القائمة الرئيسية

الصفحات

جديد: اسم الله الغفور من كتاب أسماء الجمال الجزء الأول -2-

 

اسم الله الغفور 
من كتاب أسماء الجمال

 الجزء الأول -2-

معنى اسم الله الغفور؛ 

المعنى اللغوي: أصل الغفران التغطية والستر والمغفرة التغطية والمغفرة هو حِلق يتقنع به المتسلح، يقيه ويستره، يعني شيء تتغطى مثل درع.

المعنى في حق الله جل جلاله، قال الخطابي: فالغفار الستير لذنوب عباده، يستر ذنوب عباده، من أجل هذا أقول لك انت لما تتعبدي بهذا لا تفضحي عبدا من عباد الله لا تفضحي أحداً.

الغفار الستير لذنوب عباده والمسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته ومعنى الستر، في هذا أنه لا يكشف أمر العبد لخلقه لا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره بالعقوبة التي تشهره في عيونهم -يا رب يا رب اغفر لشباب المسلمين وشاباتهم وأمواتهم يا رب-.

معنى الستر، أنه لا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره بالعقوبة التي تشهره في عيونهم.

وقال الغزالي في مزيد إيضاحا وتفصيل لمعنى الستر: وأول ستره على العبد أنه جعل مفاتح بدنه التي تستقبحها الأعين مستورة في باطنه وما الذي ستراه، انظر ما الذي أظهره وما الذي ستره؟ ما هذا الجمال؟ أول ستره إن الأشياء التي بجسدنا التي تستقبحها الأعين مستورة والأشياء الباطنة التي يستقبحها أي أحد مستورة -مغطاة- في جمال ظاهره وكي بين باطن العبد وظاهره في النظافة والقذارة وفي القبح والجمال، انظر ما الذي أظهره جل جلاله وما الذي ستره سبحانه.

وستره الثاني: أن جعل مستقر خواطره المذمومة وإراداته القبيحة، ستر قلبه، يعني جعل مستقر الخواطر التي ترد عليه والإرادات القبيحة -ستر قلبه- حتى لا يطلع أحد على ستره ولو انكشف للخلق ما يخطر بباله في مجاري وساوسه وما ينطوي عليه ضميره من الغش والخيانة وسوء الظن بالناس لقتلوه بل سعوا في روحه وأهلكوه، فانظر كيف ستر أسرار وعورته.

انظر، الإنسان أحيانا ترد عليه أمراض القلوب، ترد عليه خواطر؛ مثلا الواحدة زوجها يؤذيها ويضايقها، فيبقى في داخلها متى يموت؟ متى لابد أن اخلص منه؟ ما هذا؟ خاطرة خيالي بقى لو هذه الخاطرة هو يراها او ايضا هي ترى يعني سبحان الله في خواطر مذمومة، يعني الله جل جلاله سترها في مكان في قلبه لا يطلع أحد على ستره ولو انكشف للخلق ما يخطر بباله في مجال وساوسه وما ينطوي عليه ضميره من الغش والخيانة وسوء الظن بالناس لقتلوه، وسعوا في روحه وأهلكوه فانظر كيف ستر أسرار وعورته.

هذا ستره الثاني الذي هو ذكره، نعم هذا من كسب القلب، لا هذه حاجات لا يعلمها إلا الله لكن من كسب القلب إن هو يكون بغل وحسد وحقد على من امامه هذا من كسب القلب، لابد للإنسان أن يخرجه من صدره لكن أيضا الذي يتعدى باليد، طب ما هو هذا من كسب اليد، أنت ممكن واحد يتعدى باليد وبعدها خلاص ولا كأنه عمل اي شيء هو يعني ماذا؟ يده فالته مثل ما نقول لسانه فالت، وبعدين خلاص. نعم هذا موجود سبحان الله موجود نعم هذا مصنف وهذا مذنب طبعا

وستره الثالث: مغفرته ذنوبه التي كان يستحق الإفتضاح بها على ملأ الخلق وقد وعد أن يبدل سيئاته حسنات، ليستر مقابح ذنوبه بثواب حسناته.

نعم يبقى الثالث، ستره الثالث؛ مغفرة ذنوبه التي كان يستحق الافتضاح بها على ملأ الخلق وقد وعد أن يبدل سيئاته حسنات ليستر مقابح ذنوبه بثواب حسناته يا رب بدل سيئاتنا حسنات. قال: ولأن المغفرة تتضمن الستر فقد كان من دعاء داوود: وأعوذ بك من جار السوء ترعاني عيناه وتسمعني أذناه إن رأى حسنة دفنها وان رأى سيئة أذاعها.

انظر الجار السوء، المغفرة تتضمن الستر من أجل هذا المتعبد لله بإسمه الغفور يستر ذنوب غيره يقول لك: فقد كان في دعاء سيدنا داوود وهذا أتى به من المعجم الأوسط للطبراني كما ذكر قال: أعوذ بك من جار السوء ترعاني عيناه وتسمعني أذناه إن رأى حسن دفنها وإن رأى سيئة أذاعها وهو قريب من الغفور.

يبقى العفو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي وهو قريب من الغفور ولكنه أبلغ منه وإن الغفران ينبني على الستر وهذا من السلسلة الصحيحة للألباني، دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من جار السوء، ومن زوج تشيبني قبل المشيب، ومن ولد يكون علي ربا، ومن مال يكون علي عذابا، ومن خليل ماكر عينه تراني، وقلبه  يرعاني، وإن رأى حسنة دفنها وإذا رأى سيئة أذاعها)) الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة.

حلوة جدا جدا -من السلسلة الصحيحة للإمام الألباني- وإسناده جيد.

العفو سبحانه، نحن أخذنا الغفور، الغفور يغطي تغطية ستر للذنوب خلاص ستر للذنوب.

العفو فصل أبو حامد في توضيح الفرق بين العفو والغفور قال: العفو يمحو بقى يمحو تتمسح تتمسح وهو قريب من الغفور ولكنه يعني أعلى منه.

وإن الغفران ينبني على الستر والعفو ينبني على المحو، يعني في شيء موجود، ذنب موجود لكن ربي سبحانه وتعالى يستره غير أنه هو يمحى تماما، لذلك في ليلة القدر نقول: اللهم إنك عفو تحب العفو فعفو عني، اللهم إنك عفو كريم حليم عظيم تحت العفو فاعف عني، قال: ولكنه أبلغ منه وإن الغفران ينبني عن الستر والعفو ينبني عن المحو والمحو أبلغ من الستر واجتماع اسمي الغفور والعفو فيه أجمل الكمال، فهو سبحانه يمحو أثر الذنوب نهائيا حتى يعفو أثرها.

وأما تقديم الغفور على الرحيم في أكثر الآيات فيقول: عنه ابن القيم: وأما تقديم الغفور على الرحيم فهو أولى بالطبع لأن المغفرة سلامة والرحمة غنيمة والسلامة تطلب قبل الغنيمة وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن العاص: ((يا عمرو، إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك الله، وأرغب لك رغبة من المال صالحة، قلت: إني لم أسلم رغبة في المال، إنما أسلمت رغبة في الإسلام، فأكون مع رسول الله، فقال: يا عمرو، نعم المال الصالح للمرء الصالح)) الراوي: عمرو بن العاص، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الأدب المفرد، ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني الرسول صلى الله عليه وسلم قال لسيدما عمرو بن العاص أبعثك وجها يسلمك الله فيه، يعني أنا سأتركك تتجه لمكان ربنا سيسلمك فيه ويغنمك وأرب لك رغبة من المال، يعني أهم شيء أن ربنا يسلمنا أولا.

فقال لك: تقديم الغفور لماذا؟ قال لك لآن المغفرة سلامة إن أنا أسلم من الذنوب يا رب اغفر لنا يعني أنت لما تقول: يا رب اغفر لي لا يعني أنا لم أذنب لكن معناه أن أنا أذنب وانت تسترني فقط لا أنا لا أريد اذن في الروعة المغفرة سلامة المغفرة سلامة والرحمة غنيمة والسلامة تطلب قبل الغنيمة ويا رب يا رب ما تجعل لنا ذنبا الا غفرته ولا هما الا فرجته ولا عسيرا إلا يسرته، ونسأل الله السلامة والغنيمة والكسب ورزق القلوب اللهم آمين.

المرة القادمة ان شاء الله سنأخذ الفقرة بعنوان: "المبالغة في الغفران" ومن تعبدك باسم الله الغفور أن تكثري من الاستغفار وقت الوقت في كل وقت استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه وتكثري من أسباب المغفرة وسنعرف ما هي أسباب المغفرة وسنأخذ آداب الاستغفار وأوقات الغفران وطبعا بابه مفتوح ليل نهار وأسباب الاستغفار جميلة.

في الاستغفار الشامل والاستغفار المنهمر، فنسأل الله عو ةجل أن يفقهنا هذا الفقه الأكبر ونرجوه أن يرزقنا العمل بالعلم وأن يكون هذا العلم حالا لنا جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

تعليقات