القائمة الرئيسية

الصفحات

شرح الأصول الثلاثة الجزء العاشر

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده, ونستعينه، ونستهديه, ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً! أسأل الله U أن يكتب لنا هذه الجلسة عنده في السماء، وأن يرفع عملنا، وألا يحرمنا التزاور فيه، والتجالس فيه! هذه منة من الله نحتاج إلى أن نكررها على أنفسنا، كم من الدول بها مسلمين أتقياء، أنقياء، صالحين ولا يستطيعون أن يجتمعوا في مثل هذه المجالس.

تأتينا حكايات عجيبة من الأخوات! أخوات تقول لك لكي نجلس معًا نقرأ القرآن، هذا ممنوع, حتى في البيوت مراقبين, تقول الأخت واحدة تقف على أول الشارع بسيارتها؛ كي تراقب لو فيه شرطة تبلغ الأخوات في البيت، تتصل عليهم الجارة وهم يقرءون القرآن ويفسرونه تقول لهم أنا سامعة صوت قرآن، أنتم تتعلمون القرآن أنا سوف أبلغ عنكم الشرطة! دول إسلامية! وأصحاب هذه الدول يعرفون هذه الحكايات, وإنا لله وإنا إليه راجعون.

فكوننا نلتقي نذكر الله U, ونشد من همم بعضنا في الطريق إلى الله، هذه منة من الله, أسأل الله ألا يحرمنا بذنوبنا, كما أسأله I أن يرزقنا صدقًا يرفع العمل عنده في السماء, اللهم آمين!

·      هذه الدورة التى بها شرح ((متن الأصول الثلاثة)) للشيخ محمد بن عبد الوهاب يتم فيها الآتي:

ü  تُشرح شرحًا مجملًا يوم الأحد في دار الزهراء من الساعة العاشرة إلى الساعة الحادية عشرة والنصف، لماذا؟ حتى تُحفظ المادة والمتن في ذهنكِ مجملًا.

ü  ثم تشرح بالتفصيل يوم الاثنين، أسبوع نعم وأسبوع لا.

·      لماذا اخترنا شرح الأصول الثلاثة؟

لأن الناس في حاجة لهذه الرسالة احتياجها للماء والهواء, معظم الناس الآن لا تدري ما هو هدفها في الحياة، خاصة مع الضغوط، والابتلاءات التي تحدث في الأمة، معظم الناس تقول ماذا عليّ؟ ما الواجب عليّ عمله؟ ما دوري؟ نحن لماذا نعيش؟ فأتت هذه الرسالة.

أسأل الله U أن يجعلنا من الموفقات في اختيارها، وفي طرحها، وفي دراستها، وأن يجعل هذا اللقاء لقاءً مباركًا نافعًا! لنعلّم المرأة ونعلّم الأولاد أن لكم منهج من الله.

·      أتى هذا المنهج في سورة العصر عندما أقسم الله U بالعصر وهو الزمن، زمن وعمر الإنسان، أقسم به I أن كل إنسان ﴿لَفِي خُسۡرٍ، ما معنى ﴿لَفِي خُسۡرٍ؟ ﴿وَٱلۡعَصۡرِ 1 إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ2[العصر: 1-2] يعنى محاط به الخسر من كل الجوانب ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ[العصر: 3] منهج لحياتكِ.

·      فيبدأ الشيخ- الذي أسأل الله أن يرحمه وأن يعلي قدره في الآخرة كما أعلى قدره في الدنيا!- بدأ يفسر لكِ: ((اعلم رحمك الله أنه يجب عليك تعلم أربع مسائل, وهي))

جهاد النفس، من كتب أخرى لما تبحرنا في شرح الرسالة هذه جهاد النفس.

·      ما جهاد النفس؟

قال العلماء أن جهاد النفس على أربع:

1.  طلب العلم.

2.  والعمل به.

3.  والدعوة إليه.

4.  والصبر على مشاق الدعوة.

·      ماذا يعني بهذا الكلام؟

يعني أن يكون كل تفكيركِ وشغلكِ الشاغل أن تتعلم عن ربكِ، أتعلم عن ربي، وأن أعمل له وحده I, وأن أدعو إليه، وأن أصبر على ما سيأتيني من دعوتي وعملي عنده.

·      عندما نربط هذه المعيشة بالآخرة؛ نجد أن أول أسئلة تُسأَلينها في القبر: من ربكِ؟ ما دينكِ؟ من نبيكِ؟  العلم الذي يجب عليكِ تعلمه، بمجرد ما يُرقِدُوننا في القبر يأتي ملكان يُجلسانكِ ويسألانكِ: من ربكِ؟ ما دينكِ؟ من نبيكِ؟ فهل أنتِ في استعداد للإجابة أم لا؟

1.  أولاً: قلنا العلم الذى هو معرفة الله، ومعرفة النبي r ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، وشرحنا هذا الكلام، وقلنا من العلم ما هو حياة القلوب.

·      ما هو العلم الذى يحي القلوب؟ العلم الذى يحي القلوب، هو التوحيد، وهو العلم عن الله بأسمائه وصفاته وأفعاله .I

·      إذًا ما هدفي في الحياة؟ لماذا خلقني الله؟ لماذا خلق السماوات والأرض؟ ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ يَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنَهُنَّ لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عِلۡمَۢا[الطلاق: 12]

·      إذًا هذا هدف رئيس، فنحن لا نعيش هكذا بلا هدف، لدينا هدف في الحياة، لماذا خلقت؟ لأتعلم عن الله وأعبده بناءًا على العلم، معظم الناس في ذهنها آية سورة الذاريات ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ[الذاريات: 56], وأين آية الطلاق؟ أين آية الطلاق؟ ثم يأتي أكثر من ثلاثين موضع يوجب عليكِ العلم عن ربكِ، وقلنا الحمد لله رب العالمين شروحات الأسماء والصفات مع الوسائل الجديدة في برنامج الواتساب أو التليجرام ينزل لكِ كل شرح أسماء الله الحسنى.

2.  ثانياً: العمل قال العمل به؛ إذًا تتعلمين.. طلب العلم، العمل به، الدعوة إليه، الصبر على مشقة الدعوة.

·      العمل به.. المقصود بالعمل أن كل ما تتعلمينه يحتاج منكِ إلى عمل، هذا العمل يكون عمل ماذا؟ عمل بالجنان وعمل بالأركان, فإن قلبكِ يكون عامل بما تعلمين. فإذا تعلمتِ عن أسمائه وصفاته, اشتد عمل قلبكِ في الخوف، والرجاء، والخشية، والإنابة.

·      عندما تعلمين أن الله U مجيب، يوضح عندكِ الرجاء، لو تعلمتِ عن الله اسمه المجيب وأنه يجيبكِ في كل ما تطلبينه إن كان لكِ فيه مصلحة؛ ستكونين سعيدة جدًا وترجين من الله كل الخير.

·      إذًا هناك عمل في القلب اسمه الرجاء، بناءًا على علمكِ أن الله U مجيب, فإذا تأخرت الإجابة ما الذي سيكون في قلبي؟ ربي حكيم، فأنا مطمئنة ومتأكدة أن لو لي خير ومصلحة فيما أدعو به سيأتينني؛ لأن ربي كريم؛ لأن ربي بَرّ؛ لأن ربي تواب.

·      فعلمكِ بالأسماء والصفات يجعل للقلب عمل، ما العمل؟ رجاء، إنابة، رجوع إلى الله U.

·      حسناً قلبي مثلاً حالياً فيه غيظ من أحد، وعلمت أن الرب ديّان -هذا هو العلم- يعامل كل أحد بما قام في قلبه ويجازي كل أحد. عمل قلبي سيكون ماذا؟ ربي I سيعاملني بما قام في قلبي، ستأتيني خشية أن أظلم، كما يأتيني اطمئنان أن حقي لن يضيع عند ربي ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبۡدَهُۥۖ[الزمر: 36].

·      لما يكون فيكِ توتر, علمكِ بمن سيذهب هذا التوتر؟ أي اسم الله من أسماء الله الذي يذهب التوتر ويؤمن النفس؟ المؤمن، المؤمن، نعم تيقظوا معي.

·      المؤمن هو الذي يخلق السكينة والطمأنينة في قلوب عباده الموحدين، فأول ما تُحسِّين بخوف أو توتر تتوسلين باسم الله المؤمن.

·      عندما تأتي لكِ هواجس من الشيطان، هواجس الشيطان إن أنا مهما أعمل لا توجد فائدة، تعالجين نفسكِ بأي اسم بناءًا على علمكِ؟ إحدى الحاضرات: الرءوف.

·      المعلمة: الرءوف, ممتازة ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ [البقرة: 143] كذلك الشكور، أي شيء أعمله لله U ما يضيع، يعطي المتحملين من أجله الأثقال جزيل الثواب فيظل القلب يجاهد.

·      ابني شكله هذا لا يوحي بأي تدين، تجاوزي هذا الشكل، الظاهر لا دعوة لكِ به، تشتغلين عند من؟ عند ربنا، إذن أكرر الصواب، وأجاهد، وأكرر، وأجاهد, وأحارب، سوف تكون مثل ما ربنا يريدك، لا تنازل في الدين، دين الله ليس به مجاملة وأنتِ على ثقة في قلبكِ، هذا اسمه الثقة بالله إن مجهودي هذا لن يضيع، تجدين أن ظاهر الابن: أين أنت يا ابني, أنت لا شاهدت مسلسل، ولا أغنية، ولا أي شيء، أنت هكذا كيف يا ابني؟ لكن في القلب حسن الظن بالله, هذا عمل قلبي إن ربي ما يضيع عملي، المهم ماذا عليّ؟ أن أعمل.

·      حسنًا، كلما زاد اعتقاد قلبكِ به I زادت الأركان عملًا، حلوة جدًا هذه الجزئية، ركزوا معي، كلما زاد قلبكِ اعتقادًا به I زادت أركانكِ عملًا، يعني ماذا؟

·      قلبي يعلم أن مثل هذه الجلسات يقينًا كما تعلمت يقال لي: قوموا مغفورًا لكم، هذا يسيطر على مشاعري، أضيعها؟ لا طبعًا، حسنًا أنا متعبة وأريد أن أنام وجسمي كله يُوجِعُني، مللت، ولا أطيق نفسي وطول النهار في شغل مع الأولاد، لكن أنا عندي علم يقيني قلبي أنّ مثل هذه الجلسة يكتبها الله، ويذكركِ الله باسمكِ في الملأ الأعلى في الملائكة، هذا علمنا، نضيعها؟ لا.

·      حسنًا عندما تدمنين العلم وسماع العلم عن الله ويأتي ببالكِ ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)) رواه أبو هريرة، هل ستقولين أنا ليس عندي وقت لسماع شرح أسماء الله الحسنى؟ لا يوجد لديّ وقت؟ أبداً.. ما رأيكم؟ هذا الكلام من بعض النساء يغيظ؛ لأنه لا يوجد علم، مع إن مجرد سلوككِ طريقاً للسماع عن الله يعتبر سلوك لطريق الجنة، فأنتِ كلما زاد اعتقاد قلبكِ زادت الأركان عملًا, ما الأركان؟ هي الجوارح، جوارحكِ.

·      سمعي يسمع عن ربي، بصري لا يبصر إلا ما يرضي الله، قدماي تتحرك إلى الله U، لساني، هذا اللسان الذي  يغلبنا.

·      ولذلك يأتي الوضع صريح جداً، والصورة رائعة جداً: ((مَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)) صحيح البخاري

·      فانظري أنتِ، لا تأتِ واحدة تقول لي جسمي تعبان، والله الذى يحرك القلوب، الذى يحرككِ قلبكِ، لا تقولي جسمى تعبان, قولي أنا قلبي لم ينضبط, أقول لكِ ربنا يهديكِ ويهدينا، ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ[التغابن: 11], هذه قاعدة.

·      واعلمي أن العمل بالشريعة يدخل في كل باب؛ في علاقتكِ مع ربكِ، في الاقتصاد، في السياسة، في الأخلاق، في كل شيء، فأنتِ تكونين مظهرًا لعبادتكِ، تكونين مظهرًا لطاعتكِ، تكونين مظهرًا لانقيادكِ، وذُلِّكِ، وانكساركِ، واحدة تعمل بما علمت، فعلى هذا لا يكون أحد إلا وهو عابد لربه في كل مجال، انتبهي! كل مجال يتيسر لكِ فيه الحركة، كل مجال يتيسر لكِ فيه العمل، يتيسر لكِ فيه العبادة.

·      ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني كل واحدة فينا داعية، فإما أن تكون داعية إلى حق وإما أن تكون داعية إلى باطل.

·      واحدة ترتدي مثل ما كان الأمهات يرتدون، تتكلم بما يُرضي الله، تقول للناس ما يُرضي الله، كلامها هذا -حتى لو هي ليست جالسة على المنبر الذي نحن جالسين عليه- كلامها دعوة.

·      زِيِّك دعوة لغيركِ، أسلوبكِ وطريقتكِ دعوة، ترتيبكِ لبيتكِ ونظافتكِ دعوة، مُعاملتكِ لزوجكِ دعوة، تربيتكِ لابنكِ على ما قال الله، قال رسول الله، قال الصحابة أُولو العرفان هذه دعوة.

·      فأنتِ إما تكونين داعية إلى الله U, إما تكونين داعية إلى ماذا؟ إلى الشيطان.

·      فيه واحدة تُلزِم ابنها ستذهب للدرس يا حبيبى, لا لن أذهب، لأجل خاطري ستذهب للدرس، لا لن أذهب، لا يوجد مصروف، لا سآخذ مصروف، لأجل خاطري.. بالأحضان، بالعقاب، بالترغيب، بالترهيب.

·      واحدة أُخرى ابنها يقول لها يا أمي, أنا أريد مائة ريال لأذهب إلى السينما لأني أشعر بالملل، خذ يا حبيبى.

·      فانظري واحدة تدعو إلى الله حتى في المعاملات العادية هذه عبادة، وفي واحدة تُيسِّر للشيطان مع ابنها، خصوصًا العبادات القلبية.

·      فأنتِ في كل عمل مستعينة بربكِ، وأنتِ في كل عمل معتمدة على الله في جلب النفع ودفع الضر وهو التوكل، وأنتِ في كل عمل راجٍ عطاءه، وأنتِ في كل عمل تعلمين أن الأرزاق بيده، والتوفيق من عنده، فأصبح هذا العمل للدنيا أو الآخرة، في كل الحالات أنتِ عاملة بما تعلمتِ.

·      بعض القلوب -في جلستنا هذه- تصل درجاتها إلى تحت العرش! من شدة تعلقها بالله، وحبها لله، وحبها للعلم عن الله, كل واحدة فينا الآن -بدون استثناء- يذكرها الله ويُشهد ملائكته، لماذا جلسوا؟ يعني يقول لكِ عن درس العلم ومجلس العلم ((روضة من رياض الجنة)), ولذلك الرسول r قال: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قِيلَ: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: حِلَقُ الذِّكْرِ)) أخرجه الترمذي, لماذا لا ترتعون؟ نريد أن نرتع مع بعض. 

·      فيقول لكِ إن ربي I يسأل ملائكته وهو الأعلم, لماذا اجتمع هؤلاء؟ فيقولون ليذكروك ويشكروك، فيقول الرب: أُشهدكم أني قد غفرت لهم, أي رجاء يتملك قلبكِ لما تعلمين هذا؟ وتكونين هكذا وكأنكِ طائرة! أنا أصبحت الآن مغفور لي، فهناك عمل دائم بالعلم.

·      نحن قلنا: ((جهاد النفس على أربع))، والشيخ محمد قال لكِ: ((اعلم رحمك الله أنه يجب عليك تعلٌم أربع مسائل)).

·      هنا قال لكِ ((يجب))، من أين أتيت يا شيخ بكلمة ((يجب))؟ أصل ((يجب)) يعني فرض، يعني لو لم تفعلي هذا الواجب تكونين آثمة!

·      ما الذى يجب؟ طلب العلم، يعني طلب العلم فريضة؟ نعم. يعنى الذين لم يتعلموا عن الله آثمين؟ نعم، قولوا: نعم بصوت عالٍ, التي لم تتعلم عن الله آثمة؟ نعم طبعاً؛ لأن هذا الذي خُلِقتِ له، وبعده العمل به، وبعده الدعوة إليه.

3.  ثالثاً: الدعوة إليه المقصود بها الدعوة إلى الله، والدعوة إلى الإسلام، الذي هو منهج الله.

·      سنعيد المسائل من أجل خاطركم -حياكم الله!- حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً.

·      نقول أن في سورة العصر أتى منهاج حياتكِ الذي ربي I أمركِ به، وأقسم بالعصر أن كل إنسان خاسر، إلا الذي يعمل الأربع مسائل هذه.

·      ﴿وَٱلۡعَصۡرِ 1 إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ 2 إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ3[العصر: 1-3] فقال العلماء إنه يجب عليكِ أن تتعلمي أربعة مسائل وهي: طلب العلم، والعمل به، والدعوة إليه، والصبر على مشاق الدعوة.

·      وقفنا عند الجزئية الثالثة: الدعوة إليه يعني الدعوة إلى الله، والدعوة إلى دين الله، وهو الإسلام, ولابد أن تتصوري أن الدعوة عمل لا يمكن القيام به إلا بعد أن تتعلميه، وتعملي بعلمكِ.

·      وسوف نقف على تعملي بعلمكِ، وسوف يأتي فيها سؤال.

·      لو أنا الآن على علم بمسألة وأنا لا أعملها، أدعو إليها أو لا أدعو إليها؟ أدعو إليها، أدعو إليها بصدق، سيرزقني الله التيسير بالعمل بها.

·      يعنى مثلًا واحد -أسأل الله U أن يتوب على كل مسلم ومدخن!- واحد يدخن، التدخين حرام، وطبعاً الأرجيلة مثل التدخين والشيشة بالتفاح والنعناع، نفس الوضع، إذًا هذه محرمات؛ لأنها تضر النفس والبدن اللذين هما ملك لله، وأنتِ مستخلفة فيهما, فيأتي شخص يدخن يقول للمجموعة التي معه على فكرة التدخين حرام! لا مشكلة قل لهم، وهو يدخن معهم يقول لهم ذلك.

·      الدعوة حكمها العام الوجوب, هذا الموضوع مهم جداً، ماذا يعني؟ يعني عندما أقول لكِ ما حكم الدعوة إلى الله؟ تقولين لى: واجبة, ما هذا، أنّى هذا يا أمنية؟ لا أستطيع أن أعمل هذا مثلكم! لا أستطيع أن أشرح ولم أدرس, أقول لكِ: الدعوة إلى الله واجبة كلٌّ بحسب استطاعته، ما هي استطاعتكِ؟

·      أنتِ الآن عرفتِ أن الحجاب فريضة؛ إذاً تدعين إلى الحجاب، أنتِ الآن لستِ قادرة على الشرح للناس! أتت إليكِ محاضرة تقومين بإرسالها، أتى إليكِ شريط تُرسلينه، تُرغِّبين في حضور دروس العلم، ترُغِّبين في السماع عن الله، تقولين لمن تعرفينه: هذا حرام وهذا حلال، تُعلِّمين أحدًا الصلاة كما صلى النبى .

·      المهم لابد أن تكوني داعية, عضو عامل, نعم, من صفات اليهود ﴿كَانُواْ لَا يَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرٖ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ [المائدة: 79] لا يوجد لديهم أمر بالمعروف، ولا نهي عن المُنكر.


تعليقات