الأنس بالله واسم الله الرب
أعوذ بالله السميع
العليم من الشيطان
الرجيم بسم الله الرحمن
الرحيم
إنَّ
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على
المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
· طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً.
· أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا اللقاء
لقاءً مباركاً مرحوماً، وأن يجعله مما يثقل به موازيننا يوم أن نلقاه، اللهم آمين.
· معنا اليوم اسم عظيم من أسماء الله جل وعلا،
وكل أسماء الله سبحانه وتعالى فيها الكمال، وكلها حسنى، ولكن هذا الاسم من أصول
الأسماء والصفات، فإن أصول أسماء الله جل وعلا وصفاته ترجع إلى ثلاثة أسماء، وهي:
· الله، الرب، الرحمن.
· تسمى هذه الأسماء؛ أسماء جامعة. هناك أيضاً
أسماء جامعة لكن هذه الأسماء هي الأصول لجميع أسماء الله الحسنى.
·
الرب اسم عظيم
وذلك أن غالب دعاء الأنبياء بصيغة ربنا.
·
الرب: وهو اسمٌ
عظيمٌ لله جل وعلا، تكرر وروده في القرآن في مقامات عديدة، وسياقات متنوعة، تزيد
على خمسمائة مرة في القرآن الكريم.
·
قال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ٢﴾ [الفاتحة:2]
·
قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي
وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 162]
·
قال تعالى: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ
أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: 164]
·
قال تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِّن
رَّبٍّ رَّحِيمٍ﴾ [يس: 58]
·
قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا
أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [التكوير: 29]
· ومن المهم جداً لطلبة العلم الشرعي أن يكونوا
مدركين أن الذي لا يعرف الله بأسمائه وصفاته ما عاش الحياة الحقيقة مهما بلغ من
درجات العلم في العلوم الأخرى، اعلمي أن لك رباً عظيماً في السماء.
·
ما معنى اسم
الرب؟
· الرب ذو الربوبية على خلقه أجمعين
·
خَلقاً
·
مُلكاً
·
تصرُفاً
· تدبيراً
· على سبيل المثال وهو من الأسماء الدالة على
جملة معاني لا على معنىً واحد.
·
ما معنى خلقا؟
· أي هو الذي خلقنا وخلق لنا كل شيء.
· ما معنى مُلكا؟
·
أي يملِكُنا
ولذلك لا ينبغي لك أن تقولي أنا حرة نفسي بل أنتِ ملك لله، نفسك ملك لله. وهذا
الكلام في غاية الأهمية في تأثيره على الصحة النفسية، إذ إن سبب التعب النفسي الذي
يحدث لنا هو أن هناك خالق لهذه النفس ومالك لها، هو الذي يعلمك كيف تربيها، فعندما
تأخذ أنت هذه النفس وتضعها في طريق غير الطريق الذي خلقها وسواها أخبرك به فأنت
تأخذها من الطريق الصحيح وترميها في الطريق
الخطأ، فلابد أن تتعب هذه النفس وتتعبك بشدة فهي تتعب صاحبها عندما تتعب.
·
قال تعالى:
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ٧ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ٨
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ٩ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ١٠﴾ [الـشـمـس:7-10]
فعليكِ أن تعلمي أن نفسكِ هذه ملك لله جل وعلا وأنه المتصرف
على الحقيقة.
· من معاني الربوبية التصرف، لا تأتي في يوم من
الأيام وتلومي أحد وتُخبريه أنه لم يتصرف لكِ وعندها تصابي بالتعب النفسي، وذلك
لأنك لم تتعلمي أن المتصرف على الحقيقة الذي بيده تصاريف الأمور وتدابيرها هو
الله، فعندما تلتجِئي إلى ناقص تريدين منه أن يتصرف لكِ يكون هذا هو أول مراحل
التعب النفسي لكِ.
