القائمة الرئيسية

الصفحات

اسم الله الطبيب الشافي الجزء الخامس -1-

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

   إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا. 

·      أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعل القرآن لنا شفاء، ولنا نورا، ولنا برهانا، ولنا موعظة، ولنا تذكرة، اللهم آمين، وأن يجعله بفضله ومنته ذهاب همومنا وغمومنا!

·      يقول الإمام ابن القيم في كتابه زاد المعاد نحن طبعًا في الحلقات السابقة أخذنا اسم الله الشافي واسم الله الطبيب، حسن؟ وقلنا: إنه لا يشفى إلا الله من الأمراض، كل الأمراض، الشفاء بيد الله وحده، فما على المريض أن يلجأ إلى أي أحد، ولا يتعلق بأي أحد إلا بمن بيده هذا الأمر ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ٨٠ [الشعراء:80]؛ حسن؟ وقلنا: إن الشفاء يأتي عندما يحدث أن الدواء يقع على الداء، وهذا لا يملكه أبدا إلا الله -جل وعلا.

·      وأن الطبيب هو وحده الذى يعلم ما بالعبد وهو الله، وإن الأطباء أو المعالجين حتى وإن علموا بعض ما في العبد فيستحيل عليهم أن يعلموا كل ما يدور في هذا العبد، حتى ولو بالأشعة سبحان الله؛ وتجدين أن كثيرا من الأطباء أنفسهم يقولون نحن فتحنا المكان مثلًا الذي ستكون فيه الجراحة على أساس أشعة معينة ونتفاجأ بأوضاع أخرى كثير جدًّا جدًّا، فحقيقة الأمر أنه لا يعلم ما بالعباد إلا الله -سبحانه وتعالى- الشافي هو الله، الطبيب طبيبها الذي خلقها ، كما أورد هذا الكلام الدكتور محمد زين شحاته في كتابه (المنهاج الأسمى)، وكذلك الشيخ الدكتور عبد العزيز بن ناصر الجليل في كتابه (ولله الأسماء الحسنى) ثم قلنا: أن علاج هذه الأمراض أيًّا كانت، أيًّا كان المرض عضوي أو نفسي أو روحي الأصل في العلاج هو القرآن الكريم، ما الدليل على هذا الكلام؟  قول الله -جل وعلا- ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ٨٢[الإسراء:82]؛ فجاءت لفظة شفاء عامة عامة، ما قال: شفاء لكذا، فما قيل في نص الآية بأن من كان مرضه عضويا فليذهب إلى المستشفيات، ومن كان مرضه نفسيا فليذهب إلى العيادات النفسية، أما من كان مرضه روحيا فإنه يتداوى بالقرآن، فمن أين لهم هذا التقسيم؟ هذا الكلام الذي أقرؤه لكم هو من كتيب مبارك اسمه (كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية)، هذه الرسالة للشيخ الدكتور عبد الله بن محمد السدحان وهو معروف في المملكة العربية السعودية، وصدق على الرسالة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس، والدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل، والشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، وقرئت على الشيخ ابن باز -رحمه الله- فأقرها.

·       ماذا يقول الشيخ؟ ((يقول: إن الأصل في التداوي من جميع الأمراض هو التداوي بالقرآن، فالقرآن طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها)) وانظري إلى كلمة شفاء ولم يقل: دواء؛ لأنها نتيجة ظاهرة، أما الدواء فيحتمل أن يشفي وقد لا يشفي، حسن؟ ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ لأن كلمة (دواء) قد يأخذ المريض الدواء ولا يشفى، أما القرآن فهو يشفي القلب.

·       نحن قلنا في أمراض القلوب: إنها تنقسم إلى قسمين، أمراض القلوب تنقسم الى قسمين: أمراض شبهات ومنها يأتي الشك في عدل الله -جل وعلا- في حكمة الله في الابتلاءات التي تأتي من عند الله، ما الحكمة منها؟ فنقول دائما: إن أسماء الله ومعرفة الله بأسمائه وصفاته، وأن ربي سلام من  أن يظلم الناس شيئا، لكن الناس أنفسهم يظلمون وأن الله حكيم يضع كل شيء في موضعه المناسب له، كل اسم يردّ شبهة من الشبه التي يوردها عليك الشيطان، حسن وكل ضيق حتى الناس الذين يكونون متضايقين من شكلهم، نقول لهم: إن الله -عز وجل- هو المصور، وهو وحده الذى يضع القبول لك كصورة في قلب من أمامك، فالأمر ليس بالشكل أبدا، شكل كل امرأة هو المناسب لها ، كل ضيق في صدرك أو شبهة في صدرك يردها القرآن من خلال تعريف القرآن بأسماء الله وصفاته؛ لأن محورا رئيسيا من المحاور التي يدور عليها كلام الله هو معرفة الله بأسمائه وصفاته.

·      الجزء الثاني من أمراض القلوب: الشهوات الشهوات تأتيك نصوص ترد أي شهوة تعرض على القلب، عندما تعرض على القلب أي شهوة، وهو يعظم كلام الله -جل وعلا- تدفع الشهوات.

·      علة القلب لابد أن تنطبع على البدن، عندما يكون القلب غير راضٍ غير راضٍ غير مسلم لأمر الله، تجدين أن البدن دائما ثقيل ومتكاسل.

·      تجدين امرأة بسبب أنها متضايقة أو حزينة تجدينها غير قادرة أن تتحرك، غير قادرة أن تعمل أي شيء، بالرغم من أنها لديها القدرة حقيقة على التحرك، ولكن لضيق ما في صدرها، فإن هذا الضيق ماذا يشمل؟  البدن، فإذا اعتل القلب اعتل البدن، وقد يكون البدن عليلا ولكن القلب ممتلئ بحب الله -جل وعلا- وبمعرفة الله جل وعلا، فما يستطيع الشيطان أن يؤثر على القلب، حتى وإن أثر على البدن بالأذى الظاهري فإن ذلك لا يضر القلب المحفوف بالإيمان أبدا.

·      فالقلب المحفوف بالإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولا حتى ولو كان البدن فيه كل الأمراض ماذا تجدين في العبد؟ في قلبه سعادة؛ لأن الإسعاد والإشقاء والإعزاز والإذلال والإحياء والإماتة بيد الله -عز وجل- يعطيها لمن يصدق في اللجىء إليه -سبحانه وتعالى- يقول الإمام ابن القيم ((القرآن هو الشِّفاءُ التّامُّ مِن جَمِيعِ الأدْواءِ القَلْبِيَّةِ والبَدَنِيَّةِ، وأدْواءِ الدُّنْيا والآخِرَةِ، وما كُلُّ أحَدٍ يُؤَهَّلُ ولا يُوَفَّقُ لِلِاسْتِشْفاءِ بِالقرآن)) إذًا من الذي يوفق؟ الذي يوقن أن كلام الله شفاء، أقرؤه ليذهب همي، أقرأه ليذهب مرضي، أقرؤه ليثبت قلبي عند المصيبة، أقرؤه لأدفع به خواطر الشيطان الرديئة؛ لأن الشيطان دائما يعرض الخواطر الرديئة باستمرار (قرين)...أنتم تعرفون أن لنا قرينا ﴿۞قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ٢٧ [ق:27] هو يعرض عليك ليل نهار الخواطر فأنت لو كان قلبك ممتلئ بكلام الله كل خاطرة رديئة تأتيك تردينها بآية من آيات الله.

·      إذًا متى توفقي للاستشفاء؟ ((إذا أحْسَنَ العَلِيلُ التَّداوِيَ بِهِ، ووَضَعَهُ عَلى دائِهِ بِصِدْقٍ وإيمانٍ، وقَبُولٍ تامٍّ، واعْتِقادٍ جازِمٍ، واسْتِيفاءِ شُرُوطِهِ)) من الأكل طبعا من الحلال، ومن تحرى الحلال من الرزق والمطعم والمال والابتعاد عن المعاصي وشئم المعاصي.

·      انظرِ هنا ماذا يقول الامام ابن القيم؟ ((لَمْ يُقاوِمْهُ الدّاءُ أبَدًا وَكَيْفَ تُقاوِمُ الأدْواءُ كَلامَ رَبِّ الأرْضِ والسَّماءِ الَّذِي لَوْ نَزَلَ عَلى الجِبالِ لَصَدَّعَها، أوْ عَلى الأرْضِ لَقَطَّعَها، فَما مِن مَرَضٍ مِن أمْراضِ القُلُوبِ والأبْدانِ إلّا وفي القُرْآنِ سَبِيلُ الدِّلالَةِ عَلى دَوائِهِ وسَبَبِهِ))، حسنٌ؟ أي ضيق في صدرك، أي مرض في قلبك، أي داء في بدنك يذهبه الله بكلامه وكتابه إذا أحسنت التداوي بالقرآن، عندك ثقة ثقة أن هذا القرآن لو نزل على جبل لتصدع ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًاۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا [الرّعد:31]؛ حسنٌ! فأنت عندما تقرئين القرآن على قلبك؛ لتستشفي به من أي ضيق والمهم أن تقرئيه بتدبر، وهذا هو ما سنشرح كيفيته.

·      يقول ابن القيم: ((فَمَن لَمْ يَشْفِهِ القُرْآنُ، فَلا شَفاهُ اللَّهُ، ومَن لَمْ يَكْفِهِ القران فَلا كَفاهُ اللَّهُ)): يعنى لابد من اليقين وحسن الظن بالله؛ لأن من شروط انتفاع العليل بالدواء قبوله واعتقاد النفع به، ولا يجرب كلام الله؛ لأن هذا خلل في الاعتقاد.

·      امرأة تكون مريضة، وتنتقل من طبيب لطبيب، وبعدها تقول لك: إذًا أجرب  الرقية، كلام الله، كلام الله، هذا كلام الله صفة من صفات الله -جل وعلا- أنه يتكلم بهذا الكلام، فعندما ينزل كلام الرب  عليك إن كان عندك حسن ظن بالله أبدا ما يخيبك  سبحانه وتعالى ((أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بى ما يشاء)) أخرجه أحمد، والدارمي، وابن حبان، وليس شرطًا ليس شرطًا أن يذهب مرضك البدني، يعنى قد يريد الله -جل وعلا- لعبد من عباده  الرفعة والدرجات العلا في الجنات، ولا يبلغ هذه الدرجات إلا بهذا البلاء،  لكن المؤكد إن أحسنت التداوي بالقرآن الذي سيشفى هو قلبك قلبك يكون دائما سعيدا ومسرورا وهذا مصداق حديث النبي ﷺ ))اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا(( أخرجه في صحيحه؛ يكون ربيع قلبك يكون ربيعا، فأيًّا كان الذي يحصل في البدن ما المشكلة؟ يبقى فيه مشكلة لو قلبك دائما مسرور وسعيد بكلام الله، هل سيكون هناك مشكلة في البدن؟ حتى لو كان البدن متوجعا، القلب ماذا؟ القلب سليم مطمئن سعيد، ونحن لماذا ننشد السلامة من المرض؟ لأنه ما أهم شيء؟ راحة راحة قلبنا، فأنت عندما تأخذين نصوص القرآن تجدين أن في كل كلمة من كلام الله -جل وعلا- راحة لقلبك راحة، انظري عندما تأتيك مصيبة ثم تتدبرين قول الله -جل وعلا-: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَاۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ٢٢ [الحـديد:22] أو تتدبرين قول الله -جل وعلا-: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [الـتغابن:11] ما معنى يؤمن بالله؟ يؤمن أنها أتت بقدر الله وقضائه، وأن كل أقدار الله وأفعال الله وفق حكمته، فالرب يضع فعله بناء على مصلحة سبحانه وتعالى، ولا يظلم الناس شيئًا، فعندما تسلمين ترضين وتسلمين بأنها أتت من عند الله -جل وعلا- ما الذي يحصل يهدي قلبك ربي يهدي قلبك، ينزل عليك السكينة والطمأنينة.

·      المؤمن هو الذب يؤمن عباده، المؤمن هو الذي ينزل السكينة والطمأنينة على قلوب عباده الموحدين.

·      عندما يكون لك رغبات أو شهوات وتسمعين قول الله -جل وعلا-: ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ [الحُـجُـرات:3]

·       امرأة لها شهوة وهذه الشهوة تخالف أمرا من أوامر الله، شهوة ثياب، شهوة حب، شهوة سماع كلام، امرأة عندها حالة من الحرمان، ما تسمع الكلام الطيب ما تسمع كلاما طيبا من زوجها، أو تريد أن تجد من يسمعها الكلام ويحتضنها، ولديها رغبات كأي امرأة لكن هذا حرمت منه بسبب زوج جاف، أو زوج مسافر، أو زوج لا يقدر إكرام المرأة أو… أو… أو… يقال لك: هذه الحالة لحكمة، هذه الحالة لحكمة، هذه الحالة لحكمة، ربي يمتحن يمتحن قلبك، هل حبك لله يقهر حبك لرغباتك أم لا؟ ثم ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ٢ [الـطلاق:2]

·       يرضي الله -جل وعلا- إما أن يبدلها الله خيرا، وإما أن يشغلها به وحده، وإما أن يصرف عنها هذه الشهوات، والله، ما نعلم كيف يأت المخرج، لكن الرب مؤمن يصدق عباده ما وعدهم، فعندما تجد المرأة في قلبها مثل هذا، وتقرأ الآيات، الآيات تنزل على القلب مثل البرد تشفي هذا المرض.

·      عندما يكون في قلب امرأة حرقة من أذى الخلق، حسنٌ؟ وتسمع قول الله -جل وعلا- ﴿لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى[الـنحـم:31]؛ هي مازالت تحسن تحسن تحسن ومن أمامها لؤماء، كلما أحسنت كلما أساءوا، فإن كانت غير ثابتة على كلام الله -جل وعلا- تقول لك: أنا ينبغي أن أُريهم شخصيتي، وينبغي أن أعمل وينبغي أن أسوّي، ولابد أن آخذ حقي، عندما توقن بأن الله ديان يعامل كل عبد بما قام في قلبه، يبتدئ هذا الغيظ الذي في قلبها يهدأ، وتفوض أمرها إلى الله، فكل ضيق كل ضيق.

·      عندما تكون امرأة متضايقة من المقارنات: لماذا أنا هكذا وغيرى كذا؟  طبعا هذا مرض ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ [الحجر:88]

·       فتأتي النصوص وتشفي هذه الأمراض، فكلما قرأت بتدبر اسمها القراءة التدبرية، اسمها تلاوة القرآن توجد تلاوة لفظية، وتلاوة حكمية، يعنى أنا أريد أن أعرف مراد الله من هذه الآية، ثم أنظر أي هذه الآيات زادتني إيمانا، حسنٌ؟ ﴿رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ [آل عمران:193] من هو المنادي؟ القرآن القرآن، بعض المفسرين قالوا: إنه النبي ﷺ، لكن التفسير الراجح أنه القرآن، لأن كلام الله يناديك في كل وقت وحين وتأتي الآيات تدلك على ذلك ﴿رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّاۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ١٩٣ [آل عمران:193].

·      انظرِ إلى نبينا محمد ﷺ ماذا يقول؟ دخل على أمنا الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر يقول: ((لقد أنزلت عليّ الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها)) الألباني صحيح الترغيب... انظرِ كم نقرأ من الآيات ولا نتدبر! ثم نريد أن نستشفي بالقرآن فيشفينا الله -عزوجل- به، تدبري تشفي، تدبري القرآن يشفيك الله بالقرآن، تدبري القرآن يجعل الله -جل وعلا- جنتك في صدرك، يكون الناس في شأن وأنت في شأن يقول الإمام الآجري في شرحه لرسالة أخلاق حملة القرآن: (صاحب القرآن في شأن والناس في شأن). وقال الإمام ابن عون، قال الإمام ابن عون: (ثلاث أحبهن لنفسي ولإخواني: هذه السنة أن يتعلموها ويسألوا عنها، وهذا القرآن أن يتفهموه ويسألوا عنه، ويدعوا الناس إلا من خير) هذه القراءة التي تشفي القلب، وتشفي البدن القراءة التي أفهمها، القراءة التي أتدبرها، القراءة التي تزيدني إيمانا، القراءة التي تنقلني من الدنيا وما فيها من الأكدار والأسقام إلى جنة عرضها كعرض السماوات والأرض، هذه هي القراءة.

·      هنا الشيخ يقول كما ذكرنا: إن هناك عددا كبيرا من الأمراض عضوية أو نفسية للشيطان دور في استفحالها، وذلك أن له تحكما في جريان الدم لقول النبي ﷺ: ((إنَّ الشيطانَ يَجري من ابنِ آدمَ مجرى الدَّمِ، فضَيِّقوا مجارِيه بالجوعِ والصَّومِ)) متفق عليه في الصحيحين... متى يتحكم فيك؟ عندما تكونين أنت بعيدة عن ماذا؟ عن الذكر بتدبر، ما أول هذه الأمراض؟  الغضب... الغضب، والغضب يسبب كثيرا من الأمراض لذلك قال النبي ﷺ للرجل الذي قال: أوصني، قال: ((لا تغضب فَرَدَّدَ مِرَارًا لا تَغْضَبْ)) صحيح البخاري. فردد مرارا لا تغضب... بمجرد أن تشعري أنك غاضبة مباشرة غيري حالك، واحذري أن تتكلمي مع أحدا كان من كان وأنت غاضبة إلا إذا كان غضبك لله... يعني أن شيئا حراما يحدث قدامك لا هذا لا يصح لكن أن تردي على أحد وأنت غاضبة إياك إياك، أول شيء: استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، ثانيا: غيري هيئتك إن كنت واقفة اجلسي توضئي، انعزلي فترة حتى تهدئي، صلّي، لا تجعلي الشيطان يتملكك أبدا؛ لأن هذه نقطة ضعف ينفذ منها الشيطان إلى قلب ابن آدم ولسانه وعقله، ما الأمراض التي تترتب على البدن بسبب الغضب؟ القرحة المعدية، الحرقان المصاحب لذلك، القولون العصبي، تجدين النساء كلهن يشتكين بوجع البطن، وجع المعدة، وجع الظهر، اعرفي هذه الفترة، هذه فترة تسلط الشياطين، فأنت ما لك ملجأ ولا منجأ من الله إلا إليه، ربي -سبحانه وتعالى- أعطاكِ العلاج لكل شيء ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ٥٠ [الذاريات:50] ففروا إلى الله.


تعليقات