القائمة الرئيسية

الصفحات


 باب الأمل وطوله:

ثم قال البخاري رحمه الله:

هل يوجد أمل ممدوح؟ وهل يوجد أمل مذموم؟ نعم؛ أن يكون عندك رجاء في أكرم الأكرمين، أخذنا أمس درس

أسماء الله الكريم والأكرم، ويقال لكِ: "يد الله ملأى، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق الخلق أنقص ذلك في ملكه شيء" وعندما تطلبي من الله تعرفي انه حيي كريم، والكريم ما يرد سائله لكن التقدير والتقديم وفق حكمة الحكيم وعلم العليم بحال العبد.

ثم قال البخاري رحمه الله: في باب في الأمل وطوله

﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [أل عمران: 185]

ما هو المفهوم الحقيقي للفوز:

أخذت شهادة من كلية من أمريكا، تزوجت فلان ابن ناس ومعه أموال، هل هذا هو الفوز؟

حصلت على مكانة ووضعي بين الناس عالي، هل هذا هو الفوز؟

﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾

اللهم إنا نسألك الجنة. ما الذي سيأتي بالفوز؟ انظري لنهاية الآية له تعلق بسياق الآية: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾

الذي يعرف حقيقة الدنيا ومعنى الغرور، والآيات التي ذكرها البخاري مع الحديث، اتى بقوله: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ [الحجر: 3]، أيُّ أمل؟ أنهم سيعيشون الحياة.

 أحيانا كنا نتساءل عندما نجد أحد يقول كلاما خاطئا جدا جدا هو أكيد يعلم أن هذا الكلام غباء، إذن لماذا يخرج علينا ويدافع عن هذا الكلام؟ طبعًا كنت سأجن وأنا صغيرة. سألت إحدى الربانيات قالت: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ﴾ [النحل: 107]

يحب الدنيا؛ يريد المال، يريد أن يتنزه ويأكل ويشرب ويسعد، فقال ٲڵڵــﷻــــہ: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾

نسأل الله السلامة والعافية، في تقاريرهم السنوية ربع مليون شاب منتحر في أمريكا؛ ربع مليون! مائتان وخمسون ألف سنويا انتحار، لماذا؟ لأنهم كالبهائم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فعملوا كل شيء، والحياة الحقيقية والفرح الحقيقي لم يدخل نفوسهم، الأموال لا تظني انها تُسعِد إلا إذا كانت نعمة المال الصالح مع الرجل الصالح.

الرجل الصالح يكون المال بالنسبة له سعادة لأن الله قال: إن المال زينة والمال شريان الحياة لكن متى يكون ممتع؟ لا تظني أن الكفرة يكونوا مستمتعين به، بل المسلم التقي النقي لو معه خمسمائة ريـال يكون سعيد كأنها خمسمائة ألف، لكن الكافر الذي مثل الأنعام لو معه مليار ما يكون سعيد.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الاخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل.

 الآن نحن نعمل ولا يوجد حساب الآن برغم ان المؤمن يرى عاقبة عمله في الدنيا قبل الآخرة.

بمزحزحه: أي بمُباعده أي ابتعد عن النار

هنا قال ٲڵڵــﷻــــہ: ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾

صدق الله عز وجل فهذا هو الفوز فليس الفوز ان تفوز بشيء من الدنيا، بل الفوز ان تزحزح عن النار وتدخل الجنة،

وقد قال النبي "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس ما يحب أن يُؤتى إليه"

 يعني كما نحب الخير لأنفسنا نحب الخير لغيرنا أسأل الله أن يصلح بين ذات المسلمين أجمعين.

نحن في عصر الفتن؛ والعاصم الوحيد من الفتن الانكباب على كتاب الله وعلى سنة النبي  والاهتمام بأمر الدار الآخرة، نريد أن ندعي ليل ونهار اللهم أصلح ذات بين المسلمين، وأن الله سبحانه وتعالى يثبتنا ويكشف الغمة ويلهم المسلمين أمر رُشد يُعز فيه أهل الإسلام ويُذل فيه أهل الكفر والطغيان.

﴿وَأُدْخِلَ﴾: من الذي سيدخلهم؟ هل هم الملائكة؟ المؤمنين سيُساقون إلى الجنة ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا﴾ [الزمر: 73] اللهم اجعلنا من زمرة الجنة.

وقوله: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ هذا تهديد لهم

يعني: ذر هؤلاء المكذبين يأكلوا من نعم الله ويتمتعوا بها.

 من ضمن الأشياء التي تفتن المسلمين أنه يقول لماذا أهل الكفر يعيشون أحلى حياة؟ والله ما هم يعيشون، والله إن العيش الحقيقي ما يعيشونه، طريق ضحكهم هستيرية، لا تنم عن أن الله هو الذي أضحكهم بل أضحكتهم شياطينهم، فالله يهددهم.

ثم أنك كمسلمة يجب أن تعرفي أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ولا توجد جنة في الدنيا للمؤمن غير هذه الجلسات، "إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا".

كيف تكون الدنيا إذا لم يكن فيها كلام الله؟ من أسوأ ما يكون. كيف تكون الدنيا إذا لم يكن فيها صلاة؟ كلام مع رب العالمين، كيف ستكون الدنيا إذا لم يوجد بها مجالس علم؟ كيف سيكون حالنا؟

 والله الأخوات اللواتي حُرموا من الدروس يقولوا أننا نتمنى أن نتجمع معكم ونحن نسمع الدروس نقول يا رب أتمنى أن أكون معهم، أسأل الله أن يجمعنا بهم في الجنات.

لكن الكفرة يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل، وقال ٲڵڵــﷻــــہ: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ 55 نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ 56﴾ [المؤمنون: 55 – 56]

كان من اللقاءات الجميلة واحدة ممثلة تائبة تقول: أنا كنت أتعجب أن المال ليس فيه بركة ولا سعادة، وكنت أخرج بأربعين ألف من الفيلم هذا كان قبل عشرين سنة وهو ما يساوي في هذه الأيام ربع مليون، وكانت وهي في طريقها تعمل أشياء فتجد أن المال كله انتهى، وأنا أتعجب كيف تصرف أربعين ألف في يوم او يومين، فتعرفي أن المُعرض عن الله عز وجل فكل ما معه من الزينة يفقد طعمه وذوقه وبركته.

اللهم اجعل جنتنا في صدرنا كما قال ابن تيمية رحمه الله وألا نتأثر بهذا الجو الخارجي، اسألي الله أن يعصمك من الفتن. مهما رأيتِ أن الدنيا مقلوبة على المسلمين فما تتأثري ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ 196 مَتَٰعٞ قَلِيلٞ ثُمَّ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ 197﴾ [آل عمران: 196 -197]

 إياكِ أن تضايقي وتدمر نفسيتك، يجب ان يكون عندك ثقة أن هؤلاء سيتمتعون فترة وسيكون النصر للمؤمنين في النهاية أسأل الله عز وجل أن نكون من المنتصرين صدقًا.

ثم قال البخاري رحمه الله:

6417- عن عبد الله رضي الله عنه: خط النبي ﷺ خطًا مربعًا، وخط خطًا في الوسط خارجًا منه، وخط خططا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه وقال: "هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به- يعني المربع –أو قد أحاط به- وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا.


شرح الشيخ ابن عثيمين للحديث

حدثنا مسلم حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن طلحة عن أنس رضي الله عنه قال ان النبي ﷺ خط خطوطا فقال هذا الامل وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب فقطع عليه.

تعليقات