· هناك نقطة مهمة يجب أن تعرفيها أخبر بها
المتخصصون في الطب النفسي، وهي أن هناك فرق بين شخص مريض نفسياً وآخر متعب نفسياً،
المريض النفسي لا يُتهم أبدا بضعف الإيمان، فلن اتهمه بضعف الإيمان. المريض النفسي
يحدث له نوع من أنواع زيادة الإفرازات أو قلتها يؤدي إلى خلل في الهرمونات وهو ما
يسمى خلل في كيمياء الدماغ وهذا مريض نتيجة داء عضوي سبب له اضطرابات نفسية نتيجة
خلل عضوي يسبب له حالات حزن شديد، حالات هلع، وحالات رعب، وشكوك، واضطراب، نسأل
الله السلامة والعافية، أسأل الله أن يعافي يا رب كل مسلم مبتلى بهذه الأمراض
النفسية ويعافي ذرارينا أجمعين.
· أما المتعب نفسياً فتعبه بسبب مروره بصدمة
معينة، أو توقع من أحد الأشخاص أن يتصرف له، أو يقضي له أمر من أموره، فهذا الشخص
صدمه فتعب نفسياً، مثلا يريد مال بسرعة، عنده داء العجلة ولا علم له بأسماء الله
المقدم، المؤخر، الباسط، القابض، الرزاق، ولأنه لا يملك المال فيحدث له تعب نفسي
ويكون معترض.
· إذا فالتعب النفسي نتيجة أحداث ومواقف يكون لأن
هنالك خلل في الاعتقاد، وعلاجه معرفة أسماء الله جل وعلا وصفاته.
· سنضرب أمثلة لهذين النوعين.
· النوع الأول وهو المريض نفسياً:
· نتيجة خلل في كيمياء الدماغ وهو الذي لديه
زيادة أو قلة هرمونات سببت لصاحبها اضطرابات عصبية.
·
فإن سألته لماذا
هو متضايق؟ يقول لك أنا متضايق فقط، ولا يوجد أي شيء، أنا بفضل الله بخير في كل
شيء لكن أشعر بالحزن نسأل الله السلامة والعافية.
· مثال آخر: امرأة مرعوبة وخائفة تسألها لماذا
انتِ خائفة فتُجيبك بأنها لا تعلم، أنها في نعمة ولكن هي فقط مرعوبة. فهذا خلل في
الهرمونات والإفرازات يعلمها المتخصصون.
· النوع الثاني وهو المتعب نفسياً:
· شخص حزين تسأله ما به فيُجيبك بأن المال قليل
جداً، فالناس تنفق وهو لا ينفق فهذا خلل في الاعتقاد، هو من أتعب نفسه، لأنه لم
يوقن بأن الله عز وجل يربي عباده بما يصلح به أمورهم، فهو أتعب نفسه ثم يتعب نفسه
بقروض ربوية فيُحاربه الله فيتعب أكثر.
· امرأة تقول لك زوجي لا ينفق علي في أي شيء،
صحيح أن هذا شيء يضايق لكن هذا ليس بشيء يتعبك نفسياً، لأن الله عز وجل هو المتصرف
على الحقيقة، فمن أسمائه الرب فهو الذي يتصرف ويدبر لك، فلا تعتمدي على أحدٍ ظناً
منكِ أنه سيتصرف لكِ أو يدبر لكِ أموركِ، أو عندما لا يفعل لكِ شيء تصبحي مصدومة
فيه نفسياً فتكوني أنتِ من أتعبتِ نفسكِ بعدم فهم أفعال الله الذي يقضي بها
أموركِ، وعدم فهم نقص العباد الذين لا يقضون لك شيئاً.
· امرأة متعبة نفسيًا لأنها ليست جميلة، أو لأن
في أنفها شيء معين لا تريده، أو شيء معين في عينيها، أو جسمها غير متناسق، فهي
متعبة نفسياً. تظن هي أنها بالجمال تملك القلوب؛ وهذا خلل في الاعتقاد، لماذا؟ لأن
المصور هو الله عز وجل الذي يلقي صورتكِ في عين من أمامكِ.
· وبناءً على شعورها بالنقص تفعل أشياء محرمة،
فتتبرج في الخارج، وتلفت النظر بملابسها، وتقوم بعمليات تغيير خلقة، ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ [النساء:119] فتُبتلى بشؤم المعصية، فتنفخ الجزء العلوي من جسمها وكذلك
من أسفل، وتنفخ شفتيها وهذا كله خلل في الاعتقاد فهي تظن أنها بهذا أصبحت جميلة،
وأنها بشكلها تجذب الأنظار والقلوب، فلا علم عندها أن الله عز وجل هو المصور الذي
يلقي صورتها على من أمامها وهو الذي يرزقها القبول عند الآخرين؛ لأن الرب هو الذي
بيده القلوب، فهو مالك القلوب وهو الذي يسخر القلوب للقلوب.
· الرب من
أفعاله التسخير نسأل الله الثبات فمثلا
تقول أخت: كي لا يضيع زوجي مني لابد أن ألبس بالطريقة الفلانية، وهذا من أسباب
فتنة الرجل للمرأة، ولأنه لا يوجد معرفة بالله وأن الله هو الذي يرزق، وهذا فعل من
أفعال الربوبية -يرزقك الحسن عند الآخرين- فيفتن الزوج زوجته بقوله إنه لا يريد
ملابسها هذه لأنها تحرجه أمام أصحابه وزوجاتهم، وأن عليها أن تلبس مثلهن ما هذا؟
نشأت في بيئة محجبة ولأجل إرضاء زوجها خارج الدولة التي عاشت وتربت فيها تخلع
العباية وتخلع الحجاب وتخلع كذا وكذا. هذه الفتنة كثير ما تحدث، فعند السفر إلى
لندن أو تايلاند يقول الزوج لزوجته: كيف ستسافرين بالنقاب وتتجولين به؟ هيا انزعي
النقاب! فتنزعه. تطيعه لأنها ضائعة.
· أو الابن
يقول لأمه لا يصح أن تدخلي وانتِ بهذا الحجاب. ستلفِتين الأنظار نحونا في الشارع! فلأنها ضعيفة في دينها تخلع ماذا؟ تخلع حجابها.
فهي لا تعلم أن الله عز وجل هو الذي يدبر الأمور ويصرفها وهو المالك سبحانه
وتعالى. نسأل الله السلامة
والعافية.
· في أحيان
كثيرة، يريد الزوج أن يفضي إلى زوجته بطريقة محرمة شرعاً، فبماذا يهددها؟ يهددها
بأنه سيزني مع أخرى ولأنها لا تعلم جيداً، وكذلك محبة الله في قلبها ليست كما يجب،
تسعى للمحرم من أجل أن ترضي من؟ زوجها. ومن تلمَّس رضى الناس بسخط الله؛ سخط الله
عليه وأسخط عليه الناس فالذي يتصرف في الأمور ويدبر الأمور هو الله؛ هذا من معاني
الربوبية.
· من معاني
الربوبية -وهذه غير موجودة في الكتاب- أن الله عز وجل له أفعال لا يفعلها إلا هو،
كي تجيبيني عندما أسألك ما هو توحيد الربوبية بأنه توحيد الله بأفعاله. أي أن هذا
الفعل لا يفعله لي ولا لغيري إلا الله، إذا توحيد الربوبية هو توحيد الله بأفعاله.
· ماذا يعني
توحيد الله بأفعاله؟ يعني هذه الأفعال لا يفعلها إلا الرب، مثل ماذا؟ مثل الخلق،
فهل يخلق أحد مع الله؟ ومثل الرزق، فهل يرزقك أحد مع الله؟ وتدابير الأمور، هل
يدبر أموركِ أحد غير الله؟ وزوجك الذي ينفق عليكِ هو مسخر لكِ من الله ولكن من
الذي يدبر لك أموركِ؟ الله إذا زوجك هو إما مُسخَر لكِ أو غير مُسخَر لكِ فيدبر
الله لك به أو بغيره.
· ومن أفعال
الربوبية الخلق، والرزق، والتدبير والإحياء، والإماتة، والإسعاد، والاشقاء؛ هي
أفعال لله وحده فلا أحد يقدر على إسعادك، ولا أحد يقدر على اشقائِك إلا من؟ الله.
· الرفع
والخفض، لا أحد يرفعك كائنة من كنتي إلا الله، فلا تظني أن أحداً يرفعك أو يخِفضك،
فلا تقولي: "هذا يعز زوجته ولهذا الناس تعزها، وهذا يُذل زوجته ولهذا الناس
يُذلونها". كل هذا خلل في الاعتقاد، فالذي يُعز ويُذل واحد وهو الله.
·
﴿أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ
الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ [النساء:139] إذا فالذي بيده الإعزاز والإذلال هو من؟ الله.
· والذي
يشرح صدرك عند رؤية أحد، فيبسط صدرك ويقبضه هو من؟ الله. نحن دائماً نقول: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ
أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾ [الفرقان:74] ماذا تعني قرة أعين؟ أي عندما تراها تشعر
بالسعادة. يا رب ارزقنا وأنت خير
الرازقين اللهم آمين.
· ومن الذي
يشرح صدرك عند رؤية الصالحين؟
· فالله هو
الذي بيده القبض والبسط قبض النفوس وبسطها، قبض الصدور وبسطها، قبض الأرزاق
وبسطها، بسط أو اتساع القبر وتضييقه.
·
﴿فَظَنَّ أَن لَّن
نَّقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ [الأنبياء:87] أي لن نضيق عليه، إذا القبض والبسط فعل من
أفعال من؟ الله سبحانه وتعالى.
· هل أحد يقبض الرزق ويبسطه غير الله؟ كلها أفعال
ربوبية، من أسمائه القابض الباسط.
· العطاء والمنع؛ من المعطى وحده؟ إذا لا تقولي
لم يوافق على اعطائي انظري هو بخيل وهو كذا وكذا. وبالتأكيد أن بخل الزوج أو الأب
يضايق أليس كذلك؟ يضايقك لحظياً، ولكن متى يتعبك نفسياً؟ عندما تكونين قاصرة تظنين
أن العطاء لن يأتيك إلا من هذا الشخص قائلة: "وإلا فمن أين سيأتيني؟"
وطبعاً هذا خلل في الاعتقاد بالله عز وجل دائماً انتِ تقولين في الدعاء: ((لا مانع لما أعطيت)) أخرجه أحمد أليس كذلك؟ في
الدعاء الذي بعد الركوع؟ سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ((اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من
شيءٍ بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما
أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)) أخرجه مسلم.
· إذا لم يكن لديك ثقة أن الله وحده هو الذي يعطي
ويمنع ستظلين متعلقة جداً بمن ينفق عليك وكأنه هو ماذا؟ المعطي، وكأنه هو ماذا؟
المانع، وقد تتذللِين له وأعصابك تتعب.
· تتعب أعصابك لو قال لك سأطلقك أو سأرميكِ في
الشارع أو النعمة التي انتِ فيها مني، فتبدأ نفسيتك تتعب نتيجة لخلل لديك في
الفهم، في الاعتقاد.
· العطاء والمنع من المعطي والمانع وهو الله.
حسناً ماذا أيضا؟ الرزق. فالرزق خاصة بالبسط والقبض، والعطاء، والمنع. التولية
والعزل فعل من أفعال الربوبية. ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ
وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُۖ
بِيَدِكَ الْخَيْرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢٦﴾ [آل عمران:26] يتخيل أحد أنه هو من يولي ويعزل من يريد، فالذي
يولي ويعزل هو الله ((كما تكونوا يُولِّى عليكم))، من الذي يولِّي عليكم؟ الله، يُولَّى عليكم منكم،
يعني بأعمالكم، ولاتكم صورة طبق الأصل لأعمالكم.
· كما ورد
في الأثر ((كما
تكونوا يولَّى عليكم)) فالذي بيده التولية والعزل من؟ الله.
· عندما سأل
الخوارج الذين خرجوا على علياً بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم النبي ﷺ -وهو تربيته ﷺ سألوه- لماذا لا تكون أنت مثل أبو بكر وعمر؟
فقال: ((لأني
أنا وعثمان ومن مثلنا كنا رعية أبو بكر وعمر أما أنتم رعيتي أنا)). يعني هم يسألونه لماذا أنت لست مثلهم؟ فقال لهم
لأننا كنا رعية أبو بكر وعمر ونحن أفضل منكم وأنتم مختلفون ولهذا ولانا الله عليكم
أنظري لفقهه، نسأل الله عز وجل أن
يصلح أعمالنا ويولي علينا خيارنا، اللهم آمين.
· قلنا إن التولية والعزل فعل من أفعال الربوبية
فقلنا الاسعاد والاشقاء لا أحد كائناً من كان بيده إسعاد قلبك إلا الله مهما قدم
لكِ لا يملك الإسعاد على الحقيقة -إسعاد قلبك-إلا الله، ولهذا بدلاً من الالحاح
بالدعاء طالبة أن تكوني جميلة أو غنية أو أن يكون زوجك رومانسي أو طالبة مكانة
اجتماعية معينة قولي: اللهم ارزقنا السعادة اللهم اجعلنا من السعداء اللهم اجعلنا
من أهل السعادة فأما من كان من أهل السعادة فإنه ييسر للعمل بعمل أهل السعادة كل
هذا قد يتوفر ويكون القلب ماذا؟ مقبوض -نسأل الله السلامة والعافية- قد تكون أخت
معدمة من كل شيء ويرزقها الله سعادة في قلبها، إذا هذه كلها من أفعال ماذا؟
الربوبية فالذي بيده الإسعاد والاشقَاء على الحقيقة هو من؟ الله عز وجل.
·
نواصينا بيد من؟ بيد الله ﴿بِيَدِكَ الْخَيْرُۖ
إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران:26]
· الهداية والإضلال:
· أم تربي ولدها ليل نهار ثم تجده خلاف ما ربت في
كل شيء لماذا؟ أولاً انتِ مطالبة بهذه التربية، وهي فريضة عليكِ ومطالبة ببذل
الجهد، ولكن أعلمي أن الهداية بيد العظيم الذي في السماء، وأن الهداية من معاني
الرب، فهو يقدّر الأمور بمواقيتها وهذه النقطة في غاية الأهمية؛ ما معنى
"يقدّر الأمور بمواقيتها"؟ تقدير الأمور بمواقيتها من معاني الربوبية
لأنها من التدابير، أن تأتي الهداية في الوقت الذي يريد الله عز وجل أن يوصلها
لعبده، يربيه بالمواقف والأحداث حتى يحدث له ما يُصلحه، لكن مشكلة العباد في
التعامل مع الله العجلة تجدين الأم تربي ليل نهار؛ راغبةً بثمرة سريعة تريد من أبنائها
التغير في كل شيء بسرعة وعندما لا تجد الثمرة بسرعة، تيأس من روح الله فتقع في
كبيرة اليأس من روح الله ناسية إن الهداية بيد من؟ الرب الذي يهدي من يشاء ويضل من
يشاء بعدله فمن أفعال الله عز وجل تقدير كل شيء بمواقيت، يقال لك ابذلي أقصى ما
تستطيعين ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا
فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ٦٩﴾ [العنكبوت:69] يقال
لك أكثري من الدعاء يستجاب لكي، لكن وقت الإجابة يقدره الرب وفق المصلحة.
· تدعو إحدى
النساء لزوجها وتكثر من الدعاء له ثم لا تجده يتغير فماذا تفعل؟ تدعو عليه ليأخذه
الله لأرتاح منه وهذا بسبب العجلة يئست والعجلة تؤدي إلى اضطراب نفسي.
·
بذل الجهد في حد ذاته يسمى مجاهدة، وعبادة وهذه
العبادة انتِ مأجورة عليها، ولكن لا بد من أن تعلمي أن من أفعال الربوبية هي تقدير
المواقيت حسب عدله وحكمته ولذلك النبي ﷺ قال: ((يُستجاب لأحدكم
ما لم يعجل، يقول دعوت ودعوت ولم يُستجب لي)) أخرجه البخاري فالهداية ستأتي ولابد، طالما أن العبد صادق.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق