باب من بلغ ستين سنة
باب العمل الذي يبتغي به وجه الله فيه سعد
اعوذ بالله السميع العليم من
الشيطان
الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا.
5- باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه
في العمر؛ لقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ
نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾ [فاطر: 37]
شرح الأستاذة:
سيأتي إشكال، هل يعني أن من لم يبلغ ستين سنة
لن يُحاسب؟
انظري لهذا الحديث وما بعده لتعرفي كيفية الاتزان
في التفكير.
بدأ البخاري الباب بقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ
وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾
النذير: هو الشيب، مجرد شعرة بيضاء هي بداية النهاية، سن الأربعين هو
بداية النهاية، يقول تعالى: ﴿حَتَّىٰ
إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ [الأحقاف: 15] يقول العلماء الربانيون إن هذا هو سن المنن، حيث يشعر العبد كم منَّ
الله عز وجل عليه في حياته السابقة، وكم من الحِكم وكم من الأشياء التي حُرم منها
وكانت نعمة أن يُحرم منها وتتبين له حكمة الله في كل شيء عندما يعقل، ولكن هناك
ناس لا تعقل.
6419- عن سعيد بن أبي
سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: "أعذر
الله إلى امرئٍ أخَّر أجله حتى بلَّغه ستين سنة"
ما الذي يجعل الإنسان غير ملتفت لآخرته
بالرغم أنه بلغ الستين سنة؟ اربطي بين هذا الحديث وما بعده..
6420- حدثنا علي
بن عبد الله، حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد، حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال:
أخبرني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ
يقول: "لا يزال قلب
الكبير شابًا في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل" [أخرجه مسلم]
فبرغم انه تم ستين سنة مازال يرتكب المعاصي،
هذه عبقرية البخاري في الربط بين أحاديث النبي ﷺ يشرح بعضها بعضًا لأن هناك مجرمين
أسأل الله أن يقطعهم من على الأرض من يتكلمون عن صحيح بخاري وصحيح مسلم ويعرضون
حلقات وسلاسل! أسأل الله عز وجل أن يرد كيدهم عليهم لأن هدم السنة يأتي بعده هدم
القرآن.
فالرسول ﷺ يقول: "لا يزال قلب الكبير شابًا في اثنتين" هذا على سبيل الذم في حب الدنيا وطول الأمل.
6421- حدثنا مسلم بن
إبراهيم، حدثنا هشام، حدثنا قتادة، عن انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان حب المال،
وطول العمر". [رواه شعبة عن قتادة، أخرجه مسلم]
شرح العلماء للأحاديث السابقة:
هذه
الأحاديث كلها تدور حول طول امله انه إذا بلغ الستين عام أي بلغ الشيب فمازال عنده
طول أمل،
ما سبب طول الأمل؟ أنه يريد أن يعيش الحياة
سواء حلال أو حرام: [لا تعقدوها علينا، الدين يسر
وليس عسر، ما أستطيع فعله سأفعله، وما لم أستطع لن أعمله وبيني وبين الله عمار
والله رب قلوب] وكلام مختلط "حقا والمراد به الباطل"، وهم مقتنعون
أنه على صواب لأنهم يحبون الله لكنهم لم يعرفوه بأسمائه كلها وصفاته كلها.
نحن شرحنا أمس إن المؤمن مطلوب منه أن يعيش تحت مظلة الأسماء والصفات
كلها، ما أخذ من أسماء الله الرحمن الرحيم الودود البر وأنسى ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [البقرة:196].
أَمْر بالعلم ان الله
شديد العقاب، ﴿وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ﴾ [آل
عمران: 4]، فهم يأخذون جزء من المعرفة ويتركون بقية المعرفة، يأخذوا الشيء الذي
يسهل عليهم أنهم يسعدوا ويفعلوا ما يريدون ويحبون الله من داخلهم، لكن حب الدنيا
يقف بينها وبين أن تسير على الطريق الصحيح
المعنى:
أن
العباد إذا بلغ أحدهم أشده وبلغ أربعين سنة كان المفروض من هنا أن يبدأ يشعر بأن
هذه وإن كان زمن الشدة لكنه بدأ زمن النهاية، وسواء كان التعمير على خمسين او ستين
أو سبعين فإن العبد قد أعذر الله إليه في العمر وخصوصا إذا بلغ الستين.
ما معنى أعذر الله إليه؟ بمعنى إزالة العذر
أي ليس لك عذر.
والمعنى
ان العبد إذا بلغ هذا العمر لم يبق له اعتذار كان يقول لو مدَّ الله في أجلي لفعلت
ما أُمرت به، فهو عندما يبلغ الستين سيكون أقصى الغاية في العذر فقد مكَّنه الله
في العمر فلا يُعْذر في تركه للطاعة مع تمكنه منها بالأدوات وبالعمر الذي حصل له،
فالعبد كلما زاد عمره كلما زادت مسؤولياته.
كذلك كلما زاد علمك زادت منن الله عليكِ،
انظري لمنة الله عز وجل علينا، نحن نلبس السواد من أولنا لآخرنا وما أحد يتعرض لنا
ويأمرنا بخلعه، من يعيشون في فرنسا أو بريطانيا او أمريكا كيف تعاني في وضعها
للحجاب، أو بلاد إسلامية أخرى أخذت الصفة العلمانية أو الليبرالية كيف يحاربون
الحجاب.
فهل نحن في إقامة الحجة علينا مثلهم؟ هم
يجاهدوا ليضعوا ولو حجاب بسيط لكن نحن منَّ الله عز وجل علينا فلا عذر لنا بعد هذه
المنن ألا نتمتع بالتعبد إلى الله سبحانه وتعالى.
نحن هنا اللهم بارك كل يوم في درس للنساء، كل
يوم، ولكن في بلدان لا يستطيعوا فيها أن يجتمعوا مثلنا أبدًا، فما عذرك؟
الآن على الموبايل يأتيكِ شرح أسماءه وصفاته
وهي الأصل الأول من أصول الإيمان بشروحات العلماء، حتى لمن لا تحب القراءة تستطيع
بالسماع أن تكون علًّامة بالسماع لأن أول أدوات العلم بعد ثني الرُكب في حِلق
الذكر –هذه هي أول واعلى الدرجات- يأتي بعدها السماع من العلماء، فقصة الإعذار
نسبية حسب ما منَّ الله عز وجل على كل عبد.
ما
هو الأمل وما معناه؟
محبة بقاءه في الدنيا ومحبة المال، محبة ما
تتصور انه بالنسبة لها امر مهم، كلا منا تقول: ما هو طول الأمل عندها (واحدة كل تفكيرها في السفر، واحدة كل تفكيرها كيف آخذ مصروف
متميز من زوجي، واحدة يحدث لها ازمة نفسية لأنها ما أحضرت الشنطة والحذاء الذي
تمنته، واحدة عندها أزمة نفسية أنها لم تتزوج، واحدة أزمتها النفسية هو زوجها الذي
تبحث وراءه ليل ونهار، فكل واحدة مشغولة بشيء دنيوي).
مثلا أخت يصيبها الضيق وما نامت طوال الليل لأن
ابنها لم يحصل على امتياز في المادة كذا، جيد ان يكون المسلم متفوق لكن ليس هذا ما
يسبب لكِ اعتلال نفسي، ما يسبب لكِ اعتلال نفسي ان الولد ما يصلي في المسجد، ما يسبب
لك الضيق النفسي إن دينه يكون ضائع، هذا هو ما يجب أن تجاهدين فيه ليل ونهار، لكن
طول الأمل محبة ما تتصور انه بالنسبة لها أمر مهم فهذا هو أملك والمفروض ما يشغلك
عن الحياة الحقيقية، كل واحدة عندها أمل دنيوي، ما أملك الدنيوي؟
كلٍ منكم تكشف نفسها امام نفسها على ورقة.
هذا هو المذموم
شرعًا أن يكون أملك الدنيوي يكون شاغلك ليل ونهار عن طريق سيرك للدار الآخرة وهي
ستكون النعيم لأهل التقوى أسال الله أن يجعلني وإياكم منهم.
وفي رواية عند مسلم: "يهرم ابن آدم ويَشُبْ معه اثنتان: الحرص على المال والحرص على
العمر"
يفكر باستمرار في المال ومن فينا ليس هكذا
الآن.
قلب الشيخ الكبير
أن يكون كامل الحب للمال ومتحكم فيه، عنده مشاريع وخطط ويجري كالخيل وعنده قوة أمل
كقوة الأمل في شبابه وهذا عكس ما يجب أن يكون، فالمُتصور ان الشيخ من شأنه أن تكون
آماله وحرصه على الدنيا ضَعُفَ وبليَ مع ضعف جسده ولا يبقى له إلا انتظار الموت.
هل معنى أنه منتظر الموت ان يكون مكتئب
وحزين وعنده وساوس أم ينتظر الموت بالإعداد لحسن الوقوف بين يدي الله؟
فرض
الضد:
مثل
ما قال الرسول ﷺ: أن من علامات يوم القيامة تصبب
العجوز، مثل واحدة عندها 55، أو 60 أو 70 وتجديها تلبس فوق الركبة، أين
الحياء؟ حتى وإن كان اللبس مباح لكن أين الحياء لدينا درجة اعلى من الحكم الشرعي
وهو الحياء من الله، لدينا درجة الستر استحياءً من الله، لماذا أذهب لعرس كله نساء
ثم أظل أغض بصري وأنا جالسة بينهم؟! هل انا ذاهبة لأغض بصري أم لأسعد مع الأخوات؟!
فالمفروض ان
الاستعداد للقاء الله سبحانه وتعالى يكون مع المسلم ليل ونهار.
فحب المال وطول العمر يشب مع الكبير، والمذموم أن يشغله ذلك عن التفكير
في لقاء الله والدار الآخرة وهذا من المذموم لأن الله عز وجل ذم أهل الكفر وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَاطْمَأَنُّوا بِهَا﴾ [يونس:
7]،
أنا عندي بيت وعندي رصيد وعندي شهادة فاطمئن
لها، وإن لم يكن عندي أحزن! لماذا لم تفكر أن يكون عندك حفظ القرآن؟ لماذا لم
تفكرين في ورد التدبر؟ لماذا لا تفكرين أننا اقتربنا من الموت ولم نقرأ صحيح
البخاري كله؟ ونحن الآن منبهرين بكلام صحيح البخاري وكان من المفترض ان نكون
عرفناه من زمان حتى نعمل به وسُنحاسب عليه؟ لماذا لا تكون هذه طريقة وترتيب الفكر؟
كنت أتناقش مع أخي فدائمًا ما يتحدث عن
اتزان الفكر وأن العبد يكون سوي فكريًا ليكون سوي نفسيا فقلت له: اعملوا كلما تستطيعون ولكن لن تكون سَوَي في فكرك غير عندما تأخذ من قال الله وقال
رسول الله.
عندما يذكر البخاري "إن الله أعذر إلى رجل أخر عمره إلى الستين" فما الذي سيحدث بداخلك؟ ستبدأين بالتفكير فيمن بلغ الستين ومازال
يشاهد المسلسلات والأفلام، هناك من حدثتني: إن حماتها وصلت للستين أو الخمس وستين
وتشاهد المسلسلات التركية! يبدأ يحدث معكِ شيء من اليأس من هؤلاء.
البخاري سيعمل لكِ عملية اتزان من كلام
النبي ﷺ: فيقول:
6-
باب العمل الذي يُبتغى به وجه الله فيه سعدٌ.
أي عمل تبتغي به وجه الله فيه سعد لكِ وفيه رفع لدرجتك وفيه
تكفير لسيئاتك. استمع للحديث القادم ثم قل لي ما علاقة هذا الحديث بحديث "رجل أعذر الله إليه حتى أخر عمره إلى الستين"؟ نحن
سنقول أن من بلغ الستين على المعاصي فقد ضاع! قد نرى امرأة بلغت السبعين وتتبرج
وتلبس القصير فنقول أنها ضاعت و لكنها من أهل التوحيد، فالبخاري سيعمل لكِ طريقة
اتزان في رؤيتك للأمور حتى لا نقع في التألي على الله.
6422- حدثنا معاذ
بن أسدٍ، أخبرنا عبد الله، أخبرنا مَعْمَرٌ عن الزهري قال أخبرني محمود بن الربيع وزعم
محمود انه عقل رسول الله ﷺ وقال: وعَقَلَ مَجَّةً مَجَّها من دلوٍ كانت في دارهم [أخرجه
مسلم].
6423- قال سمعت
عتبان بن مالك الأنصاري ثم أحد بني سالم قال: غدا عليَّ رسول الله ﷺ فقال:
"لن يوافيَ عبدٌ يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله، إلا
حرم الله عليه النار"
هذه
مقدمة فيها كلام عن محمود بن الربيع وهو صحابي صغير عقل عن النبي ﷺ مَجَّةً مَجَّها.
ما علاقة الحديث بباب الرقاق؟
الباب
الماضي كان فيه ما يرقق قلبك للتفكير في لقاء الله وألا تلهيكِ الدنيا من أجل ان
تفهمي أن من البلايا حب الدنيا مع
كبر سنك، فالذي يرقق قلبك الآن أن تقطع عن قلبك طول الأمل.
وقد عرفنا أن
المذموم أن يشغلك هذا عن السير إلى الله والدار الآخرة، لكن خيركم من طال عمره
وحسن عمله.
أتى بعده باب العمل الذي يُبتغى به وجه الله، يوجد كلام
لابن حجر صاحب فتح الباري في شرح صحيح البخاري يقول:
خشي
المصنف أن يظن ظان أن بلغ الستين وهو مواظب على المعصية أنه ينفذ عليه الوعيد فلا
تنفعه كلمة الإخلاص فأتى بهذا الحديث من أجل أن يقول أن كلمة الإخلاص تنفع كل أحد.
ما عقيدة أهل
السنة والجماعة فيمن مات مُصرًا على كبيرة من أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ تحت المشيئة إن شاء غفر الله
له. وسيخبرك هنا ما هو سبب الغفران لأن في بلايا مُكَفِّرَة، عندما يحتسبها العبد
الذي كثيرًا ما عصى الله. أسال الله
السلامة والعافية وأسأل الله أن يرفع درجات كل من ابتليت في صفيها أو صفيتها.
عندما يموت الابن أو الصفي، والصفي معناه أغلى من يحب، ممكن
يكون الصفي ليس الابن ممكن أن يكون الأخ أو الزوج أو الأم فلا أحد يعوض الأم، وما
في أحد يعوض الأخ أسأل الله أن يبارك في إخواننا وأخواتنا. فيمكن أن يأتي لمن ظننتِ
أنه لن يطيع الله بلاء.
فيقول
ابن حجر: خشي المصنف أن يظن ظان أن بلغ الستين وهو مواظب على المعصية أنه ينفذ
عليه الوعيد فلا تنفعه كلمة الإخلاص فأتى بهذا الحديث من أجل أن يقول أن كلمة
الإخلاص تنفع كل أحد لا تخص أهل عمر دون عمر حتى لو بلغ الستين ومات على معصية لا
ينقطع رجاءك في الله فيه.
مثلا أنت تري أباكِ أو
أمك لديهم طباع في غاية السوء، كلنا سنكبر في السن وهذه وصية من هذا المنبر فلا
تحكمي على أهل الكبر بشيء الله أعلم ما التغييرات الداخلية لديهم، ﴿۞اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ
ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً﴾ [الروم: 54] فأنتِ ما تحكمي عليه لا
ينقطع رجاءك في الله
فيه بدليل الحديث الذي أورده في باب لن يوافي عبد
يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله إلا حرم الله عليه النار،
هذا التحريم ممكن إما أبديّ أي ما يدخل النار أبدًا وإما أن يدخلها ثم يخرج منها.
