات ولخبطة الجسم جسدياً نتيجة الانفعالات، مثل الخوف فعند التعرض لخوف شديد يفرز الجسم هرمون معين، وعندما يكون العبد سعيد جدا بكلام الله أو كلام الرسول ﷺ يكون هناك هرمون يفرز نتيجة سعادته، فكل شيء مبني على كلمة من كلام الله في قلبي، أو كلمة من كلام النبي
ﷺ شفاء من الاضطرابات النفسية، المهم كون أن المرأة أيضاً سريعة الاهتمام بالهموم، وأكثر ما يقلق النساء أنها تريد الأمور كلها سريعة فتصاب بداء التوتر، لكنها لو درست اسم المقدم المؤخر وتعلمت كيف تهتم بما تريد أن تتقدم فيه، اسمعوا كلام الإمام ابن القيم عندما يقول:
"العبد سائرٌ
إلى ربه لا
محالة فإما سائرٌ إلى
أعلى وإما سائرٌ
إلى أسفل، وإما
سائرٌ إلى أمام
وإما سائر إلى
خلف، على قدر
علمه بالله وبكلام
الله"، فحالة المرأة في طباعها أنها تكون ملهوفة لحدوث الأمور بسرعة.
عالجيه بعقائد، لكل شيء أجل ولكل أجلٍ كتاب، كل شيء يأتي في وقته بقدر، كل شيء بقدر، هناك نصوص كلما مكثنا على كتاب الله عز وجل وادخلنا في هذا القلب معرفة الله عز وجل والثقة بالله، والتوكل على الله يطيب خاطرك، يقلل من اهتماماتك بالدنيا والخوف على الدنيا، يصرف عنك الخوف من المجهول، يحدث في قلبك الطمأنينة عندما نسمع آية ﴿وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ [الـتغابن:11]، وفي
قراءة ﴿يهدأ
قلبه﴾، عندما تصيب العبد المصيبة يعلم أنها أتت من عند الله وبقدر الله، وما يأتي من عند الله عز وجل إلا الخير، عندما يأتي المرض نكون على علم أن المؤمن ما يصاب بشوكة إلا كفر الله بها عنه سيئة، ورفعه بها درجة، وحط بها عنه خطيئة، فانظر في تعاملك حتى مع الآلام التي تصيبك ستختلف عما إذا أتتك بغير علم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المطمئنين بذكره الراضين بقضائه الذين انصرف عنهم الشيطان وانصرفت عنهم مخاوف الشيطان اللهم امين، ونسأل الله عز وجل ألا نكون ممن يكثر اللعن، ويكفر العشير، ونسأله سبحانه
وتعالى أن يرزقنا الحلم والأناة والسكينة والطمأنينة والحكمة ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة:269]،
ونعوذ بالله عز وجل أن نتكلم من الكلام يكون طباعاً في قلوبنا اللهم آمين.
عند طلب العلم بحق لأن طلب العلم فريضة، وعندك كل يوم ورد تفسير، تقرأ السورة بالتفسير، واسم من أسماء الله الحسنى، وحديث، وتعليم أولادك كل هذا، فمن أين سيأتي الوقت للشجار؟ وإن اردت الشجار فهل ستكون ليك مقدرة لذلك؟ صدقا لن يكون هناك طاقة ولا صحة لذلك، ففعلا الذي يستغل وقته كما ينبغي لن يكون بهذه الطباع، حتى داخليا لن تستطيع أن تنفعل، ويأتي عليك المساء وأنت كالجثةالهامدة لأنك اطمأننت بذكر الله فبت قرير العين.
فعلاً طلب فهم كلام الله شفاء، يفتح لك كل أبواب الخير، العشرة مع الناس تمرضك، إذا عشت مع كلام الناس تمرض، وإذا عشت مع كلام الله فكلام الله شفاء ورحمة كما قال الله عز وجل:
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ
وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ٥٧ قُلْ
بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا
يَجْمَعُونَ ٥٨﴾ [يونس:57-58]، ليس معنى ذلك أن نمكث في صومعة طوال اليوم، ولكن ندخل الصومعة ونخرج منها بالعلم الذي تعلمناه لنسكبه على من معنا ومن حولنا، الموضوع فقط يحتاج توفيق من الله جل وعلا وصدق في الطلب واستشفاء بكلام الله.
حدثنا أبو
معمر حدثنا عبد
الوارث حدثنا سعيد
بن أبي عروبة
عن قتادة عن
أنس رضي الله
عنه قال: ((لم يأكل النبي ﷺ على خوانٍ حتى مات، وما أكل خبزاً مرققاً حتى مات)) خوان أي
مائدة، النبي بأبي هو وأمي أعظم الخلق وأحب الخلق وأثقل الخلق في الميزان، ما حملت رحم مثل النبي ﷺ، ليس هناك أحد مثل النبي ﷺ، أحب الخلق إلى الله لم يأكل في خوان، وما أكل خبزاً مرققاً الخبز الذي يكون قد نخل دقيقه، وهذا كله فيه اشارة أنه ﷺ كان في حالة من الفقر، وقلة الطمع في الدنيا، لا تتصور أن النبي ﷺ ما كان يأتيه أموال، كان يأتيه اموال فهو له من الله خمس الغنائم، ولكن النبي ﷺ كان يعطيها كلها لفقراء المسلمين، ومن ذلك ما كان في حال عائشة رضي
الله عنها قالت: ((لقد توفي النبي ﷺ وما في رفي من شيء يأكله ذو كبدٍ إلا شطر شعيرٍ في رفٍ لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني)) الرف هو المكان المرتفع الذي تضع عليه الأشياء، إلا شطر شعير المقصود إناء فيه شعير، فأكلت منه حتى طال علي أي تأخذ منه ولازال فيه،
فكلته أي نظرت فيه لتعلم مقدارما بقي فيه، لا تقدروا الأمور واسألوا الله البركات فهناك أناس يعملون بالألف ما لا يستطيع غيرها عمله بعشرات الآلف... الشاهد ليس هنا وإن كان هذا هو المدهش أنها كانت تأخذ منه ولا يفنى، فلما استعجلت وكالته فني وانتهى، والشاهد من الحديث أن النبي ﷺ توفي بأبي هو وأمي وما في بيته شئ يأكله ذا كبد إلا شطر شعير، وهذا يدل على أن هذه صورة حياة النبي ﷺ،
وكما ذكرنا لا بأس أن نتنعم، ولكن المهم الحمد والثناء على الله، والانبساط بالنعمه والثناء على المنعم، والتمتع بالموجود، وعدم التطلع لما عند الغير ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا
مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ
خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ [طه:131].
انتهى شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ان لا إله الا أنت
نستغفرك ربنا ونتوب اليك، علمكن الله بما ينفعكن وزاد أجوركن وتبوأتن من الجنة مقعدا،
والسلام عليكن ورحمة الله وبركاته.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق