اعوذ بالله السميع العليم من
الشيطان
الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأُصلي وأسلم على المبعوث
رحمةً للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من
الجنة منزلا.
[ما يُتقى من فتنة
المال، وقول البخاري إنما اموالكم واولادكم فتنة]
والحديث: "تعس
عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إن أُعطي رضي وإن لم يعط لم يرضَ"
أخبر الله تعالى عن الأموال والأولاد أنها
فتنة، لماذا؟ ما الفتنة؟ كيف أوازن بين ﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ
أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ
ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾[1] وبين ﴿إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ
وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ﴾[2]؟ متى
تكون فتنة؟
عندما تشغلك عن طاعة الله أو ترمي بكِ في
معصية الله.
وتكلم عن باب ما يتقى من فتنة المال: "تعس عبد الدينار والدرهم"، لماذا سمي عبدًا؟
الرسول قال لكِ المعيار في الحديث: "إن
أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض" جاءه مال يفرح، جاءه جاه يفرح وهكذا في كل أمور
الدنيا إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط.
هو عبد أي خادم للدينار، صار الدينار
هو الذي يتحكم في مزاجه وفي رضاه عن ربه أو سخطه نسأل الله السلامة والعافية.
الخميصة: القطيفة المخملي، والخميلة:
الكساء المربع وهو نوع من أنواع الأناقة والجمال، فأنا عندي لبس أنيق أكون سعيدة،
ولو ما عندي أحزن! لا؛ الصحيح أن الإنسان يفرح بنعمة الله لكن لو ما جاءت فالحمد
لله رب العالمين، هذا ما أستحقه.
لكن لو جعلت سعادتي أن أشتري الفستان الغالي
أو الشنطة الغالية أو الماركة الفلانية لو ما جاءت الأشياء التي أتمنى فأسخط فهذا
في حد ذاته فتنة.
الرسول ﷺ دعا عليه بدعاء أنا تعجبت من هذا
الدعاء! عندما فتحنا كتاب "فتح الباري" يقول الرسولﷺ: "تعس وانتكس"
تعس: أي دعا عليه
بالهلاك.
انتكس: أي خر
على وجهه وانقلب على رأسه.
تعس: يعني سقط، وعندما
سقط انكب على وجهه ورأسه.
"وإذا شيك فلا
انتقش" يعني
إذا دخلت فيه شوكة فلا يستطيع أن يخرجها، أي يعاوده المرض بعد المرض.
الرسول ﷺ يدعو عليه لأن كل همه في الدنيا،
لتعرفي ما علاقة هذا الحديث بكل ما فات، كل ما فات يخبرك أن لا تتعلقي بالدنيا هذا
التعلق الذي يحزنك أو يفرحك، تمتعي بكل المباح بدون أن يشغل قلبك عن الدار الآخرة،
أنت إسألي الله أن يجعل معك من الدنيا ما يقيتك وقلنا هذا في إسم الله (المقيت)،
الرسول ﷺ يدعو دعاء عجيب جدا: "اللهم اجعل رزق
آل محمدٍ قوتًا" يعني يا رب اجعل كل رزقي على مقدار أكلي وشربي وفقط،
هذا هو دعاء الرسول! يعني يارب الذي يأتي على قدر ما يذهب والدنيا ما تفتح على
قلبي، فنحن أخذنا قول الرسولﷺ: "فوالله ما الفقر
أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا كما فُتحت على الذين من قبلكم
فتنافسوها كما تنافسوها فتلهيكم كما ألهتهم" وفي رواية: "فتهلككم كما أهلكتهم"
يقول شارح البخاري كلام عجيب جدا: إن الفقر مضرة دنيوية أما الغنى مضرة دينية.
نحن طريقة تفكيرنا أني أتمنى لإبني أن أوفر
له كل شيء حتى لا يتسخط أو يفتتن أو ينظر لغيره.. هذه طريقة تفكيرنا، لكن الرسول ﷺ
قال: "فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن
تفتح عليكم الدنيا" من الذين يتعاطون المخدرات؟ من الذين يلبسون
الملابس المقطعة والمجسمة؟!
يحدث لي شيء عجيب جدًا جدًا بعد دراسة هذا
الباب، أذهب لزيارة أخت عالِمة –وهي قالت أخبري بقصتي- غنية جدًا وأنا لم أزرها
لأنها غنية ولكن لأنها عالِمة ولأسألها لأنها تشرح البخاري، فأنا أزور كل من تشرح
البخاري حتى آخذ منهم فقه البخاري، وأسأل الله أن أنقل لكم هذا الفقه الذي آخذه.
كنت أتكلم معها عن باب الرقاق وأنني شرحته
وكلما أشرحه كأني أقرأه لأول مرة، فقالت لي: [أنا
معاناتي بسبب الغنى وانفتاح الدنيا أضعاف مضاعفة من معاناتي في الدعوة إلى الله!
أعاني معاناة لا يعلمها إلا الله بسبب انفتاح الدنيا وبسبب أن زوجي غني جدًا وأنا
غنية جدًا وأولادي أغنياء، أنا أجاهد لنمسك على ديننا وأنا أغبط الفقيرة! أنظر
إليها وأقول لها أنت لا تحملين هم شيء وما في بلاءات مفتوحة عليك].
هذا الكلام صدقًا من قلبها، ثم إن العجيب
أنها تبتلى بمرض وزوجها طبيب كبير جدًا وأبوها طبيب كبير جدا في مصر وأطباء مصر ما
شاء الله أُعطوا من العلم ما فتح الله عز وجل به عليهم. عندها ورم في المخ ضاغط
على بعض مناطق المخ وهو نوع من أنواع الأورام النادرة! ليل ونهار صداع أليم ولا تشعر
بأي شيء من الغنى الذي هي فيه.
وعندما ذهبت لها قالت لي أين تريدي أن تجلسي؟
قلت لها في الحديقة أمام هذا المنظر الجميل، وكنت سعيدة جدا بالحديقة والشلال الذي
أمامي، وظلت تسألني ماذا أريد أن آكل وأشرب حتى تمتعني بالشيء الذي عمرها ما تمتعت
به، وقالت لي إحكي قصتي يا أمنية بدون ذكر أسماء وهي عالمة ربانية.
فالعبد ما يغتر كما قال النبي ﷺ بزهرة
الحياة الدنيا.
ومعنى "إن أُعطي منها رضي": يؤذن بشدة الحرص عليها، فمقدار رضاه كم
سيعطيه ربه، وجعله عبدًا لهما لحرصه، فمن كان عبدًا لهواه لم يصدق في حقه قول الله
عز وجل "إياك نعبد" فلا يكون لمن اتصف بذلك صديقًا.
والقطيفة: الثوب الذي له خمل، والخميصة:
الكساء المربع.
ثم بعد أن قال "تعس
عبد الدرهم والدينار.." وطبعًا كلنا نحب الدرهم والدينار فمن جمال
كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني ([3]):
إن البخاري أتى بعد حديث "تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار" بحديث
لو كان لابن آدم "واديان من مال لابتغى
ثالثا" -وقد درسناه، أسأل الله أن يجمع بهذه الجلسة العلم في قلوبكم- عندك ثلاث أحاديث ما الاختلاف؟
الحديث يبدأ بـ "حدثني محمد أخبرنا
مخلد.." فأول ما قرأت على الشيخ الذي أجازني في البخاري –في وجود محارمي ومن
وراء حجاب- قال لي: هل حدثك أنتِ؟ فقلت له: لا لم يحدثني.
قال لي: إقرأي.
فقلت: "حدثني محمد
أخبرنا مخلد"
فقال لي: هل هو حدَّثك؟
فقلت له: لا لم يحدثني.
فقال لي: فهذا كذب أن تقولي "حدثني"
بل قولي: "قال".
قال: من أورد الأحاديث هو
البخاري، فالبخاري يقول "حدثني محمد، أخبرنا.." فالبخاري هو من
يقول وليس أنت من حدثك.
فتأملي الدقة في الصدق.
قولي لي ما الفرق بين
الأحاديث التي سأوردها لكِ:
1-
قال البخاري: حدثني
محمد، أخبرنا مَخْلَد، أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاءً يقول: سمعت ابن عباس يقول:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: "لو أنَّ لابن آدم ملء وادٍ مالًا لأحب أنَّ له إليه
مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب"
2-
"لَو أَنْ ابن آدم
أُعْطِيَ واديًا ملأً من ذَهب أحبَ إليه ثانيًا، ولو أُعطي ثانيًا أحب إليه ثالثًا،
ولا يَسُدْ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب"
3-
"لَو أَنْ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَب أَحَبَ أَنْ
يَكونَ لَهُ وَادِيان، وَلَا يَمْلَأْ فاهُ إلا التُّراب، ويَتوبُ الله على مَن
تَاب"
ما
الفرق بين هذه الأحاديث الثلاثة؟
أول حديث "لا يملأ عينه إلا التراب" هل يملأ عينه أم نفسه؟ من التي تطلب وما تشبع؟
النفس، فما دخل العين؟
﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ﴾ من لا
يمد عينه فكل شيء لديه جميل، من لا تمد عينيها للرجال ترى زوجها جميل، ترى أخاها
وخالها في منتهى الجمال لأنها ما ترى غيرهم.
الحديث
الثاني: لماذا ذكر كلمة "جوف"؟ لأنه سيشتري أشياء
بمبالغ لتدخل جوفه.
أما
الثالث: "لم يملأ فاه"؟ لأن العبد عندما يدفن –نسأل الله حسن
الخاتمة لي ولكم والموت على لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويسترنا الله وما
يفضحنا وما يخذلنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض- أول ما يوضع ابن آدم في
التراب فجوف ابن آدم وعينه وفاه عندما يكشفونه يردم عليه التراب فيسد كله بالتراب،
حتى أن أمنا الصديقة بنت الصديق عندما دفن النبي ﷺ قالت للصحابة: "أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على وجه النبي ﷺ!"
"يتوب
الله على من تاب": كأن هذا ذنب أذنبه، ولكن كيف وهذه غريزة؟
حب المال غريزة فهل حب المال ذنب؟
الذم للاستكثار من جمع
المال والحرص عليه بحيث إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض.
يقول الحافظ بن حجر
العسقلاني:
قوله: "يتوب
الله" أي أن الله يقبل التوبة من الحريص كما
يقبلها من غيره، وفيه إشارة إلى ذم الاستكثار من جمع المال وتمني ذلك والحرص عليه
للإشارة إلى أن الذي يترك ذلك يُطلق عليه أنه تاب.
من كل تفكيره ورضاه
وسخطه في كم حصلت وكم ادخرت وكل تفكيره في الدنيا فهذا ذنب.. ذنب يجب التوبة منه.
وعندما تجمعي بين شراح الحديث تجدي فعلا أنهم أُعطوا نورًا.
وقال الطيبي يمكن أن يكون معناه أن الآدمي
مجبول على حب المال وأنه لا يشبع من جمعه إلا من حفظه الله ووفقه لإزالة هذه
الجبلة عن نفسه وقليل ما هم.
في طبائع في النفس
أنتِ مأمورة بإزالتها، أول الفتن –إسمعوا شرح كتاب الفتن الذي شرحناه على المجموعة-
أول ما يفتتن العبد: في طباعه هو، فتقول مثلا: [أنا
طبيعتي عصبية] النصوص ستهدئك، وتذكرك بأشياء معينة ستهدئك.
كان أكثر ما يدعو
النبي ﷺ في طلب النور، حتى أنه كان يبالغ: "اللهم
اجعل عن يميني نورًا وعن شمالي نورًا ومن فوقي نورًا ومن تحتي نورًا، اللهم أعظم
لي نورًا اللهم اجعلني نورًا" يعني هو نفسه يكون نورا.
كلام الطيبي عندما
راجعت شروحات العلماء وجدت أن من روعة كلام الطيبي أنهم ذكروه، أحيانا تقولي هذا الكلام
كنز، من روعة كلام الطيبي:
أن الآدمي مجبول على حب المال وأنه لا يشبع
من جمعه إلا من حفظه الله ووفقه لإزالة هذه الجبلة عن نفسه وقليل ما هم.
أي أنه في طباع
معينة عندما تجديها في نفسك يجب أن تزيليها، عندما تجدي أنك دائما تتعصبي أو تحزني
على شيء دنيوي أو كلمة تحزنك أو أحد يقول لكِ كلمة فينقلب مزاجك لأسبوع، غيري
نفسك.
واحدة مثلًا تكون
مريضة وتقول لكِ كلمة أو زوجك يقول لكِ كلمة يؤذيكِ بها هما ما قطعوا رأسك فأزيلي
عن نفسك أن تعيشي في دائرة من الغم والنكد، حساسية النساء لكل ما يقال لها دليل على أن نورًا في الأذن ليس
موجود، الأذن ليست مشغولة بما يجب أن تنشغل به، أسأل الله أن يوصل لكم هذا
الكلام.
نرجع لكلام الطيبي:
أن الآدمي مجبول على حب المال وأنه لا يشبع
من جمعه إلا من حفظه الله ووفقه لإزالة هذه الجبلة عن نفسه وقليل ما هم. فوضع و"ويتوب"
موضعه إشعارًا بأن هذه الجبلة مذمومة جارية مجرى الذم، وأنه يمكن إزالتها. ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ
فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾[4]
معنى ذلك أن الشح
يكون موجود في النفس فجعله الله اختبارًا لكِ، هل ستغيري نفسك من أجل الله جل وعلا؟
ففي إضافة الشح إلى النفس دلالة على أنه
غريزة فيها، وفي قوله ﴿وَمَن يُوقَ﴾ إشارة
إلى إمكان إزالة ذلك
هل
أستطيع تغيير طباعي الجبلية؟ نعم.
أنا مثلا ما أحب أن
أنفق، أحب أدخر للغد، فتأتيني واحدة فقيرة محتاجة والفقيرة هذه ربما أنا لا أحبها
من إحدى العلاقات الحساسة فأنا لا أحب أن أفرط فيما عندي، فيأتيني كلام الله ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ
نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾، فأقول يعني لو أنا
تصدقت مما عندي عليها سأكون من المفلحين؟ إذًا لازم أنفق. الله يبين لكِ أن عندك
القدرة والإرادة على إزالة هذه الجبلة الغريزية.
﴿وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ﴾[5] ،﴿وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ
حُبّٗا جَمّٗا﴾[6]، من منا
لا يحب المال؟ من فينا؟! بل إني أريد مالًا كثيرًا جدًا، لكن لأنفق به هكذا وهكذا.
ففيها تغيير للنفس لأن النفس تريد إكتناز المال والإنسان يظن أن المال هو الذي
يؤمنه في الحياة، المال شريان الحياة لكن (المؤمن) هو الله.
وبين عشية وضحاها
يغير الله من حال إلى حال، ممكن العبد يكون يحسب أن ما عنده هو سبب أمانه إلا من
ملأ الله قلبه إيمان ويعلم أن (الرزاق) يعوض، فما تفرق معه، إن أخذوا شيء
فعنده غيره والله سيرزقه.
فممكن العبد يكون
مطمئن بأمان الدنيا وفي لحظة تذهب هذه الدنيا.
فهنا قال:
﴿وَمَن يُوقَ﴾ إشارة إلى إمكان إزالة ذلك ثم رتب الفلاح،
وتؤخذ المناسبة أيضًا من ذكر التراب فيها إشارة إلى أن الآدمي خلق من التراب وطبعه
القبض واليُبس وأن إزالته ممكنة بأن يمطر الله عليه ما يصلحه.
التراب طبيعته قبض
ويبس، أنت لكِ طبيعة فينزل العلم على طبيعتك فيغيرها، مثل الماء تنزل على التراب
فتجعله أرض لينة بعد ما كان جاف وترطبه، ودائما يضرب في القرءان المثل: الأرض
بالقلب، والمطر بالعلم.
وأن إزالته ممكنة بأن يمطر الله عليه ما
يصلحه حتى يُثمر الخِلال الزكية والخِصَال المُرْضِيَّة، قال تعالى: ﴿وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ
نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا يَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدٗاۚ﴾[7] فوقع قوله "ويتوب الله على
من تاب" موضع الاستدراك، وأن ذلك العُسر الصعب
يمكن أن يكون يسيرًا على من يسره الله عليه.
"يتوب
الله على من تاب": أي أن الله ييسر أن تزيلي من نفسك إنشغالك
الرهيب بالمال والدنيا، عندما ترغبين بشدة في ذلك فالله سيتوب عليكِ وييسر لكِ هذا
الأمر.
"يتوب
الله على من تاب": المقصود أن من جاهد نفسه وبذل جهده لإزالة
هذه الجبلة يحفظه الله.
كان الصحابة يظنون
أن هذا من آيات القرءان حتى نزل قوله تعالى: ﴿أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ١ حَتَّىٰ
زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ٢﴾[8]
لأن الله فطر الناس على حب المال والولد
فلهم رغبة في الاستكثار من ذلك، ومن لزم ذلك غفل عن القيام بما أمروا به حتى
يفاجئهم الموت
تجدي ناس كثيرة
جاءوا الدنيا وذهبوا منها قبل ما تعرف علم عن الله جل وعلا، ولا يملأ عين ابن آدم إلا
التراب.
[1] الأعراف: 32
[2] التغابن: 15
([3] )وإن
كان الحافظ بن حجر العسقلاني عنده أخطاء في العقيدة أسأل الله أن يغفرها له، لكن
لابد أن أقول هذ الكلام لأن هذا من الأمانة، نأخذ ما صح منه ونترك ما لم يصح فمن
ضمن أخطاءه أنه يتوسل بالصالحين وهذا من الخطأ في العقيدة، ولكن نأخذ من أقواله ما
وافق عقيدة أهل السنة والجماعة حيث أن الله عز وجل آتاه فتحًا عجيبًا.
[4] الحشر: 9
[5] العاديات: 8
[6] الفجر: 20
[7] الأعراف: 58
[8] التكاثر: 1، 2
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق