اعوذ بالله السميع العليم من
الشيطان
الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأُصلي وأسلم على المبعوث
رحمةً للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من
الجنة منزلا.
في سورة التغابن حُصرت الفتنة في حق الأموال والأولاد ومر معنا
في بداية الباب آية آل عمران عندما قال الله تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ
وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ
ذَلِكُمْ﴾[1] ماذا قال السلف عندما سمعوا هذه
الآية؟
اللهم
أعنا في ما ابْتُلينا بحبه، اللهم أعنا في ما زُيَّن لنا.
تعيد
القاعدة التي تعلمناها من سورة آل عمران نحن نتعامل مع المال والأولاد معاملة من
يصاحب وليس من يجعلها مقصودة.
أنت ستتعاملِ مع المال والأولاد معاملة من يصاحب وليست مقصودة،
ما معنى هذا؟ نراجع كلام الشيخ عبد الرحمن السعدي:
قُسِمَ الناس في مسألة الأموال في هذه الآية إلى قسمين:
قوم جعلوا المال مقصدهم فصرفوا حياتهم ورضاهم وسخطهم على المال
والأولاد وغيرها من الأشياء التي ذُكِرت في سورة آل عمران.
هذا الكلام مهم جدًا لفهم الحديث القادم: "تعس عبد
الدينار" فتكوني فاهمة.
هناك ناس جعلت مقياس رضاها وانبساطها إن يكون عندها زوج، يكون
عندها أولاد، يكون عندها مال، إما أن يحصلوا على ذلك أو لا يكونوا سعداء.
لو ما تزوجت لن أكون سعيدة، لو ما انجبت لن أكون سعيدة، لو ما
معي مال لن أكون سعيدة، لو ما أعيش في الفيلَّا لن أكون سعيدة.
يقول الشيخ السعدي:
قسم آخر عرفوا المال وجعلوه وسيلة للمقصد وهي حقا وسيلة.
كيف تكون وسيلة؟
1- لو تمناها العبد وأرادها كما سنعلم أن الرسول ﷺ سيتمنى أن يكون
له مثل أُحد ذهب، لماذا؟ لينفق منه هكذا وأشار بيديه وينفق منه هكذا لله.
وفي حديث الرسول ﷺ الذي ستدرسينه يقول يكون عندي مثل أُحد ذهب
فما يمكث عندي ثلاثة أيام، لأنه سينفقه كله في ثلاثة أيام لله.
2- إذا تمناها وعد ربه إذا حصل عليها أن يصرفها فيما يرضي الله عز
وجل وتكون قربى لله ويفي بوعوده فتكون هذه قربى لله وهو يصاحبها وليست في قلبه.
يصاحبها أي يكون المال في يده وليس بقلبه، وسيعرفك ما الدليل على
إن المال يكون في يدك وليس في قلبك.
إن حصل في هذه الأموال ما لا يرضاه هو رضي بالله وقال: إنا لله
وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها.
ما معه مال يقول يا رب استرني وعافني لكن ما يكون حزين وساخط
إلى آخر التصرفات التي تدل على ان المال يصاحبه وليس في قلبه.
انظري لعبقرية البخاري، بعد هذه آية التغابن يأتي بحديث الرسول ﷺ:
6435- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
"تَعِسَ عبد الدِّينار والدِّرهم والقطيفة والخميصة، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ،
وإن لم يُعْطَ لمْ يَرْضَ"
يا رب نكون كالبخاري يا رب.
هنا تبينت مجموعة أسماء تُمثل الأموال في حياة الناس فمن هذه
الأسماء الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة كلها عبارة امور تتصل بالأموال في
الدنيا.
النبي ﷺ قال: "تَعِسَ عبد هذه الأشياء" فهل ممكن أن
يكون الإنسان وصل إلى حد أن يؤله هذه الأشياء؟ نعم.
متى؟ "إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ سخط" بقية الرواية
"تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش".
"إلهه" يعني مسيطرة على نفسه بحيث يصل في نهاية الأمر
أنه لا يرضى ولا يسخط إلا بسبب هذه الأمور فكأنه صار عبدًا لها.
تأتينا مشاكل زوجية كثيرة بسبب المصيف الذي لم يرض الزوج أن يسافر
هو وزوجته، أو بسبب أنه لم يرد إعطاء زوجته مصروف خاص بها في البيت، أو بسبب أنه
ما يريد شراء سيارة خاصة بزوجته، أو بسبب أنه ما اشترى لها الفستان بـ 13,000
وتقول عنه بخيل! ليس معيار لبخله أنه لم يشتري الفستان الغالي.
هل هذه الأمور تكون سبب لوجود مشاكل وشجار دائم في البيت ووجود
سخط في البيت، هل هذا هو معيار رضايا أو سخطي وحالتي النفسية وما أعرف أصلي ولا
أقرأ قرءان ولا أتعلم عن الله ولا أفهم كلام رسول الله ﷺ.
وهناك من تعمل مشاكل كبيرة لأن زوجها يعطي لأمه مال أو يعطي
لأخته مال أو يساعد أي أحد من المسلمين أو يساعد عائلته!
هذه الأمور يجب ألا تكون سبب أنها تسيطر على قلبك بحيث إن حالتك
النفسية ورضاكِ أو سخطِك يتأثر بمثل هذه الأشياء الدنيوية، فأسأل الله عز وجل لي
ولكم السلامة من هذه الفتنة، هي فتنة.
"إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ لمْ سخط" يعني
لا يرضى عن الله إلا إذا أعطاه، بمعنى أنه يمكن أن يترك الطاعات والعبادات إذا لم
يأتِ الأمر على هواه.
تقول: [أنا ياما صليت ومازلت تعبانة وما في أي
تغيير في حياتي!] نسأل الله السلامة والعافية.
أتاني كثير من كلام الأخوات أن كثير ممن كانوا يقفوا في المظاهرات
عندما رأوا المجازر والمذابح التي تحصل للمسلين ألحد البعض، أسأل الله السلامة
والعافية.
[لماذا؟ أين الله في ما يجري لنا؟! لقد وقفنا من أجل دين الله!]
نعم؛ لكنك على غير هدي النبي ﷺ، ثم أنك لو ترى مسلمين يُذبحوا
ويُحرقوا في مكان آخر على أيد غير المسلمين فهذه أمامك نار لكنها جنة لهم ﴿ إِنَّ الَّذِينَ
فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ
جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾[2] لكن
الله أخبرنا عن أصحاب الأخدود بالتحديد أنه بمجرد إلقائهم في النار تبوءوا مقاعدهم
في الجنة، فما نجعل أبدا رضانا أو سخطنا عن الله عز وجل بأمور الدنيا؛ أبدا.
والدليل أيضا على ذلك آية الفجر: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا
مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ
(15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي
أَهَانَنِ (16) كَلَّا﴾ "كلا" هنا
للإدراك.
تأتي بمعنى الإدراك في كثير من الأحيان وأحيانا
تأتي بمعنى "لكن". عندما تكشفي عن "كلا" في غريب اللغة
للأصفهاني –ما أروعه- "كلا" في سورة الفجر: أي ليس الأمر كذلك ليس
العطاء المادي والدنيوي دليل على رضا الله، ولا أن الله عز وجل يقبض عنكِ لتكوني
فقيرة دليل على سخط الله.
فهنا المعيار "إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإن لم
يُعْطَ سخط".
يأتي مثلا أحد يقيم الليل ويدعو [يا رب أرزقني.. يا رب
ارزقني.. يارب اهدِ لي زوجي.. يا رب اهدِ لي أولادي]، ثم تأتيه وساوس
الشيطان: [دعوت ودعوت ولم يستجب لك، أنت منذ سنة تدعي وما في شيء تغير]
فيوقعك الشيطان في اليأس من روح الله جل وعلا، وهذه كثيرة جدا، التي لا تعرف الله
أنه الحكيم، التي لا تعرف الله أنه المقدم المؤخر، لا تعرف الله عز وجل بأن منعه
عطاء بأن بلاءه تربية لأشياء في نفوسنا، عندما تكبري في العمر تقولي كم أنت عظيم
يا رب أنك نجتني من ناس كنت أريدهم قريبين مني وحالت بيني وبينهم أقدارك. فتعرفي
كم هو عظيم أنه باعد بينِك وبينهم.
تتمني أن تعملي عمل معين وتظني أنه خير، ويُحال بينك وبينه
فتقولي كم أنت عظيم يا رب، كنت أريد أن أفعل كذا وحُلْتَ بيني وبين ذلك.
عندما تجدي أن قلبك لم يعد مُعلق بأب أو بأخ أو بزوج لأن ما في
أحد سند لكِ سوى الصمد الذي في السماء فتقولي كم أنت عظيم يا رب. لو كان زوجي
رومانسي كنت أصبحت هيمانة به ليل ونهار وتاركة لنور القرآن والسُّنة، فتعرفي خاصة
بعد ما تصلي لسن الأربعين، السن الجميل الذي يعرف العبد فيه كم منَّ الله عليه في
ماضيه ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى
وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي﴾[3] كل تفكيرك أن يوزعك عمل
يقربك منه ويصلح لكِ في ذريتك.
فهذا معناه إن العبد ينظر لنفسه هل هو واقع
في هذه الفتنة، هل معيار رضايا أو سخطي بما يأتيني من أمور الدنيا، هل أنا واقعة
وغارقة في الفتنة؟
ياريت يا أخوات تسمعوا شرح اسم الله الودود،
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي: إن محبة الله في قلوب أولياء الله لا يعادلها محبة
لا في أصلها ولا في كيفيتها ولا في متعلقاتها.
ما في شيء في قلوبهم مثل محبة الله سبحانه
وتعالى فهم دائمًا فرحين بما أتاهم الله من فضله، لأن كل المحاب الأخرى عبارة عن
صور في حياتهم، هذا هو معيار محبة الله الحقيقية أنك تكوني دائما سعيدة وفرحانة
سواء أُعطيتِ أو مُنعتِ لأن اختيار الله لكِ أحب من اختيارك لنفسك، وطبعًا أعلى من
وصل إلى هذا المعنى بلال ابن الرباح الحبشي الأسود الذي مكانته في السماء أن يسمع
الرسول ﷺ صوت نعلي بلال في الجنة في رحلة المعراج.
بلال رضي الله عنه يقول: استعذبت العذاب في
ذات الله فوجدته عذبًا حلوًا.
فنسأل الله عز وجل أن يقينا من فتنة المال
والدينار والخميصة والخميلة.
ثم يكلم الرسول ﷺ لمن افتُتن في الدنيا وجعل
رضاه وسخطه وانسعاد قلبه أو انشقاء قلبه في هذه الأمور إنه حتى كلما تُرضي نفسك
فهي لن تشبع.
نحن نقول: أنزه نفسي لتكون نفسي راضية! أمتع
نفسي لكذا! أشتري عباءة ثم أتمنى اثنين أو ثلاثة حتى تهدأ نفسي! أتمنى اسورة
واشتريتها ثم أتمنى غيرها واشتريها حتى لا تكون في نفسي شيء واعرف أُركز! هكذا نقول.
أتمنى تغيير السيارة أو أغير فرش البيت كله
وهذا كله مباح أليس كذلك؟! كله مباح.
انظري ماذا سيقول الرسول ﷺ لمن فكر هذا
التفكير، يجب أن أُربي نفسي لتهدأ وأُركز في العبادة.
6436-
حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن عطاء، قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول:
سمعت النبي ﷺ يقول: "لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثًا، ولا يملأ
جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".
ما معنى هذا الكلام؟
6437-
حدثني محمد، أخبرنا مَخْلَد، أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاءً يقول: سمعت ابن عباس
يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "لو أنَّ لابن آدم ملء وادٍ مالًا لأحب أنَّ له
إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب"
مثلا واحدة زوجها اشترى لها عِقد أو سلسلة فتقول له: يا ليتك
تشتري لي أيضا إسورة عليها لأكمل الطقم.
لكن لو هي زوجها رباها من الأول أن لا تفتح فمها فلن تتوقع أصلًا
أنه سيشتري لها شيئًا.
صدقًا أن النفس تُربى بقهرها، لكن ليس معنى ذلك إن الرجل يسيء
لامرأته أو أني مع الرجل الذي يسيء ولا يُكْرم، الرسول ﷺ قال: "ما
أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم" وعندما أتكلم مع
الرجال من محارمي سواء زوجي أو أبي أو أخي أقول لهم إن الرسول ﷺ عندما تزوج مارية
المصرية جعلها تعيش في مكان غير البيت الذي يعيشون فيه فكانت على ناصية المدينة في
مكان مرتفع في المدينة ليكون الهواء عليل وشبيه بجو مصر فما تشعر بالفرق بين مصر
وبين المكان الذي ذهبت إليه، انظروا لمدى رقة الرسول ﷺ.
لكن لو ما في زوج مثل الرسول ﷺ -والحمد لله ما في– فأسأل الله
أن يرزقنا النجاح في الاختبارات، أم تريدون أن نكون ممن ﴿أَلَا فِي
الْفِتْنَةِ سَقَطُوا﴾؟ فهي
اختبارات صدقًا، الطباع والأشخاص هي فتن لنا في كل شيء: أب وأم وأخت وخال وجيران
وأخوات في الله لديهم طباع ممكن تكون غريبة جدًا يفهموكِ بشكل خاطيء أو يأخذوا منك
موقف..، فهذه فتنة ويارب ننجح في الفتن.
كل الأذى وكل البلاء عبارة عن ابتلاء يعني اختبار.
فهنا يقول الرسول ﷺ في الرواية الثانية: "لأحب
أنَّ له إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب"
قال
ابن عباس: فلا أدري من القرآن هو أم لا، وسمعت ابن الزبير يقول ذلك على المنبر.
يعني أن الصحابة يقولوا هل هذا الكلام كان آية في القرآن أم
حديث؟ وهذا كلام في غاية الأهمية من شدة ما هو واقع.
6438- حدثنا أبو نُعَيم، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن
عباس بن سهل بن سعد، قال سمعت ابن الزبير على المنبر بمكة في خطبته يقول: يا أيها
الناس إن النبي ﷺ كان يقول: "لَو أَنْ ابن آدم أُعْطِيَ واديًا ملأً من ذَهب
أحبَ إليه ثانيًا، ولو أُعطي ثانيًا أحب إليه ثالثًا، ولا يَسُدْ جوف ابن آدم إلا
التراب، ويتوب الله على من تاب"
ما معنى: ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب؟
يعني البطن لن تمتليء وتسكت إلا عندما تُملأ بالتراب يعني عندما
يموت، لكن طول ما نحن نعطيها فهي تطلب.
6439- حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا ابراهيم بن سعد، عن
صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: "لَو أَنْ لِابْنِ آدَمَ
وَادِيًا مِنْ ذَهَب أَحَبَ أَنْ يَكونَ لَهُ وَادِيان، وَلَا يَمْلَأْ فاهُ إلا
التُّراب، ويَتوبُ الله على مَن تَاب"
لماذا قال النبي ﷺ: "ويَتوبُ الله على مَن تَاب"؟
يعني هذا من الأشياء التي تحتاج إلى توبة.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق