القائمة الرئيسية

الصفحات

شرح الاصول الثلاثة الجزء الخامس عشر

 

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان

الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا.

·        صبر حتى لا يقع في المعصية, أيضًا صبر على البَطَر عند كثرة النِعم، فيصبر الإنسان عن أن يكون بَطْرَان عند وجود النِعم أو عند كثرتها، يعني أحيانًا تجدى كلام من النِساء: أشعر بالملل من زوجي! يا نهار أبيض هناك ناس لا تجد هذا الزوج! أشعر بالملل من الأولاد! أشعر بالملل من أعمال المنزل, من ضِمن صِور البَطَر عند النِساء أنها تشعر بالملل أنها تُفكر كل يوم ماذا تفعل من أكل وشُرب.. ألَيس من المفروض أن تحمدي الله أنَّ هناك أكل وشرب تعمليه؟

·        حبايبي إخواننا أهل الشام, أهل الرُقِى والنظافة والشِياكة, أهل العِز ...أين هم؟ أين هم؟ أسأل الله U أن يُعافينا, وألا يقع بِنا ما وقع بِهم, وأن يغفر لنا تقصيرنا معهم! أرجوكم يا جماعة لا تنسوا الجمع لسوريا، نقول فقط لله U معذِرة هذا فقط ما استطعنا.

·        إذًا لابد أن يكون الإنسان لديه صبر حتى لا يبطُر على النِعم, واحدة تشعر بالملل أنها تذهب دائمًا لأبيها وأمها.. هذه نِعمة, نِعمة, واحدة تشعر بالملل أنَّ زوجها يُريدها أن تجلس معه.. تشعر بالملل, يا نهار أبيض! هذه نِعِم, واحدة تشعر بالملل أنَّ ابنها أو ابنتها يطلب منها طلب, هذه نِعمة أن رزقكِ الله بِهؤلاء.

·        أيضًا الصبر على المصائب وهو ما يُصيب الإنسان على ما لا يُلائِمُه, وإن كان هو في حقه خير كثير.

·        المهم طبعًا موضوع الصبر كثير, المهم أن تعلمي أنكِ مُحتاجة أن تصبري على أنواع الصبر المأمور به, ولذلك كان لابد من أن نتواصى بهذا.

·        انظُري لكلام النساء مع بعض: كل يوم نستيقظ نفكر ماذا سنعمل وماذا سنطبخ, والزمن والذي نعيشه, والدنيا وما فيها, والغلاء, والأولاد, والذي أتى بهم, وأبوهم! بدلًا من أن تقومي بما أمرِكِ بِهِ الله U من التواصي بالحق والتواصي بالصبر, وتحسين ظُنون الناس بِربِهم وخالِقِهم، أصبحت لِقاءات النِساء خلايا َللسَخُّط على الله, نسأل الله العفو والعافية!

·        أخت من الأخوات تسأل: ما هو البَطَر؟

·        الأستاذة تُجيب: البطر هو الملل من النعمة.

يعنى أنا أقول يااااه يا أمنية كل يوم درس، يااااه كل يوم يبعثوا لنا مُحاضرة.. نحن مللنا، أو عِندما تُكلمي ابنكِ يقول لكِ يااااااه أنتِ لا تتكلمين غير في الدين؟! يا ابنى هذا نِعمة.. بَطر.. بَطر, تضعين له الأكل يقول لكِ يااااه كل يوم لحمة.. يا نهار أبيض, هل هناك ما هو أحلى من اللحمة؟! كل يوم كذا.. ما هذا الأكل أنا لا أريده! ما هذه الملابس؟! يا ابنى احمد الله أنك تلبس وتأكل, نحمد الله U, لو لم تملكي أي مال تحمدي الله أنكِ تسيرين على قدمكِ, عندما تدخلين على سِريركِ وتتغطين تقولين يا رب, لك الحمد أن هناك شيء يستُرني, هناك ناس مُلقاة في الهواء.. أهل الرُقِي.

