السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فما صغر نفس مثل معصية الله.
وما كبرها وشرفها ورفعها مثل طاعة الله.
قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها
المعنى زكاها قد افلح من كبرها واعلاها بطاعة الله واظهرها.
وقد خاب وخسر من دساها ويخفي مكانها ويتوارى من الخلق من سوء ما يأتي به
سبحان الله فالطاعة والبر تكبر النفس وتعزها وتعليها حتى تصير اشرف شيء واكبره. وازكاه واعلاه ومع ذلك فهي اذل الشيء واحقره واصغره لله تعالى وبهذا لله حصل لها العز والشرف والنمو.
فما صغر نفس مثل معصية الله.
وما كبرها وشرفها ورفعها مثل طاعة الله.
لو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترضى بالدون فاصل الخير كله بتوفيق الله ومشيئته وشرفها ونبلها وكبرها ⚘واصل الشر خفتها ودنائتها وصغرها.
بسبب ان النفوس الشريفة لا ترضى من الاشياء الا باعلاها وافضلها واحمدها عاقبة فالنفس الشريفة العلية لا ترضى بالظلم ولا بالفواحش ولا بالسرقة والخيانة لانها اكبر من ذلك واجل.
والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الاقذار.
فكل نفس تميل الى ما يناسبها ويشكلها
كل يعمل على شاكلته. اي على ما يشاكله ويناسبه.
كذبت تمود بطغواها اي بسبب طغيانها وترفعها عن الحق وعتوها على رسولهم سيدنا صالح عليه السلام. اذ بعث اشقاها اي اشقى القبيلة وهو قدار ابن سلف لعقرها حين اتفقوا على ذلك فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام محذرا ناقة الله وسقياها اي احذروا عقر ناقة الله التي جعلها لكم آية عظيمة. ولا تقابلوا نعمة الله عليكم بسقي لبنها. فكذبوا نبيهم صالحا. فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم. اي دمر عليهم وعمهم بعقابه. وارسل عليهم الصيح من فوقهم والرجف من تحتهم فاصبحوا جاثمين على ركبهم لا تجد منهم داعيا ولا مجيبا فسواها عليهم اي سوى بينهم في العقوبة ولا يخاف عقباها اي تبعتها وكيف يخاف و هو القاهر? لا يخرج عن قهره وتصرفه مخلوق. الحكيم في كل ما قضاه وشرعه.
من شرح سورة الشمس
للأستاذة أمنية بنت محمد
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك إذا كان لديك أي تساؤل وسنجيبك فور مشاهدة التعليق