القائمة الرئيسية

الصفحات

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

·      طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا

·      هنيئاً لطالبة العلم ((ما تمر على حجر ولا شجر إلا ويستغفر لها ثم يقال لك في آخر الجلسة قومن مغفوراً لكن))، أسأل الله عز وجل ألا يحرمنا من هذا الجزاء اللهم آمين

·      هذا الموضوع أنا اخترته، وهو "كلمات تصف الحياة" من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما أتاه سيدنا جبريل فقال له: ((يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من أحببت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به واعلم إن شرف المؤمن قيامه بالليل وإن عزه استغناؤه عن الناس))، لماذا اخترت هذا الحديث؟

·      لأن هذه الفترة في حالة اكتئاب متفشية بين الناس من كثرة حرصهم على الدنيا، وكأن الدنيا دار قرار والدنيا ليست دار قرار، بل هي ممر، وإنما الآخرة هي المستقر، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).

·      فالناس حزينة على الدنيا وحزينة على ما لم تتحصل عليه في الدنيا وكل تفكيرها كيف يعيش سعيداً في دنيا يؤمن جيدا أنها فانية ويوما ما سيغادرها عاجلا أو آجلا!

·      نحن نفكر أيضاً كيف نعيش سعداء في الدنيا ولكن وفق ما قال الله وقال رسول الله وقال الصحابة أولو العرفان ابتدأنا في الحلقة السابقة عن الجملة الأولى ((عش ما شئت فإنك ميت)) وقلنا إن ذكر الموت ليس الذكر الوسواسي وإنما ذكر الموت يطيب الحياة وتكلمنا في نقطة إن أنت تستغلين حياتك وكل ما فيها لتقوى الله عز وجل حتى تسعدين بلقاء الله سبحانه وتعالى ذكر الموت من الإيمان، فأنت تؤمنين أن الناس على قسمين عندما يموتون:

·      قسم من أهل الإيمان وقسم من أهل الكفر والنفاق، واليقين بهذه النقطة التي تجعل ذكر الموت يطيب الحياة

·      الثانية: أن تعرفين الحقائق التي ستكون يوم قيامتك أي لحظة وفاتك من مات قامت قيامته، تعرفين ما هي صفات الشخص الذي يؤنس في قبره؟ من الشخص الذي يشعر بالأنس في القبر من؟

·      التقي النقي الصالح، الذي يتلو القرآن، الذي يعمل الصالحات، فعمله الصالح يأتيه مجسماً ويدخل عليه فيقول له من من أنت يذا الوجه الجميل والرائحة الجميلة؟

·      فيقول له أنا عملك الصالح ذكر الموت يطيب الحياة متى؟ إذا كنت من أهل الإيمان وتستعدين بهذا بالإيمان للقاء الرحمن، أيضاً الذي تكون سكرة موته على ما يحبه الله الذي تستقبله الملائكة فتقول له: ﴿يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ٦٨ [الزخرف:68]

·      مشكلتنا أن قلوبنا تعرف هذه المسألة ولا تقف عندها وتتعظ! نعرف كل هذه المسائل، لكن ما يسيطر على مشاعرنا ماذا؟

·      ذكر الموت، فإذا ذكر الموت في أي مشكلة، فكيف تشعرين؟ أنها هينة، خلاص الحياة ستنتهي، كل الغم الذي نحن نحرق دمنا عليه هذا كله سيزول، المهم إن عند الزوال هل ستأتيك الملائكة وتبشرك برضى الرحمن بروحٍ وريحان وربٍ راضٍ غير غضبان أم -نسأل الله العفو والعافية- نكون من أصحاب القسم الثاني فذكر الموت يطيب الحياة بأن يجعلك تعملين لأن تكون ممن؟ تكون سكرة الموت عليهم سهلة، يرون الملائكة ملائكة الرحمة بالكفن الجميل من الجنة، بالحنوط الجميل الذي هو من الجنة فتستعدين لهذه اللحظة وتهنأ نفسك وتتهيأ.

·      النقطة الثالثة التي تجعل ذكر الموت يطيب الحياة: أن تقوي حسن ظنك بالله، لأن الله عند ظن عبده كيف تقوي حسن ظنك بالله؟

·      تعرفينه بأنه رحمن، رحيم، رؤوف سبحانه وتعالى أنظرن كيف يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِۚ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ٢٠٧ [البقرة:207] يريد هذا الشخص الذي يشري هنا بمعنى ماذا؟ يشتري أم ماذا؟ يبيع؟

·      في فرق بين يشري ويشتري، يشري هنا بمعنى يبيع نفسه! ويريد أن يميت نفسه من أجل أن يرضى الله يذهب يميناً وشمالاً حتى يرضي الله، فماذا يقول الله عز وجل له؟ ماذا يقول الله عز وجل ويطمئنه بأنه ماذا؟ رؤوف بأنه رؤوف بالعباد، فإذا رأى في قلبك صدقاً في طلب رضاه وتعلقاً به سبحانه وتعالى، فأنت لما تري الله عز وجل من قلبك إرادة صادقة "أريد أن أرضيك يا رب" وتجتهدين في ذلك، كيف يكون الجزاء كما قال سبحانه وتعالى يرأف بحالك ويوفقك إلى ما يحب سبحانه وتعالى، فلا تتصورين أن تكوني جادة وتبذلي جهدك وتستفرغين قواك ثم لا يعاملك الله برحمته بل يعاملك بتمام رحمته وتمام رأفته سبحانه وتعالى فكيف يعامل الله عز وجل من يبيع نفسه له ويرغب في رضاه ويتحرك ويبذل الجهد في رضا الله سبحانه وتعالى؟ يعامله بتمام رأفته فلما يأتيه الموت يتذكر هذه الآية، وفي هذه اللحظات يتذكر أنه كان يجري على مجالس العلم، ويتذكر أن هو كان يبذل الجهد في حفظ كلام الله وكتابه يتذكر أنه كان يدعو إلى الله ويؤذى فيه ويدعو ويؤذى ولا يرده عن الدعوة شيء، فتتذكر أن هي أحيانا كانت مرهقة جداً جداً ولا تستطيع أن تتحرك ومع ذلك تأتي وتثابر وتجاهد من أجل أن تتعلم عن ربها كل هذه اللحظات ستتذكريها ويدور الشريط عند الموت.

·      ولما يكون في حالة من الابتلاءات تدفعين هذه الابتلاءات بمزيد من العلم عن الله وأفعاله وصفاته هذا هو الشيء الوحيد الذي سيكون عونك، الأكسجين الذي يجعلك تتنفسين وسط اختناقات البلاءات هذه، الوحيد الذي يجعلك تتغلبين على هذه الابتلاءات وهناك قاعدة من قواعد التفسير من أروع ما يكون هذه القاعدة الشيخ السعدي رحمه الله ذكرها في كتابه القواعد الحسان أخد مجموعة قواعد رائعة من تفسير كتاب الله قال لك "من ترك الاشتغال بما ينفع مع الإمكان ابتلي بالاشتغال بما يضره" روعة صح أو نفسرها؟ نفسر صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم، يقول الشيخ: أن من القواعد التي لابد وأن تعرفيها أنه عندما تشغلين نفسك باستمرار، باستمرار بطلب العلم والعمل به والدعوة إليه فإن الله عز وجل يكفيك ما أهمك وأغمك حتى إن جاءتك الابتلاءات فلا تشعرين بوقعها مثل ما يشعر أي شخص لماذا؟

·      لأنك مشغولة جداً لا تملكين الوقت كي تفكرين وتنشغلين بسفاسف، يجعلها ربي سفاسف أمام العلم عنه، أنت تعالي أنظر طالبة العلم التي عندها جدية في الطلب "عندك كل يوم درس علم عندك كل يوم سماع علم، عندك كل يوم ورد تحفظيه عندك كل يوم شغل بيت عندك كل يوم أطفال تربيهم أو زوج تؤدي حقوقه، طول الوقت تبقي مشغولة، فهل تملكين الوقت لغير ذلك؟ إذا جاءك من يستفزك، هل يجد لك مدخلا ينفذ منه إليك ويستفزك؟ لا، فالطاقة الحقيقية قد وجهت للوجهة المثلى، ابنتي كثيرا تقول لي يا ماما أنت صامتة دائما في البيت، لماذا؟ لا يوجد طاقة يا هدى، لست قادرة أن أرد يا حبيبتي، بفضل الله عز وجل فلما تأتي الابتلاءات ووقعها على من يعمل عند الله عز وجل غير وقعها على أي أحد كما أن الله عز وجل يدفع عن عباده الصالحين: ﴿۞إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُواۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ٣٨[الحج:38].

·      لو تركت الاشتغال بما ينفع مع الإمكان ابتليت بالاشتغال بما يضرك -نسأل الله العفو والعافية- التي ما عندها ورد يومي من القرآن ولا تستميت للمواظبة على مجالس العلم ووقتها كله، فراغ لا يفيد، فما الذي يحدث لها؟

·      الشيطان يشتغل خواطر فظيعة رديئة، ويجد له مرتعا خصبا فتجد كم من النساء عجيب، يمر يومها في اتصالات عجيبة وفراغ قاتل، كلها تعاني من ضيق في الصدر بسبب الوسواس، تبتلي بأن فلانة تأذيك ونحن اللائي مشغولات لا أحد يأذينا؟ وجائز يكونوا يأذونا لكننا لا نعلم وإذا علمنا لن نلق لهن بالا؟ نحن لا نفكر هم ماذا يقولون؟

·      ثانيا: "من ترك الاشتغال بما ينفع مع الإمكان ابتلي بالاشتغال بما يضره" واحدة فاضية أي أحد يأذيها ويقول لها كلمة تنتفخ وتنتفخ وتبقى ستنفجر وترى الدنيا بمنظار أسود ممكن الزوج يقول لها كلمة ويأتي بعد ست سبع ساعات يجدها متضايقة من نفس الكلمة، هذه من ست سبع ساعات أنت مازلت تفكري فيها لماذا؟

·      لأنها فاضية انتبهن! لهذا الكلام ولا حول ولا قوة إلا بالله إذا تشغلين نفسك بالله ربي يدفع عنك بما شاء وكيف شاء يدفع عنك الاشتغال بالقيل والقال اشتغال النساء بمواقف النساء وبأذى الخلق الذي يأتيك شرقاً وغرباً ويميناً ويساراً هذه سنة كونية، لا تحيد عنها إلا ما انشغلت بالعلم عن الله، كذلك عند الموت عند الموت يأتيك هذه الجلسات التي أنت تجلسينها من أجل الله وتأتيك ملائكة الرحمة يبقى لا تتصورين أن تكوني صادقة في الاستعداد للقاء الله وتريدين حقاً إن أنت تحسني لقاءك بالله في الأخرة ويخذلك الله ولهذا نقول أن ذكر الموت يطيب الحياة أو لا؟ بالتأكيد يطيب الحياة.

·      النقطة الرابعة: حتى تطيب حياتك ادفع عنك قطاع الطريق، هذه النقطة تحتاج منكن التركيز، من أجل أن تذكرين الموت ذكراً يصلح الحياة ادفع عن نفسك قطاع الطريق والذي يتعبنا ويسقطنا في براكن الغي والوساوس هم قطاع الطريق، كل شخص منا له قطاع مختلفين، كل واحدة منا لها من؟ قطاع وعوائق ولها نقطة ابتلاء في نقطة ابتلاء في حياة كل أحد غالباً المشكلة التي تعاني من نساء الصحبة، التي بالعلم عن الله تجد نفسها حادت عنهم وتطورت وتطور عقلها وتكون هي قد نضجت وازدادت إيماناً وليس شرطاً بالعمر إنما نضجت نتيجة التفكير والتدبر في كلام الله عز وجل والتأمل، وترى زملائها الذين يعيشون معها لا زالوا في حالة ماذا؟

·      الطفولة من جهة التعلق بالدنيا، ليسوا صغارا ولا ينقصهم العقل، بل حرموا العلم عن الله وينقصهم التدبر وصدق الإيمان، ليسوا صغارا في السن لكن مازالت تحب الميك أب وتحب الماركات وتحب الشوز لون الشنطة وتحب الأنسيال والإكسورات وغيرها، لماذا؟ لا أدري؟ وتحب البرفانات تكون مركزة ومعتقة وتحب اللف في الأسواق دون هدف، فقط الوقت يمر وتحب تعيش الدنيا أنا لا أتكلم من جهة إن هذا حلال أو حرام، لكنه مضيعة لوقت ثمين، لن تدرك قيمته إلا بعد فوات الاوان "وآنى يرجعون"!

·      لكن أنا أتكلم من جهة الانشغال بأمور الدنيا فتجتمعين معهن فيعلقوك بالدنيا وأنت تقولين لهم لا نتعلق بهذا بل نقبل على الله عز وجل سنموت فمباشرةً يتهموك بأنك ماذا؟ متدروشة وإن أنت مكتئبة وإن أنت تريدين تكدريهم والتنكيد عليهن ونريد التنزه والخروج في السوق ونذهب للمطعم حتى نخرج من حالة الاكتئاب، وإلخ إلخ مما لا يسمن ولا يغني من جوع نسبة كبيرة جداً من النساء تفعل ذلك سوالف وفراغ يتقابلوا مع بعض على ماذا؟ سوالف يعني حكايات، نعم تحكي كل واحدة تجلس تحكي ويا ليت حكاية عادية لا هذا تمزيق أعراض يا ليت تسمعن تفسير سورة الحجرات من أروع ما يكون للشيخ السعدي رحمه الله سورة الحجرات سورة كبح جوامح النفس وشهوات اللسان وكبائر اللسان ولو هو يوصف لك كيف أن الغيبة وتقطيع العرض بالذي يأكل لحم أخيه ميتاً جيفة.

·      معظم سوالف النساء هكذا زوجي عمل هذا وذاك وأخته وأمه وخالته وجارتي وزميلتي وكذا يجتمعن على ماذا؟  الغيبة وأكلة أعراض الناس، ومن لا يغتابوا وهم في المطعم أو يلفوا في الأسواق يتكلمن في ماذا؟ ما الذي يتكلمن فيه؟

·      غير قوم يعبدون الله قال الله عز وجل ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَاۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ٢٨ [الكهف:28] أمره ماذا؟ فرطا، تمسكن بالصحبة الصالحة، تمسكن بها بأيديكن وعضوا عليهن بالنواجذ، حتى لا تتعلقين بمن؟ بصحبة الدنيا ما هو الحل؟

·      النضج العقلي يسهل عليك ألا يأخذك أحد خلفه، هل تتذكرن "لا يكونن أحدكم إمعة" ما معنى إمعة طبعاً يعني (طرطور بالمصري) صح "لا يكونن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أساءت، أنت لماذا ترتدين مثل هذه الملابس؟ تكون الإجابة كل الناس تلبس هكذا أنت لماذا الحجاب هكذا هو ليس بحجاب شرعي؟ تكون الإجابة "هذه الموضة" ولماذا تتعاملين مع زوجك بالطريقة هذه؟ لأنه لن يسير كما احب إلا بالطريقة هذه في نساء ربوا بعض على عبارة ابنك على ما تربيه وزوجك على ما تعوديه -بئس العبارة- نحن نريد قال الله وقال رسول الله وقال الصحابة أولوا العرفان ولهذا نحن نريد النضج الإيماني والعقلي لإن أدب العبد عنوان عقله، هذه من العبارات الجميلة التي قالها الشيخ السعدي رحمه الله أيضاً في سورة الحجرات ظللت طوال الأسبوع الماضي وأنا في كنف سورة الحجرات يقول الشيخ: "أدب العبد عنوان عقله" الأدب الذي تأخذينه من ربك الذي خلقك فسواك في عدلك يسهل عليك ألا يأخذك أحد من الصحبة السوء وأن تظل متذكرة على أي شيء تكونين، يرشدك أن تزدادي علماً عن الله وعن لقائه وكيف تستعدين له.

·      وأنت تتعلمين أن الله عز وجل يدخلك في كنفه يوم القيامة فيكلمك ليس بينك وبينه ترجمان، هذا يجعلك تستعدين للقاء ملك الملوك فاستعدي بكل ما تملكين من قوة، أنظر لحالك إذا زارك من تحبين، كيف تستعدين له وماذا تفعلين؟

·      الشعر ينضبط، وارقي الملابس والبرفانات، المكان يتجمل وتظل أياما قبلها "ماذا سأقدم له وما الذي يحبه فأطبخه؟ سنتكلم في ماذا؟ تفكرين وتستعدين له بكل ما يسعده ولله المثل الأعلى ماذا أعددت؟ للحظة اللقاء؟ التي سيضع الله عز وجل عليك ستره ويكلمك ليس بينك وبينه ترجمان، يبقى الصحبة السوء أو يعني لا أريد أن أقول انهم سوء دائماً ممكن تكون صحبة طيبة ولكنها صحبة ماذا؟ دنيا إذا جاءك كلام عن الدنيا حوليه لكلام عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله وعن الدار الأخرة.

·      أنا عندما أجتمع معكن، عن أي شيء نتحدث؟ عن ماذا؟ يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء وبعدها الإثنين والثلاثاء والأربعاء الذي بعده "جلسنا 12 ساعة نقرأ تفسير سورة البقرة انتهينا تفسير سورة البقرة بعد ذلك بدأنا في المفصل تفسير الحجرات من قراءة الشيخ السعدي رحمه الله والتعرض لماذا؟ لأسباب النزول، هذا الذي عندي لماذا؟ لأن هذا الذي أنا أعمله، ورزقني الله به، لا أعرف أن أحكي في شيء آخر، فأنت كذلك عندما تمتلئين به فما الذي سيحدث؟

·      الصحبة التي معك هذا محور الكلام معهن، هو ما تقوليه لهن وهذا هو التحويل الذي أنت ستحوله لهن، أنتم فاهمين يا جماعة كيف تقوم الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم وكيف تهتم بمعالي الأمور وانت مع أصحابك تقولي أي شيء؟ فما تتكلمون؟ تتكلموا في روايات، لا تقيد ولن تفيد، حكايات خاوية على عروشها، من تشاهدن المسلسلات ستقول لها ماذا؟ رأيت البطل ماذا قال للبطلة؟ والتي مهتمة بالفنانات ستقول لها هل رأيت الفنانة عملت عملية شد وأصبحت ماذا؟ صغرت عشرين سنة هذه سوالفها وأحاديثها "تفاهات ودنيا خاوية تمتلئ بها طوال الوقت، هذا الذي يكون محور لقاءاتها، على أي يكون الاحتضار؟

·      عند الاحتضار هذا الذي سيقال عند الاحتضار! فمن يتكلم في شيء باستمرار؟ لن يتحدث بغيره عند الاحتضار أكثرن من قول لا إله إلا الله جددوا إيمانكم كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا من قول لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله))، ما أنت تقوليه واستقر في قلبك وكان شغلك الشاغل سيخرج منك عند سكرات الموت؟ وما هي السكرة، تحدثنا عنها في اللقاء السابق؟

·      غياب العقل الواعي ويخرج بماذا؟ بكل الذي كان العقل معتاد عليه، فالذي كان ذاكرا شاكرا لله عز وجل ويهتم بذكر الله وبالعمل الصالح فلا خوف عليه ولا يحزن، بل يطمئن لرحمة الله به، فسألوا فيردد ما اعتاد عليه عند الاحتضار والذي بات وأصبح وهو مشغول بالأغاني -عافانا الله- سيغني! في ناس وهي تحتضر وتطلع بالروح تغني عجباً استمعن لمحاضرات الشيخ خالد الجبير وهو يحضر لحظات احتضار المرضى، من عجيب ما قال: إن في ممرضات نادين عليه "أن فلان الشاب مات الدكتور قاس نبض لقى فعلاً ماذا؟ لا يوجد نبض، وضع السماعة على القلب لضمان التأكد بموته، فماذا سمع؟

·      سمع صوت أذان، سبحانك يا ااااالله، يقول أنا بحسب إن أنا يهيأ إليه، فرفع السماعة ووضعها مرة أخرى فأسمع صوت أذان وهو ميت، سأل كان ماذا كان يعمل هذا الرجل؟ قالوا له مؤذن، يااااالله، هذا ما حضره عند لقائه أول درجات الآخرة، فالاحتضار أول يوم القيامة وأول بداية اليوم الآخر.

·      المقصد أننا ندفع عن حياتنا قطاع الطريق أكثر قطاع الطريق الذين تتصورينهم هم الصحبة يقول الله عز وجل في سورة آية في سورة طه: ﴿فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ١٦ [طه:16] أي لا يصدنك عن الآخرة قطاع الطريق وهم الصحبة فتردى يعني تهلك، لا تتبعينهن الناس التي تقول لك خلاف ما يقول الله عز وجل وما يقوله الرسول صلى الله عيه وسلم وما يقوله السلف الصالح لا تمشي وراءهم ((لا يكونن أحدكم إمعة))

·      يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا اسئت، ثم يأتيك شيء عظيم جداً وهو نفسك التي بين جنبيك ميولها رغباتها، ما الذي تريد أن تفعله، النفس لها جوامح أنت اضبط هذه الجوامح بماذا؟ ماذا قال الله وقال رسول الله وقال الصحابة أولو العرفان، كيف تدفعين قطاع الطريق عن نفسك؟

·      أولا: قبل أي شيء تعرفي عن ربك وأسمائه وصفاته تعلمي عنه واجعليه ركنك الشديد الذي تأوينا إليه في قضاء حوائجك من هو؟

·      ممتازة الصمد هو الركن الشديد الذي أركن إليه في قضاء حوائجه ولذلك أنت مطالبة وراء كل صلاة إن انت تقولين ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ [الإخلاص:1-2] في تكرار لأن حاجاتك تتكرر دواعي نفسك ضيق نفسك ما تقابليه يتكرر سيخبرك الله أن لك ركناً شديداً تأوين إليه وهو ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ [الإخلاص:2]

·      كلما تعلمت عن الله كفاك وشعرت بنضج في تفكيرك فأصبحت الأمور تأخذ حجمها فتتعلمي أن كل شيء رزق من الله فلا تنظرين للدنيا وتشتاقين إليها وتتكدرين وتحزنين على نفسك بسبب إن أمر من أمور الدنيا لن يحدث كيف أدفع عن نفسي قطاع الطريق إلى الله؟

·      ثانيا: أتعرف على الدنيا وأعلم حقيقة الدنيا؟ كم مرة قيل لك في القرآن إن الدنيا متاع الغرور، أتعلمين ماذا يعني متاع الغرور؟

·      متاع الغرور؟ كرجل ذهب للسوق واشترى متاعاً اي كهذا المتاع "أكل لبس أي شيء والسوق ذهب وانقضى ولم يعد هناك سوق وهو عائد إلى بيته فرحان بما اشتراه؟ من السوق ولكنه لما فتح المتاع الذي هو جاء به وجده ماذا؟ غرور وما معنى غرور؟

·      فاسد يعني لو لبس مقطع وخربان لو أكل فسد وتغير لونه وطعمه، البائع غره وغشه، اشترى شيء وجاء يفتحها فماذا وجد بها؟ مختلفة تماماً الأكل كان فاسد، اللبس كان مقطع هذا حال شخص يجري وراء الدنيا ثم جاءت لحظة الموت وجد أن كل ما معه ماذا؟ لا شيء وهذه الآية في سورة الحديد تعرفك بكلام مختصر عن الدنيا طبعاً الأمثلة كثيرة، وانا آتي أحبها ولها دلالة يعني أنا لا أحكي لكم قصص خيالات هذه ليست خيالات أو أمثلة من رأسي، لا هذه من القرآن، أنظرن! سورة الحديد حصر الله عز وجل الدنيا في خمسة أمور ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًاۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ٢٠ [الحـديد:20].

·      فهناك فترة من حياتك كنت تلعبين مع صغار مثلك وجاءت بعدها فترة انكببت وانشغلت في الدراسة في البرستيج في الشهادات وبعدها جاءت فترة الانشغال في الزواج والأكل والشرب والحمل والولادة ومعهم تهتمي بماذا؟ بالزينة لابد ألبس جيد وأكون على الموضة وذات مكانة ووضع اجتماعي مبهر وهي فترة من حياتك تتفاخرين بما معك من شهادات كذا وكذا وكذا حاصلة على ماجستير ودكتوراه معي إجازات معي كذا وطبعاً هذا يظهر كثيرا والمرأة تتكلم مع زوجها! أنت ما أنت عارف أنت متزوج ممن؟ أنت لا تعلم أنا ابنت من؟ أنتم لا تعرفون أنتم من تكلموا؟ تفاخر في فترة من حياتك تكاثر في ماذا؟ في الأموال والأولاد الخمسة، مترابطين يسيروا مع بعض "بدنك لاعب وقلبك لاه وغير مهتم إلا في الزينة الخارجية كل تفكيرك أن تفتخرين على غيرك، تريدين المديح كأنك تتقوين به وتقتاتين؟ أريد أن أكون رقم واحد في اللبس والشياكة، ولا أشتري لباس مكرر، بالطبع أريد حاجة مختلفة طبعاً الإدخال الإنجليزي في العربي "الفرانكو والرطن با أجنبي كما يقولون طبعاً إدخال العربي في الإنجليزية "السلف جعلوه ليس من المروءة أنا أذكر أمثلة على كلام النساء وهو ليس كلامي، المقصود بالرطن يعني الضعف اللغوي، لا يملك قوة ولا هوية ويخجل من جنسيته العربية الإسلامية، كل تفكير الخلق أن يفتخروا على غيرهم، تريد دائماً أن تكون أحسن من هذا وأحسن من هذا بهذه الصورة تحول الشيء الذي ليس له قيمة عند الله إلى قيمة كبيرة جداً عندنا، تعالي قولي لها خططي لقبرك وللأنس فيه، فماذا سيكون الرد؟ أنت ما تنكد علينا افتكري لنا حاجة عدلة، مع نحن قلنا إن ذكر الموت يطيب ماذا؟ الحياة، وكما قال ربي في وصف الدنيا نكمل الآية في سورة الحديد؟

·      ﴿كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًاۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحـديد:20] ما معنى الكفار هنا؟ نعم ليس الكفار الذين هم الكفرة "لا بل الزراع"، نباته يعني زرع جميل جدا جدا جدا بهيج غاية الجمال انظري البهيج يعني غاية في الجمال ﴿ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًاۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحـديد:20] سيبقى ماذا؟ زرع، الزرع هذا يذبل ويبقى عبارة عن ماذا؟ تراب يتطاير، تعرفون الذرات لما تتطاير ويا ليت الأمر هكذا فقط، لا بل لهم ماذا؟

·      ﴿وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحـديد:20] إما جنة يا إما نار، هذه هي الدنيا مثلها مثل زهر أو نبات أخذ وقته، ثم ماذا؟ ذبل ومات، النبات يظل أخضر مدة قصيرة وبعدها يذبل ومن كثر الذبلان يحصل أن هو ينشف ويبقى تراب ويطير ولا كأن في أي شيء، كأنه لم يوجد من الأصل هذه هي دنيا التي نكدر عل أنفسنا بما يحدث فيها ونغضب ربنا عليها هذه هي، ((عش ما شئتك فإنك ميت)) فلا يوجد إلا واحد من طريقين إما الجنة وإما النار فإذا جاء سيدنا جبريل ويقول للرسول صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة ثم أنا أكررها لك وأقول لك طول النهار كل يوم قول: ((يا محمد عش ما شئت فإنك ميت)) أول ما يجي لك الغم، قل ((عش ما شئت فإنك ميت)) اول ما يأتي لك الفتنة والفتنة هي أي شيء يجذبك لشيء خاطئ، مهما كان هذا الشيء "لبس برستيج" أو غيرهما سيأخرك عن دينك جاه معين، رجل يحاول أن يفتنك ويحاورك ويكلمك قولي ((عش ما شئت فإنك ميت)) حتى يكون ذكر الموت مصلحاً للحياة لابد أن أرد عن نفسي قطاع الطريق الذين يزينون لي الدنيا فحتى تدفعينهم بقوة، تعرفي على الله وعلى ما عند الله تخيل الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض تصور المنازل فيها وقارني بينها وبين منازل الناس في الدنيا.

·      إذا سألتي ماذا تتمني في الدنيا؟ طبيبة وزيرة أميرة، كلها آمال أين؟ في الدنيا، لكن من عرف الله وتعلم أسماؤه وصفاته، إذا سئل نفس السؤال فماذا سيكون الرد؟ أتمنى أن أكون تحت عرش الرحمن، يقول لك نفسي روحي تبقى في حواصل طير خضر تسبح في الجنة حيثما شاءت ثم تأوي الى قناديل معلقة بعرش الرحمن، يا الله ومن صاحب هذا الرد؟ العالم عن الله المريد لرضاه.

·      فلابد لك حتى تعملين للأخرة أن تعرفين الجنة والمنازل بين الناس في الجنة، هناك من يريد دخول الجنة وكفي وهناك من يعمل لينال أعلى الدرجات وشتان بين هذا وذاك عارفة أن أدنى منزلة في الجنة ينظر أصحابها إلى من هم في أعلى منزلة كما تنظرين أنت إلى الكوكب الدري، هل ترين المسافة الشاسعة بينهما! ينظرون إلى من هم أعلى الجنة كأنهم كوكب دري مسافة شاسعة بين الدرجة الأولى في الجنة والدرجة الأخيرة في الجنة أتري كيف هو بعيد فلا تري إلا لمعانه كذلك الذين في المنزلة الدنيا يرون الذين في المنزلة العليا ولذلك لا يتحسر أهل الجنة إلا على وقت لم يقضوه في ذكر الله لأنهم يعلمون أن كل تسبيحة تثقل الميزان فترفع درجة العبد ولهذا يقول في سورة الفجر ﴿يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ٢٤ [الفجر:24] نكمل في لقاء آخر.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

 


تعليقات