·        لذلك لابد أن نتواصى بهذا الحق، فإذا ظهر الحق يأتي أحد مع ظُهور الحق يكون قد وصل حال من الملل، مثل ما قلت لكم أحياناً كثيرة عندما تأتي الأمهات يشتكين من أبنائهن نقول: الآن أنتِ أُمرتِ بالتربية, وأُمرتِ أن تقولي الكلام الصحيح الذي هو التواصي بالحق، انظُري هذه الجزيئة جميلة جدًا للأُستاذة ربنا يارب يبارك لها! لأنه كان أحيانًا الواحد يصاب بحالة من الضيق في تربية الأبناء ممكن لا ينام, لكن عندما قررت لنا هذه الإيمانِيات أصبحنا نُنام ونُشَخِر أيضًا الحمد لله رب العالمين.. ماذا قالت؟

·        أنتِ الفرض عليكِ الجُهد في تِكرار الكلام الصحيح، لا تملي من تِكرار الكلام الصحيح الذي هو من التواصي بالحق: آمنوا بالله, آمنوا بكتاب الله, قوموا إلى الصلاة, مع طبعاً تعليمهم.. مع تعليمهم؛ يعني تمسكي سلسلة الأصول الثلاثة هذه وتتحدثي فيها مع أولادكِ، فماذا يا أمنية لو لم أعرف أتحدث معهم؟ استعيني بالله واصبري, استعيني بالله واصبري, قولي يارب, صلي وقولي اهدني, طب كيف أتحدث معه؟ كيف أتحدث معه؟ تنظُري تجدي أنَّ ربي يفتح لكِ أُمورًا، مثلما قلت لكِ مثال كان نفسي أُدرس لابني أصول الإيمان وهو كان يقفز, فرُزقنا بمن نذهب بهم إليهم.

·        أحيانا نجد الولد والبنت.. الأم تكون داعية بفضل من الله عليها وعندها عِلم كثير جداً, لكن هو يمِل منها, إذاً أذهب به للذي بالخارج، ليست هناك مشكلة أذهب به للذي بالخارج, المهم أنَّ الحق يصل، ممكن تجدين واحدة شاردة منكِ, شاردة مِنكِ, جارتكِ لا تُريدكِ.

·        يعني كان من ضِمن الكلام الجميل جدًا الذي قالته لي الأُستاذة فوز الكُردي حفِظها الله:

اعلمي أنَّ أزهد الناس بالعالِم أهله, وهو حق..حق, تجدي مِئات وآلاف يسمعون للعالِم وابنه ضناه ما يِبْغِي، يمِل مِنه.. اختبارات! المهم أن تستعيني بالله أنه يوصل الحق إليهم, وتُكررِي وتُكرِري وتُكرري، فهي تقول لكِ: عرِّفوهُهم بالله؛ قوموا إلى الصلاة، افعلوا الخيرات، اتركوا المُنكرات.. هذا من التواصي بالحق, ثم أجد أنه لا يوجد صدى عندهم.

·      فتأتي إحداهُن تشتكي لي وتقول: أنا بِقدر ما أدعُوهُ بقدر ما يَرُد علىَّ، فيقال لكِ ادع لهم, ادع الله؛ لأنَّ الله عندما أمرَكِ بتربيتهم لن يُكلِفكِ بما لا تُطيقِين، أمركِ بالتربية وفتح لكِ أوسع الأبواب, باب الدعاء, ادع لهم أن يُصلِحهُم الله, يُنور قلوبُهم بالإيمان, يَزِدهُم إيمانًا، يُثبت قلوبهم على الحق، يُرشِدُهم إلى الصواب، يُعجِل بِرُشْدِهم، ينفعهُم بما متعهُم به من سمع وبصر، ينفعهُم بما يَزِيدوا إيمانًا, اطلُبوا من الله, هناك باب بين الأُم وبين الله مفتوح إلى السماء وهو الدُعاء, دعوة الأُم مُجابة وإن كانت كافرة، دعوة الأم مُستجابة وإن كانت كافِرة لو كانت الدعوة بِحق، يعني لو أم كافِرة ابنها ظلمها ودعت عليه يُعاقِبُهُ الله بِظُلمِه لها، اطلبوا من الله أن يُربيهم فيستَقِيموا.

·        تَرُد إحدى المُتكلِمات تقول أنا أدعو لهم, نقول نعم أُوصِيكِ بالدعاء وأقول لكِ اصبري على الدعاء، صبر! لابد عندما أُوصِيكِ بالحق.. أُوصِيكِ بالصبر ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ٩٠ [يوسف: 90] رَكِّزِى هذه النقطة جميلة جدًا وهي الجمع بين الصبر ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ الاثنين مع بعض ﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.

·        لا تتصوري أنكِ سَتَصِلِين إلى مُرادِك بمجرد أنكِ تَقِية، التقوى هي التواصي بالحق أي أنتِ آمنتِ وعَمَلتِ الصالِحات وتواصَيتِ بالحق فهذه هي التقوى, لكن ليست التقوى فقط سبب رِفعة منزِلتِكِ عند الله وإنما لابد من الصبر, ولذلك قال سيدنا يُوسُف ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ,كم عام جلس سيدنا يعقُوب بعيدًا عن سيدنا يُوسُف، وسيدنا يُوسُف النبي ابن النبي عبد رقيق, مِنها فترة خادِم في بيت العزيز، ثم فترة تُراوِدُهُ امرأة العزيز، ثم يُسجن, وقبل أن يُسجن يُتَهَم في سُمعتِهِ وفى عِرضِهِ, ثلاثون عاماً بماذا خرج منها؟ مُلك عند الله غير المُلك الذي في الأرض.

·        فنحن نُخاطب أنفُسنا قبل أن نُخاطِب أي أحد, تَمُر علينا مسائِل بسيطة نجد أنفُسنا فقدنا صبرنا ونقول متى تستقيم القضية؟ ماذا تعتقدين؟ الدنيا كلما فتحت لكِ فُرص لابد أن تظهر لكِ نقائِص, الدنيا مجبولة على الكَبَد ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ٤ [البلد: 4].. كبد!

·        نحن مشكلتنا أننا نُريد أن نستريح مئة في المئة في الدنيا، فهذا السبب الرئيسي من أسباب شقائنا؛ لأن الدنيا دار مَشَقة, دار ابتلاء, والدنيا دار تَعَب, والراحة خُلِقت في الجنة, عندما سُئل أحد الأئمة: متى الراحة يا إمام؟ قال: عندما تضع أول قدم لكَ في الجنة, يأتي قول سيدنا أبو بكر الصديق لا آمن مكر الله وإن كانت إحدى قدماي في الجنة, يخاف أنَّ القدم الثانية لا تدخل, فالأمن والأمان والراحة والسعادة خُلِقت في الجنة ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ  عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ١٠٨ [هود: 108]  غير مجذوذ، لكن النقص في الدنيا كله.

·        حسنًا فإذا ظهرت لكِ النقائص كان المطلوب منكِ أن تُعامِلي النقائص بصورتين, ركزي معي:

1.    اتق الله! تقوى الله U, عاملي النَقِيصة بالتقوى, لا تعملي عمل مُخالف لما يجب عليكِ, آمني بالله أنه قضاء وقدر, اعملي صالِحًا بالإحسان.

2.    تواصي ووصي نفسكِ بالحق, واعلمي أنه لابد من الصبر, لابد من النقائص.

·      فأنتِ عندما تلتفتين حولكِ وتجدين المُنكرات كالسيل الجارِف مرة واحدة, المجتمع يتغير وينقلب وتأتينا حالة من الذهول.. ماذا نفعل؟ هؤلاء القوم الذين رُبوا على التوحيد ماذا حدث لهم؟ ثم نقول لا بأس لابد من الصبر لا تيأسي من روح الله أنتِ اطلبي لهم الهداية.

·        النقطة الأولى عندما أقول لكِ يظهر لكِ نقيصة اتق الله, والنقطة الثانية اصبري.

·        يعنى مثلًا واحد يحتاج مبلغ ثابت يَدخُل له لأنَّ لديه نقص مادي, يقول لا يوجد أماكن أو بنوك تعطي مبلغ كبير غير البنوك الرِبَوية, نقول له اتقِ الله واصبر، عندما تأكُل قليلًا خير من أن تأكُل كثيرًا وبِحِرام.

·        عندما تحتاج الأُخت إلى عمل ويقولون لها لابد كي تعملي أن تخلَعِي غِطاءِكِ, نقول لها اتق الله واصبري، المطلوب مِنكِ ﴿إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ [يوسف: 90] هذا اختبار لكِ ﴿أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا [التوبة: 49].

·        هناك ناس تجدين أنَّ كل المُحيطين بِهِم يتصرفون خطأ, كل المحيطين بها يتنمصون, كل المحيطين بها يرتدون بنطلونات, كل المُحيطين بها يُشاهِدون المُسلسل, كل الأمهات المحيطات بها تحضر أفلام كرتون.. أفلام كرتون لأولادهم, هذه المُهلِكة, هذه المُهلِكة, نحن كأُمهات جالسين نتعذب من أجل أبنائنا كي لا يشاهدوا الكرتون؛ لأنني مسؤولة أمام الله على عقليته, ماذا يُشاهد, تُريد أن تستريح منه تجعل ابنها يجلس أمام الكرتون.


تعليقات