أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
· توقفنا عند القاعدة في هذا الحديث العظيم
وكل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم، ((إن هو إلا وحيٌ يوحى علمه شديد
القوى ذو مرةٍ فاستوى وهو بالأفق الأعلى)) صل الله على محمد وعلى أله وصحبه
وسلم.
· كنا عند القاعدة التي تقول: أن ذكر الموت يصلح الحياة إذا استعنا بالله وليس ذكراً
وسواسياً.
· لأن الشيطان يعمل على أن يدخلك في
الاكتئاب، فيدخلك في الاكتئاب إذا لم يكن عندك مال.. فإذا كان عندك أموال يدخلك في
الاكتئاب لأن ليس عندك أولاد، فإذا كان عندك أولاد ولم يكونوا صالحين وأنت منهكة
في تربيتهم ادخلك في اكتئاب لأنهم لم ينجحوا، فهو يخرج لك من تحت الارض شيئاً
يدخلك بسببه في اكتئاب.
· أي شيء يذكرك بالناقص في حياتك، مع أن
الناقص الذي أنت محرومة منه هو عين الرحمة لان الله عز وجل ما يمنع الا بحكمة وما
يعطي إلا بحكمة. سبحانه وتعالى لمن عرفه باسمه الحكيم اذاً الشيطان يأتي فيريد
أيضاً أن يدخلك في اكتئاب سيذكرك بالموت ويخوفك منه ولكنه يذكرك ليس ذكرا حتى
تعتبرين وتستقيم نفسك، بل يذكرك به ذكرى شيطانية تجعلك تكتئبين فنحن جئنا الآن واجتمعنا
كي نتعلم كيف سنحاربه ونجعل ذكر الموت مبنياً على الإيمان.
· نحن يقيناً يسيطر على مشاعرنا أننا
سنموت.. نعلم يقيناً أن الذي يموت لا يعدم بل قد يكون الموت لك أنيساً أكثر من
الأحياء. بل قد يشعر الميت بالأنس والاستمتاع أكثر من الأحياء ويكون قد جاور ملك
الملوك، فهو في حالة من الهناءة ولذلك مات شابٌ صغير لأحد الشعراء فقال الشاعر في
تعزية نفسه:
· جاورت أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره
وجواري
· فيقول إن ابنه جاور ربه وأنا معظم الذين
انا معهم يتعرض لهم من الأعداء والأذى ما يعلمه ربي، شتان يعني فرق شاسع وكبير
وواسع بين جواره وجواري نحن في الدنيا نجاور بشراً كلهم نقائص ومؤذيين فلما جاور
ربه شتان بين جواره وجِوارهم، حتى هذا لمن عرف حقيقة الموت وعرف أنه ليس مجرد عدم
إنما مخلوق جديد تدخلين فيه ويدخل فيك.
· وهذا المخلوق الجديد الذي هو الموت متى
ينفعك الله به؟ إذا خططت في الدنيا لما يؤنسك وأنت ميتة لما يهنئك وأنت ميتة، ما
هو عملك الصالح الذي تدخلي به على الله؟
· ما هي تلاوتك للقرآن ليل نهار؟ ما هو
تدبرك لكلام الله؟ والعمل به الذي سيأتيك ويؤنسك ويسليك في قبرك؟ ما هو التوحيد.. التوحيد
من ربك؟ ماذا أصّلتِ في نفسك عن ربك وعن أسمائه وصفاته؟
· فهل تستطيعي أن تقولي عند لحظة لقائك لله
عز وجل بأننا ما كنا ندري ما سيحدث فلذلك نحن لم نستعد؟
· لا.. لأن بين يدينا العلم كله عندنا
الكتاب والسنة فأين نحن عما سنواجهه؟
· سنضرب لكم مثال على التضييع الذي نحن فيه،
عندما يأتي تاجر ويضيع فرصة تجارية كان سيكسب من ورائها الكثير! يعني المفترض أن
يقابل ناس يعقد معهم الصفقة التي طالما تمناها في الساعة تسعة صباحاً ولنتفترض
"أن هناك مناقصة بعشرة مليون سيأخذها، ونام ولم يضبط المنبه ما عمل حسابه ما
قال لاي أحد ان يوقظه وذهبت الصفقة التي كان يأمل أن يتحصل عليها " بعشرة
مليون. ماذا ستقولين له؟
· تقولي له أين أنت؟ لماذا لم تأخذ
بالأسباب؟ لماذا لم تضبط المنبه؟ لماذا لم تطلب من أحد ان يوقظك؟ كيف تضيع هذا
الذي كنت ستلقاه؟ كل من حوله يلقي عليه بالملامة على تضييع عشرة مليون، فلا تلومن
إلا نفسك! ولا تَلومين أحد غيرك على تضييع حياتك!
· فأنت لابد أن يسيطر على مشاعرك أنك مقبلة
على الموت كذلك فماذا تفعلي به؟ اجعليه سبباً لصلاحك كيف؟ إذا استعنت بالله، وطلبت
العون من الله... فالنقطة أن تجعلي ذكر الموت من الايمان تؤمني أن الناس على قسمين
عندما يموتون الناس عندما يموتون على ماذا؟ قسمين:
· قسم من أهل الايمان
· وقسم من أهل الكفر.
· النقطة الثانية: تعرفي الحقائق التي
ستكون يوم قيامتك:
· انت من لحظة موتك ماذا سيحدث؟ تعرفين ما
هي صفات الشخص الذي يؤنس في قبره، الذي تكون سكرة موته واحتضاره على ما يحب الله،
من هو الذي ستستقبله الملائكة فتقول له لا خوفٌ عليكم ولا أنتم تحزنون؟
· مشكلتنا
أن قلوبنا تعرف المسألة وتلتفت عنها.
فمثلاً الصفان اللذان أمامي الناس تذهب أمامهم. فماذا يحصل لهم في المحاضرة ونحن
جالسين وهناك أناس يدخلون ويخرجون. أبصارهم تلتفت وهم لا يشعرون.. لا يشعرون أنهم
يذهبون معهم ويروحون ثم يعودون وكأنهم لم يفعلوا شيئاً.. أنهم لم يؤذوا أنفسهم،
ولكنهم آذوا أنفسهم خاصة أنهم كانوا يستمعون كلاماً متصلاً ببعضه ولا أحد سيعيد الكرة
ويتحدث به ثانية لهم مثلاً يعني أنت عندما يشرد ذهنك في المحاضرة ما شردت
عنه وتعدتيه لن يقال ثانية،
لو ضاع منك جزء من الكلام بفضل الله عز وجل التي عندها تسجيلات تكرر الاستماع
للتسجيل وتعوض ما فات، لكن أنا عندما اكون داخل محاضرة ومركزة كل تركيزي على كلمات
المعلمة وبعد ذلك التفت يمنةً ويسرة مع من دخل ومن خرج.
· أنا هكذا اضيع وقت أؤذي نفسي بتضييع
العلم النافع هكذا نحن نفعل تأتينا الاخبار وراء الاخبار المواقف وراء المواقف
ترشدنا لله والدار الآخرة ولكن قلوبنا تلتفت عن الله وتتعامل مع الأشياء حولها
كأنها باقية تتعامل مع الأشياء كلها كأنها ماذا؟ باقية... سبحان الله!
·
النقطة
الثالثة: أن تقوي حسن
ظنك بالله.. وكيف يكون
هذا؟ كيف يقوى حسن الظن بالله؟ لن يحدث هذا وتحصدي ثمرته إلا بمعرفة الله، الا
بمعرفتك لمسببات رحمته وحكمته ورأفته سبحانه وتعالى تتعلمين عنه بأسمائه سبحانه
وتعالى انظرن! كيف يقول الله عز وجل في سورة البقرة:
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِۚ
وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ٢٠٧﴾
[البقرة:207] هنا
يريد أن يميت نفسه من أجل أن يرضي ربه، يذهب يميناً وشمالاً حتى يرضى الله، فماذا
يقول الله عز وجل له: ﴿وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾
· فإذا رأى الله في قلبك صدقاً في طلب رضاه
سبحانه وتعالى وتعلقاً به إلا يرأف بحالك ويوفقك إلى ما يحبه سبحانه وتعالى ويرضى،
فلا تظن أنك تُقبلين جادة وتبذلين جهداً وتستفرغين قواكِ وتشد بزمام الهمم، ثم لا
يعاملك برأفته ولا يعاملك بتمام رأفته سبحانه وتعالى ولذلك من ضمن القواعد التي
أكررها كثيرا عندما تخبرني واحدة أنا أتمنى أن أغترف من مناهل الطاعات كل ما تصل
يدي إليه! ولا أستطيع.. وأتمنى ولا أعرف كيف؟ واتمنى ولست مستعدة لعمل ما أتمناه، أقول
لها لو كنت صادقة وبذلتِ الجهد لا تتصورين أبداً أن تكوني صادقة ويخذلك الله لأن ﴿اللَّهُ رَءُوفٌ
بِالْعِبَادِ﴾.
· النقطة الرابعة: من أجل أن يكون الموت
صلاحاً للحياة. ادفع عنك قطاع الطريق من أجل أن تذكرين الموت ذكرا يصلح الحياة ادفع عن نفسك قطاع الطريق والذي يزود
بنا عن طريق الهداية والاستقامة والطاعة هم قطاع الطريق وكل شخص منا عنده قطاع
طريق مختلفين.
· أكثرنا تكون الصحبة المثبطة هي العارض
الأساسي والمشكلة الرئيسية للإعاقة عن الطريق المبتغى السير فيه فتكونين أنت قد
نضجت وليس شرطاً بالعمر إنما نضجت نتيجة تفكيرك وتدبرك وتأملك وتري زملائك الذين
يعيشون معك لا زالوا في مرحلة الطفولة من جهة تعلقهم بالدنيا فلما تجتمعين معهم
يعلقوك بالدنيا وأنت إذا باشر اليقين قلبك وكنت قد تعلمت عن الله وأسماؤه وصفاته
فلن يستطيعوا لغوايتك سبيلا، أنصحيهن بأننا لا نتعلق بهذا، فكله سيذهب ونتركه،
فمباشرةً ينقلبون عليك ويقولون لك أنت كئيبة أنت نكدية. هلما نذهب للتسوق في
المولات (الأسواق)، نمضي اليوم في الكافيهات والمطاعم.
· هذه الحلول التي يبتدعونها حتى يخرجوك
كما يزعمون من حالة الاكتئاب، اذاً ما الحل؟ النضج العقلي يسهل عليك الا يأخذك أحدهم خلفه وإنما تبقي يقظة
ومدركة لبواطن الأمور وتتساءلين بداخلك: على اي شيء ستقبلين! من الأجدر بالإتباع؟ ازداد
علماً عن الله وعن لقائه واستعد للتعلم عن الله عز وجل استعد وأنت تعلمين أن الله
عز وجل يوم القيامة يدخلك في كنفه فيكلمك أنت وهو سبحانه وتعالى وليس بينكما حاجز
ويكلمك ليس بينك وبينه ترجمان، لماذا تعلمين هذا الشيء؟
· لان لما تعلمين ستستعدين للقاء الملك
العظيم ولا يأخذك أي أحد ورائه ما في أي أحد يأخذك وراءه في شيء ليس نافعاً لك لا
في الدين ولا في الدنيا ولا في الأخرة.
· ومن القواعد الرائعة للشيخ السعدي رحمه
الله التي أخذها من تفسير القرآن: أن من ترك الاشتغال بما ينفع مع الامكان ابتلي
بالاشتغال بما يضره فأنت ابداً ابداً ما تتركين طريق العلم عن الله، لا تحدين ولا
تبتعدين وتعلم عن الله ولقائه وأسمائه وصفاته وتستعدين له لو تركت الانشغال بمعرفة ملك الملوك ومعرفة كلامه
وكتابه سيبتليك الله بالانشغال بما يضرك فيبتليك الله نفسك إذا لم تشغليها بالطاعة
شغلتك هي بالمعصية، لكن العبد الرباني والأمة الربانية كلما زاد استعداده واستعدادها
للقاء الملك العظيم بمعرفته والعلم عنه وتدبر كلامه وكتابه والدعوة اليه والصبر
على مشاق الدعوة سيصبح عندك من النضج العقلي ما لا يوازيه الناس الذين يعيشون معك
المقصد أننا نحتاج أن ندفع عن حياتنا قطاع الطريق، من هم أكثر قطاع الطريق الذين
تتصورينهم؟
·
يقول
الله عز وجل في سورة طه: ﴿فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ
هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ١٦﴾ [طه:16] اي لا يصدنك عن الآخرة. وأكثر صادّ
قاطع للطريق أول قطاع الطريق:
·
هم الصحبة غير الصالحة، ثم
يأتيك شيء عظيم جداً ممكن يضرك وهو نفسك
التي بين جنبيك فلا تتبعي هواها (هواها: ميلها) إلا أن كان ميلها بعيداً عن
قال الله، قال رسول الله قال الصحابة أولوا العرفان يبقى أحذر وأنتبه! أن نفسك
التي هي الهوى، ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ﴾ [الجاثية:23] قد تصبح الهاً، إلها يطيعه مثل ميوله
ورغباته وشهواته يطيعها هؤلاء من قطاع الطريق.
· كيف
تدفعين عنك يا اختاه قطاع الطريق. كيف تدفعي قطاع الطريق عن نفسك؟
· أولا: وهو المتكرر في أسباب السعادة وفي
الحياة في الوسائل المفيدة للحياة السعيدة وفي كل مفاتيح السعادة:
· تعرف على الله وتعلم عنه، اجعليه ركنك
الشديد كلما تعلمت عن الله عز وجل كفاك، وشعرت أن هناك نُضج في تفكيرك. فأصبحت
الامور تأخذ حجمها فتعلمين أن كل شيء رزق من الله. تعلمين أن كل شيء يدفعه الله،
تعلمين أن ليس لك الا الصمد الركن الشديد الذي تأوين اليه في قضاء كل حوائجك ولا
تأوين الى غير الله.... اعلم! ان كل شيء قسمة فلا تغرنك الدنيا وتشتاقين لها
وتجرين وراء ملذاتها ويكون كل همك هي وكيف تحصلين على أكثر قدر من طيباتها إذا كيف تدفعين عنك قطاع
الطريق؟
· تعرف على الله.
· تعرف على الدنيا كلما تعرفت على
الدنيا نضج تفكيرك تجاهها فكم من مرة في القرآن الكريم، كلام الله يذكرك "أن الدنيا متاع الغرور" أتعلمين
ماذا يعني انها متاع الغرور؟
· كرجل ذهب للسوق واشترى متاعاً طيب ثم
انفض هذا السوق.. السوق انتهى وقته ولا يوجد سوق ولا أحد يبيع وعاد إلى بيته
بماذا؟ بمتاعه فرحاً ففتح المتاع فوجد أنه غُرّ وغُش، "مثلاً لو كان أكلاً
الأكل قد فسد، لو كان ثياب، الثياب يجدها بالية، فتح متاعه وجد انه قد دلس عليه
وانغش وانغر، هذا مثل حالة شخص يجري وراء الدنيا وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة
ولم يهتم في هذه الدنيا لا بالعلم عن الله ولا الدعوة اليه ولا تعليم المسلمين ولا
العمل بكتاب الله لا فهماً ولا تدبراً، هناك أناس عاشت وماتت وما تدبرت آية هناك
أناس عاشت وماتت ما عرفت ماذا يعني اسم الله "المؤمن" الذي يخلق السكينة
والطمأنينة في قلوب عباده الموحدين، الذي يصدق عباده وعوده هناك أناس لا تعرف ما
هي الوعود التي فيه أصلا عاشت وماتت هكذا كانت تأكل، تشرب، تلبس وتلهو، أهم شيء
المكاسب ثم إذا جاءت لحظة الدنيا وجدت أن كل ما معها لا شيء.
·
في
آية الحديد تعرفك بكلام مختصر عن الدنيا حصر الله عز وجل الدنيا في خمسة أمور:
﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ
وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾ [الحـديد:20]
انتبه!! فأنت في فترة من حياتك كنت لاعبة ثم في فترة
من حياتك كنت لاهية ثم
في فترة من حياتك تهتمين بالزينة وارتداء الفاخر من الثياب ثم في فترة من حياتك
تتفاخرين بما عندك وبنسبك ومكانتك العالية وبشهادتك ثم فترة من حياتك تكثيرين
وتنمين نماء متواصل في الأموال والأولاد وتجميع الأشياء ذات المال وذات الجاه
هؤلاء الخمسة كلهم يذهبن بعيدا عنك زمرة واحدة، فبدنك تجدين انه لاعب، قلبك لاهٍ،
غير مهتمة إلا بالزينة الخارجية كل تفكيرك أن تفتخرين على غيرك وتريدين دائماً ان
تكوني احسن من هذا وذاك وما عندك ليس عندهم، وأحسن من هذا ثم أكثر وأكثر ولا
تشبعين وتكتفي مما لديك وتقنعين!! فبهذه الصورة تحولين الشيء الذي ليس له قيمة إلى
شيء له قيمة تعال أنقذ نفسك ولوميها وعالجيها من أهوائها، خططي لقبرك وللأنس به.
· يقول لك الله عز وجل افهمي هذه السورة
افهمي هذه السورة: ﴿كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ﴾ [الحـديد:20] الكفار
هنا ليس بمعنى (الكفار الذين هم قد أشركوا بالله) كفار هنا بمعنى الزراع وأعجب الكفار نباته اي أعجب
الزراع زرعه، أي أنه زرع بهيج فهنا الزراع أعجبهم هذا الزرع (وكان يعجبهم النبات
هذا فربنا جعله ماذا؟ مصفراً). وما معنى جعله أصفر؟ ذبل ومات...
·
المهم
هذا الزرع البهيج والذي يفهم في الصنعة يعرف انه في غاية الجمال، ثم يهيج فتراه
مصفرا ثم يكون حطاما ولو كان حطاماً وانتهى لانتهى الامر، لكن انتبهن! في الاخرة
عذاب شديد أو مغفرةٌ من الله ورضوان إذاً لا يوجد الا واحد من طريقين: إما هذا او
ذاك، فكأنه يقال لك خطط لقبرك وللأنس به يقال لك لا تغتم! لا تحزن (كما نقول
بالعامية ما تنكدي على نفسك). لأن الدنيا هذه لا شيء... لا شيء، لعب ولهو وزينةٌ
وتفاخرٌ بينكم وتكاثرٌ في الأموال.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق