القائمة الرئيسية

الصفحات

كلمات تصف الحياة الجزء الحادي عشر

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

   أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

·      طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا، أسأل الله عز وجل ألا يحرمنا بركات هذه الجلسات اللهم آمين. اللهم إني أسألك خير هذه الليلة نورها وبركتها وهداها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما قبلها وشر ما بعدها رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي أن يحضرون.

·      بالنسبة للمكتبة الصوتية لان في أخوات كثير جداً لا يعرفون كيفية الدخول على المكتبة الصوتية في ما شاء الله اللهم بارك أختين أسأل الله عز وجل ان يرفع عملهن قد جمعوا كل الدروس الصوتية ووضعوها في مكتبة اسمها المكتبة الصوتية المطلوب من الطالبة إذا أرادت الدخول إليها فقط تضع البريد الالكتروني دروس أمنية (دروس امنية @ gmial.com او مكتبة ثلاثة اثنين واحد@ hotmail خذوه من ميساء رحمها الله) لا يوجد اي شيء أو أي درس من الدروس القديمة لا تستطيعين الحصول عليها من هذه المكتبة بفضل من الله تعالى نأتي لحديث الرسول أتاني جبريل فقال يا محمد: ((عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من أحببت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وأن عزه استغنائه عن الناس)).

·      نأتي للجملة الثالثة في الحديث: ((واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به)).

·      نقسم الجزاء إلى قسمين:

·      أتذكرن درس اسم الله الديان وقد تعلمنا أن في يقينك باسم الله الديان راحة من كل أذى الخلق لماذا؟ لان أذى الخلق سنة كونية لا تنضب ولا تزول، لكن يقينك بالديان يجعلك لان هذا الاذى الذي أتاك ويحرق دمك ولا تتكدرين ولا تلقين له بالا ولا تقيمين له وزنا، لأنك على يقين أن الرب ديان وقلنا ما معنى الديان؟

·      الديان يجازي كل عبد بما قام في قلبه ويجازي المحسن على إحسانه ويجازي المسيء على إساءته، فأنا عندما أتعرض لأذى من الناس لا تكون مصيبتي الكبرى ولا أحيا في تكدير وفي غم وفي هم واتذكر الذي حصل لي من عشر سنين ومن خمسة عشر سنة ومن عشرين سنة ولا حتى من الامس ولا من ساعة، ها أنا أفكر فيه ثم تصبغ الحياة بالصبغة السوداء لان أحد أذاني، لعلمي أن الرب ديان ما معنى ديان؟ يعني يقتص من الظالم ويعطي الحق سبحانه وتعالى للمظلوم وكل عبد يلقى جزاء ما فعله.

·      فلماذا يميتني الضيق ويتأكلني من الداخل إذا نالني الأذى من أحد، معرفتي بالديان تجعل على لساني دائما: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [غافر:44].

·      هنا الجملة الثالثة من حديث النبي الذي قاله له سيدنا جبريل واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به، نقسم الجزاء إلى قسمين:

·      جزاء في الدنيا وجزاء في الاخرة.

·      جزاء الآخرة واضح وجزاء الدنيا أقل وضوحا، كم شق الناس طريقاً في حياتهم وظنوا أنهم لا يحيدون عنه؟

·      مثلا شخص ظاهره مستقيم يرى أهل المنكر يبدأ في احتقارهم يحتقرهم ولا يدعوهم ويسخر منهم انتقاداً وهو غافل أن الله يحاسبه على فعله هذا، حتى وإن لم يكن كلام مسموع ودار في القلب لتعلمين أنك مجزاة به انظر لو بقلبك حتى تشفقين عليها وتسألي الله عز وجل لها الهداية، تكرهين فعلها لكن لا تحتقرينها أو تقولين هذه لن يهديها الله عز وجل هذا تأول على الله وهل علمت الغيب؟ ونقول ان هذه حُرقة على الدين لا ليس هذا عندما انظر لاحد أقل مني في الدين -أسأل الله عز وجل أن يمن عليه بالهداية كما منَّ عليَّ بالهداية- أدعو له أدعوه الى الله أترك الانتقاد واعمل في الدعوة ليل نهار لكن أن نحتقر الخلق أو نقلل من شأنهم لا هذا مما لا يريده الله منا بل ننظر لكل مسلمة على أنها مشروع دعوة.

·      فحذار أن يقع في نفسك ما لا يرضاه الله منك، الذي يحصل في دائرة القلب كبر وعجب تظن المرأة أنها اهتديت بنفسها تظن ان ثبات قلبها بيدها تنسى أن القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء وتتسارع بالحكم على الخلق، في ناس تحكم على ناس أرأيت هذه ولن تدخل الجنة ولن تشرب من الجنة سيرديها الله في النار! أليس هذا الكلام الذي يحكم به من ظن في نفسه خيرا على من يرونه عاص؟ -إلا من رحم ربي وأفهمه- هذا من التألي على الله وهو من بين الحكم على الاخرين وهذا نتيجة لداء في القلب أنت مكلفة بحُرْقَة على الدين كيف؟

·      بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل لله عز وجل ليل نهار والانكباب على كتاب الله تعلماً وتعليماً ونشراً وكلاماً، أتتذكرن عندما قلنا قاعدة "احفظ تقل ان الكلام من الكلام" لم تأخذوها معي؟ أنك عندما تحفظين قال الله وتحفظين قال رسول الله وتحفظي النصوص وتبلغين النصوص وتحفظين كلام الشيخ السعدي وتنقليه وتحفظين كلام الامام ابن تيمية وتنقليه، فأنت هنا تبذلين جهد هذه هي الحرقة على الدين وهي هذه العمل لله عز وجل، لكن احتقار الخلق أو الحكم عليهم لا ليس من اختصاصك أبدا هذا ليس من اختصاصنا ولابد أن نُجازى عليه.

·      تأتي واحدة تعيب على ابن واحدة انظري لم تعرف كيف تربيه انظر الولد كيف كبر؟ وهي جالسة ماذا تفعل؟ وتبدأ تعيب عليها إلا تبتلى بنفس المواقف ويقال عليها مثل ما قالت؟

·      ((اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به))، واحدة تسيء معاملة أم الزوج وهي امرأة كبيرة في السن أو تصدها أو تؤذيها أو تمنعها من زيارة ابنها كما تحب وتشاء، هذه لم تتعلم أن هذه "الأم" ستلقي جزائها وتُعامل من ميراث ابنها ولو بعد ثلاثين سنة نفس المعاملة ((اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به)).

·      وأخرى تتعامل مع أختها بطريقة لا ترضي الله عز وجل كأن تعيب عليها وتسخر منها وتقلل من قدراتها أو تعيب على عجزها وتشمئز منها، ما من امرأة تعيب على طريقة أخت لها عاجزة عن شيء إلا وتقع في نفس الثغرة عندما يأتيك من يشكو لك من أمر معين وتقولين وتبدأين في وصف المشكو في حقهم "هؤلاء ناس لا تعرف كيف تتصرف أصلاً ليس عندهم ذكاء"، هذا من السخرية بالخلق وهو لداء في العجب داء عجب في القلب ((اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به)).

·      كله يرد، فلا تدور الحياة حتى تذوقين طعم ما تقولين، تنتقدين فتقعين فيما انتقدت وتنتقد وهذا من رحمة الله عز وجل أنك تذوقين فعلك، حتى نتأدب ونتربى ونمشي على طريق من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فلابد واتتيقني أن لا أحد يعيب على أحد أياً كان إلا لابد وان يجزى به، الذي يعنينا ان ندعو القوم الى الله عز وجل نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر لكن لا ننتقدهم بسخرية ولا نحتقرهم ولا نتألى على الله عز وجل انه لن يهديهم، هذه مشاعر يقول العلماء ربما بسيطة عند الناس يعني أفعال متكررة من العوام، لكنها عظيمة عند الله عز وجل لذلك جاء التحذير في حديث النبي حتى ينتبه كل عبد لما يقول أو يصدر منه أو حتى يدور في ماذا؟ في قلبه، يبقى الكبر والعجب الذي ينتج عنه السخرية من الناس واحتقارهم والتألي على الله شيء والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والشفقة على الخلق شيء آخر تماماً، قيسي على ذلك ((فإنك مجزيٌ به)): تحسني يحسن الله إليك، فإذا أحسنت لأختك أو تحسنين لأبيك أو تحسنين لأمك ولكل من معك سواء تحبينهم أو لا تحبينهم الاختيار والاختبار الحقيقي في الناس، التي أنت ماذا؟

·      ليس بينك وبينهن مودة ولا خاطر! الذين تتحملين معاشرتهم غصب عنك، لا تروق لك من الأصل فكرة وجودك معهم في مكان واحد! تختبرين في هذا الصنف من الناس "لا طاقة لك بمعاملتهم"، نحن مختبرين في طباع من نعاشرهم هل سنتقي الله عز وجل فيهم ونعاملهم بما يرضي الله؟

·      أو من أجل أنا لا أحبها فتكون معاملتي معها الصد والظلم البين والافتراء والبهتان وأتقول عليها واغتابها وأمنعها من حقوقها؟ لا تأتي الآية في سورة المائدة إلا وتذكرت هؤلاء: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُواۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ [المائدة:8] يعني ليس شرطاً أن أنت تحبي كل الخلق لكن مهم جداً أنك تعامليهم بما يرضي الله وتعدلين في هذه المعاملة، ليس الحب شرطا بل العدل، وهنا أقول للزوجة التي تأتي وتقول لي: انا لا أحب زوجي أقول لها عامليه بما يرضي الله لا تحملك كراهيتك له على أن تظلميه، وأخرى تقول لي أنا لا أحب أهل زوجي أقول لها اتقي الله فيهم لان كل شيء أنت مجزية به فاتقي الله أحسني إليهم بكل الوسائل عامل الناس بالحسنى سواء ترتاحين لهذا الشخص أم لا ترتاحين إليه، ولا تقولين أن الارواح جنود مجندة لا هذا ليس المعني الذي تتحججين به، لأن ((الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)) لكن المعاملة كيف تكون؟ أتكون بما يرضي الله ام بما يسخط الله عز وجل؟

·      كل أفعال المرأة والرجل وكل عبد مكلف مجزيٌ عنه، فانت عامل أمك مثلما تحبين أن تعاملك ابنتك، عامل أم زوجك مثلما تحبين أن زوجة ابنك تعاملك، هل تحبي أن زوجة ابنك تمنعك من زيارة ابنك أو تتأفف من زيارتك لابنك؟ هل تحبي أن زوجة أخيك تتأفف من زيارتك لأخيك؟ كذلك أنت، هي ((اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به)).

·      هل تحبي انك لو مدرسة مديرتك تظلمك أو موجهتك تظلمك، يبقى أنت كموجهة لا تظلمين من تحت يديك، وانت تعاملين خادمتك لا يعلم ما بالحياة الا الله انت لو في مكانها وتخدمين أحد، مثلا لو أنت تخدمين زوجك أو تخدمين أبوك أو تخدمين أمك؟ أتحبين أن تنتقدك نقد لاذع عندما تقدمين لها شيء في أي خطأ من الأخطاء؟ سيدنا انس بن مالك قال: ((خدمت النبي عشر سنوات لم يقل لي لشيء فعلته لما فعلته وشيء لم افعله لما لم تفعله))، فلن تدور الحياة حتى تذوقين طعم ما فعلت وما عملت، كذلك الاحسان، تحسنين فيحسن الله اليك، يقول ابن عباس انظرن! لجمال المتقين الذين يتقون الله عز وجل في أقوالهم وأفعالهم وخواطرهم وفكرهم وما يدور في قلوبهم، يقول ابن عباس: ((لو انطبقت السماء على الارض لوجد المتقي أبواباً يخرج منها))، نحن قلنا هذا الامر مراراً لو انطبقت السماوات على الارض لأوجد الله عز وجل للمتقين أبواباً يخرجون منها. وهذا أمر مسلم به ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الـطلاق:2-3].

·      فلا يمكن أن تتقين الله في أفعالك وأقوالك ويضيق الله عز وجل عليك، بل يوسع عليك، اعمل وستجدين الجزاء، هنا في الدنيا قبل الآخرة، في الدنيا نعيم ترضين عنه ويقر قلبك به، لكن في الآخرة النعيم الحقيقي، لا يمكن أن يكون الشخص المحسن كالمسيء في الجزاء في الدنيا.

·      انظرن! لقصة سيدنا يوسف عليه السلام صاحباه في السجن يقولان له ﴿إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:36] انظرن! هو في السجن ومتهم في عرضه يعني حالته ماذا؟ حالته النفسية ماذا؟ سيئة جدا، لأنه مظلوم ومتهم في جريمة شرف ومع ذلك يحسن في معاملة الخلق، تعالي انظرن! الان المرأة لو في أي شيء يضايقها ما الذي يحصل؟ تصب جام غضبها على الزوج وعلى الاولاد وكل من يقف أمامها على أخوها أو على أختها أو على جيرانها وكله زعيق واتهامات متطايرة وظلم واساءة بالقول وبالفعل ((اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به)) ليس معنى أن تكون غاضبة من شيء ان تصب غضبك هذا على من لا ناقة له ولا جمل، بمعنى تصب الغضب على من لا ذنب له، انظرن! هنا هو في السجن ومتهم في عرضه ويقولان له انا نراك من المحسنين، هل احسانه ضاع؟ أبدا حفظ الله عز وجل له سمعته وعرضه وبرأه في قرآن يتلى ويتعبد به الى يوم الدين وفي آخر القصة يقول: ﴿إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90] فانت دائما أجعل إحسانك عنوانك ومرآتك وبطاقتك التعريفية تأتيني استشارات فيه طباع من الازواج عجيبة، الوصية الأساسية، قابلن الإساءة بالحسنى والمعروف، يحسن الله اليك هذه وصية النبي ووصية الله عز وجل في كتابه ﴿وَأَحْسِنُواۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة:195]

·      اجعليها قاعدة أساسية (انا عندما أحسن للخلق وأعامل رب الخلق انتظر ان اكون محل لحب الله عز وجل) الان الفتن بين الناس والصراعات التي تحدث بين الناس لماذا؟ من الرغبة في استيفاء الحقوق ما معنى الرغبة في استيفاء الحقوق؟

·      انت ضايقتني بكلمة فمن حقي أن أرد هذه الكلمة واضايقك بمثلها أنا لو بخلت علي بالمال فلن أسمع كلامك فلا تكون لها الرغبة إلا بماذا؟ أن تأخذ حقها، هي عملت معي موقف سيء انا سأعمل معها موقف سيء! أليست هي من لم تسلم عليّ فور أن دخلت؟ انا أيضا سأتجاهلها ولن أسلم عليها، هذه الرغبة في ماذا؟ في أخذ الحق، -أنتن تفهمن قولي وما أشير إليه يا جماعة الخير؟ - هذا باب من أبواب الفتنة، استمعن لشرح كتاب الفتن، من أهم ما يكون في الحياة وأنك ستختبرين وتفتتنين بطبائع من حولك، هل سيغيرونك ويجعلونك تتركين الاحسان؟

·      لذلك انا دائماً أكرر عبارة لا تترك المريض يمرضك، الانسان المسيء في معاملته للناس هذا مريض معاق نفسياً عنده نوع من الاعاقة النفسية لا تتركينه يحولك انت كذلك لأي واحدة كارهة الناس وكارهة التعامل معهم، كيف أستطيع تغيير نفسي، كيف أتحصل على الهدوء هكذا والناس مستفزة؟

·      ها أنا أسألكم الان؟ هو صعب، لكن الحل في هذه الآية: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ٣٤ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ٣٥ [فصّلت:34-35] أنا أقول لك كيف تقدرين أن تحسنين لمن أساء اليك؟

·      أولا: احتساب الاجر الذي هو انتظار حب الله عز وجل، هذا انتظار حب الله عز وجل أيضاً في قاعدة مهمة جداً جداً في حسن الخُلق اسمها التغافل حسن الخلق مبني على التغافل، يعني واحدة تكون تستفزني جداً وانا كأني لا أفهم أي شيء تكون تستفزني وتسيء لي وانا كأني ماذا؟ لا أعرف أنها تسيء لي، من نعمة الله عز وجل حتى يعين المتقين ان هناك أمور كثيرة لا يفهمونها هذا حقيقةً، تجدين إعانة من الله عز وجل ان ممكن أحد يبقى يسيء اليك وانت وكأنك لا تفهمين أن هذه اساءة فتجد أنك على طول ماذا؟ محسنة هذه نعمة من الله عز وجل وممكن تكون بالفعل فاهمة لكن تتصرفين وفق مراد الله قد تحدث مواقف غريبة لكن هناك شيء اسمه التغافل فالعلماء قالوا لك حسن الخلق قائم على ماذا؟ التغافل، بالطبع هذه قدرات والذي يقدر عليها هو من؟ ذلك الشخص المشغول بالعلم عن الله فلا يقف عند السفاسف التي تأتيه من الخلق، ممكن أن تكون محسنة وتريدين وجه الله ثم يختبرك الله عز وجل في صدق إرادة وجهه، فلا يقع لك ما يقع لعوام الناس، وما معنى هذا؟

·      يعني انا الان الحق المالي الذي انا ممكن أتنازل عنه مثل ماذا؟ يعني ينتشر مثلاً بين الرجل وامرأته كثير انه يبخل عليها، أو زوج يريد زوجته تنفق معه، لأنها امرأة عاملة، عندما تأتي تستشيرني أقول لها كل ريال تنفقيه ربي سيرده اليك احتسبي الاجر من الله عز وجل، مع ان هي ليست ملزمة ان هي ماذا؟ تضع مثلاً كل راتبها وان كان بعض العلماء قالوا ان المرأة لما تخرج من بيتها طالما أذن لها ترضيه في ماذا؟ في جزء من راتبها أو جزء من دخلها حتى تعوض النقص ويكون هذا بالاتفاق لكن في رجال يريدون ان المرأة تحمل من النفقة الاقتصادية الكثير، هي عندما تأتي تستشيرني، انا لا أقول لها أن لها ذمتها المالية المنفصلة وهو أمر معروف من الامور الفقهية، لكن أنا أقول لها كل ما تنفقيه بطيب خاطر سيرده الله اليك، فهي تنازلت عن ماذا؟ عن حقها أو جزء من حقوقها ان هي تحتفظ بكل ما لديها.

·      وهناك أمر أخر منتشر الذي هو الميراث، كذلك لما يحدث شيء من التنازل بطيب خاطر في المواريث يعني انا مثلا كامرأة لي فدَّانين ونص وجاء الورثة قالوا ممكن تأخذي فدانين وتتركي لنا النص من أجل أن يبقي فيه مثلا لينا مصلحة في كذا لو هذا بالتراضي ليس فيه شيء، وإذا لم توافقي فلا حرج عليك لأن الحق أحق أن يتبع، افرضن انا أريد أن أتنازل لمن معي في شيء معين طالما بالتراضي يعوضه الله عز وجل لا نقول ان هذا محرماً.

·      ما المحرم الغصب والغلول إنك تأخذين من الذي أمامك غصب عنه، هذا ((مجزيٌ به اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به)) لكن انا أتكلم معك عن المعاملات اليومية بين الاخ واخته في الميراث شقة مثلا نحن الان أخوات جاء أخي استأذنني ممكن أخذ هذه الشقة وتتنازلين عن مكانك فيها؟ تنازل بطيب خاطر -يعني الذي ينفق، ينفق الله عز وجل عليه الزوج يريد من زوجته أن تضع وتنفق وتصرف وهو معتاد على هذا وهذا هو طبعه وهي مختبرة في طباع ليست سهلة أقول لها كل نفقة تنفقينها يردها الله عز وجل اليك، المهم المحافظة على اصلاح ذات البين من أهم أهداف الشريعة حتى لا يحدث ماذا؟ ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ[الأنفال:46].

·      وكلمة استيفاء الحقوق الرغبة الشديدة في استيفاء الحقوق ان انا أرى امرأة وانت الذي مكلف أن تصرف عليها بالرغم ان انا عندي مال ولن أضع ولا ريال ما الذي يحصل؟ انا أسألكم ماذا الذي يحصل؟ مشاكل شديدة جداً لماذا؟ من أجل المال؟ وبعد ذلك تقولين هذا حقي!

·      نعم نحن قلنا ان العلماء قالوا ان هي تدفع أجرة ما خرجت، جزء من الراتب لكن أحياناً كثير جداً استشارات تأتيني ان هو يريد أن يأخذ ثلاث أربع الراتب والله ان في كثير من النساء تقول لك بطاقة البنك أصلاً ليست معي، يضع يده على كل الراتب كله يأخذه نقول ان انت من الناحية الشرعية لك الذمة مالية منفصلة وهو ليس من حقه شرعاً أن يغتصب مالك، لكن عندما تختبرين في طباعه وتحاولين ان تصل لحل وسط، حتى لو اضطررت انك تراضيه بالمال وتطيبين خاطره بالمال من أجل الا يكون في نزاع في الأسرة ليل نهار هذا والله يعوضها الله عز وجل.

·      في طباع هكذا في واحدة تأتي تقول لي: زوجي رائع في كل شيء لكن مصمم يأخذ ثلاث أرباع الراتب أقول لها هل هو جيد في المعاملة؟ تقول لي رائع لكن الغم يأتي له في أنه يطمع في المال أقول لها لا بأس راضيه حتى تستقيم حياتكم، الرغبة في استيفاء الحقوق عادةً تأتي بماذا؟ بفتن، التي لا نقاش فيها وأقصد فتنة الدين، لا تجامل المرأة أبداً على حساب ماذا؟ دينها، لكن الأمور الدنيوية والمالية اليومية هذه المرأة تكون ماذا؟ الحكيمة الرشيدة تختار الوفاق ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ[الأنفال:46].

·      وقد تختبرين مع شخصية معينة "خادمة" مثلاً أحسنت اليها وهي أساءت لك يقال لك الامر فيه اختبار لصدقك مع الله عز وجل هل انت أحسنت اليها من أجل أن تكوني محل لحب الله عز وجل؟ ثم هي أساءت اليك؟ أم أنك أحسنت لمن أحسنت اليه وفي قلبك دسيسة؟

·      يعني ممكن الواحدة تعامل زوجها معاملة رائعة لمدة أسبوع من أجل أن تطلب منه طلب وينفذه لها هذه دسيسة في القلب، فليست المعاملة ابتغاء وجه الله، فتأتي تقول له اطلع أو أحضر لي يقول لها لا انت طالعة ولا أنا أحضر لك تقول أنظر المعروف جزاؤه ماذا؟ لا هذا ليس جزاء المعروف هذا يبقى في دسيسة في القلب أو الجزء الثالث أن يؤجل لك أجرك كاملاً في ماذا؟ في الآخرة فلا تأخذينه في الدنيا ولكن تأخذينه في الآخرة ((المهم اعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به))، فلا يمكن أن تحسنين للناس ويضيع الله عز وجل أجرك لأن الله عز وجل يحب المحسنين فالذي يحدث في الواقع ثلاثة أمور:

·      أولا: إما أن الله يختبرك فتأتي الامور عكس ما تتصورين من مقابلة احسانك.

·      ثانيا: تنقلب عليك المسائل لأنك لست بصادقة بداخلك وفي دسيسة في قلبك جعلتك تفعلين هذا الفعل من الرغبة في الثناء أو الرغبة في المدح من الخلق أو لمراد معين من مرادات الدنيا.

·      ثالثا: يُعطى لك ويؤخر لك أجرك كله يوم القيامة.

نكمل في لقاء آخر إن شاء الله

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت أستغفرك وأتوب إليك.

 


تعليقات