اعوذ بالله السميع العليم من
الشيطان
الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأُصلي وأسلم على المبعوث
رحمةً للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من
الجنة منزلا.
"ادمان العلم" عن الله بأسمائه وصفاته مازال لم يدخل في
قلبها فما أعطاها راحة البال كما ينبغي؛ لان تفكيرهم عندما نقول: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا
يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ٥﴾ [فاطر:5] ثم يقول الله عز وجل
﴿وَعْدَ اللَّهِۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
٦﴾ [الروم:6] لماذا لا يعلمون لأن تفكيرهم ان كل النتائج الموعودة لابد أن يروها بأعينهم
في وقت سريع، يقول لك أنا دعيت ودعيت وربنا يقول انه مجيب وأنا لم أرى الإجابة إلى
الآن، أين وعد الله؟ أين تحقيق الوعد؟ في وقت هو الذي يحدده وليس "المقدم المؤخر" هو عرف المجيب لكن ما عرف الحكيم،
لا يعلم، ﴿وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ تقول لك أنا أبتهل وأدعي والدعاء يُستجاب بالعكس -أستغفر الله-، لماذا؟
لأن هي ما علمت أن مع المجيب القريب المحيط عليم حكيم
مقدم مؤخر سلام، طبعاً نحن ناقشنا هذه الأسماء
بالتفصيل، التي لم يدرسها وعندهم تساؤلات عن الله المُجيب لابد من أن يدرسوا
الأسماء الخمسة هذه، ولأنهم لا يعلمون صفات الرب فما يعرفوا وعوده، وأنه مؤمن
يَصدقهم ما وعدهم، ولأنهم يرسمون لأنفسهم سورة معينة لتحقيق الوعد، مثلاً أقول أنا
استعنت بالله ودعوت ودعوت ان الله يقدم الذي فيه الخير ولم يأتي لي الشيء الذي كنت
أحتاجه، يا مؤمنة الشيء الذي طلبته لم يكن هو الخير، الخير فيما اختاره الله،
﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُۗ مَا كَانَ لَهُمُ
الْخِيَرَةُۚ سُبْحَانَ اللَّهِ﴾ [القصص:68]، يعني نزّهيه قدسيه
في اختياره، اختياره هو الخير، لا تكوني متأزمة نفسياً وتقولي أنا دعوت ودعوت ولم
يأتي ما طلبته، ومستمرة في أني أدعي وأدعي وما يحصل الذي انا طلبته، وما هو ما كنت
تأملينه؟ هل هو الخير؟ هل أنت متأكدة؟
فمعظم الناس يرسمون لأنفسهم طريقة معينة لتحقيق الوعد، إذا احتاجتِ
شيء تدعو يا رب قدم لي الذي فيه الخير يا رب قدم لي الذي فيه الخير، وفي الآخر
تجدي الأمور أو السفن تجري بما لا تشتهيه الأنفس، طالما انت صادقة في لُجئك تأكدي
أن كل هذه تدابير الله الجميلة لك، ولذلك يوسف وهو يحكي عن قصته يقول: ﴿إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ﴾ [يوسف:100] لِيصل للملك تم اختطافه وتم حسده من اخوته وتم الرمي به في السجن واُتهم
في عرضه، كل الابتلاءات مر بها، وهو نبي ابن نبي، فهم ان هذا كله تأهيل، فهم ان الله
سيَصدقه ما وعده ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ
لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ٤﴾ [يوسف:4] يعلم ان هناك رؤية جميلة من الرحمن، فأكيد كل هذه الأحداث البلايا،
تأهيل لشيء معين، ونحن بضيق الأفق الذي هو سمة أصيلة فينا لا نفهم، من الذي يفهم؟ الذي صدّق أن ربه سلام، مُنزه عن كل عيب وظلم ونقص،
الذي صدق أن ربه مؤمن يَصدق عباده ما وعدهم، عندما
نقول ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة:153] أين الوعد هنا؟ المعية، وأين
الشرط الذي لابد من تحقيقه لتكوني من أهل هذه المعية؟
الصبر، الصبر على أقدار الله المؤلمة، حبس النفس عن السخط، الصبر على الطاعات، الصبر
على المناهي، وما هي المناهي؟ يعني عدم المعصية هل ممكن امرأة تصبر على
الطاعات لكن ما تصبر على المناهي؟ ممكن جداً، تكون صائمة قائمة مصلية تتصدق بمئات
الألوف من الأموال لكن ما صبرت ان تتحجب، غير قادرة انها تغطي الشعر تختنق، فهذه
ليست حقيقة التقوى، حقيقة التقوى: ان تجاهدي لأن تقوم بالعبادات وصبرك عليها، مجاهدة
وصبر، تحثي نفسك على الطاعات وتمنعيها عن المنهيات، تقول لك امرأة انا أحب ربنا وترقص!!
وهي صدقاً تحب الله، وتتصدق، وتؤدي كل الفروض الوقت بوقته -سبحان الله- هؤلاء نرجو
لهم الهداية، فهنا عندما أقول المعية تأتي بشرط وهو الصبر، لكن صبرٌ بجدية، ليس امرأة
تقول للصبر حدود، ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة:286] كل التكاليف تستطيع أداؤها وإلا لَمَا فرضها الله عز وجل عليكِ.
ما معنى المعية؟ هل المعية أن تكوني غنية؟ لا. هل
المعية أن لا يكون عندك أمراض؟ لا، هل المعية أن لا تُبتلي في دار البلاء؟ لا، لِتعرفي
ما هو الوعد لابد من أن تفهمي الصورة الصحيحة لشكل الوعد:
- أولاً: شيء أعرف أن الله عز وجل حاشاه
تعالى سلام أن يخلف عباده ما وعدهم.
- ثانياً: أن تعرف ما هو الوعد وما صورته الحقيقية، ويوقن (إن الله معه).
- ثالثاً: تعرف الشروط، فتتحري مواطنها؛
هل أنا بداخلي أستطيع وصف نفسك أنك صابرة؟ هل أنا
فعلاً أصبر، تحري أنك تحققين الصبر بكل جدية، هل أنا كل ما يصيبني بلاء ما أسخط؟
هل أنا راضية عن زوجي، راضية عن أولادي، راضية عن بيتي وأهلي؟ -أنا لا أقول راضية
بأفعالهم الخاطئة- أنا أقصد أنكِ راضية ان ربنا رزقك بهم- هل أنا راضية هل أنا
حامدة الله على شكلي على صحتي على رزقي قليلاً كان أو كثيراً وعلى الشخص المستفز الذي
رزقني الله به زوجا؟ على الأبناء المتعبة الذين رزقني الله بهم؟ على كذا على كذا
على كذا؟ هل انا فعلاً مع الأقدار المؤلمة أتعامل معها بصبر لأكون في المعية؟ هل
أنا كل ما يأتي لي أرضى به وأستعين بالله وأسير فيه ولا أسخط وأتمنى أغير وأكون في
حياة ثانية غير هذه وناس ثانية غير هؤلاء؟ هل اختنقت أريد أن أغير هذا الشيء؟ أنا أسأل
نفسي.. حبس النفس على طاعة الله، كل الطاعات تعمليها هذا رقم واحد فمن الذي يُطلق
عليه صابر فعلاً؟ هم السابقون بالخيرات، الصبر عن معاصي الله؛ حاجة متأكدة انها
حرام لم تفعليها هكذا تكوني صابرة، وإذا فعلتيها تكوني لم تحققي الوعد، من شروط الوعد:
الصبر على أقدار الله المؤلمة، حتى لو أنت حزينة، فعندما يحدث قدر مؤلم، امرأة مثلاً امها ماتت ستحزن،
لكنها بداخلها تعلم أن اختيار الله لها ولأمها بالموت هذا هو عين الرحمة، فلتصبر وتحتسب،
ولا تستمر طول اليوم بالبكاء والعويل وتكون مخنوقة وتقول ان الدنيا ضاقت عليها فأنتِ
كي تحققين معنى الصبر لابد من أن تحققي الثلاثة الذين ذكرناهم، كل الطاعات دائماً
تكوني مع الآيات، سمعت ممانعة الأحزان؟
عندما تتبعنا لفظ الحزن، طبعاً أنا أوصي جميع
المسلمات بسماع هذه السلسلة، (ممانعة الأحزان) مع المشرفة 00966561263559، اطلبوا
منها هذه السلسلة، لتعرفي كيفية عدم الحزن، طبعاً نحن تتبعنا مواطن الحزن في
القرآن وعالجناها في مرة سابقة، وتطلبين منها تفسير الآيات التي فيها حزن، هذه السلسلة
لوحدها، ويوجد أيضاً تفسير للآيات.
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
١٥٥ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ١٥٧﴾ [البقرة:155-157].
هيا لنرى الوعود للمعية، المعية الله عز وجل
ذكرها في الحديث القدسي: [وما تَقَرَّبَ إلَيَّ
عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه] أعظم شيء تتقربي إلى الله به هو الفرائض [وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى
أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ..] هذه معاني المعية، [فإذا أحْبَبْتُهُ:
كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي
يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي عليها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،
ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ] ومن معاني المعية:
﴿۞إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحج:38] وعد بالمدافعة، وما هي شروط هذا الوعد؟ لابد وأن تكون مؤمنة، هل نحن
مؤمنون حقاً؟ طبعاً نحن شرحنا المؤمن حقاً من كلام الشيخ عبد الرحمن السعدي في
القاعدة ثمانية وعشرين في القواعد الحِسان عندما تكلم على أوصاف المؤمنين في
القرآن، من أروع ما يكون، أيضاً أنصح الجميع بسماعها (القاعدة
٢٨ في القواعد الحسان) قال لك ان المدح الذي أتى للمؤمنين في القرآن عندما يكون
مدح غير الأوامر عندما تكون أوامر يشمل المؤمنين كلهم كاملي الإيمان وناقصي
الإيمان.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم
مُّسْلِمُونَ ١٠٢ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران:102-103].
الشاهد أنه يوجد أوامر للمؤمنين، تشمل
المؤمن كامل الإيمان وناقص الإيمان، لكن عندما يأتي مدح للمؤمنين ما المقصود
بالمدح؟ من المؤمنين المقصودين بالمدح؟ كُمَّل الإيمان
وأنا لأؤمن بأن الله عز وجل مؤمن أنظر لتحقيق الوعد مبني على شروط في الشخص
الموعود إذا لم يأتي بالشروط لم يصير أهلاً للوعد أو الوعيد.
القسم الثاني: العلم بمعنى تحقيق الوعد الذي جاء به النص، لنرى بعض صور وعود في
القرآن. الله عز وجل يقول ﴿فَاذْكُرُونِي
أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة:152] الوعد هو فاذكروني أذكركم، تخيلي انتِ عندما يقولوا لك ان الرئيس كذا ذكر
سيرتك في المجلس وأثنى عليكِ تقولين من غير الممكن؟ القوم شكروا في؟ وهل يعرفونني؟!
هذا في الخلق فما بالك في العظيم الذي في السماء يذكرك في الملأ الأعلى؟
عن النبي ﷺ قال: ((إن الله
تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي
في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول
في الأرض)) أي عظمة للرب في هذا الوعد، هل أي انسان يذكر الله الله يذكره؟ لا، هل
كل من ذكر الله فيذكره حتى وإن كان قلبه لاهياً غافلاً؟! لا إذاً أنتم قلتم الآن
صفات أتحراها في نفسي، لنرى لأي مدى تتبع الوعود في القرآن سيجعلكِ رائعة، انا
الآن عندما أكون واقفة بين يديّ الله عز وجل هل يكون كل تفكيري في أمور الدنيا، هل
يستحق منا ربنا كذلك؟ هل يستحق مني ربي ان وأنا واقفة بين يديه تعالى أن أفكر في الشجار
الذي حدث أمس والذي سيحدث اليوم وغداً والاسبوع القادم؟! هل يستحق مني ربي وأنا بين
يديه في الصلاة أفكر في الأكل الذي على النار وأفكر يا ترى من الذي يرن في الهاتف؟!
فحددي أنت "تحقيق الوعد بنسبة كام
يعطيك هذا الذكر في السماء، فهناك أناس تأخذ أجر الصلاة والجهاد، طوال ما انتِ مجاهدة"
أن الشيطان لا يسترق ما بينك وبين ربك انتِ على خير، ستأخذِ أجر الصلاة والجهاد،
لكن أحياناً المرأة تدخل في الصلاة من أول الله أكبر لغاية السلام عليكم ورحمة
الله السلام عليكم ورحمة الله وهي لا تكون مقابلة مع الله أبداً، لأجل غم الدنيا.
إذاً كيف نكون أهل لتحقيق الوعود، نعم إذاً هنا
إذا لم يأتي الشخص بالوعود فعلى ماذا ينتظر وعد الله؟ إذا كان في شروط مثل الرسول ﷺ عندما
ذَكَرَ الرجل: ((يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ
يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ،
وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى
يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!)) ترتدي الثياب خطأ وتأكلين خطأ من مال ربوي وتتصرفين
تصرفات خطأ، فكيف يُستجاب لكِ، لقد تخلفتِ شروط أرادها الله عز وجل من العبد، قد
يأتي العبد ببعض الشروط وليس كلها، فيُريه الله عز وجل وعده فيغتر بنفسه؛ تقول لك أين
المشكلة انا بالبنتكور وبالبادي أعيش أحلى حياة ومبسوطة ورزقي كثير وزوجي يحبني، هذا اغترار هذه ليست محل للوعد، هي محل للوعيد والاستدراج. نأخذ مثال آخر ((من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله)).
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق