القائمة الرئيسية

الصفحات

 


أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

· أيضًا الحُزن يأتي بمعنى الخوف، يعني الخوف الشديد يؤدي إلى الحُزن، الناس الذين لديهم مخاوف باستمرار.

·  يؤدي لمعنى عجيب جدًا، عندما يكون الإنسان خائف فالخوف يورث الأحزان كما قال يعقوب عليه السلام: ﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ١٣ [يوسف:13] ما سبب حزن سيدنا يعقوب؟ خوفه على ابنه، فمن شدة الخوف سبَّبَ نوع من أنواع الحزن، ولذلك الأخوات اللواتي لديهم خوف، وتأتيهم نوبات هلع، وسوف ندرس انفعال الخوف لوحده إن شاء الله.

·      اعرفي أنك ما تخافي لأن لكِ عزيز في السماء، والله غالب على أمره، ما الذي سيجري لنا غير ما كتبه الله، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ[يوسف:21]، ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا[التوبة:51] أي أحد يؤذي المسلمين فالظاهر أنه أذى والباطن أنه اصطفاء من الله واجتباء لشهداء يريدهم الله.

·      تعرفون قصة أصحاب الأخدود ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ١٠ [البروج:10] المؤمنين الذين أُلقوا في النار الظاهر أمام الجميع أنها نار، وبمجرد إلقائهم في النار هم في الجنة، أرواحهم لها رائحة عطرة في الجنة، الذي أنتِ مرعوبة منه لو سيأخذكِ ويحرقكِ هذه نار له هو على الحقيقة وجنة لكِ أنتِ على الحقيقة إن كنتِ مؤمنة، أليس كذلك؟ أين العقائد، أين سورة البروج؟ نحن لو اُبتلينا أو سُجِنَّا أو حُرِّقنا فالله سبحانه وتعالى سيجعلنا في معيته.

· من عجيب قصص ابن تيمية لتعرفي أن الإنسان الممتلئ بكلام الله داخليا فما في أي شيء خارجي يؤثر عليه.

· كان ابن تيمية يقول: ماذا يفعل أعدائي بي، سجني خلوة، نفيي سياحة. نحن نعرف العبارة الظاهرية فقط، لكن هل تعرفي ماذا كان يفعل ابن تيمية في السجن؟

· أولا سجنوه سجن انفرادي، فطلب من السجَّان قطعة فحم، وجلس يُدَوِّن علمه على جدران السجن حتى أُخِذت منه مئات المجلدات.

· فاغتاظوا منه فوضعوه مع اللصوص والمجرمين، الذين ليس لديهم أي أخلاق، فبدأ ابن تيمية يعلمهم الصلاة والقرآن والعقيدة والكتابة، ويأمرهم بالكتابة وراءه فأصبح السجناء طلاب علم للشيخ الإمام ابن تيمية.

· سعيد ويعيش سعيد، لأن جنته في صدره، فلا يخاف لأن في عزيز في السماء غالب على أمره لو أراد الله أن يفعلوا له شيئا لفعلوه، لو أراد الله أن يحفظه منهم لحفظه منهم، ففي صدره امتلاء فمم يخاف ومم يحزن؟ أيضا الحزن أتى بمعنى الغم في قوله تعالى: ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا [القصص:10].

· انظري كيف وصف الله عز وجل الانفعالات الداخلية، ثم يعالجها بذكر الداء والدواء ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًاۖ إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا [القصص:10] ما هو الربط على القلب؟ دومًا أقول للأخت التي تشعر بهلع وحزن شديد قولي: اللهم اربط على قلبي كما ربطت على قلب أم موسى، والله هذا الدعاء عجيب، عجيب!

· الربط: هو الشد على القلب بحزام التوفيق وملئه باليقين الذي يدفع عنه المخاوف والأحزان.

· الأخوات اللواتي عندهم مخاوف ما الذي سيحدث في الغد؟ بأي اسم من أسماء الله تعالجي هذه المخاوف؟ باسم الله اللطيف، ما معنى اسم الله اللطيف؟

· اللطيف: الذي يوصل تدابيره الجميلة لعباده من حيث لا يشعرون ولا يحتسبون.

· اللطيف: الذي يُنَزِل الرحمة مع المصيبة فتخففها.

· اللطيف: الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض في أيسر ما يكون وألطف ما يكون.

· يجب أن يكون عندك يقين، اليقين هو الثقة.

· اليقين: علم يباشر قلبك، لأن من أفعال الله أن يلطف، فلو أنتِ قلتِ [لا؛ سوف نرى المرار] فأنتِ تُنكري فعل الله، فالموضوع خطير جدا.

· الحزين أو الساخط عنده خلل في العقيدة، عنده اختلال في العقيدة والموضوع كبير جدًا، ليس الموضوع مجرد انفعالات، لا؛ صفاء الحال من صفاء المعرفة، يعني انتِ عندما يصفو حالك دليل على ثقة ومعرفة بربك.

· أين ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًاۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [يوسف:64]؟! وردت نصوص كثيرة لعلاج الهم والحَزَن، من ذلك انه صلى الله عليه وسلم تعوذ من ثمانية أشياء.

· نريد أن نعرف معاني الثمانية أشياء، هذا الدعاء الذي علمه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزَن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال)) وفي الرواية الأخرى ((وقهر الرجال)) وأيضا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالتلبينة.

· كم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد كل شيء يدفع الحزن عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لماذا التلبينة يا رسول الله؟

· قال: ((تجم فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن)) صحيح البخاري.

· وكما ذكرت في مقدمة اللقاء أن هناك حزن طبيعي ولكن هذا الحزن يجب أن تدافعيه بما معك من يقين وحسن ظن بالله.

· ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حَزَن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه)) أخرجه البخاري.

· ولهذا أنتِ تستقبلي البلاء بأن الله سيرفعك به درجات، واحدة تقول [أخاف أن يكون عقوبة ولذلك مكتئبة] حتى لو عقوبة وأنتِ استغفرتِ وتبتِ ﴿۞نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٤٩ [الحجر:49]، لو أحسنتِ الصبر لهذا البلاء فإنه سيكون سبب في تكفير الخطايا. لكن يا أخوات أهم شيء ألا تضطرب فتصبح اضطرابًا نفسيًا.

· وكل هذه الأحاديث تدلنا على أن المشاعر مقدرة في الشريعة ولها قيمتها.

· أهم شيء ألا تكون سبب لعجز الإنسان وامتناعه عن الأعمال وامتناعه عن نفع نفسه ونفع الدين، وأن يكون رهين لهذه الأحزان.

· مثلًا نقول أين يا جماعة فلانة؟ يقولون: [مكتئبة! لا ترد على الهاتف، ولا تريد أحد يزورها ولا تزور أحد...! ولا أريد أن أدخل بيت أحد، ولا أحد يجاملني ولا أجامل أحدا!]

· المصيبة أن يكون عندك انتِ هذا الاضطراب، ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((الزموا الجماعة فإن الذئب لا تأكل إلا من القاصية)) رواه أحمد في المسند، وقال محققوهحسن لغيره.

· وعندما كنت أُدرس الوسواس القهري وعلاجه كان من ضمن الوصايا التي أوصي بها نفسي وإخواني أن تروا الموسوسات والحزينات وتعملوا لهن ممانعة صناعية، ما هي الممانعة الصناعية؟ سنعرفها إن شاء الله.

· المهم أنك أنتِ لا تكوني هكذا ولا تستسلمي للأحزان لأن هذا في حقيقته عدم رضا بقضاء الله، هل عندما نقول في أذكار الصباح والمساء ((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أن)) كلمة ((أبوء بنعمتك)) أنت لا تشعر بها يا حزين، انت لا تشعر بالنعم.

· عندما تقولي: ((عدل فيّ قضاؤك، ماضٍ فيّ حكمك)) أول شيء أن أرى البلاء الذي جاءني أنه عدل فيّ.

· تقول لي: [أنا لست سيئة أنا ودودة وأعمل لزوجي وأسوي له ولكنه جاف وعنده خرس زوجي ولا يقول لي بحبك، لماذا أنا أُبتلى بإنسان كهذا وانا كنت أتمنى ان أتزوج] هي داخليًا تحتاج لشيء فحُرِمَت من هذا الشيء، وأنت تقولي الدعاء تقولي: ((عدل فيّ قضاؤك)) فلابد أن تعرفي أن ما يصلح نفسك ألا تتعلق لحكمة، أُصبتِ بهذا لحكمة وإلا واللهِ لو زوجي رومانسي ما كنتم وجدتموني معكم أبدًا.

· فالطبيعة التي تُبْتلي بها تكون سبب لصلاح قلبك، من الأشياء التي اُبْتُليت بها الغُربة، عندما تصلي للسن الشريف (بعد الأربعين) ستعرفين إن كل بلاء تعرضت له منحة من الله عز وجل، كانت أمي بالنسبة لي قُرة عيني، وعندما تغربت كنت أكلمها كل أسبوعين مرة، كنت وزوجي مازلنا شباب ونبني أنفسنا، وكل شيء كنت فيه حُرِمت فجأة منه، كنت أقول الدعاء الذي علمته لي أمي: "اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي في ما تحب، وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغًا لي في ما تُحب"

· عندما ستدرسون معي الرقاق ستري المحرومين من الفقراء والبخاري يقول: باب فضل الفقر، ويورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش)) رواه البخاري.

· كل الأسباب التي يمكن أن تؤدي لحزنك حتى هداية الغير الله عز وجل يقول للرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ [فاطر:8] ابذلي اقصى ما تستطيعي في هداية من أمامك وأنت متعبدة متمتعة بهذه العبادة، المشكلة أن بلغ الحزن بالنساء أنها عندما تأتي لحفظ القرآن ثم لا تستطيع تظل تبكي [حفظتُ ونسيتُ!] يا حبيبتي هذه أجور والمفترض أن تكون حالتك فرح، ما هذا الذي حل بالمسلمين من تخبط الشياطين! وحتى ونحن نحفظ القرآن نكون متوترين، تقول لي الأخت [أكون متوترة جدا وأنا أحفظ القرآن] لماذا! ادخلي الامتحان وارسبي، أنتِ ناجحةِ، ليس بالشهادات، هل أستطيع أن أقول أن الشهادات التي معي سترفعني عند الله! لحظة صدق وبذل الجهد من أجل أن يرضى. هذا الذي يرفعك عند الله.

· عندما تقرأي في سير العلماء تقرأي أن فلان كان بطيء الفهم بطيء الحفظ. وكان علَّامة! علَّامة! تعرفي أن أنتِ تتعاطي أسباب الحزن.

· من عجيب ما ينبغي أن نعرفه أن الحزن عندما يأتي وأنتِ تدافعيه -لأنه لابد وأن يأتي- فهذا باب عظيم من أبواب الأجور.

· كان إبراهيم التيمي يقول: ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار.

· أي أنه لابد للمؤمن أن يُبْتَلى، من أين أتى بهذا الكلام؟

· قال: لأن الله عز جل حكى عن أهل الجنة أنهم قالوا: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ٣٤ [فاطر:34]، فهم يحكون أن حالهم كان خائفين حزينين لكن مم كانوا خائفين؟ خائفون ألا تُقبل أعمالهم لما يشوبها، ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ٦٠ [المؤمنون:60] هذا الذي يخافون منه. وليس لأنهم لم يشتروا البيت والسيارة ولا الخادمة ولا أن عائلة زوجي لا يقدروني، أدخل عند أصدقائي فما يعطوني مكانتي، أدخل عند زوجي فما لي عنده اعتبار...

· ليس هذا الذي شغلهم، كل ما شغلهم لقاء الله، خائفين أن يكون في نفوسهم شيء يمنعهم عن حسن مقابلة الله جل وعلا، هذا هو خوف الربانيين ليسوا حزانى على أشخاص أو على أوضاع، هناك فرق.

· ولا يُقصد أن صبغة حياتهم هكذا لكن المقصود أنه لابد أن يمر عليهم مشاعر حزن وخوف لكن هذه المشاعر يدافعونها بما معهم من أعمال صالحة.

· كما ذكر الإمام ابن القيم إن من أعظم أسباب ضيق الصدر الإعراض عن الله، فنحن نخاف أن يكون ضائق صدره وحزين ليس من أجل الله ولكن من أجل الدنيا وهذا باب خطير من أبواب الحزن.

· لذلك لابد أن نعرف أن هناك صفات تساعد الإنسان أن يكون حزينًا وهذا الذي بيناه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنه استعاذ من الهم والحزن واستعاذ من الجبن والبخل وكل له علاقة من المؤكد بالحزن.

· ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزَن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال)) هذا الحديث يقول عنه شُرَّاح الأحاديث أنه جمع معاني السعادة التي تحصل في الدنيا ودفع المنغصات فالهم وضيق الصدر من الأمور التي يخشاها العبد مستقبلًا.

· يعني أنا أخاف من المستقبل؟ لابد من تصحيح العقيدة لأن رب هنا رب هناك يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، فالهم: مخاوف وأحزان لشيء في المستقبل.

· الحَزَن: تذكر أمورًا قديمة حدثت في الماضي، [مثلا امرأة تُذَكِّر زوجها بأمور فعلها أهله يوم زفافها، أو تَذكر لزوجها أقوال من بعض قريباته لها، ثم تبكي]

· هذا كله رجز ووساوس من عمل الشيطان، وكأنها دائرة.

· تتذكري فتنفعلي ثم تتذكري وتنفعلي..، إحدى الصديقات تقول لي [أصبحت أُكلم نفسي بصوت عالي] فقلت لها: ناجي ربك.. ناجي ربك، ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ [الذاريات:50] لا تجعلي نفسك فارغة، أنتم تعتقدون أنه حديث النفس ولكن من يدخل مع النفس؟ الشيطان، هو من يُذكرك بالألم، وتكون صورة متكررة، وسواس فكري دائم، تقول لي: [لا أستطيع أن أتوقف] يمكن أن تتذكري صورة معينة مؤذية لكِ وأنتِ صغيرة مثلا وهذا يُسمى وسواس الصور، لأنِك تتذكري صورة مؤلمة، هذا كله ليس حديث نفس هذا قرين، فلابد أن تتعالجي بالرقية والفرار إلى حلقات القرآن والتدبر ولزوم الصحبة الصالحة.

· بمجرد أن تجدي نفسك تتذكري أمور في الماضي تضايقك فقولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وعالجي نفسك، إياكِ أن تجلسي دون أن تسمعي عن ربك المعطي، عن ربك الكريم الأكرم، عن انتظارك من الكريم العِوض، إياكِ؛ لأن هذا يعتبر مرض، أسأل الله أن يجعل الله هذا الكلام شفاء لقلبي وقلوبكم، لابد أن تفهمي مداخل الشيطان.

· فالهم: هو الخوف من المستقبل.

· الحَزَن: التفكير في الماضي.

· القرين مقارن لكِ لا ينفك عنك، لكن ربك العظيم الذي في السماء ما يتركك له أبدًا طول ما انت صادقة في لجئك إلى الله وفهمك لكلام الله واعتصامك بكلام الله، ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ١٠٠ [النحل:99-100].

· فالهم: للمستقبل، الحَزَن: بسبب ما يفكر فيه الإنسان فيما مضى من شيء، وهذان الأمران متصلان.

· عندما تفكري في الغم الذي مضى وتحملي هم ما هو آت فما الذي سيحصل معكِ؟ عجز.

· العجز: هو عدم قدرة الجوارح على القيام بما يأمله الإنسان ويطمح فيه، وهو يتأثر جدًا بالهم والحَزَن.

· قومي نظفي بيتك. [ما أقدر أنظف، تعبانة، زهقانة]

· قومي حفظي أبنائك القرآن أو اجلسي معهم جلسة علم [لا أقدر، ما عندي نِفس، زهقانة، ما أقدر عليهم] لأن هي أصلا ما تريد فأي أحد تريدي تعلميه الدين فالشيطان يمنعك، فتتعصب وتتشاجر، لأنها في الأصل متعبة ففاقد الشيء لا يعطيه.

· عالجي نفسك بالمُكث على كتاب الله وفهمه.. فهمه، يقول الإمام ابن تيمية: والمطلوب هو فهم القرآن والعمل به فإن لم تكن هذه همة صاحبه لم يكن من أهل العلم والدين. (انتهى كلامه)

· الكسل: هو مما يتأثر به الإنسان وهو يتأثر بالضيق الذي يفكر فيه الإنسان او الذي يشعر به فيقعد بهذا الكسل عن المعالي ويركن إلى الراحة ولا يسعى ولا يبذل جهوده، ويصبح تمًاما إنسانا سلبيا لا قيمة له.

· ما معنى الجُبن؟ قلنا أن الحُزن سيأتي بالهم والحَزَن عجز وكسل وجبن، ما هو الجبن؟ هل الجبن هو الخوف؟

· العجز عن الشجاعة والإقدام هذا معنى سطحي جدا للجبن، لكن الجبن الحقيقي هو منع الإحسان.

· [أنا لا أريد منك شيء ولن أفعل لكِ شيء] هذا جُبن، [لا أطيق خدمة أحد] أنتِ هكذا جبانة.

· تعريف الجبن عند العلماء الربانيين الجبن: منع الإحسان، لا تريدي أن تفعلي إحسانا مع أي أحد، نفسيتك سيئة، لا تريدي فعل أي شيء لأحد، وهذا غير الأنانية تماما.

· أنتِ لا تريدي أن تخدمي أحد ولا تنفعي أحد ولا تعملي شيئا لأحد ولا أحد يعمل لكِ شيئا، في إمكانك ولكنك نفسيًا لا تريدي.

· البخل: هو العجز عن الجود بالمال والصدقة والزكاة والإيثار، وسنرى كيف هذه الأمور كلها متقاربة ومتصلة لكن لنركز أولا على الهم والحَزَن وكيف انهما داءان ضاران بالإنسان لابد أن يحاول أن يجاهد في طردهما، وتجدي أن كثير من المتحطمين نفسيا الذين لا يرون أن هناك أمل لا أنفسهم ولا في مجتمعهم ولا في أبنائهم يكون قد أصابهم هذا الداء، فنقرر أولا أن الهموم والأحزان أكبر أعداء الصحة النفسية ولابد أن يبذل الإنسان جهده من أن يتعايش مع الواقع.

· لابد أن تتعايشي مع الواقع وتحاولي تغييره بالاستعانة بالله.

· وعندما يكون في الإنسان مشاعر سلبية تأتي من الشيطان إذا كان عنده قدرة يدافعها بما معه من يقين وثقة وحسن ظن بالله فهذا هو المؤمن حقا كما قال الله عز وجل: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ١٣٩ [آل عمران:139] إذا كان تأتيكِ أحزان ولديكِ قدرة على مدافعتها بما معكِ من علم الله فأنتِ مؤمنة حقًا. إذا كان الشيطان يأتيكِ فيقول لك: [ليس لي حظ] تقولي: الله سلام من أن يبخل عني بشيء أنا أحتاجه حقيقة إذا كان في هذا الشيء نفع لي.

· عندما يأتي الشيطان يقول لكٍ [أنتِ مريضة وستظل مريضة] تقولي: ربي شافي طبيب؛ دائي باطن ولديك طبي ومن لي بمثل طبك يا طبيبي.

·  عندما يقول لكِ: [أنتِ لا زوج لكِ ولا سند] تقولي الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

· عندما يقول لكِ [أنتِ فقيرة ولن تستطيعي أن تنفقي وتعيشي وستُرمي في الشارع] قولي ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ٢٢ [الذاريات:22] كلما يأتيكِ بوساوس [هؤلاء الناس ظلمة، أذوكِ، تعبوكِ، يا ما رأيتِ منهم] قولي الديَّان؛ البر لا يبلى والذنب لا يُنسى والديَّان لا ينام، فكن كما شئت كما تدين تُدان.

· كل ما يأتيكِ بحزن نتيجة بلاء وقع بكِ فيكون عندك قدرة بما معكِ من علم ونصوص في القرآن وفي السُّنة إنك تدافعيه فأنتِ هكذا مؤمنة حقًا. وهذه تُسمى الممانعة الطبيعية.

· وإذا ضعُفت قدرتك واستسلمتِ لمشاعر الفشل وخيبة الأمل وتذهب ابتسامتك ويذهب انشراح صدرك ويظهر دائمًا أساكِ وتطوري وتصبحي عازفة عن الحياة ومنطوية على نفسِك ولا تريدي لقاء المسلمين ولا دخول بيوتهم ولا هم يدخلون بيتك ولا ترينهم فأنتِ وصلتِ إلى حالة من الاضطرابات النفسية.

· لو تجنبتي الناس وأنت مُحسنة معهم من بعيد فهذه قمة القوة النفسية، ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصّلت:34].

· كَأَنَّهُ: انتبهي لعظمة القرآن؛ ﴿كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ٣٥ [فصّلت:35]

· ثم تأتي الآية التي بعدها إعجاز لتعرفي  أن ربنا الذي خلق أنفسنا ويراعي ما يأتي النفس من وساوس هو الذي قال هذا القرآن، ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٣٦ [فصّلت:36] ما الذي يحدث لكِ بعد ما تصبحي بخير مع الناس والموضوع يمر بسلام تقولي [ليتني رددت عليها، يا ليتني كنت علمتها الأدب، كل مرة تضايقني وتؤذيني وتكيد يا ليتني فعلت كذا] فيأتيكِ النص الذي يدفع عنك هذا النزغ ، تقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اللهم أجرني منه يا رب، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأُحاذر. وتذهبي لدرس علم فورا، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزبه شيء فزع إلى الصلاة، فهذه هي الممانعة الطبيعية.

· لا بأس أن يكون بينك وبين الناس مسافة حتى لا يخرجوكِ عن شعورك ويجعلوكِ تنسي النصوص، أهم شيء ألا تكوني متضايقة من داخلك، لا تكوني واقفة تصلي ودمك محروق من أجل كلمة قيلت في أي وقت، لا تكوني واقفة تُصلي وأنت تُفكري [لماذا فعلوا بي كذا، أنا إنسانة طيبة.. أنا كذا.. أنا كذا]

· انتهى؛ الله قال: ﴿۞يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ١٥ [فاطر:15]، كلنا ناقصون؛ أنتم تتكلموا في شيء لابد وأن يحدث، لابد أن تُبْتلي في أقاربك أو أقارب زوجك أو جيرانك أو أولادك أو غيرهم أو في نفسك نسأل الله سلامة الصدور والنفوس.

· الابتلاء: هو أن يحفز الشيطان من حولك عليكِ، هذا سنة كونية، ما معنى السنة الكونية كما قال الإمام ابن القيم، كما أن الشمس تشرق وتغرب وفي ليل ونهار وفي مطر وحر وبرد فلابد من وجود أذى، لابد؛ اختبارات.

· لكن عندما يصل الإنسان إلى حد انه يكون منطوِ بسبب الأحزان فهذا أمر يذكره المتخصصون في المعالجات النفسية إن الاستسلام لمشاعر الحزن أن هذا الحزن يأكله، وينهبه ويصبح سمة له، ويصبح عنده تراجع في فكره وعقله ويتطور فيَشُل عقله عن ممارسة دوره السليم في التمييز، لدرجة أن الحزن ممكن أن يؤثر على بقية أعضاء الجسم وعلى غدد الجسم، فيؤدي إلى اضطرابات في الغدد وإلى أمراض بدنية، ومن الأمراض التي يؤدي الحزن إليها ويؤدي إليها أيضًا الغضب: القرحة وسوء الهضم وآلام القولون ووجع المفاصل والصداع والأرق..، كل هذه أمراض تنتشر من وراء الأحزان إذا لم يدافعها العبد.

· وهذه الحالة المرضية للأسف الشديد من مراسلات آلاف من النساء في الاستشارات النفسية، أجد أن آلاف من النساء عندهم هذا الحزن والاكتئاب ويتقلبون بين وساوس الشيطان، لدرجة انها يمكن أن تقوم وتنام وهي تُفكر في نفس المشكلة ونفس الحالة ونفس المأساة التي هي فيها، أيًا كانت سواء مع أخ أو أخت أو عائلة أو أهل زوج أو مع شغل أو مع جاه، دوما تُفِكر فيما يضايقها، هذا اضطراب نفسي. ما علاجه؟

· علاجه في المُكث على كتاب الله والفرح بكتاب الله والانشغال بكتاب الله فستجدي ان مع كل آية يُذهب الله عز وجل ما بكِ من أذى، نحن بناءً على ما قررناه سابقًا بأن فرحنا.

· من درسوا معي الفرح ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا [يونس:58] الفرح الصحيح أن تجلسي مع صحبة صالحة فرحة، فرحانة بحق، تشعر بلذة كلام الله بجد، تشعر بنعمة إن الله سبحانه وتعالى يتكلم عما بداخلي ويعالجني به.

· من أسباب الصحة النفسية المُكث على كتاب الله، ولذلك في سورة محمد يقول الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ٢ [محمّـد:2] ما ﴿البال﴾ يا أخوات؟  البال: هي الظنون التي تأتي على النفس فتَسُرها أو تُحْزنها.

· كل ما يأتيك شيء يُحْزنك الله يصلح لكِ بالك بما يعطيكِ من كلامه ووعوده الجميلة وتدابيره ويتودد إليكِ وهو الودود ذو العرش المجيد بآلائه وألطافه.

· تبدأي تقرأي في كلام الله عن ألطافه، عن آلائه، تعيشي مع القرآن، هذه هي اللذة الحقيقية والكثير من المسلمين حُرِموا منها، وهذا هو الفرح الحقيقي الذي قال الله عز وجل عنه في سورة يونس ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ٥٧ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ٥٨[يونس:57-58]

· أهل الدنيا كل تفكيرهم في اللذات الحسية، في كلام لأحد الأطباء النفسيين قال فيه: إن اللذة الحسية لا تسعد إلا الأطفال والصغار والمتخلفين عقليًا.

· الإنسانة الفرحانة بواحد تُحبه وهو يُحبها هذا هو كل فرحها في الدنيا، ويجلب لها ويفعل لها وملهوف عليها، فرح باللذة الحسية.

· هي نعمة من الله لو في الحلال لأنها سبب من أسباب السعادة وتؤدي إلى زيادة هرمون السعادة في الجسم، لكن هل هذه هي اللذة الحقيقية؟ واللهِ أبدًا.

· فمن يُفكر في اللذة الحسية هو يحرم نفسه من عظيم اللذة الروحية مع الله عز وجل، ومع كلام الله ومع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.

· يقول أيضا: لا يُقبل على تحصيل تلك الملذات السريعة من البالغين فقط؛ وأن يكون سبب سعادته بأن يحصل على كذا وكذا من أشياء دنيوية من الأكل والشرب وتكوين العلاقات، الذي يكون هذا فقط سعادته وإن ما وُجِدت انتهت به الحياة فدخل في اكتئاب.

· ما يكون هذه المقاييس إلا لأصحاب النفوس الخسيسة التي جعلوها غاية لهم.

· نأكل ونشرب ونتفسح ونعيش الحياة.

· ويبغون سعادتهم فيها فلا يُوَفَّقون لأن كثرة الإقبال على اللذات الدنيوية يولد النَّهم

· أريدكم أن تعيشوا كل كلمة في هذا التقرير، طلب الدنيا وطلب الملذات فيها وجعلها مقياس لسعادتي [لو عندي هذا سأكون سعيدة ولو ما عندي لن أكون سعيدة] فهذا يولد النَّهم.

· النَّهم يفسد متعتها ويُشقي طالبها ويُضني عابدها.

· يفسد متعتها: مثل أن أربط بين أن أسمع كلام جميل ممن أحب يوميا، ثم لأي ظرف لم يقل لي كلام جميل، ويكون متقلب المزاج، فأكتئب لأني لم أسمع كلمة حلوة!

· فلانة راضية عني وتشكرني فأكون سعيدة جدًا جدًا، ثم تأتي فجأة وتخسف بي الأرض فأتحطم نفسيًا. ما هذا يا أخوات؟ ما هذا الذي نحن فيه؟

· الفضيل بن عياض يقول: من عرف الناس استراح، فلا يطرب لمدحهم ولا يجزع من ذمهم، فإنهم سريعو الرضا سريعو الغضب والهوى يُقلبهم.

· أنتِ تجعلي حالتك النفسية وِفق كلام أشخاص! هل هذا عقل؟! لا بالطبع.

· كذلك اللذات عندما تأتي بنوع من الحلال لكن معها انتظار الأجر من الله فتتمتعي روحيًا و حسيًا بدليل أنه لا مانع أن تحصل سعادة في الدنيا بشرط أن يكون رضا الله عز وجل هو المطلوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((للصائم فرحتان، فرحة عند فطره وفرحة عندما يلقى ربه)) وهذا له معنيان عند أهل العلم، أنه إذا ابتلت عروقه سيحصل فرح لا مانع لكن ليس هذا ليس هو سبب للفرح الحقيقي، سبب الفرح الحقيقي أنه وُفِقَ في يومه واستطاع أن يصوم يومًا لله يباعد بينه وبين النار سبعين خريفًا وأن هذا اليوم سيلقاه عندما يقف بين يدي الله، يرجو ذلك وينتظر الأجر من الله.

· لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا)) ما معنى احتسابا؟ أي ينتظر غفران ذنوبه كلها، ينتظر أنه وهو بين يدي الله يقول لك صمْت يا عظيمًا في السماء. هذا هو سبب الفرح الحقيقي.

· نحن نريد أن نُكُوِن لدينا ولدى الشباب والأطفال ممانعة نفسية ضد تقلبات الحياة وهمومها، الممانعة النفسية أي تحفظي من كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم إن أي شيء يحزن من أمامك مثلًا [ابنتك تقول لكِ يا أمي فلانة عندها ونحن ما عندنا] تدفعي ذلك بأي لفظ؟ لابد أن تكوني ممتلئة حتى تُعطي.

· عندما تري زوج صديقتك يحب زوجته ويشتري إسورة ذهب وأنت زوجك لا ينفق عليكِ ولا يعطيكِ مصروف.

· ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ١٣١ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ[طه:131-132] الذي سيُذهب عنك هذا الضيق هي الصلاة، هذه مجرد زهرة أي شيء دنيوي، الله أعلم ما بداخل البيوت، يمكن ان يكون اشترى لها الإسورة بعد شجار شديد ليصالحها فلا تحكمي على الناس ثم تحزني وتقولي [لماذا فلانة زوجها يعمل لها!].

· أحد محارمي يقول لي: زوجتي تقول لي: [فلانة زوجها يفعل لها كذا]، فقال لها: اذهبي وتزوجيه!

· عيب على المرأة أن تقول لزوجها انظر لفلان ماذا يفعل! انتِ لا تعلمي شيء ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ هي أصلا مفتونة.

· والله من عجيب القصص أن واحدة كلف زفافها مليون وأتاها ذهب كثير وسافرت هي وزجها المهندس من العائلة الكبيرة ومليارديرات وتفاجئ على الطائرة أنه مع صديقه.

· ثم وهي في غرفتها بفستان فرحها وسعيدة تسمع قرع على باب الغرفة ويفتح الباب ويرتمي صديقه في أحضانه، فاكتشفت أن زوجها مثليّ شاذ، وقضى شهر العسل مع صديقه في الشذوذ، وترجع لأهلها الذين يحسدونها. ويسألوها أنتِ حامل؟! وهي لم تتزوج أصلا. كانت القصة في بريد الجمعة منذ سبعة عشر سنة.

· ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ أنتِ يمكن تكوني في شقة صغيرة وفي غاية السعادة، ومن في القصور عندهم بلاءات أنتِ لا تتحمليها، فاجعلي عندك ممانعة، قولي لأبنك وبنتك ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ، فالمفروض أننا كأمهات نكون محصنين أنفسنا بالنصوص التي تدفع الأحزان ونحصن أبنائنا، لأن للأسف الشديد في ظاهرة أن الشباب استسلموا لحالة من الهم والحزن، الشاب يكبر [كيف سأتزوج وكيف سأجُهز ومن أين سآتي بكذا والحكومة تفعل فينا كذا] قولي له يا ابني ((ثلاثة حق على الله أن يعينهم: أولها الشاب يريد العفاف)).

· والله الشاب عندما يريد العفاف ويكون فقير وما معه شيء ويرزقه الله يأخذ فتاة من أجمل ما يكون ومن أحسن ما يكون وأتقى ما يكون.

· كنت أسمع شباب عندما يقول لهم أهلهم كيف ستتزوج! يقول لهم: [عندما أنوي الزواج ستأتيني العروس والشقة والامكانيات] وسبحان الله يحدث لأن عنده يقين. لأن أنا لا أريد إلا أن أرضي الله وأريد العفة فهذا حق الله أن يعفه.

· واحدة قريبتي ابنتها تقول لها: [من أين ستجهزينني؟ قالت لها يا ابنتي الخادمة تجهز بنتها أحسن جهاز، هل تظني أننا لن نستطيع أن نُجهزك!]

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك ونتوب إليك.

تعليقات