أعوذ بالله السميع
العليم من الشيطان
الرجيم بسم الله
الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه
ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم.
· اول شيء لابد للقلب ان يلاحظه هو رؤية منّة
الله عز وجل أن أتى بنا، هذه من العبادات العظيمة التي ذكرها الرسول ﷺ: ((ما اجتمع قوم في بيتٍ
من بيوت الله يتلون كتاب الله -وفي رواية ما جلس قوم مجلساً يتلون كتاب
الله- ويتدارسونه بينهم الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم
السكينة وذكرهم الله فيمن عنده)) الترمذي حديث حسن صحيح.
· ومن عظيم توفيق الله جل وعلا ان يُعطى العبد
هذا العلم العظيم
الذي هو الاصل الاول من أصول الايمان وعندما
نتفكر في أهل البلاء حقاً، من هم أهل البلاء؟ -كما عرفهم الربانيون- من هم أهل البلاء
حقاً؟
· من ابتلي بالمرض، فمرضه يرفع درجاته في الجنة
ويكون تكفيرا، مَنْ ابتلي بفقد عزيز لديه خاصة إذا كان ابن فإنه يُبنى له بيت في
الجنة، لكن
أهل البلاء حقا هم المحرومون من العلم عن الله جل وعلا ومن العلم بكتاب الله،
هؤلاء هم من نقول عنهم مبتلون، نسأل الله ان يعافينا مما ابتلاهم به.
· فالمحرومون حقاً هم الذين حرموا السعادة
الحقيقية وهي الانس بالله ومعرفة الله عز وجل والشوق الى لقائه ولذلك ابن تيمية
عندما قال مساكين، من كان يقصد بالمساكين؟ ابن
تيمية قال: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها.
· تجد أحدهم ينتقل من معصية الى معصية يفسد
بماله، بالمعاصي، بصحته، فتقولون انه مسكين، ليس المسكين هو فاقد اللقمة واللقمتين
او المريض، المسكين حقاً هو المحروم من التوفيق للعلم بالله عز وجل بأسمائه
وصفاته، وكلام ابن تيمية كان واضح، قال: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا
أطيب ما فيها، قالوا وما أطيب ما فيها قال: ذكر الله والانس به والشوق الى لقائه.
· وعندما تتفقدي حال الناس، تجدين غالب الناس
-ونسأل الله السلامة والعافية- كما صنفهم عليّ بعدما سمع حديث
الرسول ﷺ: ((ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها الا اصناف، ما هي
هذه الاصناف؟ ذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم)) سنن الترمذي، هذه
الاصناف ذكرها رسول الله ﷺ في الحديث فالمفروض
ان تختاري: اما ان تكوني عالم او متعلمة، فتكوني محل رحمة الله أحيانا
كثيرة جدا دور التلميذة يكون ممتع اكثر بكثير من دور المعلمة، وكثيرا ما استمتع
عندما أكون تلميذة لأني
استشعر كلام النبي ﷺ، قمة المتعة لي بفضل الله جل وعلا وانا طالبة
علم، وذكر الله انك تجلسي مجلس تذكري فيه الله عز وجل فتنزل عليك سكينة ورحمة
وتنسي الدنيا بما فيها بأمراضها بأكبادها، فسيدنا علي لما سمع حديث الرسول ﷺ
قال: اذا "يوجد أصناف: ذكر
الله وما والاه صنف، وعالم ومتعلم صنف ثاني، فما هو الصنف الثالث؟
·
قال
علي رضي الله عنه وارضاه: ((همجٌ
رعاع يهيمون مع كل ناعق)). هذا هو الصنف
الثالث؛ ناس تأتي بكلمة وتذهب بكلمة لأنهم ليسوا على أرض صلبة في كلام الله
وكلام الرسول ﷺ،
وبسبب الجهل فدائماً نفسيتهم متعبة ولا يعرفون الصحيح من الخطأ، محتارة اسمع هذا
ولا اسمع هذا ولا أخذ بهذا الامر أم هذا؟ ومحتارة هل أخذ الدورات التي تعمل
لي فرفشة أو في تطوير في ذاتي أو.. أو... فدائماً نفسيتهم ضائقة، الا أهل
السعادة -اسأل الله ان يجعلني واياكم والسامعات منهم جميعا يا رب- فهذا العلم
العظيم، هو العلم الذي خلق الله عز وجل السماوات والارض، وانزل الامر من السماوات
الى الارض من اجله، من اجل العلم عنه سبحانه وتعالى، فقال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ
مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ١٢﴾ [الـطلاق:12]
· خلق لكم السماوات والارض وخلقكم
لتعلموا، كما ذكرنا مراراً، ان هناك أكثر من ثلاثين موضعاً في القرآن
الامر بوجوب العلم عن الله جل وعلا فاعلم انه لا إله الا الله، لتعلموا،
"ألم يعلم بأن الله يرى"
· ووقفنا في اسماء الله وصفاته، ان كل اسم من
اسماء الله جلا وعلا، له أثر على الصحة النفسية وذكرنا على سبيل المثال عندما تكون
تشعر انسانة بانها تحترق من اذى الخلق وان اناس ظلموها وأذوها وسببوا لها ازمة
نفسية، هي تأزمت نفسيا لفقد العلم ان الله ديان، ان لي ديانا في السماء،
هي تأزمت.
· بعض الاخوات يقلن لم يعد أحد يسكت لأحد، أحدهم
يتكلم فيرد الثاني عليه فورا، سألتها: لماذا؟ توجد حالة تحفز، أول بأول أخذ
حقي، لو أننا نعلم ان لنا دياناً في السماء يعامل كل عبد بما قام في
قلبه ما انشغلت بأخذ الحق أو الرغبة في الانتقام ولهدأت ولقلت ان يوما ما سيفعل
معه مثلما فعل معي، وينتهي الموضوع.
· بعض الناس تعتقد انها مظلومة في الدنيا،
يقول لك حظي قليل انا ظلمت كثير في دنيتي ومعيشتي، وأخرى تقول لماذا زوجي
هكذا، أو لماذا لم أتزوج أو لماذا صحتي هكذا او لماذا انا حجمي هكذا او لماذا حرمت
من الاطفال وانا أحبهم كثيرا لماذا؟ واحدة ثانية تقول انا لا أرغب بالإنجاب ورزقت
خمسة ستة؟
·
كله
يتساءل والامام ابن القيم يقول: ان كل نفس يكون فيها شيء من الاعتراضات الا طبعاً
النفوس العالمة بربها، وقل من ينجو، عندما شرح اسم الله القدوس، انه من تقديسك لله
جل وعلا، أنك تعلمي انه منزه عن الظلم، قال تعالى: ﴿مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ
بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ﴾ [النساء:147].
· الله تعالى منزه من أن يبخل عنك بشيء انت
تحتاجينه حقيقة، كل شيء فعله معكِ لحكمة ومصلحة، فعندما تقولين سبحان الله فأنتِ
تنزهي الله عما يأتيكِ من خواطر سوء الظن بالله او الاعتراض (لماذا انا هذا
حالي، لماذا انا هذا رزقي، ذكية ومعي شهادات كثيرة ومع ذلك لا يوجد مال
والذي ليس معهم ابتدائية أو اعدادية أغنياء، ولماذا ولماذا..، كل الناس عندهم
هذه التساؤلات بمقدار)
· فالإمام ابن القيم يقول: "ففتش في
نفسك فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمةٍ، يقصد به الاعتراض اتهام الله جل وعلا والا
فإني لا اخالك ناجياً"
· متى نسلم من الاعتراض على القدر ومتى
تسلم النفس من الضيق من شيء معين؟ عندما تعلم ان الله حكيم، فما معنى حكيم؟
· المهم ان كل عبد يعلم ان الله عز وجل حكيم، فما
معنى حكيم؟ يعني يضع كل شيء في مصلحته، يضع لكل أحد ما يصلح أمره، ما يربيه به،
والخلق والامر صادر عن علمه وحكمته سبحانه وتعالى.
· ما معنى ان الخلق والامر من حكمته؟
· يقول ابن القيم رحمه الله في هذا، قولوا بسم
الله وركزوا وسنشرح ان شاء الله كلمة كلمة، الكلام درر
· يقول رحمه الله: وقول الله سبحانه انه هو
الحكيم العليم متضمن لإثبات صفة الحكمة والعلم الذين هما مصدر الخلق والامر، فجميع
ما خلقه سبحانه صادر عن علمه وحكمته. وكذلك أمره وشرعه مصدره عن علمه وحكمته.
·
يعني
لان الله يعلم ما الذي يصلحك ويصلح أمرك قدر لك اقداراً، وشرع لك شرعاً... لان
الله يعلم ان امور العفة تحفظ المرأة من ان تكون فريسة للذئاب من الرجال قال
سبحانه وتعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ [النّور:30] وقال
تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ
بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ [الأحزاب:32]
· هذا التشريع لان الله يعلم ان كثير من الرجال
في قلبه مرض، أي
مرض؟ الشهوة، في قلبه مرض الشهوة.
فماذا قال الله عز وجل؟ أمر النساء ان تكون حريصة جداً ان لا تخضع بالقول ابدا،
ماذا يعني؟ ان لا يكون فيها ميوعه أو تساهل في القول، القول يكون حازم ومضبوط،
الاختلاط يكون وفق ضوابط حازمة، الحياء تعلم المرأة انه فريضة ﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ
أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ﴾ [القصص:25] لماذا؟
لان الله عز وجل يعلم بعلمه طبيعة الرجال إذا وطبيعة النساء فبناءً على علمه شرع
هذا الشرع بحكمته، ما معنى حكمته؟ يعني جعل لهم ما يصلحهم من الاوامر والنواهي.
· من عجيب الاستشارات حتى قلت صدق الله صدق الله
في التشديد على النظرة لان الناس الذين يتكلمون عن النظرة تقول لك نحن ننظر لبعض
بشكل عادي، ما الذي يمنع ان ننظر لبعض فجميعنا كالإخوة، وهذه استشارات تكررت لدرجة
ان ابتدأت ابحث فيها من ناحية الطب النفسي، نساء في غاية الجمال في غاية
الجمال اللهم بارك تأتي تقول لي زوجي يمارس الفاحشة ثم عندما تناقشه، طبعاً هي
التي تخبرني اللهم بارك بدون مبالغة، يقول لها انت غير مثيرة بالنسبة لي،
لماذا؟ هي ليست مثيرة بالنسبة له لماذا؟ لأنه رأى أفلام فرأى صدر غير حجم صدرها
رأى فخذ غير حجم فخذها فالذي يرى الحرام أول عقوبة له يحرم من الحلال ولا يستطيع
ان يأتيها كأنه ليس رجلا، فانظري لاي أحد ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ [النّور:30] طبعا
وصل درجة ان بعض الحالات قالت لي بدأ يعاكس حتى وانا معه لما التفت اي لفتة والذي
أمامه كلهم ينتقدوه انت معك قمر ما هذا؟ تذكرت قول الله جل وعلا فيطمع الذي في
قلبه مرض، احدى الاخوات كانت في الجامعات وبعض الملتزمات قالوا لها لا تسلمي على
أحد باليد، تقول لهم نحن جميعا زملاء فماذا لا أسلم باليد؟
· حتى حدث أمامها ان أحد الشباب سلم باليد على
زميلته وهي جالسة في الصف خلفه طبعا، "طريقة المدرجات في بلداننا تكون الصفوف
لأعلى هذه الصفوف كانت في مصر قديما" أي منذ خمسة وعشرين سنة حدث هذا الموقف
لم تقتنع الا عندما رأت زميل لها سلم على زميلته ثم جلس مع اصدقاءه وقال ان هذه
البنت لديها يدين ناعمتين جدا"، يصف يديها لزملائه فأصبحت موضوع كلامهم
(لبانة او علكة)، السلام مجرد سلام اصبحت سيرتها على لسانهم، فما حالها لو وفقت
معه او تكلمت او جلسوا على انفراد؟ او من الاشياء التي حرمها الله.
· ثم تأتين تقولي شريعة معينة ترد عليك سببت لنا
عقدة، تقول لي لا نريد مجموعات مختلطة ابداً كل الذي أمامك يكونوا جيدين ثم تجدين
احداهن تقول انا أشعر بميل تجاه فلان وهي متزوجة، فتعلمي ان الله عليم حكيم لما
شدد في أمور وأوامر العفة ما شدد فيها الا لحكمة ومصلحة، وقيسي على ذلك كل الشرع
كل الاوامر والنواهي فهذا معنى ان الامر صادر عن العلم والحكمة، أمر الله
يعني شرع الله صادر عن علم الله السابق المحيط، بما يصلح لأمور عباده، كل الاوامر
لها حكمة ومصلحة فانت عندما تعرفي الله عز وجل باسميه العليم الحكيم تعرفين انه
عليم بحالك ويقدر لك ما فيه مصلحتك.
· ستجدين واحدة تقول لماذا الطواف حول الكعبة ما
الحاجة الى رمي الجمار طالما ابليس انتهى من زمان الزمان فنحن لا نراه! ونبدأ نسأل
اسئلة لماذا خلق ابليس؟ لماذا اجاهد؟ ولماذا في كذا وفيه كذا؟
· سترين بعض العلل التي ذكرها الامام ابن القيم
لكن من المؤمنة حقا؟ قبل حدوث اي شيء تعلم ان الله ماذا؟ حكيم... ثم عندما تنظر لنفسك
تقول لماذا يحصل هذا معي؟ لماذا؟ لماذا انا تحديدا؟ فاعلمي ان الله عز وجل عليم
حكيم، ما يحدث لي هو عين الحكمة وعين الرحمة، وضربت كثير امثلة من الامثلة التي
دائما تتردد عند النساء المرفهات، ما هي مشكلة المرأة المرفهة؟ التي عندها كل
شيء! الغنية التي أتت بسيارتها مثلنا اللهم بارك يجب ان ترو المنن والسيارة مكيفة
وجالسين مع بعض في مكان رائع، و تسأليها عن مشاكلها تقول زوجي لا يحبني، مثل واحدة
بعثت قالت له انا بسكوتة أي كلمة تضايقني اي كلمة، يعني نحن لو لم نجد ما
نأكل، لن يحبني لأنه يجب ان يطعمني الاول، ليس أن نصرف على الأولاد الاول
وبعدها نبقى نجلس، فانظري الى اي درجة ان
كثير كثير من النساء هذا الامر يعني عامل لها وسواس تتصل بالشيخ زوجي كذا وكذا
يقول لها طريقته سيئة معك يضربك أو لا يضربني، يسيء لك بالكلام لا لا يخطئ، يعامل
أهلك وحش لا يا يعاملك وحش طب ماذا؟ ليس رومانسي معي.
·
فهي
من البداية لا هي طبعا والله يعلم الله عز وجل ان انا لا اسخر، لا هي فعلا
عندها حاجة للحب، انا لما أضرب أمثلة يعلم عز وجل أنا لا اسخر من اي أحد فقط نحن
نريد ان نضع يدنا على الداء ونطببه، اليس بحثنا هنا لمعرفة الله بأسمائه وصفاته؟
واثارها على الصحة النفسية؟ هي عندها حاجة معينة، الحاجة الى الحب والحنان
وكل امرأة عندها هذه الحاجة مهما كانت قوية تحتاج فيمن معها انه يكون محب لها سواء
لو هي بنت ستحتاج لحب امها وابوها لدرجة ان احدى المربيات في احدى الدورات قالت
لي انت ابنتك محتاجة حب قلت لها انا اغرقها دائما بالحب قالت لي يعني
تحضنيها؟ قلت لها بحضنها عشر مرات قالت لي لا اقل شيء عشرين حضن في اليوم. يجب ان
تقولي لها بحبك، نعم انظري في حاجة للحب، لكن لما الواحدة تكبر وتبتلى بمثل
هذا الزوج تعلم انه من مصلحتها لان الذي بهذه النوعية لو زوجها هكذا بالرومانسية
هم الاثنين سيجلسوا بقى يحبوا بعض وينسوا بقى أي شيء مفروض عليهم في حياتهم في
طريقهم الى الله في سيرهم الى الله، فهذا يعني لما تبتلى المرأة بأقرب الناس لها
يكون دافع لها الى باب الله دفعاً الانسانة المريضة المرض هو الذي يرقق قلبها،
الانسانة الفقيرة الفقر هو الذي يرقق قلبها الانسانة الغنية التي تصرف ليل نهار
لله النفقة هي التي ترقق قلبها، ربي حكيم وما يعطيك ابداً بلاء الا وهو يعلم انك
تستطيعي ان تتحمليه، تأتي مثلاً استشارات كثيرة جداً، واحدة مرعوبة ان زوجها
يتزوج عليها... لما يتزوج عليك الامر داخليا في داخلك سيختلف تماماً عن ما قبل،
ربي عليمٌ بك، فينزل عليك من اللطف واستواء كثير من الامور ما لم يكن من
قبل، لكن المهم يكون في صدق في اللجأ الى الله سبحانه وتعالى، فأي شيء انت
ترضيه عليه داخليا لابد ان تعلمي ان لله جل وعلا حكمة فيه، لأن الله تعالى ﴿لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ﴾ [يونس:44].
· يقول ابن القيم: والعلم والحكمة متضمنان لجميع
صفات الكمال جميع صفات الكمال لله، فالعلم يتضمن علم الله يتضمن حياته سبحانه
وتعالى ولوازم كمالها من القيومية والقدرة والبقاء والسمع والبصر وسائر
الصفات التي يستلزمها العلم التام... لعقيدتك ان الله يعلم ما بك وهو وحده الذي
يسمعك وهو وحده الذي يبصر بك تستغيثي يا حي يا قيوم برحمتك استغيث.
· حي: يعني كمل لي حياتي،
·
قيوم: كمل
لي افعالي، لان الحياة تشمل صفات الذات والقيومية تشمل الافعال، فهو قائم على
كل نفس بما كسبت يعلم فلان ماذا يصلح له فلان ماذا يضره فيمنعه عنه فلان يصلحه
الصحة فلان يصلحه المرض فلان يصلحه الغنى فلان يصلحه الفقر، المتضادات، الله عز
وجل من رحمته يبتليك بالحرمان ليلجئك الى بابه وحده وأحيانا تكون امور فوق خيالك
ان هي تستعصي عليك ابدا ما تتخيلي ان عليك وتلاقيها تسد، تسد، تسد من أجل أن
تعرفي انه لا يقضي الامور الا من؟ الله سبحانه وتعالى، فتستغيثي يا حي يا
قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ولا لأحدٍ من
خلقك، ابسط شيء لما تكوني متمللة يبقى نفسك في حد تحبيه تتكلمي معه وتشتكي
له، تتكلمين معه فتصابي باكتئاب أكثر من الاكتئاب الذي انت فيه لأنه لا يشعر
بك وبعدها تقولي لا يشعرون بي، هل يعلمون بالغيب ليشعروا ما بداخلك؟ تطالبي الناس
بان يعلموا الغيب ليعلموا ما بداخلك، ما بداخلك غيب، وهكذا
والحكمة تتضمن كمال الارادة، يعني ربي سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً فان له القدرة
على ان ينفذ هذا الشيء، انتبهي مع هذه القدرة الفائقة، لو أي أحد عنده قدرة فائقة
على انفاذ ما يريد لابد ان يكون واقعاً في الظلم الا الله، كمال ارادته يجتمع معها
العدل والرحمة والاحسان والجود والبر.
· ان الذين لديهم احساس انهم مظلومين وحظهم قليل
ومقهورين... ربك محسن ربك رحيم انت راجعي نفسك، سبب هذه الوحشة والضنك ماذا؟ ما
سبب الزهق؟ الملل ما سببه؟ على قدر بعدك عن كلامه على قدر ما تصابي به، لكن
الله أول معاملة يعامل بها عباده هي رحمته ولذلك أول آية في القرآن بسم الرحمن
الرحيم أول آية لم يقل بسم الله العليم، بسم الله القهار بسم الله العظيم، بسم
الله العلي الجبار، قال لك بسم الله الرحمن الرحيم، ليعلمك ان أول شيء يتعامل
به معك رحمته.
· فمع الحكمة يأتي افعال لله، ربي سبحانه وتعالى
سيقدر لك قدراً، هو مصلحتك مع وقوع المصلحة معها العدل... هذا ما تستحقينه، معه
الرحمة، معه الاحسان، معه الجود، معه البر، والحكمة وضع الاشياء في مواضعها في
أحسن وجوهها وتضمن
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق