القائمة الرئيسية

الصفحات

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان

الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

   إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

·      همك ما أهمك الشيء الذي يضايقك هو ما تشغلين نفسك به جدا، فما هو همك؟ ما الذي يشغلك، لماذا مكتئبة؟ هل لأنك مشغولة بالله أم مشغولة بأحد سواه؟ همك ما أهمك ولذلك السير الى الله بالقلوب وأنت تسيرين الى الله ما يحمل جسدك هو القلب لا تتخيل أن جسدك هو ما يحمل قلبك، ما معنى هذا الكلام؟ ما الذي جاء بكم في هذه الجلسة؟ لشيء قام في قلبك إذا الذي أتى بك شيء قام في قلبك إذا القلب حرك البدن أم ان البدن حرك القلب، مقولة ابن القيم انما السير الى الله بالقلوب لا بالأقدام واحدة فيها نشاط غير عادي وواحدة لا تستطيع أن تذهب أو تأتي لا تستطيع التحرك قلبها متعب، فماذا حدث في قلبها؟

·      أثقلها دائما نقول ان كثرة النوم حالة نفسية، داخل القلب  بلاوي ومشاكل فثقل القلب والبدن اصبحوا جثه ولا يستطيع الحركة حتى اذا عملت تحاليل، التحاليل كلها ممتازة اذا هي حالة نفسية أم حالة قلبية، اذا كان القلب ملئ باليقين والايمان وفيه خلل في كيمياء المخ نوجهها الى الطبيب، لكن لا تجدي شخص قلبه ممتلئ بالله عز وجل لا يحرك هذا القلب جسده، الا تتعجبون من الشيخ أحمد ياسين رحمه الله انسان عجيب، كان مقعد على الكرسي وكانت رقبته تتحرك بصعوبة وكان لسانه فقط المعافى ولكنه كان يحرك أمه -أسال الله ان يرزقنا الصدق- هذه الحالات تأتي مع الترف، الشكاوي انها متضايقة ولا يوجد أحد يحتويني نفسيا، لا يوجد أحد يجبر بخاطري، ماذا يعنى؟ يعنى نحن الحمد لله اوضاعنا في أمن وأمان، فبدأت تكون الحاجات النفسية ملحه أكثر من المادية انتبهي لهذه النقطة جيدا لان الحاجات المادية متوفرة، فأنت تسمعي الان كثيرا في المجتمعات التي بها رفاهية مثل الخليج وامن وامان عن واحدة متأزمة نفسيا لان كلمة أغضبتها صح أم لا؟ أو واحدة عملت معي موقف غير ظريف، أو قال لي كلمة جرحتني، لا يراعي مشاعري وأحاسيسِ، لأننا لسنا منشغلين بالمسائل الأساسية في الحياة يعني لو لم نجد ما نأكل ونشتغل ليل ونهار كنا نقول هذه الشكاوى، لا، كنا سنقول فقط لو نجد اللقمة، إذا كيف عاملنا نعم الله، بدل أن نعاملها بالشكر عاملناها بالشكوى النفسية فحصل نوع من أنواع الترف.

·      هذا النوع من الترف هو الذي يأتي بالحساسية تجاه النقائص النفسية، على كل حال إذا كانت نقيصة مادية أو نفسية كلا الحالتين من يجبرها؟ الله عز وجل، لا يجبرها الا الله، فكونك تعتقدي ان حوائجك لا يجبرها الا الله يجعلك لا تقفي بها الا عند بابه وهذا الفارق بين الذي علم عن الله وبين الذي جهل عن الله.

·      الذي يعلم عن الله قلبه أن العطاء من عند الله والجاهل ينتظر جبره من أسباب نقصه، الذي عمل لي المشكلة انت إذا لازم تجبرني، أنا أشعر بالفشل لأني لا أعرف كيف أحقق ذاتي في شهادة معينة، لا أعرف كيف أحقق ذاتي في الحصول على الدكتوراه، فنشأت عندي مشكلة نفسية، أنا متخيله أن ما يجبرني هو حصولي على الدكتوراه وأثبت نفسي بها ما الذي نقص عندك زوج، أبناء نقص في العمل، إذا كنت من الجاهلين فانتظري الجبر من الذي أنقص عليك، والعالم بربه ينتظر جبره من الله.

·      المهم عندما تتعاملي مع الله تعالى تعلمي أن اعتقاداتك لابد أن تمر بالعقبة، ماذا يعني هذا الكلام؟ ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ١١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ١٢[الـبلد:11-12] لابد أن تمري بالعقبة، إذا اقتحمتيها أعطاك الله حتى أغناك. مثلا نقص الان عندك أي مشاعر نفسية او اتهمت في العمل مثلا أنك مقصره وأنت تبذلين قصارى جهدك، زوجك قال لك انت لست امرأة –طبعا كلنا سمعنا هذا الكلام- وانت تبذلي كل جهدك، ممكن واحد يقول لها وهو عنده حق، وأخر يقولها وزوجته تقضي له كل حاجته لكن الشيطان يؤلب بينهما،

·      المهم أحد يتهمك بالتقصير وبعد ذلك أنت منتظرة ان حقك سيأتي منهم، بعد ذلك اعتذروا لك وقالوا أخطأنا في حقك لان جاء لك حالة اكتئاب ومرض وبكاء وقالوا لك أخطأنا في حقك ولكنك تري في عيونهم أنهم ما زالوا يتهمونك بالتقصير مع أنك عملت كل ما تستطيعين ونوع من الظلم وقع منهم الان هذا نوع من أنواع الاختبار يوجد ناس يظلمك وتفتري عليك وتكيد لك، هذا اختبار لك، هل تنتظري الجبر من الجبار وهو الله أم تنتظري منهم هم لأنهم سبب النقص الداخلي النفسي التي انت فيه، هذا هو الاختبار، انا عندي شخصية مهمة في حياتي وأنا احبها جدا، هذه الشخصية تتهمني وانا ابذل جهودي هل سأنتظر ان يجبر قلبي بان يرجع من اتهمني في كلامه أم انتظر ان يجبرني الله سبحانه وتعالى وان يجبر قلبي الجبار يا رب اجبر قلوبنا جميعا، عندما قلبك يجمع على الله وحده يجبرك -الكريم لا يرد من وقف على بابه-.

·      يا أخوات ربي أعلى وأجل، أطردي من قلبك أن هؤلاء يجبروا نقصك، هذه المسافة التي هي مسافة جمع القلب على الله وانتظار الجبر منه سبحانه وتعالى وحده وترك كل هؤلاء، هذه اختبارات ويأتي فيها ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ اذا اقتحمتيها وجمعت قلبك على الله جبر الله تعالى ما وقع في قلبك من كل النقائص مثل الحوائج المادية مثلا في ناس عندها نقص انها محتاجه ماديا وانها أقل من الناس، من الذي يجبر نقص القلب هو الله سبحانه النقص يكون في القلب وليس في اليد، في واحد ليس معه نهائي ويجلس مع عالية القوم وليس لديه مشكله واخر معه لكن يشعر أنه أقل من الاخرين، هذا نقصه في قلبه النقص الموجود في القلب نقول عليه يا جبار أجبر قلبي يا رب وان لا يكون ناقص، لذلك حديث الرسول ﷺ في باب الرقاق شرح صحيح البخاري ((ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس))، اسمعوا عن الرقاق في تسع حلقات، ومعنى الحديث أن النقص والغنى الذي تشعر به شيء داخلي في قلبك. فاعلمي أن الله تعالى هو الذي يجبر النقص وهو نوع من أنواع المرض، شعورك بالنقص نوع من أنواع الامراض النفسية، الاحساس بنظرية المؤامرة هو كل من حولي يتفقوا علي ويكيدوا لي هو نوع من أنواع المرض النفسي، شرحته في اسم الله العليم في نظرية المؤامرة ممكن فعلا كلهم يكيدوا لك لكن ما عليك منهم، ماذا يستطيعون ان يفعلوا معك اذا جبرك الله عز وجل إذا اعلمي ان الذي يجبر مرضك بالشفاء هو الله أيضا قلة التركيز والنسيان يعتبر نقص، تبقى واحدة من طلبة العلم مكتئبة تشتكي من نسيان كل ما تتعلمه او تحفظه، أقول لك أجرك من المشقة كاملا، هل انت تكتب حافظة عندما تحفظ القرآن الكريم كاملا ام عندما تموت على الحفظ، انا أسألكم سؤال.

·      أنا الان ينظر ربي الى قلبي ويعاملني بما قام في قلبي ((ان الله لا ينظر الى صوركم واجسادكم انما ينظر الى قلوبكم)) رواه مسلم، الان ما الذي يقوم في قلبك؟ أن تحفظِ كتاب الله تعالى، سواء حفظت ام لا، اذا مت وانت تحرصي على أن تحفظيه تدبرا وعملا دعوة وصبر فأنت على الطريق يضحك الله لرجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، أحدهما مات ولم يسجد لله سجده ودخل الجنة عندما أسلم في المعركة التي قتل فيها المسلمين ثم أسلم في نفس المعركة، المقتول مات شهيدا والقاتل الذي أسلم قتله كافر فمات شهيدا ولم يسجد لله سجده، إذا القاتل والمقتول كلاهما دخل الجنة، ما الذي قام في قلب هذا الرجل، مثلا ندعو ربنا يجبرنا في قلة التركيز والنسيان، حالات تمر على طلبة العلم لماذا لا نسأل الجبار أن يجبر لنا نقص حفظنا؟ يجبر الله ليل نهار أن يجبر نقص دعوتنا ان يكملها وان يوقعها في القلوب، الجبار هو الله.

·      ان تعملي عمل ممكن يكون صغيرا جدا ومن صدق العامل ينشر الله عز وجل عمله، مثل من عجيب ما أرى في علمائنا أسأل الله أن يجبر علمائنا مثل الشيخ محمد حسان في تونس أعطي محاضره على شاطئ البحر كان عدد الحاضرين عشرة الاف وقبلها في الاستاد كان عدد الحاضرين من مئة الى مئتي ألف، انت لو سمعت الكلام ممكن تكوني قرأتيه كطالبة علم صغيره، لكن الناس تأثروا به وكأنهم في روضة من رياض الجنة وفعلا حلق الذكر روضة من رياض الجنة، ((اذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا)) ((إذا مررتم برياضِ الجنةِ فارتعوا، قيل: يا رسولَ اللهِ وما هي رياضُ الجنةِ؟ قال: حلَقُ الذكرِ)) أخرجه الترمذي وأحمد وأبو يعلى.

·      الشيخ أبو اسحاق الحويني تسمعي منه الحديث الذي تحفظينه من ثلاثين سنة تجديه مختلف لما برنامج يعد في دولة مثل ألمانيا ملايين يروا البرنامج، الكلام الذي يقال ممكن تكوني سمعتيه لكن وقر في قلب من مكن الله له، لولا صدقهم لما رفعهم الله نحسبهم والله حسيبهم، اسأل الله ان يجبر نقصك فيما تحفظين ويجبر نقصك في كتابك فتري الجبر فوق ما تتوقعين من عطاء الله في الرزق، ممكن فترة حرمان معينة حدثت ترزقي تتعلمي أكثر يكون سبب النقص التي سألت الله عز وجل ان يجبرك فيه هو فتح الابواب من الله عز وجل لا يعلمها الا هو.

·      ننتقل للمعنى الاخر للجبار: الجبار أيضا لعلوه على خلقه ونفاذ مشيئته في ملكه فلا غالب لأمره ولا معقب لحكمة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، معنى الجبار هنا قريب من معنى اسم الله العزيز، هذه الجزئية دقيقة علميا، اعلموا أن أسماء الله الحسنى لها تقسيم عند أهل العلم يقولون توجد أسماء جمال وتوجد أسماء جلال.

·      ما معنى أسماء الجمال: هي التي تدل على الرحمة وما يدور حولها.

·      ما معنى أسماء الجلال: هي التي تدل على العظمة وما يدور حولها.

·      فأسماء الجمال تسبب لك التعلق بالله وبرحمته وأسماء الجلال تسبب لك التعظيم، لو قلت لك الان الجبار أين نضعه في الجمال أم في الجلال، نضعه في الاثنين، الجمال على أفعال الرحمة وما يدور حولها والجلال تدل على العظمة وما يدور حولها، فأسماء الجمال تسبب لك التعلق بالله ورحمته ورجاؤه وانتظار الخير منه وأسماء الجلال أيضا تسبب لك هذا وتسبب التعظيم، لو قلت الان الجبار أين تضعيه في أسماء الجمال أم في أسماء الجلال؟ المعنى الاول سنضعه في أسماء الجمال وهو أنه يجبر كسر قلبي، الجبار يجبر كسر قلوب عباده الموحدين، لو أنا فقيرة أنتظر منه الغنى، لو أنا ضعيفة انتظر منه القوة، لو انا عاجزة أنتظر منه القدرة، أن يقدرني على الشيء ويقويني عليه.

·      المعنى الثاني فيجعله في أسماء الجلال وهو المعنى الثابت في أذهاننا عندما نقول يا جبار بمعنى القهار وهذا قبل الدراسة التفصيلية لاسم الجبار.

·      قال ابن القيم وما أدراك ما ابن القيم: وأما الجبار من اسماء الرب هو ذي الجبروت وكان النبي ﷺ يقول سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، فالجبار اسم من أسماء التعظيم كالمتكبر والملك والعظيم والقهار، هذا المعنى المشهور وأما المعنى الثاني من أسماء الجمال يعني أسماء التعلق لم يكن ظاهرا في أذهاننا، إذا الجبار له ثلاث معاني: الاول: القهار أي أنه القادر لكل شيء كل شيء خضع له إذا الجبار بمعنى القهار، العزيز في العالم السفلي والعلوي بما فيهما من المخلوقات العظيمة كلها قد خضعت في حركاتها وسكناتها وما تأتي وما تذر بمليكها ومدبرها وما تأتي من حركاتها وسكناتها ليس لها من الامر شيء بل الامر كله لله والحكم الشرعي والقدري والجزائي كله لله تعالى لا حاكم له الا هو ولا رب غيره.

·      ملاحظة عن صور الذكرى وفتوى الشيخ ابن عثيمين أنه يرفضها والاستاذة تأخذ بهذا الرأي خصوصا ان كل ما ينزل في الاجهزة الحديثة موجود في اجهزة مصنعي هذه الاجهزة فلنحذر.

·      كيف تنفعني هذه النقطة في التعبد باسم الله الجبار؟ كل ما تتصوري عظمته استعملي اسم الله الجبار معه ان الله جبار عليه، عظيم عليه مثلما نقول في العامية ان كنت كبير فالله أكبر لا تخافي من أي شيء ولا أي أحد سوى الجبار، هذا العاتي المتسلط الذي يتسلط عليك الجبار فوقه.

·      لذلك من الدعاء: "الله أكبر الله أكبر الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الذي لا إله هو الممسك السماوات السبع أن يقعن على الارض الا بإذنه من شر ابليس وجنوده وأشياعه وأتباعه من الانس والجن إلهي كن لنا جارا من شرهم، جل ثناؤك وعز جارك وتبارك أسمك ولا إله غيرك الحمد لله الكافي، سبحان الله الأعلى، حسبي الله وكفى، ما شاء الله قضى، سمع الله لمن دعا، ليس من الله ملجأ ولا وراء الله ملتجأ، توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم".

·      لما تشوفي سفوح الجبال وترهبيها أنظري الى خالقها سبحانه وتعالى، تعامليها على انك تتعبدي باسم الله الجبار عندما ترى جبال شاهقه تشعري منها برهبه أو عندما ترى ناطحات سحاب في ناس عندها خوف وفوبيا لا تستطيع طلوع الادوار العالية.

·      تذكري أنه لا مليك ولا مدبر لها الا الله بهذا الاسم الجبار بمعناه الثاني الذي يقطع من قلبك تعظيم كل شيء تريه عظيما يعني أهل البحار عندما يذهبوا الى أماكن بها فيها جبال عالية يقع في قلوبهم الرهبة من هذه الجبال لأن عظمة الجبال وعلوها يقع في القلب صحيح أم لا وحتى تشعري بالرهبة وانت تسيرين في الليل في طرق المملكة للعمرة أو الحج، الجبال عالية جدا وأحيانا يحدث سيول، مرة حدث لنا هذا الامر ووقعت أحجار من الجبل ونحن نسير في الطرق وكنا نردد يا جبار يا رب يا قهار يا رب لأن عظمة الرب تقهر الجبل ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ[الـحـشـر:21] فاسم الله الجبار يقطع في قلبك تعظيم أي شيء مع عظمة الله واعتقادك في اسمه أنه القهار الذي يقهر كل شيء وكل هذه المخلوقات دانت له، دان له الجبل ودان له البحر، ألا يخضع له الانس والجن الذين تخاف منهم وتعمل لهم حساب فرعون العاتية الجبار أين هو؟ ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً[يونس:92] كل هذه السكنات للملك العظيم ليدبره مهما كان الانسان عظيما ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ[آل عمران:128] كذلك عندما تدخلي الى بلدان بها حضارة وناطحات سحاب يقع في قلبك شيء من الرهبة خصوصا الناس التي تعجب بالحضارة تقول إن ناطحات السحاب حاجزة ضوء الشمس عنا، وعندما يتكلمون عن حضارة اليابان، اليابانيون الذين لم تهديهم عقولهم الى أن يكون لهذا الكون رب واحد لا إله الا هو، اليابانيون أين أنتم؟ أين عقولكم التي جعلتكم تفكرون في كل شيء الا الله، ليتبين لك ان اي عبد مهما بلغ فهو ناقص نقصا شديدا، ﴿۞يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ١٥ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ١٦[فاطر:15-16] عندما يأت في قلبك أي تعظيم لأي شيء انزع من قلبك العظمة لها بإيمانك باسم الله تعالى هو الجبار.

·      هزة أرضيه بمقايسهم كما يقولون لو أهتز بمقياس 6 ريختر وهذه أعلى ما يتصورون، ماذا سيحدث لهذه الناطحات وهم يقولون انها شيء عظيم، سيساوى بالأرض، ما معنى هذا؟ نحن لا نحقد عليهم، أنا أتعجب من الناس التي تعظم المخلوقات ولا تعظم الخالق اليابانيون أين عقولهم؟ في قمة نقصها عقل لا يهديك الى خالقك هو عقل ناقص، ما معنى هذا؟ هذا الذي ستزول عظمته موجود وباقي لان الله يريد بقاءه وليس لان ارادة أهله بقاءه في الغرب ناطحات السحاب هذه بسبب الانهيار الاقتصادي يتوقع القائمين عليها أنها ستصبح خرابا، يعني سوف تكون في فتره بسيطة لا قيمة لها، يعني لن تنهار ولن تصبح مساوية للأرض ولكن في حقيقتها لا شيء.

·      كل هذا أنا ألفت نظرك أن قلبك أحيانا كثيرة بل غالبا ما يعظم الاشياء ولا يعظم خالقها، انت الآن كلما وجدت من مظاهر الأرض ما تريه عظيما اعلمي ان الله تعالى يهلكه كله ولا يساوي شيء، من قال هذا؟ بل يتكفأ الله تعالى الأرض كما يتكفأ أحدكم خبزته، حديث صحيح: ((أن الله تعالى يتكفأ الأرض كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة))، كل ما تريه من عظمة سيكون طعاما لأهل الجنة، أهل الجنة هم الذين عظموا خالق هذه الأشياء، لكي تتصوري أن الأرض كلها ستكون بمثابة الخبزة يطعمها أهل الجنة يعني أهل الدنيا كل ما لهم في الأرض يتحول طعاما لأهل الجنة بعدما يساوى بالأرض فأنت لو كنت من أهل السهول ورأيت الجبال لا تغتري بعظمتها ولو كنت من أهل الجبال ورأيت البحر بسعته وأمواجه لا تغتري بعظمته وسكان الأماكن الداخلية يرهبون البحر لان أعينهم لم تعتاد البحر، أنتم القريبون من البحر لا تشعرون بهذا والذي يأتي من السهول ويرى المناطق الجبلية يقع في قلبه الرهبة والذي يكون في قرى أو مدن بعيده عن العمران العالي عندما يأتيه تأتي له الرهبة ويذهب الى المدن الموجود فيها ناطحات السحاب يفاجأ بأن في قلبه نوع من الرهبة، كل هذا يحتاج ان تعامليه اسم الله الجبار الله سبحانه وتعالى مالك هذا العلم العلي والسفلي وأنه لا حركة ولا سكون لها الا بإذن مالكها ومدبرها ليس لأهل الأرض فيها شيء ولا من الحكم فيها شيء واذا أعطاهم الأسباب من أجل ان يفعلوا لا تتصوري انهم يملكوها، يا من تعظمي الاشياء هم لا يملكوها، كل هذه اختبارات، لكن لا تفهم معنى هذا أن العبد مجبور على فعل نفسه بل الامر كما قال الله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ[ الكهف:29] الآن أتفقنا الى أن المعنى الاول يرجع الى القهار العزيز والمعنى الثاني يرجع الى اللطف والرحمة والرأفة، فالجبار أسأل الله عز وجل أن يجبر قلوبنا هو الذي يجبر الكثير ويغني الفقير وييسر الأمور ولم يجد الانسان في حياته شيء صعب قولي يا جبار يا رب الذي ييسر العسير والمعنى أن الله بمنة وكرمه سبحانه وتعالى وبلطفه ورحمته ورأفته يوصل للعباد الرحمات ويجبر لهم القصور ألطف ما يكون المهم أنك عندما تنظري لهذا المعنى تفهمي أن هناك عقبة تواجهك ما هي العقبة؟ أن توحدي الله في طلب جبر كسرك منه وحده، أطلبي تيسير كل عسير من الله الوسط الذي تعيشين فيه ممكن فيه أشياء تفرض عليك وقد تلفت قلبك عن الله وعن بابه ارجعي بقلبك الى من يجبرك وحده لا شريك له وهو الله الجبار أخذنا معنيين وأمامنا الباقي حلقتين في اسم الله الجبار.

·      يا رب أجبر قلوبنا، اللهم يسر أمورنا وأجبر نقصنا، اللهم أكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا، اللهم علقنا بك وحدك.

·      اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ولا تلفت قلوبنا الى أحد سواك.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا انت أستغفرك و أتوب اليك.


تعليقات