وأنتم تعرفون ان كثير من أهل التوحيد ممن ماتوا
على الكبائر وَرَد في الحديث أنهم يدخلون النار حتى يمتحصوا ويصيروا فحمًا، مثل
واحد مات مُصِرٌّ على الربا أو مُصِرٌّ على الزنا أو مُصِرٌّ على عقوق الوالدين أو
مُصِرٌّ على قتل النفس التي حرم الله.. هذه كبائر وهي إلى السبعين أقرب من السبع،
في الحديث "حتى يمتحصوا ويصيروا فحمًا ثم يخرجون منها
فيلقون في نهر يسمى نهر الحياة فتنبت جلودهم كما تنبت الحبة الخضراء" فهذا لمن
مات من أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله مُصِرٌّ على كبيرة.
يذكر الآن حديث أنه يمكن ان يُبتلى ببلاء أنتِ
لا تعرفيه فيغفر له الله به، فلا تعامليهم باليأس من روح الله ولكن اعتني بزيادة
إخلاصهم.
عندما تري عماتك أو خالاتك أو أباكِ وأمك هؤلاء
الناس الذين كبروا ومع ذلك فكرهم مازال ضائع، فأنتِ بدلًا من ان تنقضيهم قربيهم من
معرفة الله، فلا تبدأي معهم بالمهاجمة حتى لا تقطعين ما بينك وبينهم ولكن ابدأي
معهم بما يرقق قلوبهم لله سبحانه وتعالى وليس هناك أعظم من العلم بالله بأسمائه
وصفاته للبداية مع الصغير والكبير والشيب والمراهق وكل أحد.
ثم
ذكر البخاري رحمه الله حديث عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: غدا علي
رسول الله ﷺ، يعني: أتاني غدوة، وكان قد طلب من النبي ﷺ، أن يحضر إلى داره ليصلي
في مكان يتخذه عتبان مصلًى له؛ لأن عتبان كف بصره وصار لا يستطيع المجيء على
المسجد، فغدا عليه النبي ﷺ وما ان دخل حتى قال: "أين تريد أصلي لك؟".
انظري للرسول ﷺ، رغم انشغاله فكان أي أحد له
حاجة عند الرسول الحبيب، كان يطلب من الرسول المجيء إليه، فهل تتخيلين؟! نحن
أحيانا لا نجد وقت للرد على الهاتف! فانظري للرسول ﷺ، ورقته.
ثم سأله الرسول ما المكان الذي تحب أن أصلي لك
فيه؟
وذلك قبل ان يقدم إليه طعام الضيافة، وقد استنبطنا من ذلك أنه ينبغي للإنسان إذا أراد عملا أن يبدا به قبل كل شيء، لأنه هو المقصود ثم يأتي ما بعده نافلة.
النبي صلى في المكان الذي حدده له عتبان وهذا يدل على تواضع
النبي ﷺ.
يجب قراءة تفسير الأحاديث من الكتاب وألا تكتفي بشرحي.
ثم قال البخاري
رحمه الله:
6424- حدثنا قتيبة، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو، عن سعيد المقبري، عن ابي
هريرة أن رسول الله ﷺ: قال: "يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن
عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة"
نسأل
الله جميعا العافية، ما دخل هذا الحديث بما فات: "أعذر الله إلى رجل أخر عمره إلى الستين"؟
لكي لا نتسرع بالحكم على أحد من أهل المعصية الذي يمكن أن
يبتلى بهذا البلاء فيكون هذا الاحتساب وصبره من أجل ينال رضا الله سبحانه وتعالى
وهذه البلايا تكون سببا لكفارة الذنوب فلا تعامل ربك باليأس.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق