اعوذ بالله السميع العليم من
الشيطان
الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأُصلي وأسلم على المبعوث
رحمةً للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من
الجنة منزلا.
طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلًا، أسأل الله
عز وجل أن يجعل هذه اللقاءات لقاءات مباركة يثقل الله عز وجل بها موازيننا يوم أن
نلقاه، اللهم آمين.
وأن يديم علينا النِعم؛ نعمة الأمن من أعظم النِعم،
نعمة الإيمان وزيادته من أعظم النِعم، ولا أبالغ إن قلت إن آلاف مؤلفة من النساء
تتمنى مثل هذا المجلس، ومثل هذه الجلسة، فنحمد الله عز وجل على أن اصطفانا ويسر
لنا هذا اللقاء.
ثم أن هذه
الدنيا كما قال النبي ﷺ: "ألا إن
الدنيا مَلعُونة، مَلعُونٌ ما فيها، إلا ذكرَ الله تعالى، وما وَالاهُ، وعالما
ومُتَعَلِّمَا" حسن – رواه الترمذي وابن ماجه.
آخر مرة تكلمنا عن الرسول ﷺ عندما سمعت الأنصار بقدوم
أبو عبيدة بمال من البحرين فوافق صلاة الصبح مع رسول الله ﷺ فلما انصرفوا تعرضوا
له فتبسم ﷺ حين رآهم وقال: "أظنكم
سمعتم بقدوم أبي عبيدة، وأنه جاء بشيء" قالوا أجل يا رسول الله،
قال: "فأبشروا وأَمِّلُوا ما
يَسُرُكُم"
كأن
أحدًا أتى لكِ بمال وأنتِ فرحانة بها، أو هدية وأنتِ فرحانة بها، وهذا من طبائع
النفس، قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ
لَشَدِيدٌ﴾ [الـعاديات:8]، حتى
وإن بلغ الإنسان ما بلغ فإنه يحب المال، وهذه فطرة العبد يحب المال ويحب الغنى ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر:20]، فالرسول
ﷺ بأبي هو وأمي لا يتغافل
عن طبيعة النفس البشرية فتبسم لهم ﷺ وقال: "فأبشروا
وأَمِّلُوا ما يَسُرُكُم" أي ستأخذون من هذه الخيرات، ثم بدأ
في تربية النفس بتعريفهم بحقيقة الحياة.
".. فوالله ما الفقر أخشى عليكم،
ولكن أخشى عليكم أن تُبسط عليكم الدنيا، كما بُسِطَت على من كان قبلكم،
فَتَنَافَسُوها كما تَنَافَسُوها وتُلْهيَكُم كما أَلْهَتْهُم" أخرجه مسلم
ما المخوف الذي
خاف منه النبي ﷺ؟ الفقر؟
قال الفقر ليس المخوف بل الحقيقة بسط الدنيا هو المخوف، لأنه كلما بُسِطت عليكِ الدنيا كلما كان
جاذبًا لقلبك إليها.
عندما تُفتح تأخذ قلبك إليها.
سيأتي بعد أن قال النبي ﷺ أنه خائف علينا من الدنيا
سيخبرنا كيف نتعامل مع الدنيا، أول شيء أن الرسول ﷺ خاف، معنى ذلك أن هناك خوف
مطلوب، ما هو الخوف المطلوب؟
ما هي الأسباب الحقيقية للخوف؟ قلنا في "دورة
مريم" أن هناك 15 سبب للخوف الحقيقي التعبدي ذكرها الشيخ مجدي الهلالي مثل
الخوف من الفتنة في الدين، فالخوف من الفتنة هذا هو ما خافه الرسول وليس المال في
حد ذاته، لكن تخافي عندما تسافري لبلاد الكفر لأنك تتعرضي تعرض مباشر للفتن،
والفتن أخاذة، وأنت سائرة في بلاد الكفر ماذا سترين؟ قذارات! وسيكون معي زوجي
وابني، ولذلك يوجد محاذير كبيرة جدا للسفر لبلاد الكفر، هو أصلا ممنوع شرعا إلا
لأسباب، وهذا شرحناه بالضبط في كتاب رياض الصالحين في باب الهجرة للشيخ ابن عثيمين
وقد أفاض.
فهنا
الرسول ﷺ يعلمك أن تخافي على نفسك من الفتنة فلا تعرضي نفسك لفتن أبدا، ﴿فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ﴾ [الكهف: 16] مثل أن أقول لكِ ادخلي نفسك الكهف
باختيارك، ما تفتحي على نفسك أبواب وتظني أنك قوية؛ لا،
فالفتن أخاذة من استشرف لها أخذته. فهذا هو ما خاف منه الرسول ﷺ.
الرسول سيعرفنا في الحديث القادم كيفية التعامل مع
الدنيا عندنا تُبْسط عليكِ
ثم قال البخاري رحمه الله:
6426- حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا
الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن نقبة بن عامر، أن رسول الله ﷺ خرج
يوما فصلى على أهل أُحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: "إنِّني فَرَطُكُم
([1])
وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أُعطيت مفاتيح خزائن
الأرض – مفاتيح الأرض– وإني والله ما أخاف عليكم أن تُشركوا بعدي، ولكني أخاف
عليكم ان تنافسوا فيها" [أخرجه مسلم]
ما الذي خاف منه الرسول ﷺ؟ أن تُفتح علينا الدنيا
فتدخل في قلوبنا فتلهينا عن الله عز وجل وعن الدار الآخرة.
تكلمنا أمس عن أسباب الهم والحزن، تكلمنا عن التفسير
الموضوعي للحزن في القرآن وكيفية ممانعة الأحزان وكيف ينهى الله عز وجل المؤمنين عن
الحزن، فكان من ضمن أدعية النبي ﷺ التي تناولناها "اللهم إني أعوذ بك من الهم
والحزن" [رواه البخاري] ما الذي يهم
الناس ويسبب لها الهم؟
التفكير في أمور مستقبلية، تحمل هم المصاريف، تحمل هم زواج ابنها، تحمل هم لو طردت من
عملي كيف سأصرف، تحمل هم عندما تكبر في السن، تحمل هم عندما يتزوج عليها زوجها،
أمور كلها مستقبلية. اسمعوا بحث الأحزان وكيفية ممانعة الأحزان ودفعها وِفق كلام
الله جل وعلا وكلام الرسول ﷺ.
هل الرسول ﷺ قال في هذا الحديث أخشى عليكم من الكفرة
أن يدمروكم؟ لا ما قال هذا، لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ
عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ١٢٧ إِنَّ اللَّهَ مَعَ
الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨﴾([2]) أي أن كيد الكفرة لا يحزنك، لأن بداخلك عقيدة ﴿وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ﴾[3] فليعملوا ليل
ونهار، الرسول حتى ما قال خائف عليكم من الكفرة بالرغم من وجود حديث آخر يقول فيه:
"يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما
تداعى الأكلة إلى قصعتها" ولذلك ما قال أنه خائف من هذا، كل ما
خاف منه أن الدنيا تأخذ قلوبنا وتلهينا لأن هذا هو الذي يحدث.
الحديث يقول: "وإِنَّي واللهِ ما أخافُ عليكم أنْ تُشْرِكوا
بعدي، ولكني أخافُ عليكم الدنيا أنْ تَنَافَسُوا فيها"[4] نفس
معنى الحديث السابق. نسأل الله الثبات.
يبدأ النبي ﷺ يقول لك كيف تتعاملي مع الدنيا ومع أهم
شيء في الدنيا وهو المال وهو شريان الحياة، ويشبه لك الرسول حال الناس بالدنيا
بناقتين.
يشبه الناس بناقة وجدت زرع كثير جدا بجانب جدول ماء،
فأخذت تأكل وتأكل حتى انتفخت وماتت، والناقة الأخرى أكلت بعض الزرع الجميل الذي
بجانب الجدول وبعد ما أكلت تمددت لأن هذه طبيعة الإبل. لماذا شبه الرسول الناس
بالإبل؟ لأنها أنفس أموال العرب وهي أمامهم ويرون حالها.
الناقة الثانية أكلت البعض حتى شبعت فتمددت وتمد
يديها ورجليها في الشمس، لماذا استقبلت الشمس؟ حتى تكون عملية الإخراج سهلة. سنرى
توجيه الرسول ﷺ بعد ضرب هاذين المثالين.
ثم قال البخاري رحمه الله:
6427- حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك
عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ:
"إن أكثر ما أخافُ عليكم ما يُخرج الله لكم من بركات الأرض"
يخاف علينا من بركات الأرض!!
ركزي في كلام النبي ﷺ، صاحبة الفكر العالي والنفس
العالية يشغلها هذا الكلام وتفكر فيه، ما معنى كلام النبي.
ولا تركز في القيل والقال ومواضيع الحياة الدنيا وحقوقي
عند فلانة..، هذا كله لا تفكر فيه، هي تفكر في أحاديث النبي ﷺ.
كيف يقول النبي ﷺ إن أكثر ما أخاف عليكم ما يُخرج الله لكم من بركات الأرض!
قيل: وما بركات الأرض؟ قال:
"زهرة الدنيا"
فالرسول ﷺ عرف بركات الأرض أنها زهرة الدنيا، الدنيا
تخرج زرع والأنعام ستأكل فيكون لدينا مال وسيكون فتح.
فقال له رجل: هل يأتي الخير بالشر
فصمت النبي ﷺ حتى ظننت أنه يُنْزَلُ عليه، ثم جعل يمسح عن جبينه فقال: "أين
السائل" قال: أنا.
كان الرسول ﷺ عندما ينزل عليه جبريل يحدثه سرا دون أن
يُرى من أشد حالات الوحي، يسمع صوت شديد ﷺ فيتفصد جبينه عرقًا، أي أن الوحي ثقيل،
له شدة في النزول.
الرسول بعد ما نزل عليه جبريل وألهمه الإجابة قال:
أين السائل.
فقال: "أين السائل" قال:
أنا. قال أبو سعيد: لقد حمدناه حين طلع لذلك.
كان صحابة النبي ﷺ يستحيون من النبي ﷺ ويستحيوا أن
يثقلوا عليه في الأسئلة -اللهم اجمعنا بهم عند حوض النبي ﷺ- فعندما كان أحد من
الأعراب أو سائل يسأل يكونوا سعداء أنه سأل لأنهم يريدون أن يعرفوا، لكن هيبة
النبي ﷺ كانت تغلب على أحوالهم فنادرا إلا في الحالات الشديدة كانوا يسألون النبي ﷺ.
فهنا يقول أبو سعيد: لقد حمدناه. أي كنا سعداء من
السائل عندما طلع.
الرسول ﷺ سيعطينا قاعدة
قال: "لا يأتي الخير إلا
بالخير،
لماذا سأل الصحابي هذا السؤال هل الخير يأتي بالشر؟
لأن الرسول قال بركات الأرض، وبركات الأرض خير، ولكن عندما يقول انا خائف عليكم
فهو يخاف علينا من شر، ولذلك سأل الصحابي هل الخير يأتي بالشر؟
قال: "لا يأتي الخير إلا
بالخير، وإن هذا المال خضرة حلوة، وإن كل ما أنبت الربيع يقْتُلُ حَبَطًا أو
يُلِمُّ، إلا آكلة الخضرة، أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس، فاجترت
وثَلَطَت وبالت، ثم عادت فأكلت، وإن هذا المال حلوة من أخذه بحقه ووضعه في حقه،
فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه، كان كالذي يأكل ولا يشبع"
* مطلوب البحث عن معنى كلمة الربيع. ما معنى الربيع في
الحديث؟
أول الحديث أخبر النبي ﷺ أن أكثر ما يخاف عليكم هو ما يخرج الله لكم من بركات الأرض، فقال
الصحابي: وما
بركات الأرض يا رسول الله؟ قال: "زهرة
الدنيا"
كلمة بركات الأرض أشكلت عند الصحابي كيف يخاف من بركات الأرض، فلذلك سأل الصحابي هل
يأتي الخير بالشر. أي كيف تكون النعمة عقوبة أو نحذر من نعمة وهل هذه النعمة تعود فتكون نقمة.
وهذا استفهام استرشاد وليس إنكار، فكأنه استشكل عليه الأمر ولكن نزل الوحي على النبي ﷺ
بالإجابة.
لمَ حمد الصحابة الرجل؟ لأنهم عندما سكت النبي ﷺ ظنوا انه غضب، ولم يتصوروا انه نزل عليه
الوحي، ثم حمدوه أي شكروه وأثنوا عليه لما علموا من المنفعة التي أتت بسبب سؤاله رضي الله عنه
وأرضاه.
أول شيء أجابه النبي ﷺ: "لا
يأتي الخير إلا بالخير" هذه قاعدة، يعني مثل هذه الجلسة نرجو
من الله ألا تأتي إلا بخير لأن الخير لا يأتي إلا بالخير. نسأل الله أن يجعلنا من
الصادقات.
ثم قال: "إن
هذا المال خضرة حلوة".
ما وصف المال من كلام الرسول ﷺ؟ قال: "إن
المال خضرة حلوة، "وإن كل ما أنبت الربيع.." الربيع المقصود به النهر، نهر يجري في الأرض أنبت بجانبه
الخضرة.
فالربيع هنا بمعنى النهر وليس فصل الربيع، فالرسول
قال: "يقْتُلُ حَبَطًا أو
يُلِمُّ" أي أن الناقة تأتي مما تنبته الجداول والأنهار تأكل
وتأكل ماذا يحصل لها؟ يقتلها أو يكاد يقتلها، أي عندما تأكل الناقة كثيرًا تموت.
وهذا حقيقي. عندما تأكل الناقة كثيرًا وتنتفخ بطنها تموت او تمرض على الأقل وهذا
حال من سيأخذ من الدنيا وتلهيه الدنيا يموت قلبه أو يكاد أن يموت لولا لا إله إلا
الله محمد رسول الله التي ستخرجه من النار.
واستثنى النبي ﷺ "إلا
آكلة الخضرة" وهذه هي الناقة الثانية في الحديث، الناقة الأولى التي
أكلت حتى ماتت بسبب كثرة الأكل وانتفاخ البطن، والنوع الثاني "إلا
آكلة الخضرة أكلت حتى امتدت خاصرتاها" أي امتلأت لكن ليس لحد
أن تموت، استقبلت الشمس ثم تخلصت من أي زيادة أخرجته منها فنفعها الأكل ونفعها الإخراج.
يتكلم الرسول عن المال عندما تأخذي منه بما يرضي الله
وتنفقي منه فيما يرضي الله وتخرجي منه الزائد عن حاجتك فإن هذا المال ينفعك، "نِعْمَ المال الصالح مع الرجل
الصالح" ولذلك قال: "وإنه
لنعم المعونة"، لكن عندما يأتيكِ مال فتنبهري بالمال، وكل
ملذات الدنيا تنفقي فيها وتصبح هذه لهو لقلبك، لا علم تتعلميه ولا تدبر تتدبريه
ولا إقبال على الله ولا محاسبة للنفس ولا لزوم للصحبة الصالحة ما الذي سيحدث
لقلبك؟
يموت أو يكاد
أن يموت. أي يمرض بالكآبة والأحزان والبث بسبب لهوك عن الدار الآخرة.
البث: هو درجة اعلى من الحزن تُفرق النفس.
"وإن هذا المال حلوة من أخذه بحقه
ووضعه في حقه، فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه، كان كالذي يأكل ولا يشبع"
لابد
ان يعرف شبابنا هذا الكلام، لابد ان تمشي به. هل تعرفون ما معنى أن تمشي به؟ قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ
وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي
الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ١٢٢﴾ ([5])
فأنا أوصي نفسي وإياكم ان نمشي بهذا الكلام.
فالدنيا صورتها حسنة كما شرحها الرسول ﷺ، ولذلك عبر الرسول ﷺ بقوله: "وإن هذا المال حلوة
خضرة" وشبهها بأنها خضرة حلوة لأن العرب تعبر
عن كل شيء نضر بأنه أخضر.
عندما أريد أن أعبر عن شيء جميل أقول: طرية ولذيذة،
أما العرب يقولون: خضراء.
فالمال مثل البقلة الخضراء الحلوة وهذه إشارة إلى زهرة الدنيا أنها بهذه الصورة مثل البقلة الخضرة
الحلوة.
لاحظي ان هذه البقلة تنبت من الربيع وهو النهر
والجداول فيكون نبتها حلو لأنها نبتت من ماء حلو فعندما ترى الدابة هذه البقلة
الخضرة الحلوة تأكل وتأكل حتى تموت.
والحبط: انتفاخ البطن من الأكل، فالأولى عندما تجد مرعى طيب تأكل حتى تنتفخ وتموت، اما الثانية
أكلت من
هذا الأخضر الحلو المناسب لكنها أكلت حتى امتدت خاصرتاها فلما تشعر بالثقل.
تجتره أي تأكله ثم تخرجه مرة أخرى وتدفعه عنها.
واستقبال الشمس حال
تساعدها في الإخراج.
ما المراد من حديث النبي ﷺ؟ ما الشاهد؟
الشاهد هو ما حالك انت في الدنيا؟
ما هو حالنا في الدنيا؟
توجيه النبي ﷺ ألا تكون مثل الأولى تأكل من الدنيا حتى تقتلك، بل اقتصد في أخذ الدنيا ولا
تجمعها في قلبك.
الزهد الحقيقي إن الدنيا تكون في يدك وليس في قلبك
لذلك يتبين صدق المقبل الغني، يكون عنده ملايين لكن حاله سبحان الله كأنه لا يملك،
نسأل الله أن يرزقنا الصدق سواء كنا أغنياء أو فقراء.
لا يحملك الحرص على الدنيا
أن تأخذها من كل باب.
[أريد مال بأي طريقة، أريد ان أتنزه
بأي طريقة، أريد أن ألبس بأي طريقة، أريد أن أسعد بأي طريقة!!] لا تكوني
هكذا. وربما أن هذا هو ما حمل بعض العلماء
الذين قالوا أن الذي يأكل حبطًا أي يأكل أي شيء، يلم أي شيء، كمن يريد مال فيضع
ماله في بنك ربوي.
فهنا ما هو
حالك وهذا هو الشاهد من حديث النبي ﷺ.
[1] فرطكم:
أي متقدمكم أو سابقكم إلى الحوض. تظهر
عبقرية البخاري في أنه يذكر حديث الحوض مع حديث الولاة الفسقة في الدين الذين
يسرقوا أموالكم ويستأثروا بها، يذكر حديث "سيكون أثرة وأمور تنكرونها.."
بعد حديث الحوض، وسيقول الرسول لصحابته عندما يسألوه أفلا نقاتلهم؟ سيقول لهم:
اصبروا حتى تلقوني على الحوض.
[2] النحل:
127، 128
[3] سورة الصف – اية 8
[4] الالباني - 2456
[5] الأنعام:
122
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق